رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
اخرى عقد زواج عرفى قرأته بأنفاس
مقطوعه ودقات قلب متسارعة عقد زواج فريد ونجوى !! بحثت عينيها بلهفه عن توقيعه للتأكد بدءت الدموع تترقرق داخل مقلتيها فهى تعرف توقيعه جيدا وتعاملت معه الالاف المرات وهو نفس ذات التوقيع الواقع هنا فى ذلك العقد قرأته مره ثانيه وثالثه ورابعه ربما هناك خطأ ما لا ليس هناك اى اخطاء العقد بتاريخ قديم قبل حتى عقد زواجهم بشهر اى انهم معا منذ ٤ اشهر لا فريد لا يفعل بها ذلك هذا ما فكرت به ودموعها تنساب فوق وجنتيها بقوه رساله مصوره اخيره من ذلك الرقم المجهول من احد المعامل المشهوره تحليل حمل بأسم نجوى سعيد العمرى النتيجه ايجابيه صړخت حياة وهى تلقى الهاتف من بين يديها ما هذا الکابوس الذى سقطت به لا يعقل فمنذ زواجهم وهو يبيت كل ليله داخل منزله حتى فى بدايه زواجهم عندما كانت غرفهم منفصله كان يبيت كل لياليه فى غرفته وايضا منذ ما يقارب الشهرين وهى معه فى العمل وفى الليل تنام داخل احضانه ولكن ايضا تاريخ العقد قبل زواجهم شهقت بفزع هل يعقل ان حديثه تلك الليله على ان سفريته قضاها معها صحيح ! وهى من ظنته قال لها ذلك من اجل أحزانها لا فريد لا يفعل ذلك بدءت الرؤيه لديها تتشوش من كثره الدموع المنهمره من مقلتيها ستواجهه والان ستهاتفه وتستعلم منه عن كل ذلك الهراء الذى وصل إليها تحركت لتمسك هاتفها وتخرج رقمه وفى تلك اللحظه صدع رنينه معلنا عن ورود اتصال جديد لها من نيرمين لم تكن حياة فى حاله تسمح لها بالاجابة عن اى اتصالات لذلك رفضت الاتصال عاودت نيرمين اتصالها عده مرات متتالية دون انقطاع يليها رساله نصيه مختصره مفادها انها بالخارج تريد التحدث إليها بأمر عاجل لا يحمل التأخير والحرس يمنعها من الدخول ترى هل ستخبرها بشئ ما يخص تلك الصور والعقد اندفعت تستقبلها بأمل فربما تخبرها بكذب تلك الصور وذلك العقد والتحليل أعطت حياة اوامرها للحارس بأفساح
اما عن نيرمين فقد هرولت تلحق بحياة التى سبقتها للداخل وهى على يقين ان مخططها مع نجوى قد اصاب هدفه فحياة على وشك السقوط مغشيا عليها من شده الإعياء وشحوب الوجه اخذت نفسا عميقا متصنعه الهلع ثم هتفت بلهفه انطلت جيدا على حياة التى لم تكن ترى الامور بشكل سليم
سألتها حياة پحده وهى تبتعد عنها عده خطوات
ليه !!! عشان مشوفش اللى هيتبعتلى !! اتاخرتى يا نيرمين
شعرت نيرمين بالانتصار من تصديق حياة لتمثليتها فأردفت تسألها متصنعه القلق
قصدك ايه !! اوعى تقوليلى ان نجوى بعتتلك حاجه !!
صړخت حياة تجيبها
هى بعتتلى حاجه واحده بس !! دى بعتتلى كل حاجه
تحركت نحو نيرمين مرة اخرى ثم رفعت ذراعها تهزها پعنف وهى تهتف بتوسل
انتى كنتى صاحبتها قولى ان ده مش حقيقى قولى فريد ميعملش كده فيا
اخفضت نيرمين رأسها لتهرب من النظر فى عينيها ثم اجابتها بخفوت
انا كان نفسى ألحقها قبل ما تبعتلك بس ملحقتش للاسف
قصدك ايه !
ابتعلت نيرمين لعابها بتأثر مدروس ثم قالت بخفوت
نجوى كلمتنى وهى فى حاله هيستريا وهددتنى لو فريد مكلمهاش النهارده هتبعتلك وهتقولك كل حاجه وانا حاولت اكسب وقت لحد ما اوصل لفريد واحذره بس طبعا انتى عارفه هو قد ايه بيكرهنى فملقتش حل قدامى غير انى اجى هنا وأحاول اخبى الرسايل دى عنك
ضيقت حياة عينيها فوق نيرمين تسألها بأستنكار
يعنى انتى كنتى عارفه !! عارفه ان فريد متجوزها !!
هتفت نيرمين مدافعه عن نفسها بمهاره
حياة لو سمحتى اهدى دى كانت حاجه قديمه قبل ما فريد حتى يتجوزك وانا متأكده انه من بعد جواركم مبقاش له اى علاقه بيها
قديم !!! وحملها ده كمان قديم انا لازم اعرف التفاصيل
اجابتها نيرمين وعيونها تلمع بأنتصار فزوجه اخيها تصدقها بالكامل
بصراحه هو جواز فريد من نجوى كان غلطه يعنى كل الحكايه انهم فى يوم كانوا بيشربوا مع بعض وتقلوا شويه فى الشرب وتانى يوم فاقوا لقوا نفسهم سوا طبعا ده اللى نجوى حكتهولى وبعدها جه موضوع جوازكم وكل ما فريد كان بيحاول يطلقها كانت بتهدده انها هتبلغك وصدقينى هو عشان بيحبك كان خاېف يخسرك
ارتمت حياة على اقرب مقعد لها فقدميها لم تعد قادره على حملها بعد كل ما سمعته ظلت تشهق وتنتحب بقهرحتى نفذت دموعها وشعرت بكل قواها تختفى رفعت كفها تتلمس بطنها بحسره ثم سألت نيرمين بخفوف وهدوء عجيب
وحملها !
اجابتها نيرمين بأقناع
انا بلغتك ان فريد من ساعه ما اتجوزك مبقاش له اى علاقه بيها والحمل حصل يومها
قاطعتها حياة متسائله بأعتراض
بس تاريخ التحليل من شهرين بس
اجابتها نيرمين مفسره بمهاره
انا كمان اخدت بالى من كده وهى لما بلغتنى مصدقتش برضه لحد ما فى يوم روحت معاها الدكتوره وشفت بنفسى
بحديثها هذا قضت نيرمين على اخر امل يراود حياة لذلك اخذت نفسا عميقا ثم قالت بأنكسار
بعنى انتى كنتى عارفه ان اخوكى هيبقى عنده طفل وساكته
اجابتها نيرمين مدعيه البراءه
بصراحه فى الاول مكنتش مهتمه ويمكن اكون مبسوطه عشان نجوى بس بعد ما شفت وشها المنافق واتعرفت عليكى كويس خفت تعرفى وحياتكم تدمر
هزت حياة رأسها بضعف وهى تلتقط هاتفها وتتحرك نحو الدرج ركضت خلفها نيرمين تستوقفها وهى تسألها بقلق
انتى رايحه فين !
اجابتها حياة بنبره خفيضه منكسره
ولا حاجه هطلع انام لو سمحتى سبينى لوحدى دلوقتى
لم تجادلها نيرمين فمهمتها نفذت على اكمل وجهه وما تبقى فى يد حياة لذلك اومأت برأسها لها موافقه ثم انصرفت نحو الخارج
صعدت حياة إلى غرفتها وهى تجر اذيال الخيبه خلفها فعقلها لا يستوعب بعد كل ما علمه حتى الان وهى من كانت تنظر عودته على احر من الجمر لتخبره ببشرى ابويته وهو فى الاساس اب لوت فمها بتهكم مرير وهى تجلس فوق الفراش بجمود وتفكر پقهر هذا يفسر كل شئ فالطالما كانت تتسائل عن سر تهاونه مع نجوى والان أضحت الاجابه واضحه امام عينيها ببساطه لانها زوجته حتى لو كان بعقد عرفى هى تسمى زوجته !! عادت الدموع لتملئ عينيها مرة اخرى يبدو ان السعاده تأبى ان تكتمل معها صدع رنين هاتفها وتلك المره المتصل هو فريد نفسه بالطبع اخبره حارسه بزياره نيرمين لذلك يهاتفها رغم فارق التوقيت بينهم اجابته بنبره خافته حاولت قدر الامكان اخراجها طبيعيه اما هو فهتف بها پحده متسائلا على الفور
حياة نيرمين كانت هنا بتعمل ايه !! انا مش نبهت عليكى قبل كده !!!
بمجرد سماعها صوتها بدءت تشهق فى البكاء دون مقدمات استمع إلى بكائها بقلب قلق ظنا منه ان بكائها
بسبب حدته معه لقد اتخذ قراره عندما يعود سينهى مع والده موضوع نيرمين إلى الأبد هتف اسمها بنعومه بعد فتره من استماعه لشهقاتها المتلاحقة محاولا تهدئتها فأجابته بنبره ضعيفه متحشرجه
فريد ممكن نتكلم بعدين عشان خاطرى بلاش النهارده
زفر بضيق ثم قال بحزم قبل إنهائه المكالمه
طيب تمام انا هحاول اخلص الشغل هنا واركب طياره بكره وبليل هكون عندك
انهت معه المكالمه بوداع مقتضب واستلقت فوق الفراش تحاول الوصول لقرار ما لن تفرط فى طفلها مهما حدث هذا اول قرار اتخذته ولكنها ايضا لا تستطيع العيش مع فكره وجود طفل اخر لديه ومن تلك الحرباء نجوى لا لن تسمح لمأساته ان تتكرر مع طفلها ومع وجود عقد زواج بينهم تخشى تكرار ماضى والده ووالدته معه ومعها إذا ما الحل ! هل تجبره على التخلص من ذلك الطفل لا فضميرها لا يسمح لها وحتى اذا سمح لها اين تذهب من عقاپ الله لها !! لا يوجد سوى الحل الذى كانت تخطط له من البدايه ستفر هاربه بروحها وطفلها نعم على الاقل مؤقتا هى ستحمى نفسها وطفلها وليحدث ما يحدث بعدها هذا ما قررته بأصرار وهى تغمض عينيها محاوله السيطره على شعور الغثيان الذى اجتاحها
فى الصباح انتظرت حياة شروق الشمس ثم بدءت تتحرك لتنفيذ خطتها هذا اخر قرار اتخذته لن تجلس فى منزله دقيقه واحده وهى على علم بزواجه من اخرى وحتى لا تثير الشك ستتحرك كالمعتاد فقط بحقيبه يدها تناولت حبوب الغثيان التى نصحتها الطبيبه بتناولها فى الصباح لتقليل شعورها به واغتسلت جيدا ثم ارتدت ملابس عمليه مريحه عباره عن بنطال من الجينز وحذاء رياضى ابيض مع جاكيت رياضى وحقيبه ضهر صغيره حانت منها التفاته اخيره لتلك القماشه المطويه بين ملابسها والتى أعطاها لها فريد يوم زفافهم رفعتها إلى فمها لتقبلها ثم وضعتها داخل حقيبتها وتركت هاتفها فوق المنضده فبعد كل شئ هى لا تريده ان يتتبعها من خلاله هبطت للأسفل متوجهه نحو الحديقه
وطلبت من الحارس الذهاب إلى مول تجارى لشراء بعض الأشياء الخاصه تردد الحارس فى موافقته ثم تحرك مبتعدا عنها كانت تعلم انه يأخذ الإذن من رئيسه اولا ولكنها لم تهتم يكفيها الخروج من ذلك المنزل ونجاح خطتها
هتف وائل فى مساعده بتأثر وهو يضع سماعه هاتفه فوق اذنه
انت متأكد من الخبر صح !
أكد له مساعده الشخصى بثقه
ايوه يا فندم انا فضلت وراها بنفسى وشفتها وهى بتتعامل مع ديلر فى منطقه وبعدها عرفت بطريقتى ان الولد ده تخصص نوادى ليليله وولاد الناس اللى زى حالتها وعرفت انها بتتعامل معاه بقالها شهر او اكتر
اغلق وائل معه الهاتف بأحباط فرغم كل شئ هى فتاه جميله للغايه لسلك ذلك الطريق المحتوم نهايته امسك هاتفه وظل ينظر إليه فتره محاولا اتخاذ قراره هل يخبرها ام لا ! انتظر عده دقائق اخرى ثم اخرج قصاصه الورقه من جيب ردائه الداخلى ليهاتفها ظل يستمع إلى جرس الهاتف منتظرا اجابتها انتهى الجرس دون رد عاود المحاوله عده مرات اخرى دون جدوى انهى اتصاله وقد قرر معاوده الاتصال بها فى وقت لاحق فهذا امر لا يقبل التأخير
بعد حوالى ساعه كانت حياة تقف امام المول التجارى الذى وقع اختيارها عليه بسبب قربه من خطوط السكك الحديدية تحركت وتحرك خلفها حراستها وعند وصولها إلى محل المستلزمات الاسلاميه طلبت منهم انتطارها فى الخارج لشراء هديه لاحد زميلاتها بعد قليل خرجت وهى