رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


للابتسام بقوه ثم فجأه وبدون اى مقدمات سألته برجاء 
فريد .. ممكن احضنك !..
لم يجيبها ولكن بدلا من ذلك ابعد يده السليمه عن جسده مشيرا لها للاقتراب مالت بجسدها تحتضنه بحذر شديد دون تحميل ثقلها عليه سانده جبهتها على الوساده وما تبقى من وجهها واقعا بين المسافه بين الوساده وكتفه ثم اقتربت ببطء حتى شعرت بأنفاسه المتعبه تلامس اذنها تنهدت براحه فالآن يمكنها الاسترخاء وقد عاد دفء انفاسه يحيط روحها .
فى الصباح استيقظ فريد شاعرا بثقل ما جاثيا فوق ساقه اليمنى فتح عينيه ببطء فوجدها غافيه ورأسها مستنده فوق ساقه بكسل ويدها محتضنه كفه بقوه كأنها تخشى هروبه ابتسم ببطء ثم حرر يده من كفها وبدء يتلمس خصلات شعرها بأشتياق لم يدرى كم مضى عليه من الوقت وهو غافيا بتلك الضماده الغبيه التى تكتسى صدره ولكن الشئ الوحيد الواثق منه هو انه يريد اعتصارها بين احضانه حتى يطفئ شوقه لها فى تلك اللحظه دلفت الممرضه للغرفه فانتفضت حياة من نومتها تسألها بقلق 

ميعاد الدوا جه !..
اجابته الممرضه بأبتسامه ودوده وهى تتحرك بأتجاهه وتناوله عدد لا بأس به من الادويه ثم تفقدت جرحه قبل ان تقول بهدوء 
٥ دقايق وهننقل حضرتك لأوضه عاديه لو مستعد ..
اومأ لها فريد برأسه موافقا وقد بدء يستعيد عافيته وقوته شيئا فشئ
تمت عمليه نقله إلى غرفه عاديه بمنتهى اليسر والسهوله فيبدو ان وجوده داخل المشفى جعل الجميع يعمل على قدم وساق حتى رئيس الأطباء كانت متواجد جوارهم بشكل دائم انتهى الطبيب المعالج من تفحص جرحه المره الاخيره ثم بدء فى إعطاء تعليمات صارمه الموضه التى كانت تستمع لتعليماته بتركيز تمام فى تلك اللحظات تسللت حياة تجلس قبالته على الفراش الوثير فى تلك الغرفه التى تشبهه غرف الفنادق لوت فمها بسخريه وهى تجول بنظرها بداخلها فبالطبع اذا لم تكن تلك الغرفه من نصيب فريد رسلان فلمن تكون 
عادت تنظر إليه وهى تفكر بشوق فكم تود فى تلك اللحظه إمساك ذراعه ووضعه فوق خصرها كمان كان يفعل دائما بتملك أعادها من شرود افكارها صوت الطبيب يوجهه حديثه إليها قائلا بنبره وابتسامه ذات مغزى 
حمدلله على سلامه فريد بيه يا مدام ..
اخفضت حياة رأسها بخجل متذكره كيف جذبت ذلك الطبيب من ردائه وقامت بتهديده ثم رفعت رأسها ببطء تبتسم له بموده
وتقول بنبره شبهه معتذره 
شكرا لمجهودك يا دكتور والفضل لحضرتك بعد ربنا سبحانه وتعالى .. وبتمنى ان حضرتك تعذرنى على اى حاجه حصلت اليومين اللى فاتوا دول ..
اومأ لها الطبيب رأسه وهو يبادلها ابتسامه متفهمه قبل ان يتحرك وتتبعه الممرضه إلى الخارج .
شعرت حياة به يتململ بجوارها وهو يزفر ببطء لم تكن تحتاج للنظر إليه لتعلم انه غاضب فرغم ضعف حركته الا انها كانت تعلم جيدا انها حركات غاضبه رفعت رأسها بترقب شديد تنظر نحوه فوجدته بالفعل يرمقها بنظرات حانقه فى السابق كانت تغضب كثيرا من غيرته اما الان فهى تريد رمى نفسها بداخل احضانه وتقبيله حتى يعلم انها الوحيد الذى يمتلك قلبها حاولت كتم أبتسامتها وهى تراه يضغط على شفتيه بقدر ما يسمح له ألمه وقد قررت إراحته لذلك تحدثت مبرره 
فريد .. ينفع اقولك حاجه !..
لم يجيبها واستمر فى رميها بنظراته الحانقه فأردفت تقول بنبره طفوليه هامسه كأنها تعترف بذنب كبير 
لما انت كنت فى العنايه الدكتور رفض انى ادخل وانا بصراحه هددته لو مخلنيش افضل معاك لما تفوق هترفده ..
انهت جملتها وجعدت انفها وهى تنظر نحوه بترقب كأنها تنتظر توبيخه حاول هو كتم ابتسامه كادت تظهر على شفتيه ثم تنحنح قائلا بنبره جامده 
العرض لسه متاح .. استمرى انتى فى معاملته كده وان شاء الله هيقعد فى بيتهم بكره ..
ضغطت فوق شفتيها بقوه واخفضت نظرها لإخفاء تلك الابتسامه السعيده التى لاحت فوق شفتيها ثم اردفت محاوله تغير مجرى الحديث 
على فكره بباك وتيتا سعاد كانوا هنا متحركتش من جنبك .. هما بس بيروحوا بليل وشويه وزمانهم على وصول ..
لم يعقب على جملتها مطلقا بل فاجئها بسؤاله قائلا بجمود 
ومروحتيش معاهم ليه !..
رغم الجمود الذى كان يغلف نبرته الا ان نظرته كانت تلوح بسؤال اخر مختلف كانت تعلم انها لازال يعاملها بجمود بسبب غيرته لذلك اجابته قائله بتهكم شديد 
امممم .. بصراحه الجو شتا والدنيا برق ورعد .. والبيت بتاعك ده على البحر على طول وانا بخاف من صوت البحر بليل .. عشان كده قلت خلينى هنا احسن ..
رفع احدى حاجبيه وقد بدء المرح يظهر جليا بداخل عينيه ثم اجابها بنبره شبهه مرحه 
يعنى انتى بتستغلينى حتى وانا تعبان !!!...
لم تستطع كتم ضحكتها لاكتر من ذلك فأجابته ضاحكه وهى تمد يدها وتحتضن يده اليمنى قائله بسعاده 
قدرك بقى ..
لم يعقب وبدلا عن ذلك ظل يتأملها مطولا
بنظرات اسرتها وجعلتها هى الاخرى فاقده للنطق 
قاطع نظراتهم صوت الباب الذى اندفع وظهر من خلفه والده يليه الجده سعاد حياه والده بجمود شديد رغم الدفء الواضح فى عينيه ونبرته ورغم قلقه وذعره الذى لم يفارقه الايام الماضيه والذى كانت حياة شاهده عليه فكرت بسخريه وهى تتأمل استقبال فريد له فقد باتت تعلم من اين ورث كل ذلك الجمود والجفاء اما عن الجده سعاد فقد اندفعت نحوه بعيون دامعه تحتضنه بحب شاكره الله على استجابه دعائها ورؤيته مره اخرى سالما ربت فريد على ظهرها مطمئنا وكان ذلك هو اقصى رد فعل بدر منه وهو يستقبلهم استقامت الجده سعاد فى وقفتها مره اخرى وهى تتمتم بمكر 
لا ماشاء الله ده ډم حياة اللى اتنقلك خلاك زى الفل اهو .
تجمدت نظرات فريد فوق حياة التى أبعدت وجهها عنه بخجل شديد ثم سالت الجده حياة محاوله الهرب من نظراته التى لازالت تشعر بها فوقها 
تيتا حضرتك
جبتيلى الحاجات اللى طلبتها !..
اجابتها الجده بمرح وهى ترى احمرار وجنتيها 
اتفضلى يا ستى كل الحاجات اللى طلبيتها لحد ما تروحى مع انى كنت افضل ترجعى البيت تريحى شويه واحنا هنا معاه ..
هزت حياة رأسها رافضه بصرامه وهى تتحرك نحو الحقيبه الموضوعه فوق الارضيه تلتقطها وتتجه بها نحو المرحاض لتبديل ملابسها .
استبدلت حياة ملابسها وقامت بارتداء كنزه صوفيه ناعمه ذات فتحه عنق منخفضة من اللون الاحمر مع بنطال يلائمها من اللون الاسود ثم مشطت شعرها جيدا ورفعته لاعلى على هيئه كعكه بسطيه وتركت الكثير من خصلات شارده فوق وجهها وعنقها لتبرز نعومته ثم تحركت إلى الخارج بعدما استعاده جزء كبير من نشاطها وسعادتها بسبب استيقاظه 
تسمرت نظرات فريد فوقها بمجرد رؤيتها تتقدم منه وهى ترتدى تلك الكنزه الواسعه التى تجعلها تبدو كالطفله بداخلها طفله اى طفله تلك التى تبدو بهذا المظهر الرائع المثير فقط بسبب كنزه !! وقعت عينيه على فتحه عنقها وتلك القلاده الفضيه الصغيره التى كانت تلازمها والتى كانت تحتك بعنقها فى كل خطوه تخطوها غتثير اعصابه اغمض عينيه بقوه لاعنا ذلك الالم الذى يضرب صدره ويمنعه من التحرك والتنعم بقربها ودفء جسدها جلست حياة فى احدى المقاعد المجاورة له بتوتر وهى ترى نظراته مسلطه عليها وللحقيفه لم تستطع هى الاخرى ابعاد نظرها بعيدا عنه فكل ما تمنته فى اليومين الماضيين هو النظر بداخل عسليتيه والشعور بالدفء والامان المنبعث منهما
انقضى النهار سريعا وقد لاحظ فريد انها لم تتناول شئ خلال اليوم بأكمله فقط قهوه وبعض العصائر اذا لذلك السبب تبدو شاحبه ومرهقه بالطبع ستبدو مرهقه بعدما تبرعت له بدمائها هل يحق لامراه ما ان تكون بكل ذلك الجمال والشحوب يملئ وجهها ! هذا ما فكر به بيإس وهو يتأمل وجهها بعشق خالص كل ما يريده هو ذهاب والده وجدته حتى يتسنى له ضمھا بين ذراعيه ولتذهب تعليمات الطبيب إلى الچحيم معه .
زفر فريد براحه بعد توديع والده وجدته وتحركها من جديد لتجلس قبالته وتسأله بأهتمام 
انت كويس !..
هز رأسه لها ببطء دون حديث ثم سألها بصوت أجش
ممكن بس ترفعيلى السرير شويه !..
تحركت على الفور تنفذ طلبه ثم بعدها اقتربت منه حتى شعر بعطرها يغزو انفاسه وخصلات شعرها تلامس جبهته وهى تعدل له من وضع الوساده خلفه حتى يستلقى بوضعية مريحه عادت بعدها لتجلس بعيدا عنه ولكنه رفع ذراعه الأيمن ليضعه فوق مؤخره ظهرها ثم ضغط عليه برفق شديد فى اشاره لها للاقتراب منه تحركت على الفور تلتصق به وكم أسعدها يده التى إحاطتها بتملكها المحبب لها رفعت جفونها تنظر نحوه فوجدته يتأملها بحب شديد فرفعت أصابعها تتلمس ذقنه النابته بنعومه شديده ثم قالت بصوت ناعم كالحرير وهى تتبع بأصبعها خطوط عنقه ثم انزلقت حتى وصلت إلى بدايه جرحه 
دمى بقى بيجرى لحد هنا وبعد كده بيروح لكل جسمك قبل ما يرجع لقلبك تانى ..
اجابها بنبره هامسه 
مش بس دمك اللى بيجرى جوايا .. كلك يا حياة ..
برقه بالغه وهى تقترب منه لتتلمس دفء انفاسه غمغم هو بهمس ناعم قائلا 
حياة بوسينى .
لم تتفاجئ من طلبه فهذا كل ما كانت تفكر به فى تلك اللحظه انحدر نظرها مباشرة حيث فمه ثم غمغمت بنفس النبره الهامسه معترضه
فريد .. چرحك ..
قاطعها هو قائلا بعيون داكنه 
مش متخيل انى
كنت هروح من غير ما ....
قاطعت حديثه بعمق غير عابئه بأى شئ مما حولها سوى قربه المتملكه ابتعدت عنه بعد قليل ثم أسندت جبهتها فوق جبهته وانفها تلامس انفه تتنفس انفاسه بأستمتاع قالت له وهو مغمغضه العينين 
انت عارف لو اتقفشت الدكتور هيعمل فيا ايه !..
اجابها مازحا وهو يطبع قبله خفيفه فوق انفها 
انا بتلكك عشان امشيه ..
دوت ضحكتها عاليا وهو يغمغم بمرح 
انتى بتستغلى مرضى صح !..
شهقت پصدمه ثم رفعت رأسها قائله بعتاب 
والله !! انت اللى طلبت انى ..
متى تخضعين لقلبى
الفصل الواحد والعشرون ..
ولم تفعل هى بل ظلت تستند بجبهتها على جبهته وهى تحتضن وجهه بكفها كأن كل منهما يتلمس العون من صاحبه بعد فتره من الوقت تحركت برأسها مكرهه حتى تسمح له بالتنفس براحه ولكنه منعها قائلا بصوته الاجش 
خليكى .. نفسك مدفينى ..
يالله .. أيجب عليه ان يكون بتلك الروعه طوال الوقت انها تجاهد لكبح جماح لسانها حتى لا ينفجر ويكشف عن كل ما يحمله قلبها له من عشق وهيام تنهدت بحب وهى تعود وټدفن وجهها داخل ثنايا عنقه حيث راحتها وامانها .
بعد وقت ليس بقليل وهما على تلك الحاله ابتعدت هى عنه ببطء بعد سماعهم طرقه خفيفه فوق باب الغرفه يليه دخول احدى الممرضات وهى تحمل صينيه محمله بالدواء بين يديها استقامت حياة فى وقفتها قبل ان
 

تم نسخ الرابط