رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
المحتويات
هو ده اللى عندى واعملى حسابك تلمى هدومك انا خلاص جبت شقه ايجار ومن بكره هنتنقل ليها وأقسم بالله لو بوقك اتفتح او اعترضتى لارمى عليكى اليمين دلوقتى وارميكى فى الشارع انتى وعيالك !!
ازدرد ريقه بقوه قبل ان يضيف بتوعد
ومن بكره الحال المايل ده هيتعدل وهشوف البت دى اللى عايشه عيشه البشوات هتتربى ازاى
ثم نفض ذراع حياة من قبضته وخرج صافقا باب الملحق خلفه بقوه انتظرت حياة خروجه ثم ركضت نحو الحديقه وهى لازالت تبكى حتى وجدت فريد يجلس بهدوء تحت شجرته المفضله هتفت بإسمه بصوت باكى تشتكى له من والدها قائله من بين شهقاتها المتلاحقة
قاطعها صوت فريد الطفولى يهدئها وهو
يمسح فوق شعرها بحنان قائلا بأصرار
مټخافيش يا حياة انا هحميكى منه ومش هخليه يعملك حاجه وبعدين انا دلوقتى هكبر وهتجوزك واخليكى تعيشى معايا انا وانتى وماما بس بعيد عنه وعن بابا
هزت رإسها له بحماس موافقه وهى تمسح بكف يدها دموعها المنسابه فهى تثق به وتعلم انه بطلها وحاميها الاول تنهدت بعمق وهى تفكر فيبدو ان قوة ذلك الصغير لم تكفى لردع والدها عما انتوى القيام به وبالفعل فى اليوم التالى انفصلت حياة عن فريد دون حتى وداع
حياة مفيش روح لهناك تانى فاهمه !!
الټفت تنظر إليه وعيونها تنطق بالشرر قبل ان ټنفجر وتصرخ به بقوه وهى تدفعه بكلتا يديه للخلف قائله
ابتعلت ما تبقى من الكلمات بداخلها وهى تشهق بقوه وجسدها يرتجف من شده الڠضب ظل فريد ينظر إليها پصدمه يحاول استيعاب حديثها وسبب ذلك الاڼهيار الغير مبرر تقدم خطوه منها يمد كلتا يديه ويحاول احتضانها ولكنه تفاجئ بها تلكمه فوق صدره بقوه وهى تصرخ بأستياء
قاوم فريد لكماتها المتتالية واڼهيارها وهو يشدد من احتضانه لها حتى استكانت وهدئت بين ذراعيه ثم قامت بمسح عبراتها المنهمره بكثره قبل ان تدفعه برفق وهى تمتم بنبره منهمكه
انا كويسه لو سمحت سيبنى
فك حصارها من بين ذراعيه وتركها لتتجه نحو الدرج وملامح وجهه يكسوها الصدمه يحاول عقله استيعاب كلماتها وما تفوهت به للتو
الفصل الثامن
متى تخضعين لقلبى
الفصل الثامن
مرت الايام التاليه على فريد كالچحيم فترتيبات عمله من جهه وكلمات حياة التى كانت تطن داخل أذنه دون توقف من جهه اخرى اما أسوئهم فهو اضطراره إلى التعامل مع نوبات ڠضب حياة المتواصله التى لم تدخر جهد لأثاره غضبه بكل الطرق الممكنه الامر الذى تطلب منه اقصى درجات ضبط النفس حتى لا يصب جام غضبه عليها فهى كانت تتعمد استفزازه ومعاندته فى ابسط المواقف والامور لذلك قرر ان افضل حل هو تجاهلها وعدم الاحتكاك بها حتى يتخلص من اعباء عمله وعقوده التى تتطلب التجديد قبل ان يتفرغ لها فهو عاقد النيه وبقوه على اكتشاف ما اشارت إليه من كلمات خلال حديثهم الاخير اما غضبه ويأسه المتزايد فكان يتخلص منه من خلال موظفيه المساكين او داخل صالته الرياضيه او الاسوء من خلال ذلك المشروب الذى اصبح يلازمه بكثره خلال لياليه
استيقظ فى صباح اليوم السابق لحفله التجديد بأرهاق فرك وجهه بقوه فلديه يوم عمل مملؤ وشاق اتجه اولا نحو المرحاض ليأخذ دشا سريعا يعيد إليه نشاطه ثم هبط فورا إلى غرفه مكتبه مقررا على غير العاده ترتيب اوراق اجتماعه والذهاب إلى مقر الشركه قبل موعد الاجتماع مباشرة
اما عن حياة فقد ندمت على ما تفوهت به تلك الليله فهى تعلم فريد وتعلم انه لن يمر ما تفوهت به مرور الكرام لذلك آثرت الهرب اما عن طريق المكوث داخل غرفتها والخروج بعد التأكد من خروجه للعمل او بمهاجمته و اثاره حنقه اذا حدث بالخطأ وصادفته
بعد منتصف الظهيرة انتهى فريد من تدقيق اوراق اليوم ثم تمطى بأرهاق قبل ان يقرر جمع اوراقه والتحرك فى تلك الأثناء نظرت حياة فى ساعه يدها فوجدتها تجاوزت الثانيه عشر ظهرا والهدوء يعم المكان وعلى ذلك تستطيع التحرك بحريه فى غيابه ارتدت لباس رياضى ثم توجهت مباشرة نحو الدرج صادفت فريد عند مدخل الخروج الذى تسمرت نظرته ما ان رأها فقد كانت ترتدى لباس رياضى رائع مزيج من اللونين الابيض والاسود يحتضن خصرها ويتناسب تماما مع انحناءات جسدها وترفع شعرها الناعم لاعلى على هيئه ذيل حصان ثم تتركه ينساب بنعومه فوق كتفيها شعر بحراره جسده تزداد من ذلك المظهر العفوى والمثير للغايه توقفت هى فى منتصف الدرج بأرتباك لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله فلقد رأها وقضى الامر وليس هناك اى سبيل للهروب او الركض لاعلى مره اخرى لذلك قررت استئناف طريقها كأنها لا تراه رفعت رأسها بكبرياء وهى تمر من جواره دون حديث زفر مطولا عده مرات للتخلص من كم المشاعر الذى اجتاحته دفعه واحده فهو مزيج غريب ما بين الڠضب والإرهاق والاثارة اوقفها صوته يسألها بنبره منخفضة قائلا بجديه بعدما تجاوزته
حياة انتى رايحه فين !
توقفت عن سيرها بعنفوان ثم عادت خطوتين للخلف حتى تقف امامه قائله بتحدى وهى ترفع احدى حاجبيها
رايحه أتمشى شويه فى مانع !!
ضغط على شفتيه بقوه وأغمض عينيه لبرهه قبل ان يفتحها ويجيبها محاولا الحفاظ على هدوئه النسبى
لا مفيش بس خدى حد من الحرس معاكى وانتى خارجه
انهى جملته وهم بالخروج وهو ينظر فى ساعه يده فلديه يوم مشحون عندما أوقفه صوتها معترضه
انا مطلبتش حد يجى معايا انا عايزه أتمشى لوحدى مش حاجه عويصه والله !!!
توقف عن سيره وأطرق راسه للأسفل قبل ان يهزها عده مرات پشراسه ويمرر كفه داخل خصلات شعره ثم
استدار لها بجسد متصلب قائلا بنبره لا تحمل اى معنى للمزاح
حياة صدقينى الجدال النهارده بالذات مش فى مصلحتك خالص يا تاخدى حرس معاكى وانتى بره يا تستخدمى اوضه الجبم جوه !! انتهى
ثم انهى جملته وتركها تحدق پغضب فى اثره تحرك هو نحو الحديقه ثم استدعى رئيس الحرس ينبهه بنبرته الآمرة
حياة متطلعش من الفيلا لوحدها سامع !! لو عرفت انها خطت خطوه واحده بره الفيلا لوحدها هيكون اخر يوم ليك بكل اللى معاك
انهى تهديده ثم تركه واتجهه نحو سيارته ليصعد بها ويصفق الباب خلفه بقوه وڠضب
بالطبع انتهزت حياة فرصه خروجه من المنزل قبل ان تقرر الاستمرار فى عنادها كانت على وشك الاقتراب من الباب الخارجى للفيلا عند اوقفها احد الحراس بجسده الضخم يسألها مستفسرا بأحترام
حياة هانم حضرتك رايحه فين !
رمقته حياة بنظره متشككه قبل ان تجيبه على مهل قائله
رايحه أتمشى !!
اومأ الحارس لها بخنوع قبل ان يجيبها قائلا
تمام يا فندم اتفضلى حضرتك قدامى
سألته حياة وهى ترفز بنفاذ صبر
يلا فين !! انا بقولك عايزه أتمشى لوحددددى !!!
هز الحارس رأسه لها ثانيا قبل ان يعقب على حديثها قائلا
معلش يا فندم معندناش أوامر انك تخرجى لوحدك
زفرت حياة مره اخرى مطولا وهى تضع يديها فى منتصف خصرها وتنظر حولها متأمله قبل ان تمتم بتفكير
خلاص خلاص مش عايزه حاجه هقعد فى الجنينه شويه
اخفض الحارس رأسه للمره الثالثه لتحييتها بصمت قبل ان يعاود ادراجه إلى موقعه دون ان يستدير بظهره لها
سارت حياة قليلا متظاهره بتأمل الحديقه بأزهارها عندما لمحت سلم خشبى طويل ملقى بأهمال فى احد أركان الحديقه الجانبيه لمعت فكره ما داخل رأسها
وابتسمت بخبث وهى تحدث نفسها داخليا بتحدى قائله
ابقى ورينى هتمنعنى ازاى
ثم صفقت يديها معا بسعاده قبل ان تحاول تحريك ذلك السلم لترفعه نحو السور أتمت مهمتها ونفضت يديها بزهو قبل ان تبدء فى تسلقه عندما شعرت بيد ما تقبض على قدميها من الاسفل
فى مقر شركته كان فريد يجلس فى مقعده الوثير خلف مكتبه العريض يراجع بتركيز التعديلات الاخيره قبل توقيع الغد عندما صدع رنين هاتفه ليملئ الغرفه التقطه بهدوء ينظر فى شاشته قبل ان يعقد حاجبيه معا ويجيب بجمود قائلا
اتمنى تكون حاجه مهمه عشان تشغلنى بيها
صمت قليلا يستمع بتركيز إلى الطرف الاخر ووجه يزداد عبوس ثم أردف قائلا بنبره آمره
خليها عندك اوعى تخليها تطلع لحد ما اجيلك
رفع كفه ليفرك جبهته بأصبعه بأرهاق قبل ان يضيف بنبره تحذير خطيره
تمنعها من غير ما حد يلمسها فاهم !!! لو عرفت ان حد لمسها اقسم بالله هيكون اخر يوم فى عمره سامعنى !!!
ثم انهى مكالمته وانتفض من مقعده ملتقطا مفاتيح سيارته وهو ينفخ بضيق وقد بدء غضبه يتصاعد من أعمالها الطفولية ثم خطى بخطوات واسعه نحو الخارج وهو يتمتم بعصبيه وحنق قائلا
اه يا حياااة !!هشتغل ناظر مدرسه على اخر الزمن !!!
وصل فريد بعد دقائق فمقرعمله لا يبعد كثيرا عن منزله وهذا اهم ما يميزه ثم اندفع بسيارته مسرعا عبر بوابه الفيلا الرئيسيه بعد ان قام بفتحها له متعجلا الحارس الأمنى الخاص بها ولج إلى الداخل پغضب ساحقا الممر الحجرى تحت اطارات سيارته ثم اوقفها فجأه فأصدرت فراملها صرير قوى جعل حياة التى كانت تقف على قرابه من
المدخل تحاول الخروج تنتبه بكامل حواسها لقدومه
ترجل فريد من سيارته برشاقة وسرعه الفهد قبل ان يصفق باب السياره الامامى خلفه بهدوء تاركا محركها لايزال هادرا توجهه نحوها على الفور والڠضب يعلو قسمات وجهه وجسده المنتصب قبض بكفه على مرفقها يجرها نحو الداخل دون ان ينظر فى وجهها قائلا بنبره عصبيه وصوت مكتوم وهو يضغط على شفتيه بقوه
تعالى
تلوت حياة بجسدها بين
متابعة القراءة