رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
الغائب بالطبع تعذره لقد تخلى والده عنه وعن حمايته فى اسوء أيامه ولم يهتم بطفله الوحيد ولا بواجباته كأى اب !!
تنهدت بحزن ودموعها تنهمر فوق وجنتيها بصمت عادت تستمع بحواسها إلى كلماته التى تدمى قلبها دون تعقيب
وفى يوم مدرب المصارعة طلب منى تحاليل كأجراء روتينى عشان التغذيه لان حجمى كان صغير وجسمى ضعيف وبعدها اكتشفوا ان فى ماده فى دمى بتسبب دمور فى عضله القلب على المدى البعيد بس لحسن حظى انهم اكتشفوها بدرى .. طبعا غريب بيه مستحملش يشوف استثماره اللى استناه سنين بيتأذى وفضل يدور لحد ما اكتشف انه مراته المصونه هى اللى عملت كده .. ولما واجهها اڼهارت فيه واعترفت قدامه انها بتكرهنى واكتر حاجه بتتمناها انى احصل الخدامه عشان تبقى صلحت الغلط اللى سمحت بيه من الاول .. متستغربيش من غريب بيه رغم قوته وهيلمانه ده الا ان نقطه ضعفه هى جيهان .. عشان كده شاف ان احسن قرار يرمينى بره فى مدرسه داخليه ارجعله بعدها رجل اعمال اشيل مسئولياتى زى ما كان طول عمره بيتمنى .. بس جيهان معملتش حسابها انى هرجع كده وانى هقدر احمى نفسى من شرها هى وبنتها .. وعارف انهم لدلوقتى لسه بيحاولوا يأذونى وهيأذوكى بس فريد بتاع زمان راح وراح معاه ضعفه وعمرى ما هسمح لحد يقرب منى او من عيلتى او اى حاجه تخصنى ..
فى الصباح استيقظت حياة بجسد متخشب من ثقل جسده الملقى عليها حركت احدى
ذراعيها ببطء شديد عده مرات لفك تيبسه ثم بدء تداعب به خصلات شعره بحنان تململ فريد فى نومته وحرك رأسه للاعلى قليلا علامه على بدء استيقاظه ابتسمت حياة بحب من مظهره العفوى فهى تعشق مظهره عند الاستيقاظ وخصوصا بعبوس وجنتيه التى سرعان ما تتحول لابتسامه كسول بمجرد رؤيتها احنت رأسها قليلا حتى تصل إليه ثم بدءت بطبع عده قبلات رقيقه فوق جبهته حك انفه وقد بدءت ابتسامته فى الظهور ثم غمغم وهو لايزال مغمض العينين بصوته الناعس الذى خرج مكتوم بسبب فمه
اتسعت ابتسامتها وأجابتها بدلال وهى تعبث بمنابت شعره
اتعود .. وانا هضطر أتعامل ..
فتح عينيه ورفع جسده لينظر نحوها ثم اردف يقول بمرح ينافى ما مرا به ليله البارحه
امممممم .. قولتيلى مضطره ..
انهى جملته وبدء يحرك ذراعيه اسفل خصرها ليجذبها نحوه ههتفت حياة بأسمه بنبره عاليه معترضه وهى تحاول كبت ضحكتها
لا فريد .. هتتأخر .. والله الموظفين هيقولوا انا السبب ..
توقف عن جذبها وعبس جبينه متصنعا الجديه ثم سألها بتركيز مستفسرا
على اساس مش انتى اللى بتأخرينى !!..
والله !!! طب اوعى بقى يا استاذ فريد عشان متتأخرش ..
ضغطت على حروف كلمتها الاخيره بتهكم غاضب جعلت ضحكته تدوى عاليا من تقلب مزاجها النارى جذبها نحوه اكثر مضيقا المسافه بينهم ثم قال بأبتسامته العابثه
الموظفين ومدير الموظفين ومدير مدير الموظفين تحت امر حياتى ..
تبدل مزاجها فى الحال وعادت ابتسامتها الخجله فى الظهور من تودده المحبب لها ثم انتهزت الفرصه لتسأله وهو يقترب منها
طب مش هتقولى كنت فين بليل .. انت قلتلى هحكيلك وانا مستنيه ..
ابتعد عنها قليلا وأغمض احدى عينيه قائلا بحاجب مرفوع
مش وقته خالص على فكره ..
عاد ليقترب منها فأسرعت تقول مقاطعه له بنبره حاده نوعا ما
لا وقته .. فريد بجد انت وعدتنى هتحكيلى!!..
زفر مطولا ثم اجابها وهو
هحكيلك بليل ..
دفعته برقه حتى يبتعد عنها قليلا ثم نظرت نحوه مردده بأستنكار
لسه هستنى لبليل !..
اجابها بغموض
اها .. دلوقتى مش فاضى ..
اجابته بأختصار وقد اغضبها تسويفه
امممم عندك حق .. احنا دلوقتى مش فاضيين ..
حركت جسدها مبتعده عنه استعدادا للخروج من الفراش فأردف يقول وهو يوقف تحركها
طب مفيش صباح الخير الاول !..
رمقته بعده نظرات محتده ثم اجابه بأقتضاب من جانب فمها
صباح الخير ..
هتف معترضا بضيق
لا مش هى دى صباح الخير بتاعتى اللى أنا عايزها ..
اجابته ببرود وهى تبتسم له بسماجه
هى دى صباح الخير اللى عندى لحد بليل
هتف بضيق عندما نجحت فى التسلل من بين يديه خارج الفراش قائلا بأعتراض طفولى
حيااااة ..
لم تعيره اى انتباه بل واصلت سيرها نحو الحمام وهى تبتسم بخبث لحق بها وهو يعاود سؤالها بضيق شديد
انتى بتهزرى صح !..
الټفت تنظر نحوه ببراءه شديد ثم سألته بنبره بارده مدعيه عدم الفهم
بهزر ليه !..
هتف مره اخرى زافرا بقوه وهو يحك مؤخره رأسه بيده متسائلا بأعتراض
انتى عارفه ليه ..
اجابته بخفوت وهى تعاود الاقتراب منه بشكل حميمى
لا مش عارفه فهمنى ..
قبض على خصرها بذراعيه والصق جسدها بصدره القوى قائلا من بين شفتيه وهو يخفض رأسه نحوها
انتى بتعاقبينى يعنى !..
سألته هامسه وقد اصبحت شفتيه الان امام فمها بعدما اخفض رأسه نحوها
وانت بتعاقبنى !..
هز رأسه
نافيا ببطء ثم اجابها بصوته الاجش وهو استعددا لتقبيلها
ابدا .. بس عندى حاجات اهم دلوقتى ..
ضيقت عينيها فوقه ثم بدءت تحرك كفيها بنعومه شديده فوق ذراعيه العاربين حتى ارتخت قبضته فوقها ثم قامت بألافلات منه قائله من بين أسنانها بأستفزاز
وانا كمان عندى حاجات اهم دلوقتى ..
انهت جملتها وركضت إلى الحمام غالقه الباب خلفها جيدا تاركه فريد خلفها يهتف اسمها بحنق شديد عده مرات متوعدا لها عما فعلته به .
فى فيلا غريب رسلان وتحديدا داخل غرفه طعامه ارتفع رنين هاتفه الموضوع امامه فوق مائده الافطار اخذه غريب بأهتمام شديد خصوصا بعد رؤيه هويه المتصل ثم سأل الطرف الاخر بترقب
ها .. اكيد عندك حاجه جديده !..
استمع لجاسوسه المجهول بأهتمام شديد وبدء بؤبؤ عينيه يتسع بتركيز شيئا فشئ سأله غريب مستفسرا بأندهاش
بليل !!. وأتحرك لوحده !!..
استمع إلى اجابه الطرف الاخر ثم اردف يقول بأعتراض
حتى لو معاكم الامن !! ازاى يتحرك خطوه زى دى من غير ما تبلغنى !..
استمع إلى تبرير الرجل الاخر يليه عده جمل مطوله ثم بدءت ملامح وجهه فى الابتسام بسعاده مستفسرا بعدم تصديق
يعنى نجح !! اتقبض عليه فعلا !..
استمع إلى اجابه سؤاله
ثم اغلق الهاتف وضحكته تدوى بأنتصار عجيب انتبهت جيهان الجالسه جواره بجميع حواسها إلى مزاج زوجها الذى تبدل فى لحظه لتسأله بأستفسار
مالك يا غريب !.. ايه المكالمه اللى بسطتك اوى كده ومين ده اللى اتقبض عليه !!..
اجابها غريب بشماته وأسنانه تبرز من خلف ابتسامته
منصور اتقبض عليه بليل بتهمه تهريب اسلحه ومعاها الشروع فى قتل فريد بعد ما اعترف عليه القاټل اللى كان مأجره ..
ارتجفت يد جيهان وارتجف معاها فنجان القهوه الذى كانت تحمله وتمتمت تسأله بخفوت شديد ونبره مهتزه
انت متاكد من كلامك ده !!..
اجابها غريب بفخر وثقه وقد انتفخت أوداجه غرورا
متأكد .. فريد بنفسه هو اللى كان هناك بعد ما اتفق مع البوليس وقبضوا عليه متلبس بالاسلحه .. ابنى الأسد .. راجل بصحيح ..
ابتعلت جيهان ريقها بصعوبه بالغه وقد حاولت رسم ابتسامه باهته وهى تقول من بين أسنانها بشرود
مبرووك ..
اجابها غريب بسعاده حقيقه وهو يتحرك من مقعده استعددا للخروج
الله يبارك فيكى .. لازم اتحرك دلوقتى واشوف هنعمل ايه ..
عند مدخل المنزل أوقفه صوت نيرمين التى ركضت خلفه تستوقفه بعدما رمقت والدتها بنظره ذات مغزى قائله بأستفسار
بابى عملت ايه فى اللى اتكلمنا فيه !..
ربت غريب فوق كتفها مطمئنا وهو يقول بثقه
متقلقيش يا حبيبتى النهارده هحاول اتكلم مع حياة وانا واثق من تأثيرها عليه .. بينى وبينك انا كنت معترض عليها فى الاول بس بعد ما شفت السعاده فى عيونه اتاكدت انه بيحبها جدا ولو فى حد هيقدر يأثر عليه هتكون هى ..
ابتسمت له ابنته بأقتضاب تعقيبا على حديثه ثم اردفت تقول متصنعه اللهفه
اه يا بابى بليز انا عايزاك تخلص الموضوع ده فى اسرع وقت ..
اومأ له والدها برأسه موافقا ثم قال بتصميم
متقلقيش مل حاجه هتتحل مادام عندك النيه .. مش متخيله انا مبسوط قد ايه بقرارك ده يا نيرو ..
حركت رأسها هى الاخرى موافقه على حديثه ولم تعقب نظر غريب إلى وجهها متفحصا ثم سألها بقلق
نيرو !! انتى كويسه !.. شكلك مش طبيعى !!..
سألته نيرمين بتوتر ملحوظ
قصدك ايه يا بابى !..
اجابها غريب بحيره وهو يعاود تأملها
مش عارف بس عينيكى مرهقه
اوى وشك كله مش مظبوط .. حتى مامتك بتشتكى انك بقيتى بتقضى طول اليوم فى اوضتك وبليل للخروج ومش بتقعدى معاها زى الاول .. مالك يا حبيبه بابى
تنحنحت نيرمين بأرتباك ثم اجابته كاذبه
ولا حاجه يا بابى انا بس زهقانه عشان مفيش حاجه فى حياتى جديده .. انت بس نفذ اللى طلبته منك وانا هرجع مبسوطه تانى .. صدقنى .
ابتسم غريب بأستحسان وهو يرى جديه ابنته فى اصلاح الاحوال بينها وبين ابنه الوحيد ذلك الشئ الذى طالما سعى إليه وتمناه منذ صغرهم وحالت بينه وبين حدوثه جيهان هذا من وجهه نظره بالطبع .
راقبت حياة خلال الفطور وما تلى ذلك من روتينهم اليومى رد فعل فريد ووجهه المتجهم بسبب صدها له وابتعادها عنه لم تكن هى الاخرى سعيده او فخوره كثيرا بما فعلته ولكنه لم يترك لها وسيله اخرى حتى يتحدث معها ويشاركها تفاصيل يومه كانت علاقتهم رائعه فيما عدا ذلك سواء فى المنزل او العمل اما علاقتهم الخاصه فكانت سحر من نوع اخر لم ولن تختبره الا معه ولكن رغم ذلك كان يؤلمها كثيرا اغلاقه على نفسه حسنا هى تعلم طبعه منذ الصغر وتعلم انه لم