رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


نظره وهو يردد من بين قبلاته كأنه يحاول طمأنه نفسه وليس طمأنتها 
حياتى انتى كويسه حبيبتى انتى كويسه مټخافيش انتى كويسه يا عمرى كله 
اما هى فلم تعترض ولم تبالى كأن قبلاته هى الشئ الوحيد الذى يقنعها انها لازالت على قيد الحياة وانه هو كذلك يقف امامها بجسده كاملا رفعت ذراعيها مره اخرى تحاوط عنقه ضاغطه بجسدها فوق جسده لتسمد منه الامان محاولة اخفاء وجهها بداخل كتفه وهى لازالت تبكى بقوه زفر فريد عده مرات مطولا يحاول استعاده هدوءه بعدما اطمئن عليها وهو يربت على ظهرها بحنان حتى هدئت وسكنت بين ذراعيه

بعد توقف نحيبها حملها وتوجهه بها نحو الفراش ليجلس فوقه وهو لا يزال يحملها بين ذراعيه ظلا هكذا فتره من الوقت حتى هدءت اعصاب كلا منهما وانتظمت دقات قلوبهم وهما فى حضڼ احدهما الاخر وبعد فتره ليست بقليله حاول فريد إنزالها ووضعها فوق الفراش ولكنها تمسكت بقميصه بقوه مغمغه بتوسل وهى مغمضه العينين 
لا خليك معايا متمشيش 
تنهد براحه وهو يمسح فوق شعرها بحنان ثم اجابها بنبرته الناعمه 
انا هنا عمرى ما هسيبك 
حكت رأسها بمقدمه ذقنه كعلامه موافقه على حديثه وبعد مده طويله من جلوسها داخل احضانه شعر بأنتظام انفاسها فوق عنقه فعلم انها ذهبت فى نوم عميق تحرك بها بحذر ليضعها فوق الفراش فى وضع اكثر راحه ثم انسحب من جوارها بهدوء ظل فتره واقفا يتأملها محاولا استجماع ارادته واجبار عينيه وساقيه على التحرك من امامها
اللعنه انه يريد العوده والاندساس داخل أحضانها والاستمتاع بدفء انفاسها الواقع على عنقه ووجهه بصرف النظر عما ينتظره بالأسفل فعقله يحدثه بضروره التحرك لمعاقبه من سولت له نفسه بالتعدى على منزله وفى غيابه وايضا الاطمئنان على حارسه المصاپ والذى تركه بالأسفل منذ ما يقارب الساعه دون معرفه التفاصيل اما قلبه فهو مكبل بحبها يريد قربها بيأس حاله حال عينيه وباقى جسده زفر بأستسلام وقد حزم أمره فحياته دائما فى المرتبه الاولى وما تبقى مهما بلغت أهميته يأتى خلفها لذلك عاد مره اخرى يتسلقى بجوارها وهو يجرها نحوه ويحتضنها بكلتا ذراعيه حتى يرتاح قلبه داخل ضلوعه وهى بين يديه 
الفصل السادس عشر
متى تخضعين لقلبى
الفصل السادس عشر 
استيقظ فريد من غفوته بجوارها على صوت أزيز هاتفه الموضوع فوق الكومود بجواره التقطه ينطر بشاشته قبل ان يجيب وهو يتأفف بملل فالمتصل لم يكن سوى والده وهو يعلم جيدا فحوى ذلك الاتصال لذلك اجابه بضيق ساخرا 
مش محتاج اسأل عن سبب اتصالك ده 
اجابه غريب من الطرف الاخر متشدقا بحنق 
مش عايزنى اطمن عليك كمان!!! 
اجابه فريد وهو يعود لاحتضان حياة التى بدءت تستفيق على اثر مكالمته قائلا 
لا اتفضل اطمن براحتك ومتفكرش انى مش عارف مين اللى بينقلك كل حاجه انا بس سايبه بمزاجى 
صدح به غريب بقوه حتى وصل
صوته من الهاتف إلى مسامع حياة قائلا بعصبيه 
يابنى انت عايز تجننى !! ايه البرود اللى عندك ده !! اضرب ڼار على بيتك وانت بتكلمنى فى مين اللى وصلى الخبر !!عمتا انا بعتلك شويه حرس زياده يفضلوا معاك الفتره دى لحد ما نشوف اخرتها مع الزفت منصور ده اكيد هو السبب 
تشنجت ملامح وجهه فريد وابعد الهاتف عن اذنه قليلا حتى انتهى والده من صياحه ثم اجابه ببرود مستفز 
متشغلش بالك بمين ضړب ڼار على مين وبعدين انا مش عايز حاجة من حد امورى وانا هظبطها بمعرفتى المهم انت متدخلش 
اجابه غريب بأستسلام 
انا عارف ان مفيش فايده فيك وكلامى كله ع الفاضى معاك عمتا نكمل كلامنا بكره فى الشركه 
اراد فريد إنهاء المكالمه بأسرع ما يمكن لذلك لم يجادل والده اكثر وانهى المكالمه دون تعليق ظلت حياة تراقبه حتى انتهاء مكالمته ثم بدءت تحدثه بهدوء قائله 
فريد بباك عنده حق انت لازم تزود عدد الحراسه معاك لحد ما تعرف مين اللى عمل كده 
تأملها مطولا بعشق ثم تنهد بحراره وهو يدنى بجسده من جسدها ثم احنى رأسه يطبع قبله فوق جبهتها قائلا بحنان 
تعالى 
احتضنها جيدا وحاصر جسدها بذراعه ثم أردف حديثه بنفس نبرته الحانيه قائلا 
مټخافيش ومتقلقيش انا عارف مين عمل كده والموضوع ده هيخلص قريب 
تنهدت حياة بأستسلام ورأسها يتوسد صدره ثم أردفت قائله بتردد 
فريد ينفع اسالك سؤال 
اجابها وهو يعبث بخصلات شعرها مجيبا بحب 
اسألى يا قلب فريد 
رفعت حياة جسدها مستنده على مرفقها لتنظر إليه متسائله بترقب 
انت عارف مين اللى عمل كده صح! 
اومأ برأسه موافقا دون حديث ازدرت حياة ريقها بقوه ثم استطردت سؤالها بأستنكار 
طب ليه كل ده ! ليه يعمل كده ! 
اغمض عينيه لبرهه يتذكر حديث والده عن اكتشاف حب منصور لوالدته وكرهه الواضح لفريد دون مبرر ثم فتحهما مره اخرى قائلا لها وهو لازال يعبث بمقدمه شعرها 
واحد من منافسين السوق مش قابل اننا نتفوق عليه 
زفرت حياة بحزن ثم استطردت قائله بضيق 
هو فى حد يعمل كده عشان الرزق ده كله بتاع ربنا !!! طب وبعدين هتعمل ايه دلوقتى 
اعتدل فريد بجسده حتى اصبح امامها ثم اضاف وهو يحتضن كفها بكلتا يديه قائلا بحنو 
متشغليش بالك انتى زى ما قلتلك الموضوع هيتحل قريب بس دلوقتى انا لازم اتحرك ورايا كام مشوار 
تبدلت نظرتها للقلق وتمسكت بيده بقوه متمته بړعب 
لا متمشيش 
اجابها فريد وهو يحتضنها بين ذراعيه قائلا تبرير 
حبيبى انا مش هغيب بس فى حارس اټصاب ولازم اروح اطمن عليه مش هينفع اسيبه كده وكمان لازم افهم ازاى كل ده حصل 
شدت من
احتضان ذراعيها حول جسده متمته بتوسل 
لا متسبنيش لو مصمم تنزل خدنى معاك 
اجابها فريد بحزم حانى 
حياة مش هينفع انا هروح المستشفى وبعدين مټخافيش هسيب ناس معاكم هنا جوه الفيلا كمان للاحتياط 
هزت رأسها بقوه وهى لازالت تحتضنه قائله بأصرار 
لا مش عايزه حد يا اجى معاك يا تفضل هنا 
انهت جملتها ورفعت رأسها تنظر إليه بعيون لامعه من اثر تجمع بعض الدموع بداخلها تنهد بأستسلام بمجرد رؤيته لدموعها ثم قال على مضض 
ماشى خلاص قومى حضرى نفسك واعملى حسابك ننتعشى بره 
قفزت من الفراش بحماس كالطفله وهى تركض نحو غرفتها متمته بنبره تملؤها الحماس 
حاضر ربع ساعه وهكون جاهزه 
كانت جيهان جالسه بجوار غريب تستمع إلى مكالمته وعيونها ممتلئه بالتشفي سالت غريب بعد انتهاء مكالمته متلهفة 
غريب هو حصل ايه !! 
زفر غريب بضيق وهو يعود بجسده للوراء ليستند على ظهر مقعده قائلا بحزن 
فى حد ضړب ڼار على البيت عند فريد 
سألته جيهان بخبث مستفسره 
ڼار مره واحده !!! وفى بيته كمان !!! طب حد حصله حاجه ! 
اجابها غريب بعدما تنهد براحه 
لا الحمدلله جت سليمه وأضح ان اللى عمل كده كان قاصد يهوش بس كل الضړب كان على الشبابيك والمداخل 
أردفت جيهان تسأله بتفكر 
طب ويا ترى عرفتوا مين اللى عمل كده !! 
اجابها غريب مسرعا 
مش محتاجين نعرف هو منصور زفت مفيش غيره 
هزت جيهان رأسه ببطء ونظراتها شاردة فى مكان اخر نظر لها غريب مطولا بأستنكار يتأمل سكوتها ثم سألها متوجسا 
جيهان اوعى تكونى !!!! 
صاحت به جيهان بعصبيه قائله بحنق 
جيهان جيهان !!! جيهان زهقت منك انت وابنك كل ما تحصله مصېبه تجيبوها فيا !! روح شوف ابنك اللى مش مخلى حد فى السوق مش عامل معاه عداوه 
لم يجد غريب ما يجيبها به فقط اكتفى بالانسحاب من تلك الجلسه الغير مجديه اما عن جيهان فقد غمغمت بسعاده قائله بعيون تلمع من شده الحماس 
والله زمان يا منصور شكلنا هنعيد القديم تانى كويس انك ظهرتلى قبل ما أتورط لوحدى
انتها كلا من فريد وحياة من زياره الحارس الخاص بالفيلا وتفاجئت حياة ان المصاپ ليس الا ذلك الحارس الذى ساعدها فى اول يوم لها بالمنزل لذلك حزنت من اجله كثيراوتمنت له الشفاء العاجل من كل قلبها الامر الذى اسعد الحارس كثيرا
وبعد انتهاء زيارتهم اصطحبها فريد الى احد أفخم مطاعم الاسكندريه والمطل مباشرة على البحر ومنذ وصولهم وأثناء فتره العشاء كان فريد مراعيا إلى اقصى درجه ممكنه حتى يستطيع اذابه ذلك الارتباك الذى تحمله نظراتها طوال الامسيه وبعد انتهاء وجبه العشاء تتهد فريد مستعدا قبل يحدثها بلهجته حازمه لا تحمل مجالا للتراجع 
حياة من اول الليله دى هتنامى معايا فى اوضتى انا عطيت امر لدادا عفاف تنقل حاجتك كلها معايا 
استحوذ على انتباهها بالكامل بمجرد نطقه لتلك الكلمات فازدردت لعابها بقوه وقد بهتت ملامحها وظهر التوتر جليا عليها قبل ان تسأله بنبره منخفضة مترقبه 
يعنى ايه ! 
اخذ نفسا عميقا ليستطرد قائلا بنبره عمليه جاده 
يعنى انا اوضتى أآمن من اوضتك غير انى مش هطمن بعد كده وانا فى مكان وانتى فى مكان حتى لو كان الفاصل باب عشان كده هتنتقلى معايا لحد ما احل المشكله دى 
ظلت تنظر إليه ولم تعقب ولكن من قال انه يحتاج صوت ليفهمها فقد التقطت عينيه
حيرتها بسهوله فأضاف بنفاذ صبر قائلا نبره خاليه 
متبصليش كده انا مش عضك ومفيش اى حاجه هتحصل بينا غير بموافقتك وبعدين قررى يا انا انام عندك يا العكس 
لوت فمها بضيق فهى من جهه تعلم ان كلامه منطقى وهى نفسها تخشى الابتعاد عنه خاصه بعد ما حدث اليوم ومن جهه اخرى يراودها احساس قوى ان ذلك القرار لن يصب فى صالحها ابدا اما قلبها فكان له رأيى ثالث لن تجرؤ حتى على الاستماع إليه 
اما عن فريد فكان يجلس مترقبا ينتظر قرارها والذى بناءا عليه سيقرر اذا كان سيستمر فيما انتوى فعله معها لبدء حياة طبيعيه بينهم ام انه سينتظر قليلا بعد زفرت بتوتر ثم اجابته مسرعه كأنها تخشى التراجع فى قرارها 
اوك 
امتلئ وجهه فريد بأبتسامه واسعه فبرغم وضعه لخطه بديله فى حاله رفضها او عنادها الا انه أسعده كثيرا ان توافق بملئ ارادتها فهذا معناه انها أصبحت مستعده ولو بنسبه بسيطه لمشاركته حياته تنحنح محاولا السيطره على مشاعره ونبره صوته قبل ان يستطرد حديثه قائلا بجديه شديده 
تمام دى اول نقطه تانى نقطه ان من اول بكره هتنزلى معايا الشركه 
نظرت إليه مطولا وهى تعض على شفتيها لمنع لسانها من الاندفاع فهى تعلم جيدا انه لن يحتاج التفوه بأكثر من ذلك لتهتف بحماس بموافقتها فهى تكاد ټموت مللا من الجلوس بالمنزل طوال النهار بمفردها ولم تعى مدى اشتياقها للعمل الا بعدما رمى إليها كل تلك الملفات التى راجعتها كالنهمه ولكن لا ضير من اثاره حنقه قليلا لذا سألته مستفسره بأستفزاز 
هعمل ايه فى الشركه ! 
رفع احدى حاجبيه ينظر إليها متأملا قبل ان يتشدق بجملته ساخرا 
فى تمثال نقص من الشركه ومحتاجين حد بداله !! 
نظرت إليه فى بادئ الامر مستنكره قبل ان ترتخى نظراتها وتسأله بتهكم قائله 
وعلى كده بتدفعوا حلو للتماثيل بتاعتكم ! 
التوى
 

تم نسخ الرابط