رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
المحتويات
يكن كثير الحديث او البوح بما يدور بداخله ولكن هذا يضره ولا بنفعه لقد كان وحيدا بما يكفى ولن تسمح له بالانغلاق على نفسه اكثر من ذلك هى زوجته وقبلها حبيبته ومن واجبها مشاركته همومه ومشاكله حتى ان اضطرت إلى استخدام كل الطرق الغير محببه له ولها .
اما عنه هو فقد جلس خلف مكتبه بعد وصوله لمقر شركته يتصفح الجرائد اليوميه وعينيه تلمع برضا بعد حرصه الشديد على تصدر ذلك الخبر العاجل لكل الاعلام المصرى سواء المكتوب او الالكتروني عاد بجسده للوراء مستندا على ظهر مقعده وواضعا ساق فوق الاخرى بفخر وعينيه تشع ببريق الانتصار لقد انتظر سنوات وسنوات لرؤيه انكساره امامه وها هو الان يجلس فوق مقعده بعدما حقق مراده ورأى منصور يسير مكبلا بقيود الخزى والخيبه مع الصدمه تكسو ملامحه وتغلف خطواته
مبروك ..
اجابه فريد بأقتضاب وهو يشير له بأتجاه احد المقاعد للجلوس
قال وائل بثقه
مكنش عندى شك للحظه واحده انك ممكن تفشل او عمى يعرف ينجح فى تهريب الصفقه دى .. واسمحلى اقولك انى معجب بذكائك وقبله تصميمك ..
اومأ فريد له رأسه بهدوء ثم اجابه بغموضه المعتاد
وانا معجب بحسن تصريفك للامور .. وقبلها اختيارك الصح ..
ابتسم وائل من مغزى جمله فريد الذى وصله بوضوح ثم اردف يقول بنبره ذات مغزى
الحياة ساعات كتير بتحطنا قدام اختيارات وبتجبرنا نتعامل بأساليب مكناش نتوقع نستخدمها فى يوم .. عمتا خلينا فى المهم .. اللى كنا عايزينه حصل ودلوقتى مستنى اللحظه الاهم ..
وفريد رسلان عمره ما يخلف وعده .. الشړاكه مع الألمان من النهارده بينا احنا ال ..
ظهرت ابتسامه وائل الودودة
والتى كان يتسم بها دائما عكس فريد دائم التجهم .
فى الخارج لمح السيد غريب خيال حياة عائده من الممر إلى غرفتها انتهز الفرصه وتحرك خلفها هاتفا بأسمها ليستوقفها الټفت حياة بكليتها تنظر نحوه بفضول فرغم كل شئ ابدا لم تكن العلاقه بينهم وديه ولن تكون حتى رؤيتها له الان اثارت حنقها فبعد حديث البارحه مع فريد عاد ڠضبها الدائم منه ليطفو إلى السطح من جديد لذلك تحدثت إليه بجمود متسائله
اجابها غريب بوديه لم تعهدها منه
مبروك ..
قطبت حياة جبينها بعدم فهم ثم سألته مستفسره
مبروك على ايه مش فاهمه !!..
سألها غريب بأستنكار
لا متقوليش انك مش عارفه والاهم متقوليش انك فريد مبلغكيش بحاجه !!!..
سألته حياه بترقب والفضول يزداد بداخلها
لا حضرتك عارف فريد مش بيتكلم كتير ..
هز غريب رأسه موافقا على حديثها ثم بدء يسرد لها تفاصيل ليله البارحه وما علمه من جاسوسه الخاص من مشاركه فريد فى القبض على منصور فتحت حياة فمها بأندهاش واتسعت عينيها بذهول وهى تستمع إلى التفاصيل القليله التى بحوزه غريب والتى تكفيها لتشعر بالسعاده تغمرها هل فريد فعل ذلك حقا !! لم ينتقم منه شخصيا وبدلا عن ذلك سلمه للامن تحتاج الان لمن يصفعها على وجهها للتأكد من عدم هذيانها بدءت ساقيها تتحرك تلقائيا فى اتجاه غرفته للتأكد من صحه تلك المعلومات ولكن صوت غريب اوقفها
مرة اخرى ليسألها على استحياء قائلا
حياة .. نيرمين كلمتك صح .
بمجرد سماعها لذلك الاسم تلاشت سعادتها وعاد الڠضب يكسو ملامحها تلك الافعى الصغرى ووالدتها ماذا تريد منه الان بعد ما فعلته به وهو طفل لم يتجاوز الثانيه عشر لذلك اندفعت تجيبه بنبره عدائيه
غريب بيه لو سمحت انا بره الموضوع ده .. نيرمين لو نيتها صادقه تفضل تحاول مع فريد لحد ما يسامحها .. غير كده انا مش هقدر أساعدها ..
سارع غريب يقاطعها برجاء
حياة لو سمحتى .. صدقينى نيرمين صادقه فى كل كلمه قالتها وصدقينى اكتر انا بتمنى فريد يسامحنا كلنا ونبقى عيله كامله من غير مشاكل ولا احقاد .. من فضلك ساعدينا فى ده ..
لانت قسمات وجهها قليلا وكيف لا وقد عزف على وترها الحساس وهو العائله لذلك هزت رأسها بجمود ثم تركته وانصرفت متجهه نحو غرفه زوجها وعيونها تلمع بالحب لمجرد التفكير به
اندفعت حياة داخل غرفه مكتبه دون استئذان وهى تهتف اسمه بسعاده
فريدددى ..
توقفت عن الحركه واحمرت وجنتيها حرجا عندما رأته يجلس مع شخص ما بالغرفه لذلك هتفت مسرعه بخجل
انا اسفه .. اسفه جدا والله .. بحسبك لوحدك وايمان مكنتش بره اسألها .. انا اسفه وكملوا اجتماعكم ..
انهت جملتها وبدءت تنسحب بجسدها للخلف استعدادا للخروج تحرك فريد فى اتجاهها والذى على عكس عادته لم يكن منزعجا من دخولها العاصف خاصة وهى تنطق اسمه بذلك الحب اما من تحرك قبله يسبقه كالمسحور فهو وائل الجنيدى الذى هتف بعدم تصديق
انتى !..
تراجعت حياة خطوه للخلف ونظرت نحو فريد بعدم فهم وترقب ثم عادت بنظرها لذلك الرجل المجهول امامها تسأله بتوجس
مش فاهمه !..
تقدم وائل نحوها حتى توقف امامها ثم عاد يقول بأندهاش
ايوه فعلا ده انتى ..
لم تكن تنظر إليه بل كانت نظراتها معلقه بوجهه اخر كانت تعرفه جيدا وتعرف تلك النظره بالتحديد هزت رأسه لفريد الذى قطع المسافه بينهم فى ثلاثه خطوات ثم قبض على كفها پقسوه جاذبا جسدها نحوه
حتى التصقت به اردف وائل يقول شارحا
انتى مش فكرانى صح !!.. انا قابلتك فى المستشفى ..
حركت حياة رأسها نافيه بأليه شديده ثم رفعت رأسها نحو فريد ترمقه بنظرات متوسله والذى بدءت عروقه فى النفور من شده الضغط فوق اسنانه تنحنت حياة قائله بخفوت محاوله إنهاء ذلك الموقف
انا اسفه بس انا مش فاكره بصراحه ..
فتح وائل فمه ليجيبها وعند تلك اللحظه تدخل فريد مقاطعا إياه بنبره جامده
وائل بيه .. اقدملك حياة هانم .. مراتى ..
ضغط فريد على كلمته الاخيره مؤكدا على ملكيته لها فأستطردت وائل يقول بخيبه امل واضحه
احم .. اه اسف .. أهلا وسهلا .. انا بس صادفت الهانم يوم ما كنت بزورك فى المستشفى بس يمكن هى مش فاكرانى ..
فى الحقيقه كان محق فى ظنه وحياة لم تتذكر لقائهم ذلك ابدا وبدا ذلك واضحا على ملامح وجهها التى كانت قلقه اكثر من رد فعل فريد على جملته اما عن وائل فقد تراجع بأحباط واضح بعدما تأكد ان ذلك الغزال الشارد الذى شغل تفكيره لايام وأيام لم يكن شاردا بل هو ملك لشريكه .
هتفت حياة لفريد بنبره خفيضه بعدما تراجع ضيفه تاركا لهم المجال لبعض الخصوصيه
فريد انا اسفه انا كنت بحسبك لوحدك ..
سألها پغضب لم يخفى عليها
فى حاجه !..
حركت رأسها نافيه ثم اجابته بأحباط
لا ابدا كنت هقولك حاجه بس مش مهم لما نروح البيت ..
انهت جملتها ورمقته بأبتسامه مسرعه وعينيها تلمع بعشق عندما تذكرت ما قام به مره اخرى ثم هرولت للخارج فهى لن تجازف بمكوثها جواره اكثر من ذلك خصوصا والڠضب لازال يكسو ملامحه
داخل غرفتها اندفع فريد يقتحمها دون استئذان والڠضب يتأكله من غيرته المنطقيه بعدما لاحظ طريقه تعامل ذلك المدعو وائل معها ونظراته لها اندفعت حياة بمجرد رؤيتها له تقفز فوقه وتعانقه بحب وهى تغمغم بجوار اذنه بأعجاب
انت احلى فريد فى الدنيا كلها ..
حسنا لقد تلاشى الان جزء من غضبه انهت هى جملتها وبدءت تطبع عده قبلات خاطفه فوق وجنته ليكن صادقا لقتد تلاشى جميع غضبه وليس جزءا منه هذا ما فكر به بسذاجه وهو يشدد من احتضان ذراعيه لها ثم سألها بإستفهام وجسدها ينزلق من بين يديه ليلامس الارضيه مرة اخرى
ممكن اعرف الدلع ده كله ليه ..
اجابته هامسه بخجل وأصابعها تعبث بمقدمه ذقنه
انت عارف ..
سألها مستفسرا بعدم فهم ونبره ناعمه
لا مش عارف ..
رفعت جسدها ووقفت على أطراف أصابعها حتى تصل إليه ثم اجابته هامسه بوله
بباك قالى انت عملت ايه امبارح ..
قطب جبينه بمرح ثم سألها بصراحه وهو يقبل أصابعها التى تداعب وجهه
يعنى كل الرضا ده عشان منصور اتقبض عليه ..
اجابته بحب وهى تحدق داخل عينيه بعيونها اللامعه بفخر
عشان حاجات كتير اولها انى فخوره بيك .. وعشان انت اجمل حاجه فى الدنيا دى ..
تسائل بتأنيب امام شفتيها هامسا بحراره
طب المفروض اعمل ايه انا دلوقتى بعد اللى عملتيه الصبح ..
اجابته هامسه وهى تطبع قبله فوق ذقنه
اسفه ..
طبعت قبله اخرى بجانب شفتيه ثم اردفت تعيدها ثانية
اسفه ..
طبعت اخرى ثالثه تعويضا عما فاته فى الصباح ابتعد عنها بعد قليل وهو يلهث قائلا بنبره اصبحت تحفظها جيدا
مش هينفع هنا .. انا لازم امشى قبل ما اتهور فى مكتبك ..
ابتعد عنها خطوتين للخلف ثم غمغم بتحذير
وخليكى بعيده عنى لاخر اليوم عشان اركز فى شغلى
.. ماشى ..
دوت ضحكتها عاليا من مظهره الحانق فأردف يقول بغيظ
ومتضحكيش !!..
أخفت فمها بكفها وهى تحرك رأسها موافقه بمرح اما عن عينيها فكانت تلمع بعبوث ورغبه حرك هو رأسه قائلا بقله حيله
المشكله كلها هنا اصلا .. متبصليش بقى لاخر اليوم ولحد ما اخلص عشاء الزفت اللى عندى بليل ..
اتسعت ابتسامتها العاشقه له ثم أرسلت له قبله فى الهواء استقبلها بسعاده قبل خروجه من الغرفه .
فى المساء عاد فريد للمنزل بعد انتهاء عشاء العمل الذى اضطر لحضوره وهو يتنهد بأرهاق فأخيرا انتهى ذلك اليوم المشحون والآن يستطيع الانفراد بزوجته بحث عنها بعينيه قبل رؤيته لشعاع الضوء المتسلل من غرفه المعيشه توجهه إليها على الفور فوجدها غافيه فوق الاريكه الوثيره ملتفه بذلك الوشاح الصوفي الناعم ومحتضنه احد الكتب الروائية بين ذراعيها بنعومه علت الابتسامه وجهه وهو يجلس امامها فوق الطاوله الخشبيه المقابله للاريكه متأملا بعشق ملامح وجهها المسترخى بأرتياح تأمل بحب أهدابها الطويله تلك الرموش التى تحتضن داخلها ليله الخاص بنجومه التى لا تضوى الا من اجله سحره الفاتن الذى وقع فى أسره منذ اول تحديقه بريئه به مرآته التى يرى بها نفسه كما هو دون إضافات لم يكن يوما يسعى إلى كسبها وقع نظره فوق ذلك الكتاب الذى تحتضنه كعادتها مد يده بحذر يسحبه من داخل ملكيته الخاصه نعم لقد اصبح ذلك الحضن ملكيته وملاذه موقع رأسه وراحته وهو فقط من يحق له استخدامه دون غيره حتى لو كان
متابعة القراءة