رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


يومها البارد دونه 
فى ذلك الكافيه المنزوى عن أعين الناس جلست جيهان مره اخرى امام منصور الجنيدى هاتفه به بحنق شديد 
يعنى ايه يا منصور مخافش !!! انا مش عارفه انت جايب البرود ده كله منين ! مادام فريد طلع منها زى القط من غير خربوش واحد حتى يبقى مش هيسكت ده ابن جوزى وانا اكتر واحده عرفاه 
عاد منصور بجسده للخلف ليتكأ على ظهر مقعده وهو
يجيبها بثقه شديده اثارت حنقها اكثر 
انا مظبط الدنيا كويس مش هيقدر يعمل حاجه ده غير ان الولد اللى نفذ المهمه انا خلصلته اوراق خروجه بره البلد مع مبلغ محترم وزمانه طار من زمان 

صمتت جيهان معطيه لعقلها الوقت اللازم للتفكير جيدا فى حديثه ثم قالت بأرتياب 
طب دى بالنسبه للى نفذ انت فكرك بقى ان فريد مش عارف انك اللى ورا الموضوع ده ! اذا كان غريب نفسه عارف وبصراحه انا مستغربه لحد دلوقتى ازاى غريب وفريد سيبينك كده !! 
ظهرت أسنان منصور من خلف شفتيه فى ابتسامه سمجه قائلا بتفاخر 
مش هيلحقوا يعملوا
حاجه 
زفرت جيهان بنفاذ صبر ثم ردت قائله بنزق 
ھموت واعرف برودك ده من ساعه الحاډثه جايبه منين 
ضيقت عينيها فوقه بشك ثم سألته مستفسره بتوجس 
منصور !! انت مخبى حاجه عليا ! اسلوبك ده مش مريحنى خالص !! 
ارتبكت ملامح منصور لثانيه واحده ثم استقرت ملامحه مره اخرى وهو يجيبها كاذبا بثبات شديد 
لا هخبى عليكى ايه انا وانتى فى مركب واحد حتى وانتى عارفه كده كويس 
هزت جيهان رأسها موافقه رغم الشك الذى لازال يراودها تجاهه اما عن منصور فقد ابتسم بخبث بعد رؤيه استسلامها فهو ابدا لن يخبرها عن تلك الصفقه التى خاض بها والتى ان تمت على خير ما يرام سيغادر البلاد بعد تأمين مستقبله بعده مليارات خضراء 
كل ما فى الامر يومان اذا لماذا تشعر كما انها تنتظر منذ قرن !!هذا ما فكرت به حياة بحزن وهى جالسه خلال فتره راحتها امام ايمان السكرتيره وعقلها لا يلتقط شئ مما تتفوه به صديقتها والتى بالرغم من فارق السن بينهم والمده القصيره التى عاشرتها بها تشعر بجوارها بروح الصديق الحقيقى وخصوصا بعد اختفاء صديقتها مريم من حياتها دون ابداء اسباب غير انشغالها بالعمل إلى جانب خطبتها اعادها من شرودها صوت ايمان تسألها مستفسره 
حياة !! انا بكلمك 
حركت حياة رأسها بأتجاه ايمان تسألها بشرود 
ها قلتى حاجه 
هزت ايمان رأسها مبتسمه وهى ترمقها بنظره متفهمه 
انتى مش معايا خالص بس عمتا انا كنت بسألك فريد بيه راجع النهارده صح ! 
ارتبكت ملامح حياة واومأت برأسها ايماءه خفيفه للغايه فهى لا تعلم بماذا تجيبها فهو لم يتواصل معها منذ تلك الليله ولم يحاول حتى الاطمئنان عليها وليس لديها معلومه عنه زياده عن موظفيه وربما سكرتيرته تعرف تفاصيل عودته اكثر منها
اثناء شردوها فى تلك الافكار المحزنه التقطت اذنها شئ ما من حديث ايمان يتضمن نجوى وإيطاليا انتبهت بكل حواسها وعادت تسأل ايمان مره اخرى بأستفسار 
انتى قلتى ايه ! 
هتفت ايمان بنبره ممازحه تجيبها قائله 
لاااا انت بجد مش هنا وحالتك بقت صعبه انا كنت بقولك وبرضه نجوى هانم هترجع النهارده مع سعيد بيه من إيطاليا 
انتفضت حياة تسألها بأمل 
إيطاليا !! 
اومأت ايمان رأسها لها موافقه ثم اجابتها شارحه 
اه كلمتنى الصبح تبلغنى ان سعيد بيه والدها راجع معاها النهارده 
بدء وجهه حياة يشرق بالسعاده وهى تعاود سؤال ايمان لمزيد من التوضيح 
هى نجوى مش كانت مسافره إنجلترا 
حركت ايمان رأسها نافيه بثقه ثم اجابتها قائله بنبره قاطعه 
لا فريد بيه هو اللى فى لندن بس نجوى هانم سافرت لبباها ومراته الايطاليه هما معظم الوقت عايشين هناك نجوى بس اللى عايشه هنا وبتزورهم من وقت للتانى بس واضح ان فى حاجه مهمه عشان
كده سعيد بيه نازل معاها 
سألتها حياة بترقب كبير وقلبها يضرب سريعا من شده السعاده 
ابمان انتى متأكده 
اجابتها ايمان بثقه شديده 
ايوه انا اللى حجزت لها تذكره الطياره والفندق كمان لانها مش بتحب تنزل فى بيت بباها 
لمعت عينى حياة وقد عاد الإشراق إليها مره اخرى ولكن سرعان ما عاد لإحباطها مره اخرى فربما قضت ليله هنا وليله هناك ومضت بداخل عقلها فكره ستجعلها تطرد الافكار للأبد فغمغمت قائله بلهفه شديده 
ايمان ممكن اطلب منك طلب ! 
اجابتها ايمان بود شديد 
طبعا اؤمرينى 
ازدردت حياة لعابها بقوه ثم قالت بهدوء 
مش بتقولى انك انتى اللى حجزتى لها الفندق ! ممكن تكلميهم وتتاكدى انها كانت موجوده امبارح 
هزت ايمان رأسها موافقه دون استفسار وشرعت فى فعل ما طلبته زوجه مخدومها على الفور وبعد دقائق عده كانت حياة تتنفس الصعداء بعدما تأكدت من نزول نجوى فى فندق بالعاصمة الايطاليه روما والتى تبعد فى اقل تقدير عن مكان تواجد زوجها الالاف الكيلو مترات 
ظلت حياة تنتظر انتهاء ذلك النهار بفارغ الصبر حتى يتسنى لها رؤيته فعلى حد علمها يجب ان يكون فى المنزل على موعد العشاء وبالطبع قد قررت مصارحته بسوء فهمها او تلاعب نجوى بها لم تستطع الجزم حتى الان ولذلك ستخبره لانها تثق فى رأيه وتعلم جيدا حنكته فى تصريف الامور وقبل ذلك بالطبع سنعتذر منه عن تلك الحماقات التى تفوهت بها تلك الليله 
عادت إلى المنزل بعد السادسه بقليل فقد كان لديها يوم عمل ممتلئ للغايه وتشعر وكأنها مسئوله مسئوليه تامة فى غيابه عن ابقاء الامور فى نصابها الصحيح بدلت ملابسها وعادت للأسفل مرة اخرى فهى تنتوى تحضير الطعام الليله بنفسها وبالفعل بعد مده طويله كانت قد انتهت من إعداد الاطباق المفضله لديه وصعدت للاعلى للاغتسال وتبديل ملابسها والاستعداد لاستقباله 
نظرت فى المرأه للمره الاخيره للتأكد من مظهرها وعيونها تلمع برضا فقد قامت بتمشيط شعرها الناعم وتركه منسدلا بحريه فوق كتفيها كما ارتدت كنزه بلون الخردل بأكتاف منخفضة كاشفه عن عنقها بأكمله وعضمتى كتفيها البارزتين مما أعطاها منظر انثوى رائع ابتسمت بحنين وهى تتذكر يوم حفله التجديد وهما فى طريقهم لمنزل والده عندما أعطاها أوامر بشكل قاطع وضيق شديد الا ترتدى مثل تلك الملابس الكاشفة مره اخرى خارج المنزل رغم انه هو من قام بأختيار معظمهم على حد علمها تنهدت بأشتياق وهى تلقى نظره اخيره على وجهها قبل ركضها للأسفل عند سماعها لصوت محرك سياره داخل حديقه المنزل هبطت السلالم بعجاله حتى يتسنى لها استقباله وبالفعل لم يخطأ حدسها فقد كان هو القادم ابتسمت له بلهفه واضحه بمجرد رؤيتها له يدلف من الباب الداخلى فبادل تلك الابتسامه بجمود تام ثم أشاح بنظره عنها اللعنه على كل ذلك الم يكفيه شوقه لها خلال الايام الماضيه رغم رفضها الصريح له لتقف امامه الان بهذا المظهر الفاتن وتتوقع منه ضبط اعصابه !! هذا ما فكر به بحنق وهو يتجاوزها متسلقا الدرج ومنه إلى غرفتهم تحركت وراءه وتبعته حتى غرفتهم رغم تجاهله التام لها التقط هو ملابسه بعصبيه واضحه وهو لايزال يشيح بوجهه عنها ثم صفق باب الخزانه خلفه قبل ان يتجه إلى الحمام لأخذ دشا باردا زفر بضيق واضح مفكرا بحنق ان هذا اخر ما يطمح له فبدلا من حتى تهدء اعصابه خرج بعد قليل فوجدها لازالت واقفه تنتظره تنحنت حياة محاوله
ايجاد صوتها وشجاعتها لمحادثته فليس خفيا عليها تجاهله الصريح لها سألته بنبره متردده ولكن ناعمه للغايه جعلته يسب داخليا 
محتاج مساعده ! 
رفع رأسه پحده اكثر من اللازم لينظر نحوها ثم اجابها بنبره جافه وهو يقوم بأرتداء ملابسه امامها كأنه غير موجوده 
لا عضت على شفتيها بحرج وأشاحت بنظرها بعيدا عنه وقد بدءت وجنتيها تتلون وهى تراه يقوم برمى المنشفه التى كانت تحيط بخصره فوق الفراش بلا مبالاه ثم استجمعت جرأتها لتردف حديثها قائله بخجل 
طيب انا خليت دادا عفاف تحضرلك العشا اكيد تعبان ومحتاج تاكل 
اجابها بنبره خاليه وهو يتحرك من حولها متجها نحو الخارج بعدما قام بأرتداء ملابس رياضيه مريحه ومشط شعره الرطب 
اكلت فى الطياره زفرت بأحباط وهى تراه يتعامل معها بكل ذلك الجمود فهى كانت تأمل فى التحدث معه عما حدث والاعتذار منه ولكنه لا ينظر حتى نحوها توقف امام الباب موجها حديثه إليها بنظرات جامده 
انا نازل الجيم
ومش عايز ازعاج من اى حد مهما كان السبب 
اندفعت خلفه هاتفه اسمه بلهفه لتوقفه عندما عاود السير مره اخرى فتوقف ببطء مستديرا إليها بضيق ثم نظر نحوها بنفاذ صبر ليحثها على التحدث بصمت تهدلت أكتافها من نظرته البارده نحوها فيبدو انه فعلا مل منها او الأدق انها لم ترضيه من البدايه غمغمت بصوت مخټنق كاذبه 
خلاص مفيش حاجه 
هز كتفيه بلامبالاه قبل استئناف سيره نحو الدرج ومنه إلى الاسفل عادت حياة لغرفتهم وجلست فوق حافه الفراش تبكى بصمت فيبدو ان بوجود نجوى او فى عدم وجودها هى لم ترضيه كأمراة 
تحركت تبدل ملابسها بعدما أعطت لعفاف امر من خلف الباب المغلق بعدم رغبتها فى تناول الطعام ثم ارتمت فوق الفراش بحزن شديد مستمره فى نحيبها ولم تدرى كم مر من الوقت وهى على تلك الحاله حتى شعرت بحركه ما امام باب غرفتهم مسحت دموعها بسرعه شديده ثم اغمضت عينيها متظاهره بالنوم دلف فريد للداخل بهدوء شديد وقام بالاغتسال مره اخرى فقد كان يتصبب عرقا من فرط ممارسته للرياضه بدل ملابسه على ضوء مصباح الطاوله الخاڤت ورغم علمه التام بأستيقاظها الا انها اثر التعامل كما لو انه صدق ادعائها الساذج للنوم تمدد بظهره على الفراش بجوارها وهو يشعر بالإرهاق فى كل خليه من خلايا جسده آملا ان يزوره النوم سريعا بعد كل ذلك المجهود البدنى والعضلى الذى قام به القى نظره متفحصه فوق ظهرها الذى كان قبالته ورغم عدم رؤيته لملامح وجهها الا انه احس بتشنج ملامحها وجسدها حبست حياة انفاسها وهى تدعو الله فى صمت ان يمد ذراعه ويأخذها بين احضانه ولكن طال انتظارها حتى سقطت فى نوم حقيقى دون تحقيق أمنيتها 
فى الصباح استيقطت حياة وهى تشعر بدفء ما بجوارها كانت افتقدته بشده فى اليومين الماضيين فتحت عينها تستكشف موقعها فإذا بها داخل احضانه مجددا ولكن تلك المره هى من تلف ذراعها حول خصره وتقترب منه وليس هو كالعاده شعرت بالاحباط يتملك منها مره اخرى فحتى احتضانه لها اثناء النوم لم يعد يريده ويبدو انها هى من تسللت اثناء نومها إلى داخل احضانه شعرت بالدموع تملئ جفنيها فانسحبت من جواره ببطء متجهه نحو الحمام حتى لا تفضحها دموعها فى اى لحظه ويستيقظ هو على صوت نحيبها وينكشف امرها كله انتظر فريد سماع صوت إغلاق باب الحمام خلفها ثم فتح عينيه مطلقا تنهيده
 

تم نسخ الرابط