رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
المحتويات
فى الصباح والابتسامه تعلو وجهها فقد كان يراودها حلم جميل ان فريد يحتضنها ويهمس فى اذنها بالكثير من عبارات الحب فتحت عينيها ببطء لتجد نفسها مازالت قابعه داخل احضانه تحتضن كفه بتملك شديد حركت رأسها بحذر تطبع قبله رقيقه فوق عنقه وهى تبتسم بسعاده ففاجئها صوته يقول لها بنبره ناعسه مرحه
مش بقولك انتى بتستغلينى ..
اغمضت عينيها بقوه خجله من تهورها فلم تتوقع انه مستيقظا وخاصة مع ذلك الدواء الذى يأخذه سمعت صوت ابتسامته يأتيها بوضوح قبل ان يقول بهمس شديد مشاكسا
طب مفيش صباح الخير ولا الاستغلال ده وانا نايم بس ..
فريييييد ..
اجابها بمرح محافظا على همسه
مفيش فريد .. انا عايز صباح الخير الاول ..
رفعت رأسه تنظر إليه قائله بجديه
صباح الخير ..
رفع حاجبه ينظر لها بدهشه قبل ان يتشدق بتذمر
ايه دى !! مش هى صباح الخير اللى عايزها .. يلا خلصى ..
عقدت حاجبيها معا قائله بمرح وكان حديثهم لا يزيد عن الهمس
انت تعبان على فكره ولازم متتحركش عشان الچرح ..ا .
حركت رأسها رافضه قائله اسمه بسماجه لتستفزه
فريييد ..
عقد حاجبيه متسائلا بتفكير
انتى قلتى اسمى كام مره وانا مش فايق ..
مش فاكره بس كتير بصراح...
شهقت بفزع وهى تدرك مقصده فسارعت تقول مصححه
ولا مره .. مقلتش اى حاجه خالص ..
حرك رأسه له بتوعد مغمغا ومتصنعا الضيق
ماشى تمام .. انا هفكرك ..
حرك رأسه مقتربا منها فسارعت هى بأبعاد جسدها عنه تأوه بصوت مسموع وتشنجت ملامحه وهو يعود ليرتمى بجسده ورأسه فوق الوساده مره اخرى مغمضا عينيه متظاهرا بالالم تمتمت بلهفه وهى تقترب منه وتتلمس بكفها موضع اصابته قائله پذعر حقيقى
فريد فى حاجه حصلت .. انا اسفه والله مكنتش اقصد ..
لم يجيبها ولم يفتح عينيه فأردفت تقول بصوت مخټنق وهى تطبع قبله معتذره فوق وجنته
انت بتستهبل صح ..
جاوبها هامسا وهو يطبع قبله على طرف فمها وقد شعر بالذنب من ذعرها
انا اسف ..
لم تعقب بل ظلت تنظر إليه پخوف وضيق وهو يعبث
بأحدى خصلات شعرها الشارده ثم فتحت فمها لتتحدث ولكن اوقفها طرقه الباب التى جعلتها تنتفض من فرق الفراش مبتعده عنه وهى تغمغم بخجل اثناء ركضها نحو المرحاض
تيتا سعاد ..
اتسعت ابتسامته من مظهرها المضطرب وهو يقول بلامبالاه
ايه المشكله تيتا !! هو انتى مش مراتى ولا انا متجوزك تخليص حق !!..
الحمدلله والله اكبر .. زى الفل .. الحمدلله انى اطمنت عليك ..
انهت جملتها ومالت بجذعها تطبع قبله حانيه فوق جبهته استقبلها فريد بأخرى خاطفه فوق وجنتها تسمرت الجده فى مكانها وقد فاجئها رد فعله فتلك هى مرته الاولى التى يظهر بها عاطفته نحوها ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وربتت بيدها فوق كتفه بحنو بالغ خرجت حياة من الحمام بعدما استعادت وعيها وجزء من هدوئها فى نفس الوقت الذى اندفعت فيه نجوى لداخل الغرفه قائله بأهتمام مبالغ فيه وهى تتحرك فى اتجاه فريد
فريد .. الف حمدلله على سلامتك .. انت مش متخيل كنت ھموت من القلق عليك ازاى .. خصوصا واونكل قالى الزياره ممنوعه ..
هرولت حياة هى الاخرى فى اتجاهه تضع ذراعها حاجزا بينهم وقد توقعت ما تنتوى نجوى على فعله خاصة وهى تميل بجذعها نحوه قائله بجمود شديد
معلش الدكتور مانع اى حد يقرب منه .. حتى السلام ممنوع ..
حركت رأسها تنظر نحوه بتحذير قائله بأستفهام
مش كده يا فريد ..
عقد حاجبيه معا بعبوس مصطنع وهو يومأ لها برأسه موافقا قبل ان يقول نبره غايه ف الجديه
اه خالص ممنوع اى حد يقرب منى حتى حياة ..
ضغطت حياة فوق شفتيها محاوله اخفاء ابتسامتها خاصه وهو يغمز لها بعينيه فى الخفاء دون ان يراه احد .
اثناء زياره نجوى القصيره حبست حياة انفاسها متوقعه صدور اى فعل منها قد يثير اعصابها ولكن للحق لم يسمح لها فريد بمضايقتها بأى شكل من الاشكال حتى هى تعمدت الجلوس بجواره فوق الفراش وهى تحتضن يده بتحدى وتملك واضح رافضه التحرك من جواره لاى سبب كان حتى تخرج نجوى اولا وبعد حوالى ساعه تنفست حياة الصعداء عندنا تبرعت جدته لتوديعها حتى باب المشفى
بعد خروجها رمقها فريد بأبتسامه واسعه بادلته إياها بأخرى غاضبه وهى تغمغم بضيق
البنى ادمه بتتعبلى اعصابى هروح اجيب حاجه أشربها واصلى وارجعلك .. ماشى ..
اومأ لها فريد برأسه موافقا والاستمتاع يلمع داخل عينيه بوضوح فهى حتى لا تحاول مداراه غيرتها عنه هبطت
حياة للأسفل حيث الكافتيريا وفى ذلك الوقت تحديدا دلف وائل الجنيدى ابن شقيق منصور الجنيدى لغرفه فريد تأهب فريد واعتدل فى جلسته وهو يستقبل ضيفه بتأهب شديد ابتسم وائل على الفور مبررا زيارته ليقول
متقلقش يا فريد بيه .. صدقنى الزياره دى بس عشان اطمن عليك لا اكتر ولا اقل .. وعشان حابب ابلغك حاجه كمان .. انى مش موافق ولا قابل كل اللى بيحصل بين عمى وبينك .. واتمنى تكون العلاقه بينا مختلفه
ارتخت ملامح وجهه فريد وعضلات جسده قليلا ولكنه لم يتخلى عن حذره ولن يفعل فى القريب .
انتهت زياره وائل الجنيدى القصيره بعوده الجده سعاد ووصول غريب رسلان لغرفه ابنه ودعه فريد بجمود شديد ولم يبادله غريب تحيته بل ظل وجهه متجهما حتى انصرف من الغرفه بأكملها ثم اندفع يسأل فريد بفضول شديد عن سبب زيارته الغير متوقعه ولكن هيهات ان يفصح فريد عن
اى شئ يخصه وخاصة لوالده .
اثناء وصول حياة لبدايه الممر المؤدى لغرفه فريد وبسبب انشغالها بالتركيز فى كوب القهوه الساخن الذى تحمله اصطدمت بجسد ما صلب جعلها تترنح وكوب القهوه بيدها اندفع وائل الجنيدى يسألها بلهفه
انا اسف ماخدتش بالى كنت مركز مع التليفون .. حصلك حاجه !..
رفعت حياة رأسها تنظر إليه وهى تغمغم بأبتسامه باهته
محصلش حاجه انا كمان ماخدتش بالى ومكنتش مركزه ..عن اذنك ..
لم يستمع وائل إلى ما تبقى من حديثها فبمجرد رفع عينيها نحوه تشتت انتباهه وتسمرت نظرته فوق تلك الحوريه بعيونها التى تشبهه قطعه من الليل بنجومه المتلألئة ونظرتها الهائمه التى تأسر كل من يراها على الفور غافلا عن ذلك المحبس الذى يزين يدها اليسرى ظل ينظر فى آثرها حتى اختفت عن ناظريه وهو يحك فروه رأسه بيده ويبتسم ببلاهه متمتا بأعجاب
ياترى اسمك ايه .. المفروض يسموكى ريم ..
انهى جملته وهو يتحرك هو الاخر نحو المصعد قبل ان يختفى بداخله متمنيا رؤيتها مره اخرى .
انقضت الايام التاليه على عائله رسلان بهدوء ففريد بدء يتماثل الشفاء بشكل سريع حتى انه اصر على الخروج من المشفى والعوده لمنزله غير عابئا بتوسلات كلا حياة وجدته والطبيب المعالج بالمكوث اكثر حتى يتماثل الشفاء تماما والتى لم تثنيه عن قراره وبالفعل عاد للمنزل بعدها اما عن امور الشركه فقد تولاها غريب كاملة حتى يعود وريثه ويباشر مهامه مره اخرى وكان يبعث له كل مساء بكافه الاوراق والمستندات حتى يراجعها ويعيد تدقيقها والنظر فيها وتوقيعها وبالنسبه لجيهان فقد كانت غارقه فى تخبطها ورعبها وتخطيطها مع منصور الذى شعر بالخطړ المحدق بسبب فشل مخططه فى إنهاء حياة غريمه غافله عن ابنتها التى كانت تتسلل كل مساء من اجل الحصول على جرعتها من ذلك الذى أوقعتها نجوى فى طريقه اما عن حياة فلم تبارح مكانها بجواره مطلقا وكانت تهتم بكل تفصيله خاصه به بدايه من طعامه الذى تولت مهمه اعداده بنفسها ومواعيد دوائه التى كانت تحرص على اعطائها له بيدها وفى المساء كانت تندنس بجواره وتساعده فى مراجعه الاوراق الحسابيه ويقوم هو بشرح باقى البنود لها قبل ان تغفى هى بين ذراعيه ليلا وتستيقظ على قبلاته صباحا .
وأخيرا جدته السيده سعاد عادت إلى منزلها بعدما قالت لحياة مشجعه
انا دلوقتى بس اقدر امشى وعارفه ان ابن بنتى فى ايد امينه .. عارفه لو كانت رحاب عايشه مكنتش هتعمل اكتر من اللى انتى عملتيه معاه .. ايوه متستغربيش .. انا فى الاول كنت فاكره ان حب فريد اكبر من حبك ليه مع انى كنت شايفاه فى عنيكى رغم محاولتك انك تخبيه .. بس دلوقتى عرفت واتاكدت انك تستاهلى حبه ليكى واكتر .. قلب فربد امانه فى رقبتك يا حياة .. حاولى تشفيه من كل اللى عاناه ومر بيه .. وحاجه اخيره .. متنسيش انك فرصته الوحيده عشان تصالحيه على حياته وبالأخص ماضيه .. رجعيه فريد بتاع زمان واوعى تيأسى ولا تقولى مش هيتغير عشان انا بدءت اشوف التغيير ده طالل من عينيه محتاج بس اللى ياخد بأيده ويطمنه .
فى احدى الأمسيات وأثناء انشغال حياة بأعدادها وجبه العشاء هرولت عفاف داخل المطبخ بأتجاه حياة تقول لها بړعب وهى تضع يدها فوق قلبها
حياة يابنتى الحقى .. عمك رضا سمع رجاله فريد بيه وهما بيقولوا انهم قبضوا على اللى ضړب ڼار على فريد .. وكانوا
بيضحكوا بينهم وبين بعض وهما بيقولوا ان فريد بيه هيخلص عليه دلوقتى ..
جحظت عينى حياة للخارج مذعوره وهى تقذف الملعقه من يدها وتركض بړعب نحو الخارج حيث المخزن القديم
انحنى فريد بجذعه فوق جسد القاټل المأجور المقيد ومسجى فوق الارضيه وهو يبتسم پشراسه شديده قبل ان يقول ضاغطا على حروف كلماته
منصور الهو اللى بعتك تعمل كده صح !!.. بس لما قالت ټقتلنى منبهكش ان فريد لو عاش مش بيسيب حقه ولا تاره!!! ..
صمت قليلا ليشد اجزاء مسدسه مستطردا بنبره جامده
والله كان نفسى اوديكم انتوا الاتنين سوا فى يوم واحد بس معلش .. منصور عنده حساب قديم لازم يخلص معاه قبل ما اخلص الجديد ..
انهى جملته وانحنى يجلس على ركبه حتى اصبح فى نفس مستوى القاټل ثم قام بوضع فوهه مسدسه فوق موضع قلبه مباشرة مغمغا پشراسه
العين بالعين والسن بالسن .. والړصاصة هتضرب فى نفس المكان ونشوف ساعتها حد هنا هينقذك ولا هتفضل مرمى هنا زى الكلب لحد ما روحك تطلع ..
كان الرجل مستسلما تماما لم يعقب ولم يقاوم فيبدو انه تقبل نهايته وأيقن انه لا سبيل للفرار خاصة بعد ما لاقاه اليومين الماضيين عندما القى رجال فريد رسلان القبض عليه اغمض الرجل عينيه عندما قام فريد بوضع ابهامه فوق الزناد استعدادا لقټله ..
الټفت فريد على صوت حياة التى اندفعت من داخل الباب القديم تهتف اسمه پذعر شديد
متابعة القراءة