رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


يوافق .
ظلت حياة جالسه فوق فراشها تقضم أظافرها وهى تفكر بقلق شديد لقد مرت اكثر من ساعه ونصف منذ وصولها ولم يعد حتى الان ترى هل حدث شئ ما خارج عن السيطره فهى تعرفه جيدا وتعرف ما الذى رأته بداخل عينيه وهو ينظر لذلك الوغد تنهدت بقله حيله وهى تعلم انها لا تستطيع التدخل فى ذلك الامر خصيصا لذلك كل ما تستطيع فعله هو الجلوس هنا والتمنى الا يكون تمادى كثيرا فى غضبه
بعد عده دقائق وأثناء انغماسها بأفكارها تلك فتح باب الغرفه وعبر هو من خلاله ثم أغلقه خلفه جيدا انفاسهم وابتعد عنها تاركا لها المجال للتنفس بحريه وهو يسألها من بين انفاسه اللاهثه 

متأكده انه ملمسكيش ..
رفعت كلتا كفيها لتحاوط وجهه ثم هزت رأسها نافيه بحزم وهى تنظر داخل عسليته المشتعله همس هو يقول بضيق 
اقسم بالله لو كان لمسك لكنت قطعتله ايده ..
كان فضولها يتأكلها لتسأله عما
فعله به خاصة وقد لمحت بعض الډماء متناثره فوق قميصه الابيض ولكن جزء ما داخلها هى الاخرى كان يريد معاقبه ذلك المتحرش اشد العقاپ لذلك حركت كتفيها بعدم اهتمام 
انتى عذبتنى اوى ..
عقب على جملتها قائلا بصوت أجش 
اسف .. 
اردفت حياة تضيف  
وخلتنى احس انى لوحدى .. 
غمغم يقول هامسا وهو يوزع قبلاته فوق وجنتها  
مش هتحصل تانى .. 
اضافت برقه وهى تخفى كفها بداخل خصلات شعره وتدفعه للاقتراب منها اكثر 
انا حاولت اقولك انى مش مرتحاله بس انت قلتلى مشغول ونستنى ..
تنهد بحزن ثم رد على جملتها بندم حقيقى 
عشان انا غبى وحمار ومش بفهم .. وعمرى ما هكررها تانى .. 
اندفعت تقاطعه بأعتراض 
لا متقولش كده .. وكمان انا اسفه ..
رفع رأسه ينظر نحوها بتفاجئ فأردفت تقول مفسره 
اها اسفه .. اسفه عشان قلت كلام غبى ليلتها مكنتش اقصد منه حاجه وكمان عشان انا عمرى ما شفت اللى بينا غلطه ..
ظهرت ابتسامته واضحه داخل عينيه قبل فمه وهو يتنهد بحراره قائلا بهمس مثير ويقترب منها اكثر 
وحشتينى .. 
ابتسمت هى الاخرى بسعاده ثم اجابته بخجل شديد  
وانت كمان وحشتنى اوى ..
كانت تلك اخر ما تفوهت به شفتيها وا متناسيا وعده بعدم الاقتراب منها ثانية فأسبوعان من العڈاب المتواصل تكفيه ويزيد وقد حان الان الوقت التعويض لا للحديث .
فى المساء جلست نجوى بداخل منزل غريب رسلان امام جيهان ونيرمين وهى تهز قدمها بعصبيه شديده اردفت جيهان تقول بنبره خفيضه محاوله السيطره على عاصفه نجوى 
مټخافيش يا نوجا .. كل حاجه هتتصلح .. احنا كده كده اتأخرنا اوى على شغلنا ولازم
نبدء ..
هتفت نجوى قائله بعصبيه 
ونبدء ازاى بعد ما جرنى من شعرى وطردنى قدام الموظفين كلهم .. انا كده خسړت ومش هعرف أكسبه ولا اقرب منه تانى ..
اجابتها جيهان بمكر شديد 
ولا خسرتى ولا حاجه اذا كان هو مش هيسمحلك تقربى منه يبقى نخليها هى تبعد عنه عشان ميلقيش قدامه غيرك يترمى فى حضنه وساعتها انتى وشطارتك بقى ..
الټفت نجوى بكليتها تنظر نحو جيهان بتركيز شديد وهى تسالها بترقب وامل 
قصدك ايه !..
اجابتها جيهان مستطردة 
قصدى اننا هنلعب ازاى نبعدها عنه وتخليها هى تسيبه مش العكس فهمتى .. 
سألتها نجوى مستفسرة 
طب وهنعمل كده ازاى وهو اكيد هيحذرها منى يعنى كده كل كروتى اتحرقت قدامها ومهما اعمل مش هتصدق تانى !!.. 
فى تلك اللحظه تدخلت نيرمين المتابعه لحديثهم بتركيز شديد قائله بتخطيط 
دى بقى سبيها عليا ..
الټفت كلا من جيهان ونجوى نحو نيرمين يسألاها معا بعدم فهم 
قصدك ايه يا نيرو !!!.
اجابتهم نيرمين بخبث شديد 
قصدى انى هكون همزه الوصل بينكم .. يعنى هوصلها بكل حب وخوف عليها اللى عايزين نوصله وبس ..
التمعت عينى جيهان بفخر اما عن نجوى فزفرت بضيق وهى تسألها مره اخرى مستفهمه 
ازاى بقى وهى مش بطيقك يا فالحه !!!..
تحدثت جيهان تجيب بدلا عن ابنتها قائله بمكر 
بسيطه قووووى .. نيرو خلاص ندمت وقررت انها تصلح علاقتها بأخوها حبيبها وطبعا محدش هيقدر يساعدها فى ده غير مرات اخوها الطيبه وبعد ما تدخل بيتهم وتأمن لها نيرمين تفهمها قد ايه هى بتكرهك وخاېفه عليها منك .. والباقى بقى سبيه لوقتها ..
اندفعت نجوى تقول بحماسه وعيونها تلمع بخبث 
لا الباقى بقى انا عارفاه كويس سيبوه عليا .. بس لازم نبدء فى الخطه دى وفى اسرع وقت كمان .
متى تخضعين لقلبى
الفصل السادس والعشرون ..
تنهدت حياة بوله وهى تتطلع لملامحه المسترخيه وهو يتمدد جوارها بهدوء حكت انفها بذراعه ثم أخفت وجهها به ذلك العضد الذى تسند رأسها دائما عليه لتستمد منه القوه والامان اما أصابعها فقد تسللت ببطء شديد تتلمس ذقنه المشذبه بعنايه وهى تهتف اسمه بدلال شديد جعلته يلتفت بكليته لها  
فريد ..
اجابها وهو يتنهد بحراره ويمسح بأصبعه فوق جبهتها بعشق 
حياة روحه ..
انتشت روحها بمجرد سماع ذلك التدليل منه والتمعت عيونها بحب وهى تجيبه من بين ابتسامتها الخجله 
فاكر واحنا صغيرين لما صممت اطلع الشجره لوحدى وانت مكنتش موافق ..
اجابها وقد بدءت الابتسامه تغزو محياه للذكرى المرحه 
اها .. 
اردفت تقول مبتسمه هى الاخرى بحنين 
ساعتها انت قولتلى هتقعى وانا مسمعتش كلامك وطلعت وبعدها وقعت فعلا وانت لحقتنى وأيدك اتجزعت ..
عبس وجهه وضاقت المسافه ما بين حاجبيه قائلا بتذمر 
وانتى من امتى بتسمعى كلامى !!! .. انا عارفك مش هترتاحى غير لما تكسرى رقبتى ..
دوت ضحكت حياة عاليا وهى ترى ملامح وجهه المتجهمة ثم مررت إصبعها بين حاجبيه محاوله بسط ذلك التجهم ثم اردفت تقول بمرح 
نفس رد الفعل مبيتغيرش !! .. فاكر برضه ساعتها قعدت قد ايه مش عايز تكلمنى .. وماما كمان عاقبتنى بسبب اللى حصلك ورفضت تكلمنى يومين .. كنت بجيلك كل يوم الاوضه عشان اشتكيلك بس انت كمان مكنتش بترضى تكلمنى او تسمعنى .. حسيت انى لوحدى وفضلت حاسه بكده حتى بعد ما ماما صالحتنى .. فى الاخر جيت قلتلى هسامحك بس بعد كده تسمعى كلامى .. 
انفرجت أساريره واتسعت ابتسامته من مغزى ذكراها ثم اجابها بمشاعر مخټنقه من ذكريات طفولتهم البريئه 
انا نفذت اتفاقى وسامحتك بس انتى لحد دلوقتى مش عارفه تسمعى الكلام ..
جعدت انفها ونظرت نحوه بنصف عين ثم قالت بنبره طفوليه خالصه 
اخر مره وبعد كده هسمعه وهتشوف .. 
احتضن كفها وجهه ومسدت بأصبعها وجنته وهى تحملق داخل عسليتيه بهيام ثم قالت بهمس متوسله 
قولى انك مش هيجى يوم وتزهق من عنادى ده وتكرهنى وتسبنى لوحدى وتمشى ..
ادار رأسه قليلا حتى يتسنى له تقبيل باطن كفها الذى يحاوط وجهه ثم اجابها بقلب عاشق 
عمرى .. عارفه انا مش بعرف ازعل منك .. اه بقسى عليكى لما بتغلطى بس مش بضايق منك .. زى الاب بالظبط بيعاقب ولاده عشان يعرفوا الغلط بس عمره ما بيكرههم ..
توقفت يدها عن لمس وجنته واسبلت عينيها للأسفل بحزن ثم قالت بصوت مخټنق من اثر الدموع 
معرفش .. انا عمرى ما عرفت احساس حنان الاب ده ..
احتنقت ملامحه وشعر بالالم يعتصر قلبه من صوتها الحزين فهو يعلم جيدا رغم اخفائها للامر
ان جفاء والدها يؤلمها ويؤثر فى نفسيتها كثيرا لذلك زفر بأشفاق وحرك ذراعه ليجذبها نحوه اكثر وأردف يقول بحنو بالغ محاولا التخفيف عنها
يعنى مش كفايه انك تكونى بنتى انا ..
رفعت رأسها تنظر نحوه وقد بدءت ابتسامتها فى الظهور مره أخرى وقامت بطبع قبله رقيقه فوق وجنته ثم عادت لتتندثر داخل احضانه واخفت وجهها بثنايا عنقه وهى تغمغم بحب 
كفايه عليا وزياده
ربنا يخليك ليا ..
صمتت قليلا مستمتعه بذلك السكون الذى شملها وهى داخل احضانه واحدى يديه تعبث بخصلات شعرها وتهدهدها ثم اردفت قائله بحب 
انت عارف انك متغيرتش .. يعنى اللى يشوفك من بعيد يقول واحد تانى بس مهما تحاول تدارى لسه جواك فريد بتاع زمان .. اللى جواه ڼار وبراه تلج ..
تنهدت بعشق ثم حركت يدها لتضعها حيث موضع قلبه واستطردت قائله بهيام 
بس اللى يعرفك زى حياة عارف ان تحت كل ده مدفون حنان الدنيا كله ..
رفعت رأسها تنظر إليه قائله بأستنكار 
رايح فين !..
اجابها بنبره وملامح خاليه 
ولا حاجه هروح اخد دش وانزل العب بوكس شويه .. 
كانت تعلم جيدا انها يهرب منها ويريد الانفراد بنفسه لذلك اندفعت تسأله بترقب 
ممكن اجى معاك ..
نظر نحوها ولم يعقب على طلبها لذلك اردفت تقول بتوسل شديد 
بليز مش هضايقك والله وبعدين انا نفسى اتعلمها عشان اعرف ادافع عن نفسى ..
تنهد بأستسلام وجذب رأسها ليطبع قبله مطوله فوق جبهتها ثم قال بصوته العميق 
طب البسى لحد ما اخد دش واحصلك .. 
صفقت بيدها وقفزت فوق الفراش بسعاده كالأطفال ثم ارتمت فوقه تعانقه بمحبه وتطبع عده قبلات فوق وجهه تعبيرا عن فرحتها جعلته يبتسم هو الاخر بعمق قبل انسحابه من بين ذراعيها فى اتجاه الحمام .
دلف فريد لغرفه الرياضه فوجدها بالفعل سبقته للأسفل وتنتظره بداخلها مرر نظره فوق جسدها ثم سألها بأستنكار بعدما اغلق الباب خلفه أليا 
هو ده اللبس !!!..
نظرت إلى ملابسها اولا ثم نحوه وهى تسأله بعدم فهم 
اها .. هو انا لبست غلط ولا ايه !..
لوى فمه بعدم ارتياح فقد كانت ترتدى ذلك البنطال الملاصق لجسدها والذى يثير اعصابه بشكل كبير وفوقه تيشرت ذو حمالات عريضه بفتحه عنق مثلثه يكشف عن عنقها ومقدمه صدرها بشكل كبير وينتهى عند بدايه معدتها تنحنح محاولا اخراج نبرته طبيعيه ثم اجابها بنبره جاده 
لا مفيش بس اللبس ده ميتلبسش قدام حد اتفقنا !.. 
اجابته مبرره وهى تقترب منه 
بس احنا فى البيت ومفيش حد غير دادا عفاف وسارة حتى الحراس مش بيدخلوا غير لما انت تأذنلهم ..
هز رأسه بجمود موافقا وهو يتحرك من امامها ليلتقط القفازات الموضوعه فوق الرف وهو يفكر بعدم
تصديق هل يعقل انه يغار من عاملات المنزل فهى على حق بنسبه كبيره وهو لا يسمح للرجال بدخول المنزل الا بأذنه اذا لماذا انزعج من لباسها ثم انه هو من قام بأختياره لها من الاساس هتفت أسمه بترقب وقد بدءت تشعر بحدوث خطب ما 
فريد ..
رفع رأسه نحوها وهو يهمهم بعدم تركيز سألته بخفوت وهى تتفحص ملامح وجهه الجامده 
انت مضايق عشان اللبس !. على فكره انا كنت نازله بالجاكيت بتاعه بس قلعته لما نزلت هنا ..
حسنا انه يعترف بفقدان عقله فلا يوجد مبرر يجعله يتسرخى لمعرفته ان لا احد يراها هكذا غيره سوى انه فقد عقله ولكن ماذا يفعل فتلك المخلوقة التى لا تتجاوز نصف طوله تكاد تذهب بتعقله انفرجت أساريره وبدءت الابتسامه تظهر فوق شفتيه وهو يدنو منها ويحاصر جسدها بذراعيه قائلا بأستسلام 
خلاص بعترف انى غرت .. 
دوت ضحكتها عاليا فعاد يقول مزمجرا 
شكلك مبسوط !!!..
وهى تجيبه
 

تم نسخ الرابط