رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


تسأل الممرضه بخجل موجهه لها ابتسامه عريضه
لو سمحتى ممكن اديله انا العلاج !..
بادلتها الممرضه ابتسامتها بأخرى موافقه وهى تومأ لها برأسها قبل تحركها نحو الخارج ناولته حياة دوائه بشغف شديد بعدما اصرت ان تناوله عشائه بيدها وبعد انتهاءها حاول التحرك من مكانه ولكنه اجفل بقوه من شده الالم اغمض عينيه برهه من الزمن محاولا السيطره على ألمه وهو يسب ويلعن بخفوت علقت حياة على سبابه قائله بسخريه شديده 
حتى وانت تعبان بټشتم !..
نظر إليها متشدقا وقد بدء صوته يستعيد قوته قائلا بتهكم مرير 
انا اسف يا زوجتى العزيزه انى خدشت حيائك بكلامى وبذائتى .. المره الجايه لما حد يحاول يموتنى وعد هبقى اقوم ابوسه تقديرا لجهوده فى انه يريحك منى ..

نظرت له حياة بأحباط وفتحت فمها لتجيبه ولكن قاطعها صوته قائلا لها بنبره حازمه 
اندهيلى حد من اللى بره .. 
انتفضت حياة من مقعدها بجواره تسائله بقلق 
اشمعنى !!!...
اجابها بنبره خاليه 
من غير اشمعنى .. ناديلى حد من البهايم اللى بره دول ..
تحولت نبرتها هى الاخرى وهى تحدثه بنبره شبهه محتده 
انت بتهزر صح !!! اكيد مش هندهلك حد ومش هتكلم حد لحد ما تخف ..
زفر
فريد بنفاذ صبر قبل ان يقول بحسم شديد 
حياة !! لو مندهتليش حد من الاغبيه اللى بره دول هقوم اناديهم بنفسى ..
اجابته حياة بحنق شديد
تقوم تنده مين !! فريد لو حضرتك مش واخد بالك انت اضربت بړصاصه جنب القلب على طول يعنى لازم تراعى صحتك اكتر من كده !!..
اجابها بتهكم ونبره ذات مخزى وهو يستعد للتحرك من الفراش 
مټخافيش عليا لو على قلبى فهو مستحمل كلام كتير اسوء من الړصاص ولسه عايش اهو ..
علمت جيدا ما يرمى إليه فأخفضت رأسها بخجل وقد بدءت الدموع تتجمع داخل مقلتيها وهى تتذكر ما تفوهت به خلال شجارهم الاخير قبل اصابته لذلك آثرت الانسحاب نحو الخارج مغمغه بأستسلام 
تمام خليك هعملك اللى انت عايزه ..
غابت قليلا وعادت وبجوارها رئيس الحراس مطأطأ رأسه بخزى من فشله فى حمايه رئيسه وجهه فريد حديثه لحياة بنبره آمره كأنها لم تكن قبل دقائق معدوده داخل احضانه 
سبينا لوحدنا شويه ..
رفعت احدى حاجبيها تنظر له بتحدى صامت زفر فريد مره اخرى بملل قبل ان يهتف اسمها بنبره محذره
حيااااااة !! ..
اندفعت حياة خارج الغرفه وقد صفقت الباب خلفها بقوه وهى تشعر بالڠضب الشديد من عناده وجفائه معها خاصة ان لديها شكوك قويه عن سبب استدعائه للحارس فى ذلك الوقت بالذات .
وامام باب غرفته ظلت حياة تذرع الممر ذهابا وايابا وهى تنظر
كل عده دقائق بساعه يدها مفكره بقلق ما الذى يحيكه فريد برفقه حارسه تحركت تضع اذنها فوق الباب مرهقه السمع لعلها تستمع إلى ما يرضى فضولها او يطمئنها ولكن ذلك العنيد كان يتخذ احتياطه جيدا ويتحدث بنبره خفيضه حتى لا يصل ترتيبه إلى مسامعها او مسامع اى حد اخر فى الخارج وأثناء استراقها للسمع فتح الباب فجأة وهى لازالت مستنده براسها عليه فترنحت قليلا لإمام تنحنحت محاوله اخفاء حرجها من الحارس الذى تفاجئ بوجودها امامه وكاد ان يصطدم بها ثم بادلته ابتسامه مقتضبه قبل ان ترفع رأسها بكبرياء وتعود بداخل الغرفه مره اخرى دون حتى النظر إليه بمجرد دخولها الغرفه سألها فريد بتذمر 
مفيش اى حاجه البسها بدل البتاع الغريب ده !! ..
اجابته بنبره شبهه جامده 
اه طبعا تيتا سعاد جابتلك لبس معايا ثوانى هطلعهولك ..
انهت جملتها وهى تتوجه نحو الخزانه الصغيره والموضوعه بجانب الغرفه تلتقط منه بنطال رياضى واسع وستره رياضيه بسحاب أمامى حتى تسهل له عمليه إرتدائه دون ألم وقفت امامه عاقده حاجبيها بتركيز تام وهى تفكر فى كيفيه ارتدائه للبنطال فهى ابدا لن تساعده فى تلك المهمه مهما حدث ابتسم هو من ترددها الواضح داخل عينها ثم قال بتهكم واضح 
هاتى مټخافيش انا هتصرف .. غمضى عينيكى بس ..
ضغطت على شفتيها بخجل قائله وقد تناست كل ڠضبها منه 
تمام حاول تلبسه وانا هساعدك فى التيشرت ..
هز رأسه بعبوس وهو يحاول ارتداء البنطال بحذر شديد من اسفل ذلك الرداء الازرق الخاص بالمرضى فتحت حياة عينها على مضض حتى تتاكد من انتهائه قبل ان تزفر براحه وهى تتحرك من خلفه حتى تحل الرباط الخلفى الرداء ثم تعود مره اخرى لتساعده فى خلعه وارتداء سترته غمغم فريد فى اول الامر رافضا مساعدتها قائلا بتحدى 
انا هلبسه لوحدى ..
نظرت حياة نحوه بتحذير قبل ان تجيبه بأقتضاب وهى تساعده فى ادخال ذراعه فى احد الأكمام 
ممكن تبطل تعلق على كل حاجه وتسيبنى اشوف شغلى !!.. وبعدين على فكره انت مريض متعب اوى ..
اجفل وتأوه مټألما بصوت مكتوم بمجرد لمسها لذراعه القريب من الاصابه فسارعت تحتضن وجهه بكفيها وهى تغمغم بړعب شديد 
اسفه .. اسفه .. انا ۏجعتك ڠصب عنى انا اسفه ..
لمح فريد اللهفه والذعر داخل عنيها فأوما لها برأسه مطمئنا قبل ان يقول بتهكم محاولا تلطيف الجو بينهما 
يمكن عشان اللى بيساعدنى حد مش مريح ..
انهت مهمه ادخال ذراعه الاخر داخل الرداء ثم مالت بجذعها نحوه حتى تستطيع التقاط السحاب ثم اجابته وهى تغلقه بهدوء شديد وعينيها تحملق بأعماق عينيه
اخر طموحاتى انى أريحك .. خصوصا لو فى حاجه اخرتها ۏجع قلبى .. خليك عارف ده كويس ..
انهت جملتها ثم تركت السحاب يفلت من بين أصابعها قبل ان تتوجهه نحو احد المقاعد بأخر الغرفه تجلس فوقه بصمت 
استلقى فريد بهدوء شديد فوق الفراش وقد بدء يشعر بالإرهاق والنعاس من الدواء وحركته المستمرة منذ الصياح ثم وجهه حديثه لها قائلا بنبره آمره 
تعالى عشان ننام ..
عقدت ذراعيها معا امام قفصها الصدرى قائله بتهجم 
اتفضل انت انا مش هنام غير هنا ..
زفر فريد بأرهاق ونفاذ صبر قبل ان يبها پحده شديده 
حياة مش عايز لعب عيال .. يا تيجى تنامى جنبى يا هبعت لحد بره يروحك !! مش هتفضلى تجادلى فى كل حاجه اقولك عليها ..
كان يعلم جيدا انه لن ينفذ تهديده فهو لا
يأمن على إرسالها بعيدا عنه ومن دونه خاصة بعد ما حدث له ولكنه متعب من مجادلتها فى كل شئ يطلبه زفرت بحنق وهى تتحرك من مقعدها وتتجه نحوه بغيظ شديد حتى توقف امام الفراش تسأله بقلق 
طب هنام ازاى دلوقتى والسرير ضيق كده اكيد هتعبك !!!..
كانت كاذبه فالفراش رغم صغره الا انه كان يكفى لفردين براحه اغمض فريد عينه لبرهه قبل ان يفتحها مره اخرى ناظرا لها بتحذير التقطته على الفور فتحركت تستلقى بجواره دون اى تعليق اخر
ورغم غمغمت بصوت رقيق ناعس 
فريد لو سمحت ممكن تمسك ايدى وانا نايمه ..سألها بهدوء وقد بدء يسترخى هو الاخر بسبب قربها منه 
حاضر بس ليه !..اجابته بأهتمام بالغ 
عشان خاېفه ايدى تتحرك وانا نايمه وتخبط فيك او ټوجعك ... 
بعد عده دقائق ولكن ليس بيده حيله كل ما يحدث له وهى بقربه ليس بيده فقربها منه هكذا يدعوه إلى دنيا اخرى دنيا مليئة بالسعاده لم يختبرها من قبل وهى فقط من تمتلك مفتاحها لو انها تأذن له بالدخول بدلا من تركه معلقا هكذا تدنيه تارة وتبتعد عنه تارة لكان تخلى عن دنياه وما فيها من اجلها .
تحركت جيهان بمجرد رؤيتها لغريب يدلف من خلال الباب الداخلى للمنزل تساله بلهفه واضحه 
ها يا غريب ايه الاخبار !!..
اجابها غريب وهو يبتسم بسعاده 
الحمدلله يا جيهان .. ربنا ستر وفريد فاق النهارده ونقلوه لاوضه عاديه ..
تهدلت اكتاف جيهان وهى تغمغم بأحباط جلى 
فعلا .. طب كويس حمدلله على سلامته ..
لم يعقب غريب على حديثها وبدلا من ذلك سألها بنبره شبهه معاتبه 
جيهان .. هى نرمين فين !! ..
اجابته جيهان بضيق واضح بعد ذلك الخير الغير سعيد بالنسبه إليها 
نيرو مع نجوى اكيد بيغيروا جو ..
رمقها غريب بنظره حانقه قبل ان يقول بعتاب صريح 
عندها وقت تغير جو بس معندهاش وقت تزور اخوها اللى كان بين الحياة والمۏت صح !! ده غيرك طبعا
اندفعت جيهان تخاطبه بنبره محتده 
بقولك ايه سيب بنتى فى حالها ملكش دعوه بيها ولا بيا كمان ..
حرك غريب رأسه بيأس وهو يغمغم اثناء صعوده الدرج 
مفيش فايده .. عمرك ما هتتغيرى يا جيهان حتى حقدك ورثتيه للبنت !..
فى النادى الليلى جلست نرمين بوجهه
متعب وملامح شاحبه وهى تحتضن جسدها بيدها ويبدو الاضطراب جليا على ملامح وجهها وحركات جسدها باكمله سألتها نجوى بخبث شديد 
مالك يا نيرررررو .. شكلك مش فى المود النهارده خالص ...
اجابتها نيرمين وهى تضغط بأصابعها فوق صدغيها 
مش عارفه يا نوجه .. حاسه انى مش مظبوطه خالص وجسمى كله سايب .. بقولك ايه ما تجبيلى من المشروب الحلو بتاعك ده .. مفيش حاجه بتضيع صداع دماغى غيره .. 
رمتها نجوى بأبتسامه تشفى قبل ان تقول بسعاده واضحه 
لا مشروب ايه بس .. انا عندى ليكى حاجه جامده اخر حاجه هتطيرك فوق السحاب ..
قالت نرمين بلهفه واضحه 
طب وحياتك يا نجوى الحقينى بيها اصل انا على اخرى ..
اجابتها نحوى وهى تعبث بحقيقتها قبل ان تخرج لفافة صغيرة وتدسها فى كف يدها مغمغه بنبره خفيضه 
خدى جربى البتاع ده وهتدعيلى ..
فتحته نيرمين تتفحصه بأصابع مرتجفه قبل ان تقول بأعتراض 
ايه ده يا نجوى !! دى بودره !!..
اجابته نجوى متصنعه الضيق 
بقولك ايه مش عايزاه هاتيه اضربه انا واريح دماغى يدل الدوشه دى ..
أطبقت إصابع نيرمين فوق الكيس تتمسك به بقوه مغمغه بلهفه واضحه 
خلاص
يا نوجه ميبقاش خلقك ضيق كده هاخده وامرى إلى الله ..
اومأت نجوى رأسها لها موافقه وابتسامتها تزداد اتساعا شيئا فشئ من نجاح مخططها ..
تجاوزت الساعه الثانيه صباحا ولم يغمض له جفن رغم ألمه وإرهاقه الذى كان يشعر به قبل اندساسها بجواره ومن قال انه يريد ان يغفو وتغفل عينيه عن رؤيتها بذلك الوضع متمسكه به وكأنه كل دنياها مد احد أصابعه يتلمس وجنتها وجفونها المنتفخه من شده الارهاق والقلق اغمض عينيه بقوه محاولا ايجاد سلامه الداخلى هل حقا يرى ما تومض به عينيها منذ استيقاظه ام ان كل ذلك من نسيج خيالاته ! حتى ان قبلتها اصبحت مختلفه تمتمت هى اسمه بخفوف اثناء نومها 
فريد .. 
أجابها متنهدا وقد اجتمع عشق العالم داخل قلبه 
عيون فريد ..
لم يصدر منها اى رد فعل سوى انها أوقفه طرق خفيف على الباب يتبعه دخول احدى الممرضات من اجل موعد الدواء توقفت متردده بخجل بسبب رؤيتها لحياة نائمه بجواره ولكن فريد أشار لها بالتقدم دون إحداث ضوضاء بالفعل تقدمت لإعطائه الدواء والاطمئنان عليه دون صوت يذكر ثم تسللت بهدوء مره اخرى للخارج لتتركه يعود إلى تأمله وافكاره
استيقظت حياة
 

تم نسخ الرابط