رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
المحتويات
المنزل الداخلى واستقبلت الخادمه السيد غريب فى زياره مفاجئه والتى استنكرتها حياة
كثيرا فمنذ قدومها لذلك المنزل لم يأتى السيد غريب لزيارتهم ولو لمره واحده كمان ان العلاقه بينه وبين فريد لم تكن بذلك التقارب الأسرى اخذت نفسا عميقا ثم توجهت نحوه تستقبله بود يشوبه الكثير من التحفظ وهى تتمنى داخلها الا تكون شكوكها عن تلك الزياره صحيحه انضم فريد لهم عند مدخل الاستقبال بمجرد سماعه صوت والده فى الخارج وعلى عكس حياة كانت ملامحه مسترخيه تماما رغم جمود استقباله المعتاد تحدث السيد غريب بسعاده لم تعهدها منه موجها حديثه لفريد
ربت فوق ساعد ابنه بأستحسان ثم اردف بفخر
بصراحه عرفت تلعبها عليه صح .. انا لحد دلوقتى مش مصدق انك عملت كده من غير ما تورط نفسك ..
عقب فريد على جملته ببروده المعتاد
انا معملتش كده عشانك .. انت عارف كويس انا عملت كده عشان مين ..
تشدق بالجزء الاخير من جملته وعينيه مسلطه فوق حياة الواقفه بجانبه والتى تنحنحت محاوله تلطيف التوتر الملازم لمقابلاتهم قائله بلطافه
العشا جاهز .. اتفضل حضرتك اتعشى معانا ..
تلفظت بجملتها وهى تشير له بيدها ليتقدمهم نحو غرفه الطعام هز غريب رأسه موافقا ثم سألها ممازحا
غلبتها طبيعتها المرحه والتى كانت تمتاز بها دائما لذلك اجابته ممازحه هى الاخرى وقد تناست ڠضبها المعهود منه
أوامر صاحب البيت بقى كله بالإجبار ..
حدقها فريد بنظره غاضبه وقد اثار غيرته حديثها المرح مع والده فأردفت تقول مصححه على الفور وهى تمد كفها لتحضن كفه وتضغط فوقه مطمئنه
بس بصراحه .. انا كمان اتعودت عليه وبقيت بحب اشارك فريد فيه ..
التمعت عيونها بحب وهى ترفع رأسها لتنظر نحوه وابتسامتها الهادئه تملئ وجهها فبادلها ابتسامتها بأخرى راضيه وهو يشبك أصابعه بداخل أصابع كفها ظلا يحدقان ببعضهما البعض بهيام متناسيه وقوف والده جوارهم حتى قطع غريب تأملات أحدهما بالاخر قائلا بصوته الهادئ
كانت حياة هى اول من سحب نظراتها من امامه واخفضت عينيها بخجل اما فريد فقد اخذ وقته كاملا فى التحديق بها حتى بعد انقطاع نظراتهم مستمتعا بذلك الاحمرار الذى غزا وجنتيها ثم انتظر حتى سبقه والده بعده خطوات وقام بجذب ذراعها وطبع قبله خاطفه فوق وجنتها جعلتها تشهق بخفوت احراجا من فعلته
جلسا ثلاثتهم حول المائده لتناول الطعام بصمت جلست حياة فى مكانها المعتاد بجوار فريد وفى مقابله والده تتأملهم بتمعن إنهما فعلا يبدوان كأب وابنه اى شخص غريب سيرى ذلك التشابه الكبير بينهم ففريد ورث من والده هيبته وقوة حضوره وصرامته إلى جانب لون عينيه وملامح وجهه كامله و لم يرث من والدته سوى لون شعرها وطبيعتها الهادئه اما عن فى صفاته الحسنه فهو بعيد كل البعد عنه لقد اخبرها تلك الليله ان والده طلب منه السماح ولكن هل سامحه فعلا !! لم تكن بحاجه لسؤاله فالإجابة واضحه كوضوح الشمس بالنسبه لها ولكنها بالطبع تعذره فمأساة فريد الاولى والاخيره وكل ما اصبح عليه من صفات سيئه كانت بفعل والده حسنا لتكن صادقه مع نفسها هى لن تجرؤ على اخبار فريد بذلك ولكنها على الاقل تستطيع مصارحه نفسها فلولا إرسال غريب فريد للخارج وأبعاده عن تلك المدعوه جيهان لكان فريد الان شخص اسوء بكثير فطفل فى سنه وبما مر به لم يكن لينجو اذا ترعرع تحت قبضه
ولم تكن لتملك الان اى فرصه او أمل فى تغييره ولم ليكن فريد ليحظى بفرصه التعليم تلك التى جعلته رجل اعمال محنك استطاع السيطره على سوق الاعمال بذكاء شديد طالما اعجبت به بالطبع هى لا تبحث عن تبريرات لمسامحه غريب ولكنها على الاقل تحاول النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب حتى تستطيع مع فريد تخطى ذلك الماضى بكل تفاصيله وأحداثه قطع تفكيرها صوت غريب يقول بتلك النبره الآمرة التى تذكرها بشخص ما
فريد عايز اتكلم معاك فى موضوع ..
اجابه فريد بنبره بارده مستفزه اعتادت عليها ايضا
فى الطبيعى كنت هقولك نتكلم بعد العشا فى اوضه المكتب بس عشان انا عارف انت عايز ايه فجوابى هو .. لاء مش فاضى ..
صاح به غريب بنبره محتده حانقه
يعنى ايه مش فاضى !! .. وبعدين لما اطلب نتكلم تحترمنى وتسمعنى للاخر ..
القى فريد المحرمه فوق الطاوله بعدما قام بمسح فمه بهدوء ثم قال بنبره شبهه محتده ولكن خفيضه
مش محتاج أسمعك ولا اضيع وقتى فى حاجه ملهاش لازمه .. انا قلت الشړاكه انتهت يعنى انتهت .. وهو وبنته ملهمش مكان فى شغلى .. واحسنله يروح يربيها بدل ما يضيع وقته فى المحايله عليك ..
كانت حياة تراقب الحوار بتوجس رغم عدم فهمها لما يدور حولها او من محور الحديث انتفض غريب من مقعده واقفا ثم اردف يقول بعصبيه وتحذير
فريد متنساش نفسك .. الفلوس دى كلها فلوسى والشركات بتاعتى .. انا لسه مموتش عشان تتحكم !!..
تحرك فريد هو الاخر من مقعده ووقف قبالته ثم قال بتحدى وهو يضع كلتا يديه بداخل جيوب بنطاله القماشى
عايز ترجع الشړاكه مع سعيد يبقى ارجع امسك شركاتك وفلوسك تانى .. قدامك القرار واختار وعلى الاقل تريح دماغى وايدى من امضه كل شهر اللى بحول ليها ارباحكم وانتوا زى البشوات ..
كان الجو مشحونا بينهم لاقصى درجه ظلا كلا منهما يحدق فى الاخر بتحدى حتى تسائلت حياة بقلق متى ستنتهى حرب النظرات تلك رغم نتيجتها المحسومة وبالفعل كان غريب هو اول من سحب نظراته من امام ابنه واخفض رأسه للأسفل بأزعان رغم احتقان ملامحه من يصدق ان غريب رسلان الذى كان يخشاه الجميع ينحنى اليوم امام طفله الذى كان يرتجف خيفه من سماع صوته هذا ما فكرت حياة بتعجب وهى تتحرك من مقعدها هى الاخرى وتقف متأهبه استعددا للتدخل فى اى لحظه زفر غريب بحنق ثم قال بنفاذ صبر
فى موضوع تانى عايز اكلمك فيه .. بس حياة تكون معانا ..
عضت حياة على شفتيها پخوف وحبست انفاسها بترقب فهى اصبحت متأكده من شكوكها وتعلم فحوى ذلك الموضوع انتصب جسد فريد مره اخرى بتأهب وضاقت المسافه بين عينيه استعددا لجوله اخرى من الجدال فلم يحتاج للتفكير لمعرفه عن اى موضوع يريد والده محادثته وزعت حياة نظراتها بينهم ثم حركت رأسها رافضه بتوسل لغريب الذى كان ينظر نحوها الان فتدخل والده يعنى القضاء على اى امل فى الاستماع لها لاحقا التقط غريب رجائها وحرك رأسه موافقا عده مرات ثم اردف وهو يلتقط هاتفه من فوق الطاوله
بس واضح ان مش وقته النهارده نبقى نتكلم فيه وقت تانى ..
انهى جملته والقى تحيه الوداع بأقتضاب ثم تحرك بخطواته نحو الخارج تنفست حياة الصعداء بعد خروجه وعادت تمرر نظرها فوق فريد الذى انسحب هو الاخر نحو غرفه مكتبه دون حديث .
ظلت حياة طوال الساعه المنصرمة تجلس فى غرفه المعيشه فى الطابق
الارضى منتظره خروجه الا ان يأست وعلمت انه لن يخرج الا بعد مرور الساعتين لممارسه تمارينه الرياضيه وهذا يعنى شئ واحد وهو انه غاضب وبالفعل بعد مرور الساعتين خرج من غرفه مكتبه متجها نحو غرفه نومهم لتبديل ثيابه والنزول مره اخرى لغرفه الرياضه زفرت حياة بضيق واحباط تتمنى انتهاء ذلك التوتر المستمر والذى ينتهى فى كل مواجهه بينهم پغضب فريد وإغلاقه على نفسه فكرت فى اقټحام تمريناته والتحدث معه ولكن جزء كبير بداخلها كان متأكد من عدم صواب فكرتها لذلك تخلت عنها وعادت للجلوس مره اخرى وإعطائه مساحته الشخصيه منتظره التنفيس عن غضبه اولا .
استلقت حياة فوق الفراش متكوره على نفسها ومنتظره إنهاء اغتساله وخروجه من الحمام وبعد عده دقائق كان يستلقى جوارها متوجها بكليته لها بعدما قام بأرتداء ملابس النوم رفعت حياة كفها الأيمن تحاوط شطر وجهه الأيسر وتتلمس بحنان وجنته وهى تتأمله بعشق شديد انها حقا تعشقه وتعشق كل تفصيله صغيره خاصه به سواء فى ملامحه او حركاته من اول تقطيبه جبينه تلك التى لا تنفرج سوى معها إلى نغزته الوحيده والتى لا تظهر سوى لها مرورا بغضبه وعنفوانه واصراره وحدته وعناده وغموضه وقسوته إلى حنانه وتفهمه واحتوائه وحمايته لها تنهدت بحراره وهى تتابع ملامحه التى بدءت فى الاسترخاء بفعل لمستها تحولت نظرتها للحيره مرة اخرى فهى حقا تائهه ولا تدرى ما الذى يجب عليها فعله خصوصا وان الشخص الوحيد الذى يمكن ان تلجأ إليه لمساعدتها هو نفسه صاحب المشكله سألها فريد بهدوء وانامله تعبث بخصلات شعرها
عايزه تقولى ايه !..
اقتربت م مستمده منه الامان والشجاعه ثم اجابته بهدوء شديد
مش عايزه حاجه غير انك متتعصبش ..
طبع قبله مطمئنه فوق شعرها ولف ذراعيه حول خصرها بتملكه المعتاد ثم اجابها بحنان
حتى لو اتعصبت .. انتى عارفه وجودك معايا بيهدينى ..
رفعت رأسها قليلا حتى يتسنى لها الاقتراب منه وقامت ثم عادت لموضع رأسها القديم ثانية تحدثت بدون مقدمات بنبره رقيقه منخفضة
انت عارف نجلاء اختى .. هى مكنتش عايشه معانا هنا لان بابا كان رافض تفضل فى القصر وسابها تعيش مع عمامى فى البلد فكنت بشوفها فى الاجازات بس ومحمد اخويا أتولد بعدى بكام سنه .. يعنى فعليا مكنش ليا اخوات غيرك ..
قاطعها فريد معترضا على جملتها الاخيره قائلا بحنق
نعم !! اخوات غيرى ازاى يعنى !..
رفعت جسدها تنظر إليه فوجدت الامتعاض يكسو ملامحه ابتسمت من طفوليته وتحدثت شارحه ومتلمسه رضاه
الاخ يعنى السند .. وانا وقتها كنت شايفاك كده .. وعايزه أفضل شايفاك كده ..
ظهر الارتباك وعدم التقبل على ملامحه وحبيبها ومالك قلبها وان ذلك لا يتعارض مع رؤيتها له كأخ ووالد وصديق ايضا الا يعلم ذلك الاحمق انها تراه ومنذ الصغر عالمها بأكمله ! لقد اختصرت فيه كل انواع الرجال واكتفت به حتى لو استغرقت وقتا طويلا لفهم ذلك والاعتراف به انتظرت حتى ابتعد هو عنها اولا ورأت ذلك الوميض عاد ليلمع داخل عينيه ثم كسيرتها الاولى واردفت مستأنفه حديثها
انا ونجلاء فضلنا زى الأغراب لان مفيش حاجه تجمعنا سوا .. رغم ان فرق السن بينا قد الفرق بينى وبينك .. وبعدها اتجوزت وعاشت مع جوزها وبرضه مش بتتقابل غير كل سنه مره ومفيش بينا اى اتصال غير لو احتاجت حاجه منى .. عارف انت لما كنت معايا كنت كافينى .. وبعدها محمد اخويا بقى
متابعة القراءة