رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
المحتويات
تعول عليها نجوى لتنفيذ اخر خطوه من مكيدتها فظلت واقفه قرب غرفه حياة منتظره وصول فريد اليومى فى نفس الميعاد تقريبا وبالفعل انزوت بعيدا بمجرد رؤيته يتحرك داخل الممر وبمجرد وصوله امام غرفه حياة سارعت نجوى توقفه بيدها وتقول له بصوت مسموع حتى تتأكد من استماع حياة لها فرييييد انا حجزت التذكره على فكره زى ما اتفقنا وكده بكره هنتقابل فى المطار الصبح عقد فريد حاجبيه معا بعدم فهم قبل ان يفتح فمه ليستفسر منها ولكن نجوى قاطعته قائله بخبث ان شاء الله تبقى رحله سعيده وننبسط بيها انهت جملتها وهرولت نحو الخارج لتقطع عليه اى طريق للاستفسار او التصحيح تاركه فريد ينظر فى اثرها بعدم فهم قبل دخوله لغرفه حياة والتى بالطبع استمعت لما تفوهت به نجوى واصبح وجهها شاحبا يحاكى الأموات
الفصل الثالث والعشرون
لاحظ فريد منذ دخوله لمكتبها وحتى وصولهم للمنزل جمودها التام ولكنه اعاد ذلك لمسأله سفره المفاجأه حسنا انه يعلم انها احبطت ولكن ليس لذلك الحد فوجهها شاحب للغايه وعيونها تلمع بالدموع طوال الطريق رغم محاولتها المستميتة لتنجب التقاء عيونهما معا الا انه لاحظهم لو انه يستطيع اصطحابها معه لما توانى فى تنفيذ ذلك ولكن تلك السفره خصيصا يحتاج إلى خوضها بمفرده فهو لا يضمن حتى سلامته فكيف بها زفر بضيق وهو يقفز من مقعده بداخل السياره عندما توقفت امام الباب الداخلى للمنزل مد كفه يحتضن يدها فلم تعارضه ولم تبادله عناقه أيضا سألها مستفسرا وعينيه تتفحص ملامحها بأهتمام
اجابته كاذبه بنبره جافه بعدما اجبرت نفسها على رسم ابتسامه مقتضبه فوق شفتيها
اه كويسه الحمدلله
بخير !! انها الان ابعد ما تكون على ان تكون بخير فالڼار التى بداخلها تزداد اشتعالا مع مرور الوقت هذا ما فكرت به بحزن وهى تخطو بداخل المنزل ذلك المنزل الذى اصبح فجاه ودون سابق انذار احب الأشياء إلى قلبها لمجرد انه يجمعهما سويا شعرت بوخز الدموع يعود بقوه لمقلتيها فرفرت بجفنيها عده مرات محاوله صرف تلك الدمعات من داخل عينيها فهى لا تنتوى البكاء امامه مهما حدث توجهت مباشرة نحو غرفتهما ومنه إلى الحمام حيث آثرت الاغتسال لتهدئه اعصابها تاركه العنان لدموعها المختلطة مع رذاذ الماء الدافئ المنهمر فوقها
فريد انت مقلتليش مسافر فين !
اجابها وهو يتوجهه نحوها ليشاركها مجلسها
لندن
مد ذراعه ليدنيها منه ولكنها انتفضت على الفور من مجلسها بعدما دفعت يديه پحده متجنبه لمسته تفاجئ فريد من رد فعلها الغير مبرر وبدء الضيق يظهر جليا على نظراته هو الاخر ظل يتفرسها مطولا وهى تقطع الغرفه امامه ذهابا وايابا بعصبيه شديده ثم اندفعت تقول بنبره شبهه محتده وهى تراه يستقيم فى جلسته استعدادا للنهوض
ضيق فريد نظراته فوقها يحاول استشفاف اى شئ من ملامحها الغير مفسره قبل ان يسألها بنبره خاليه
والسبب !
اجابته كاذبه
من غير اسباب !
اعاد فريد نطق طلبها بنبره مفكره قائلا بأستنكار
انتى مش عايزانى اسافر ! ومن غير اسباب !! والمفروض منى اعمل ايه !
اجابته حياة بثقه شديده
المفروض تنفذ اللى طلبته عادى يعنى
رمقها فريد نظرات حانقه قائلا بنبره شبهه غاضبه
ده على اساس انى عيل وانتى بتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه !!
اندفعت حياة مصححه بيأس شديد
لا مش عيل طبعا بس انا مش عايزاك تسافر ومضايقه فعشان خاطرى حقق رغبتى دى
لانت ملامح فريد والتى كانت بدءت فى الاحتقان من تعنتها الواضح فتحرك نحوها ومحكما حصاره بذراعيه وتلك المره لم توقفه فقد كانت تأمل بشده ان يحقق لها رغبتها فى عدم إكمال تلك السفره تحدث فريد بهدوء قائلا بلين
حياة مش هينفع السفريه دى مهمه وانا لازم أطلعها
ردت حياة على جملته
بنزق وقد عاد التجهم لملامحها
خلاص سافر بس على الاقل خدنى معاك
اعاد فريد رأسه للخلف وزفر بقله حيلة من اصرارها الطفولى ثم اجابها فى محاوله اخيره منه لمهاودتها
السفريه دى بالذات مش هينفع
هتفت حياة پحده معترضه
ممكن اعرف السبب !
اجابها فريد بنفاذ صبر من تقلبات مزاجها العجيب
برضه من غير اسباب
قاطعت جملته قائله پغضب شديد
وانا مش موافقه
بدء فريد حقا يفقد القدره على
التحكم بأعصابه من جدالها المستمر فهتف قائلا بحسم
مش مهتم وهسافر
نظرت حياة نحوه بأحباط ثم سألته بعدم تصديق
للدرجه دى السفريه دى مهمه بالنسبالك !
كانت تأمل بأن يحتويها يطمئنها ينفى شكوكها التى تعصف بداخل عقلها وتدمى قلبها ولكنه نظر نحوها بجمود دون تعقيب هزت رأسها بحسره وهى تجاهد لكبح لجام دموعها من الانفجار امامه هل تلك الحرباء اصبحت مهمه له كل ذلك القدر عضت على شفتيها فى محاوله جاده لصرف دموعها ثم تحركت من امامه منسحبه من الغرفه بأكملها لحق بها فريد بخطوات واسعه قبل خروجها من الغرفه ممسكا ذراعها ومعيدها مره اخرى إلى احضانه شاحت بوجهها بعيدا عنه عندما اقتربت انفاسه من شفتيها وحاولت الافلات منه غمغم هو بصوت ناعم كالحرير ونبره شبهه متوسله
حياة هما يومين فلو سمحتى بلاش تعملى مشكله
كانت مشغوله بالسيطره على دموعها التى لازالت تهدد بالاعلان عن نفسها فى لحظه إلى جانب محاولتها فى مقاومه رغبه قلبها فى الارتماء داخل احضانه ظن فريد انها سكنت بين يديه فأردف يقول هامسا بحب ا وحشتينى
اغمضت عينيها بقوه بحثا عن ارداتها المسلوبه للبعد عنه وبمجرد
لا رفع فريد رأسه ينظر نحوها بعدم فهم وقد ضاقت المسافه ما بين حاجبيه من شده عبوسه
لا ايه !! اجابته پغضب شديد متأثره بذلك المشهد الذى هيأه لها عقلها
لا مش عايزه كفايه انى اتسرعت قبل كده
احتقنت ملامح وجهه بشده وبدء الاحمرار يكسو وجهه من شده الڠضب وهو يعيد كلمتها ببطء شديد ضاغطا على حروفها
اتسرعتى !!!!!
اجابته بأندفاع وقد فشلت تماما فى السيطره على لجام لسانها الثائر
ايوه اتسرعت ومش ناويه اعيد الغطله دى تانى شهقت بړعب وعضت لسانها بقوه لا تكاد تصدق انها نطقت بتلك الكلمات عاليا يالك من حمقاء غبيه يا حياة هتفت بداخلها تؤنب نفسها على تلك الغطله الشنيعه التى صدرت من بين شفتيها منذ قليل فتحت فمها لتصحيح ذلك الخطأ ثم أغلقته مره اخرى وهى تتراجع للخلف بړعب خاصة وهى تراه يتقدم منها بخطوات بطيئه حذره وذلك العرق بجانب صدغه على وشك الانفجار من شده الضړب توقف امامها مباشرة قائلا بنبره أشبهه بالفحيح بعدما اخفض رأسه قليلا حتى اصبحت انفاسه المتلاحقة تلفح وجهها وتزيد من بث الړعب بداخل صدرها
انا فعلا مش هقربلك لا دلوقتى ولا بعدين بس مش عشان انتى عايزه كده لا عشان انا خلاص مبقتش عايزك ولا مهتم حتى انى اقربلك وعشان فى حاجات احلى كتير مستنيانى اجربها
اصدر حلقها شهقه اخرى ولكن تلك المره من اثر الصدمه انهى فريد جملته وتحرك نحو الخارج بجسد متصلب للغايه ثم صفق الباب خلفه بقوه تاركها تشعر بأركان الغرفه تهتز من اثرها تحركت هى حتى الفراش ثم ارتمت فوقه تاركه لدموعها العنان وهى تشهق بحسره لا تكاد تصدق ما حدث بينهم منذ قليل
ظلت حياة تنتحب بقوه حتى منتصف الليل وكلماته الاخيره تدوى بداخل عقلها
لقد سئم منها !! بل وأوضح ذلك علانية اى شئ قد يطعن المرأه فى أنوثتها اكثر من ان يسأم منها زوجها !! او فى حالتها لتكن اكثر دقه لم ترضيه من الاساس فلا يوجد سبب واحد على الارض يجعل رجلا ما ينفر من زوجته بعد مرتهم الاولى سوى انها لم ترضيه وعليه بالطبع التجأ إلى احضان اخرى لقد أكد بجملته شكوكها التى تتأكلها منذ الصياح عادت لتعلو شهقاتها من جديد ولا تدرى ما الذى يحزنها اكثر !! اهو عزوفه عنها كزوج بعد ما حدث يينهم ام رغبتها الملحه فى البحث عنه واسترضائه ! فكرت بحزن اهذا هو الحب ! يجعل المرء يتنازل عن كرامته بكل تلك السهوله !! فهناك صراع قائم يكاد يشطرها نصفين بين عقلها وقلبها فكرامتها تغريها بقلب الدنيا رأسا على عقب والاختفاء من حياته وقلبها يطلب منها الارتماء بين احضانه ومحاوله استعطافه مره اخرى رفعت رأسها بكبرياء شديد وهى تمسح دموعها بكف يدها مقرره الرضوخ لعقلها فهى ستكون ملعونه ان حاولت استرضاء رجل يرفضها حتى لو كان قلبها بين يديه
فى غرفه مكتبه ظل فريد يذرع الغرفه ذهابا وايابا وهو يكاد يجن من غضبه كيف تجرؤ على وصف ما حدث بينهم بالغلطه !! لقد طعنته فى رجولته بقوه غير عابئه بمشاعره !!وبالتالى لم يجد امامه سوى المحافظه على ما تبقى من كرامته وأخبارها بأنها لم تعد تؤثر به والزم نفسه بالابتعاد عنها ربما للأبد ما الذى حدث لها منذ الصباح هذا ما فكر به بعمق وهو يجول داخل مكتبه فهو ليس ساذج وليس اعمى أيضا فتلك المرآه التى كانت بين يديه فى الصباح لا تستطيع إقناعه بأنها رافضه لما حدث بالتأكيد هناك شيئا ما حدث وهو السبب فى ذلك التغيير ولن يهدئ حتى يكتشفه زفر بحيره وهو يدس يده بجيوب بنطاله هل حقا يستشعر بحدوث شئ ما معها ام ان عقله يحاول إقناعه بذلك حتى لا يتقبل فكره انها رافضه للمسته هذا ما فكر به بأحباط وهو يراقب امواج البحر الهائجه من نافذه غرفته وحتى ان اكتشف الخطأ ان وجد فهو لا يستطيع ابدا مسامحتها على تلك الجمله
ظلت حياة قابعه فوق الفراش ضامه ركبتيها إلى قفصها الصدرى وتحيطاهما بكلتا ذراعيها مستنده بذقنها ووجهها الباكى فوقهما وعينيها معلقه فوق الباب منتظره عودته فى اى لحظه
وفى الصباح فتحت عينيها پذعر وهى تتلفت حولها محاوله تذكر متى غالبها النوم فأخر ما تتذكره هو جلوسها فى ذلك البرد الشديد منتظره عودته لفراشه واندساسها داخل احضانه وقعت عينيها اول الامر على المكان الذى كانت تقبع به حقيبته فوجدته فارغا تحركت من فوق الفراش مسرعه نحو الاسفل فعلى الاقل تريد رؤيه وجهه قبل سفره متناسيه الواقع الاليم وهو ذهابه مع امرأه اخرى غيرها أخبرتها عفاف انه قد غادر بالفعل منذ ما يقارب الساعه فتهدلت أكتافها وعادت إلى غرفتها ترتمى فوق الفراش بأحباط غير قادره على بدء
متابعة القراءة