رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


حاره تعبر عما
يعتمر داخل صدره من مشاعر متناقضه 
فى مقر الشركه سار فريد جنبا إلى جنب بجوارها وللمره الاولى لم يكلف نفسه عناء إمساك يدها زفرت حياة بضيق وخاصة وهى ترى تلك الحرباء تتقدم نحوها وتتفرس ملامحهم بتركيز شديد التوى فم نجوى بابتسامة رضا وهى ترى تلك الحاله الجامده التى يسيران بها على عكس العاده وهى تفكر بأنتصار يبدو ان مخططها قد نجح وبقوه وحان الان وقت الانتقال للخطوه التاليه فالضړب على الحديد وهو ساخن يعطى افضل النتائج حييتهم بأبتسامه واسعه دون التوقف مستأنفه سيرها نحو مكتبها 
فى منتصف اليوم قررت حياة التحدث إليه وعليه تحركت نحو غرفته طالبه من ايمان اخذ الإذن منه للدخول دلفت داخل المكتب آمله ان يكون مزاجه قد تحسن قليلا عن البارحه والصباح اغمضت عينيها مستجمعه شجاعتها وهى تقف امامه وتراه خافضا رأسه نحو الملفات ولم يكلف نفسه عناء النظر نحوها هل سيظل يتجاهلها للأبد ! هذا ما فكرت به بحزن وهى تفتح فمها لجذب انتباهه 

فريد لو سمحت عايزه اتكلم معاك فى حاجه 
رفع رأسه ببطء شديد ثم رمقها بنظره جامده وهو يسألها مستفسرا بنبرته العمليه 
الحاجه دى بخصوص الشغل !
هزت رأسه نافيه دون حديث اردفت يقول لها بأقتضاب شديد 
مادام مش بخصوص الشغل يبقى متعطليش وقتى ووقتك واى حاجه تانيه تقدرى تقوليها فى البيت 
صمت قليلا يتأمل أهدابها التى انسدلت فوق عيونها محاوله اخفاء الدموع المترقره بداخلها ثم اضاف بنبره خاليه 
دلوقتى تقدرى تتفضلى على مكتبك لانك كده معطلانى 
انسحبت من امامه على الفور بخطوات واسعه تخشى الانفجار فى البكاء امامه فهى لم تعد تحتمل ذلك الجفاء وخاصة منه هو 
دخل غريب رسلان غرفه ابنه كالعاده دون استئذان التوت شفتى فريد بضيق ولم يعقب فلم يكن فى مزاج يسمح له بالتعقيب على اى شئ تحدث غريب على الفور قائلا بود واضح 
حمدلله على السلامه
رد فريد على تحييته قائلا بنزق 
حمدلله ع السلامه دى وراها حاجه ولا لله وللوطن ! 
زفر غريب بحنق شديد وأغمض عينيه لبرهه محاولا الاحتفاظ بتعليقه اللاذع بداخل عقله قبل اجابه وريثه الوحيد قائلا بنفاذ صبر 
مادام انت عارف ان وراها حاجه يبقى قولى بأختصار سافرت ليه ! 
نظر فريد نحوه مطولا حتى شعر غريب انه لن يحصل على اجابه لسؤاله ثم اجاب ببرود وهو يتحرك من مقعده 
انت عارف انى مش مجبر أجاوبك 
هز غريب رأسه على مضض موافقا وهو يبتسم بفخر لم يدرى فريد سببه ثم بدء يقول بهدوء 
متقولش بس انت عارف انى هدور لحد ماعرف اصل اللى بيجرى فى دمك ودماغك ده مش من بره 
زفر فريد وهو يحرك مقلتيه فى كل اتجاه من اثر الملل فأردف غريب قائلا بجديه 
بما ان السفريه دى ملهاش علاقه بشغلنا أقدر اقول ان ليها علاقه مثلا بمنصور ! 
اتسعت ابتسامه فريد بتهكم ثم اجابه بتحدى 
بقولك ايه ما تخلى جاسوسك يقولك ويريحك عشان انا معنديش النيه 
تبدلت ملاح غريب للجديه قبل ان يجيب فريد بحزم 
شيل منصور من دماغك وسبنى انا أعاقبه بطريقتى 
حرك فريد رأسه رافضا بحسم شديد ثم اجابه بأبتسامه شرسه قائلا بغموض 
ومين قال انى هاجى جنبه منصور لف حبل المشنقه حوالين رقبته انا بس هزق الكرسى اللى تحت رجله 
فى المساء ظلت حياة تذرع غرفه نومهم ذيابا وايابا بعصبيه فهى لا تستطع الجلوس لأكثر من
ذلك وتكتم كل ذلك بداخلها لذلك تحركت مسرعه نحو الاسفل ومنه إلى غرفه الرياضه حيث تعلم جيدا انها بداخلها اندفعت ټقتحم الغرفه دون استئذان لتجده يلكم كيس الرمل المعلق امامه بقوه كبيره عاريا الصدر هرولت تقف امامه متحاشيه كيس الرمل الذى أوشك على صدمها متسائله پحده شديده 
انت بتعمل ايه بالظبط !!! 
كان بالفعل قد توقف عن اللكم بمجرد اقتحامها الغرفه انحنى بجزعه للامام كى يلتقط انفاسه ثم سألها بحنق وهو يعاود الاستقامه فى وقفته 
انتى بتعملى ايه هنا ! 
اجابته مؤنبه بعدما قامت بوضع يدها فوق خصرها بتأهب 
انت اللى بتعمل ايه !! انت مش حاسس بالبرد !! والاهم انك مينفعش تلعب حاجه بالقوه دى وانت من اسبوعين كنت متصاب !!!
رمقها بنظرات غير مباليه وهو يتحرك نحو احد الأركان ليلتقط منشفه صغيره يجفف بها عرقه سارت حياه وراءه پغضب شديد وهى تعاود الحديث بعصبيه قائله 
انا بكلمك على فكره !! 
نظر لها من فوق كتفه ببرود شديد ثم اجابها بأستفزاز قائلا 
وانتى بقى الوصيه عليا !! اولا انا قلت مش عايز حد يزعجنى يعنى كلام يتفهم ويتنفذ ثانيا كلامك مش مقبول حاجه منه ثالثا انا حر رابعا اطلعى عشان اكمل 
عقدت كلنا ذراعيها
امام قفصها الصدرى وهى ترمقه بنظرات غاضبه دون الرد على حديثه تجاهل هو وجودها وتحرك يلتقط احد الأوزان بين كفيه ثم تحرك بها حيث المقعد وبدء فى التمرن من جديد هتفت به حياة قائله بحنق شديد 
فريد !! انا بكلمك على فكره على الاقل احترمنى واسمع عايزه اقول ايه بما ان حضرتك الصبح بتبقى رجل الاعمال اللى مش فاضى 
رفع رأسه للاعلى ليرمقها بنظره محذره ثم عاد واخفض رأسه مسلطا نظراته فوق يده قائلا بعدم اهتمام 
عايزه تقولى ايه سامعك 
هتفت بأسمه من جديد ولكن تلك المره بنبره يائسه زفر هو بأستسلام وأغمض عينيه محاولا التوصل إلى سلامه الداخلى ثم تحرك ليقف امامها قائلا بنبره اقل حده 
قولى وانا سامعك 
زفرت مطولا محاوله استعاده هدوئها ثم قالت مباشرة وبدون مقدمات 
انا سمعت نجوى بتتكلم فى الفون مع حد وبتقوله انها مسافره معاك ومش عشان الشغل عشان تتبسطوا سوا بعد ما اتفقت معاك على كده عشان اكون صادقه هى مقالتش كده بالظبط بس كلامها كان إيحاء على كده وبعدها سمعتكم وانتوا بتتكلموا قدام مكتبى وبتقولك انها حجزت التذكره زى ما اتفقتوا وانها مستنيه تكون رحله سعيده وتبسطوا بيها 
تجمدت ملامح فريد لثوان معدوده ولكنه سرعان ما استعاد طبيعته البارده وقال يحثها على الاستمرار 
وبعدين !! 
اجابته حياة بترقب 
مفيش بعدين انا افتكرت انك مسافر معاها فعلا وخصوصا انى طلبت منك تخلينى اسافر معاك وانت رفضت وعشان كده كل الكلام البايخ ده ليلتها طلع منى 
مط فريد شفتيه معا للامام مكررا كلمتها وهو يرفع حاجبيه معا 
بايخ !!! انتى شايفاه بس بايخ !! لا تماااام بس معرفتش يعنى ايه اللى غير فكرتك العظيمه دى 
اخفضت حياة عينيها بخجل ثم اجابته بخفوت شديد 
عرفت انها كانت فى ايطاليا مش معاك
تحدث فريد معلقا على اجابتها قائلا بأستفزاز شديد 
طب وايه عرفك انى مروحتلهاش ! 
شهقت حياة پصدمه ورفعت رأسها پحده ناظره نحوه بعدم تصديق ابتسم هو پشراسه قائلا پقسوه شديده 
شفتى الموضوع سهل ازاى !! كلها ٣ ساعات بالطياره ولو هى مكنتش معايا انا
كنت معاها صح !! 
اجابته بنبره متذبذبة 
انت مش هتعمل كده 
قاطعها پحده 
والسبب !
اجابته بصوت متهدج 
من غير سبب 
اجابها بجمود 
غلط اجابتك غلط ولحد ما تعرفى الصح انا كنت مع نجوى ودلوقتى اطلعى متعطلنيش اكتر من كده 
تلك المره لم تستطع الهروب من امامه قبل رؤيته دموعها فما تفوه به كان كثيرا جدا على ان تتحمله لذلك اندفعت نحو الخارج راكضه وهى تشهق بقوه اغمض هو عينيه مكورا يده وضاغطا بشده عليها حتى ابيضت مفاصله لقد قسى عليها كثيرا ولكن على صغيرته ان تتعلم درسها
متى تخضعين لقلبى
الفصل الرابع والعشرون ..
انقضى اسبوع تام منذ حديثهم الاخير شعرت حياة خلاله كما لو انها تسير فوق الجمر حافيه القدمين فمن جهه العمل كان فريد يتعامل معها بالقسۏة التى اشفقت دوما على موظفيه منها ويبدو ان الاوان قد حان لتتذوق هى منها أيضا حتى انها فى معظم الاوقات كانت تبكى داخل حمام العمل بعد تظاهرها بالقوه امامه وكم فكرت خلال ذلك الاسبوع المنصرم بتقديم استقالتها فهى لا تقوى على تحمل ذلك الاسلوب المتسلط منه او من غيره ولكنها كان تتراجع فى اللحظه الاخيره فهى فى الاخير ليست ضعيفه لتهرب من مخاوفها اما فى المنزل فكان العكس تماما فالتجاهل لازال سيد الموقف من جهته ومن اللحظه التى يأخذها من مكتبها تصبح غير مرئيه امامه حمدا لله انه لازال محافظا على اصطحابها من مكتبها هذا ما كانت تفكر به بسخريه يوميا وهو يسألها بجمود تام اذا كانت مستعده للرحيل اما الليل فكان تحت شعار ليبقى الحال على ما هو عليه لم يقترب منها بأى شكل من الاشكال فكانت تقضيه وهى تنتحب بصمت وفى الصباح تجد نفسها مستيقظه بين ذراعيه بنفس الطريقه فيبدو ان جسدها اللعېن لم يستوعب بعد انه رافضها حتى يتسلل كل ليله ودون وعى منها ويلتصق به وأخيرا عطله نهايه الاسبوع اختفى خلالها من اول النهار حتى اخره حتى انها سقطت غافيه ودموعها تغطى وجنتيها وهى بأنتظار عودته
بأختصار شديد كان اسبوع كالچحيم بالنسبه لها حتى انها بدءت تفقد الوزن بشكل ملحوظ بسبب قله شهيتها وانتفخت عينيها بسبب بكائها المستمر فى العمل والمنزل ..
فى مقر الشركه صارت نجوى جنبا إلى جنب بجانب ابن عمها وهو شاب فى مطلع العشرينات بملامح اجنبيه خالصه من حيث بياض البشره وزرقه العينين وجسده الرياضى فارع الطول فكان يجذب انتباه الجميع أينما حل بسبب وسامته الفائقة والتى لم تشفع لمن يعرفه جيدا عن سوء اخلاقه والتى لم تكن تختلف كثيرا عن ابنه عمه لكزته نجوى بضيق لتجذب انتباهه قائله بنبره خفيضه حانقه وهى تراه يغازل بعينه موظفه الاستقبال 
سفيان !!!! انا مش جايباك هنا عشان تشقط وتحلو فاهمنى !!! ركز فى اللى اتفقنا عليه ..
اجابها بثقه وهو يبتسم بسذاجه شديده 
مټخافيش هحطها فى جيبى الصغير بس قولى يارب تطلع حلوه عشان الواحد يشتغل بنفس ..
غمغمت نجوى پحقد شديد مجيبه على حديثه 
لا اطمن من جهه حلوه هى حلوه بس يارب تقدر عليها او على الاقل خليه يشوفها معاك وخلاص .. المهم تخلصنى فاهم !!! ..
هتف سفيان بحماس شديد ونبره عابثه 
ايوه بقى يا نوجه هو ده الكلام مادام حلوه سبينى وانا هتصرف ..
زفرت نجوى بضيق وهى ترمقه بنظرات غير واثقه ثم قالت بنزق 
لما نشووووف شطارتك .. المهم دلوقتى تعالى ندخل المكتب لحد ما اقنع فريد يدربك عشان تفضل قريب منها ويارب يوافق ..
بعد قليل دلفت نجوى الى داخل غرفه فريد بعد سماعها الإذن منه نظر نحوها شرزا وهو يراها تتقدم نحوه محاولا قدر الامكان ضبط اعصابه فهو يريد لو يطبق على عنقها من شده غيظه او على اقل تقدير طردها خارج المؤسسه بأكملها وليحدث ما يحدث مع شړاكه والدها خاصة بعد بخ سمها داخل عقل زوجته الساذجة ولكن صبرا فنجوى على وشك كتب نهايتها بنفسها خصوصا وان خيوط تتبعه لتلك المدعوه سيرين بدءت
 

تم نسخ الرابط