رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


تنفيذ طلبه وبدلا عن ذلك رفعت إصبعها لتمسح سريعا بعض الدموع التى بللت وجنتيها اعاد طلبه مره اخرى ولكن بنبره هامسه ناعمه لم تستطع مقاومتها فوجدت جسدها يستدير فى ناحيته تلقائيا اخفضت عينيها وثبتت نظرها فوق صدره العارى حتى لا ينظر فى عينبها ويكتشف امر بكائها مد يده الحره يتلمس بأصبعه خصلات شعرها ثم سألها بهمس وهو لا يزال محافظا على نبرته الحانيه
بتعيطى ليه دلوقتى !..
فى ظروف ونبره صوت اخرى كانت ستجادله وتثير حنقه بكل ما أوتيت من قوه ولكن بتلك النبره التى يهمس بها بجوار اذنها والتى تحمل فى طياتها حنان العالم اجمع شعرت انها على وشك الذوبان او الإجهاش فى البكاء أيهما اقرب 

هزت رأسه رافضه ثم اجابته بصوت هامس متحشرج وهى لازالت مثبته نظرها فوق صدره
مش عارفه .. 
لاحت شبح ابتسامه حانيه فوق شفتيه حاول السيطره عليها ليستطرد حديثه بنفس النبره الناعمه قائلا
طب ممكن ترفعى عينيك وتبصيلى .. 
هزت راسها مره اخرى رافضه فهى تحاول جاهده الحفاظ على رباطه جأشها امامه واذا رفعت نظرها نحوه ستنهار فى البكاء تنهد هو مره اخرى مطولا ثم أردف حديثه قائلا بعتاب حانى
طيب يعنى ينفع تتعاملى مع حد اول مره تشوفيه بالطريقه دى !! وبعدين افرضى طلع حد دماغه شمال وفهم تعاملك ده غلط اعمل ايه انا وقتها !!..
لم يخطر ببالها تلك الفكره على الاطلاق فقد دفعها حماسها للتعامل معه مثلما تعاملت مع السكرتيره فقط من باب المجامله وكسر التوتر وليس الا صمتت قليلا ثم اجابته بنبره طفوليه تحمل دلال فطرى خالص
مكنش قصدى على فكره .. 
اتسعت ابتسامته رغما عنه من اثر نبرتها المدللة فأردف يقول وقد بدء المرح يغلف همسه الناعم بعدما قام بطبع قبله رقيقه فوق جفنها الأيمن
يعنى انتى مش عارفه انى بغير عليكى من اى حد ..
هزت رأسها ببطء عده مرات موافقه وهى لازالت تتحاشى النظر إليه ..
أردف هو متسائلا بهيام وهو يطبع قبله اخرى فوق جفنها الأيسر
وعارفه انى لما بغير مبشفش قدامى !.. 
هزت راسها مره اخرى وبنفس الطريقه عده مرات موافقه على حديثه
أردف قائلا بنبره جاده
يبقى احمدى ربنا انى مكسرتلهوش صف سنانه ده اللى كان بيضحكلك بيه .. 
هزت راسها تلك المره ولكن مسرعه كانها تخشى اذا تأخرت ان يقوم بفعل ذلك الان عادت ابتسامته تملئ وجهه وهو يرى الذعر باديا على وجهها فأستطردت حديثه قائلا بمرح
اتفضلى بقى نامى عشان عندنا شغل الصبح ..
رفعت نظرها تنظر إليه بدهشه فوجدت الابتسامه تزين ثغره وتملئ عينيه أردف هو مغمغما بعبوس كأنه يتحدث إلى نفسه
انا بقيت برجع فى كلامى معاكى كتير ودى حاجه مش عجبانى على فكره ..
اتسعت
ابتسامتها وهى تنظر
نحوه ثم تمتمت بخجل
شكرا..
ودون وعى منها وكأن عقلها قد انفصل عن فى المنتصف وكأنها ادركت فجأة انها تفعل ذلك حقيقة وليس داخل عقلها 
اغمضت عينها بخجل وسحبت إصبعها سريعا وكورت يدها كأنها تخشى اذا تركتها مفروده ان ېخونها إصبعها مره اخرى كان فريد يتتبع بنظره إصبعها ويشعر وكأن يترك من خلفه خط من الحريق فوق جسده اغمض عينيه قليلا محاولا السيطره على سيل مشاعره المتدفقة ثم حدثها بمكر قائلا
حلو اوى البتاع اللى انتى لابساه ده انا عايز منه كل بوم ..
فتحت عينيها تنظر إليه بعدم فهم قبل ان يقع نظرها على جسدها وتشهق بخجل لقد مدت يدها بأرتباك تحاول إنزاله مره اخرى ولكن يد فريد كانت اسرع منها فقد 
سبيلى انا المهمه دى ..
!! لقد اختار التوقيت المثالى ليقوم بفعلته تلك هذا ما فكرت به حياة بيأس وهى صوت رنين هاتفه والذى صدع بقوه داخل أرجاء الغرفه ابتعد عنها فريد وهو يلعن بحنق ثم سحب هاتفه من فوق الكومود ليجيب اخبره مساعده انه علم بطرقه الخاصه انه قد تم اختيار الغد لتقوم الضرائب بتفتيشها السنوى اغلق فريد هاتفه بعدما قام بعده اتصالات هاتفيه اخرى لترتيب أوضاعه ثم استلقى مره اخرى فوق الفراش ساحبا جسدها معه وهو يتمتم بخفوت
تصبحى على خير ..
لم تدرى لم اصابها الاحباط عندما ابتعد عنها فجأة نهرت نفسها بقوه على ذلك التفكير فيبدو ان عقلها لا يستطيع التفكير بطريقه سليمه تلك الايام 
تنهدت بحيره وهى تفكر فى تبدل احوالها معه فمنذ فتره ليست ببعيده كانت تخطط للهرب منه بكل ما أوتيت من عزم والآن ها هى تندس بين احضانه كأنها تريد الاختباء تحت جلده وداخل ضلوعه اما هو فأغمض عينيه بقوه محاولا السيطره على اعصابه وجسده واستجماع إراداته حتى لا يعود ويقبلها مره اخرى فهو فى تلك اللحظه يعلم ان قبلتها لن تكفيه وهى ليست مستعده لذلك بعد سيتمهل ويسير فى طريق علاقتهم كما خطط واول شئ يجب عليه فعله هو محو لمسات ذلك الرجل المقيت من فوق جسدها ومن داخل عقلها .
فى الصباح استيقظت حياة وهى تتذكر بخجل كيف دنت بنفسها منه تطلب قربه وقبلته تنهدت بضيق ثم انسحبت بهدوء من جواره لتأخذ دشا باردا يعيد إليها توازنها وسلامه فكرها قبل الذهاب إلى العمل استيقظ فريد فور انسحابها من داخل احضانه ولكنه اثر التظاهر بالنوم حتى تتحرك بطبيعتها ابتسم بسعاده وهو يتذكر البارحه وكيف اثبتت له انها اكثر من متقبله للمساته
اما عن حياة فقد حاولت منذ استيقاظها التهرب بنظراتها من نظراته قدر الامكان حتى تضع مسمى لكل ذلك التخبط الذى تشعر وهى بجواره .
امام مقر شركته ترجل فريد من سيارته ومد يده ليحتضن يدها وسار بها نحو الداخل وظل محتضنا يدها بداخل يده حتى وصلا إلى طابق غرفه مكتبه ابتسمت حياة بحبور فى تحية صامته لسكرتيرته الخاصه ايمان والتى انتقضت من مقعدها بمجرد رؤيتها لفريد يخرج من باب الاسانسير وحياة تسير إلى جواره بصمت وقف امامها ويبدو انها عادته اليوميه ان يملى عليها تعليماته المبدئية قبل دخوله مكتبه سألها فريد بنبرته الجاده
فى حاجه ناقصه !..
سارعت ايمان بالاجابة على سؤاله بوقار واضح
لا يا فندم كله تمام وكل الاوراق جاهزه وقت ما يوصلوا ..
هز فريد رأسه بأستحسان ثم اجابها وهو يتحرك نحو باب مكتبه ساحبا حياة من خلفه
تمام انا فى المكتب دخليلى كل الاوراق اللى عايزه تتمضى اخلصها
لحد ما يوصلوا ..
توقفت يده على مقبض الباب ثم استطردت حديثه كأنه تذكر ما يريده للتو
اه .. وهاتى لحياة هانم باقى ملفات الحسابات هنا ..
اومأت ايمان رأسها بخضوع موافقه على حديثه ثم رفعت رأسها موجهه ابتسامه إعجاب نحو حياة التى بادلتها الاخيره ابتسامتها بأيماءه خفيفه من رأسها مطمئنه قبل ان تختفى مع فريد داخل غرفته غمغمت حياة بأعجاب واضح بمجرد إغلاق فريد للباب خلفهم لتقول
ايمان دى باين عليها طيبه اوى وشاطره كمان فى شغلها هى بقالها كتير معاك !..
اجابها فريد وهو يمد كلتا يديه ليحتضن خصرها قائلا
اه يعنى بقالها حوالى ٧ سنين .. كانت سكرتيره ليا من قبل ما امسك رئاسه الشركه واترقت معايا برضه ..
همست حياة بدهشه قائله بسخريه لاغاظته
واااااو .. فريد بيه متمسك بحد .. اكيد ايمان عندها اراده حديديه عشان شغلها يعجبك كده .. انا اعجبت بيها فعلا .. 
رفع فريد احدى حاجبيه ينظر لها بعبوث ساخر وهو يشدد من لف ذراعيه حول خصرها حتى اصبحت ملتصقه به تماما ثم همس قائلا بشغف واضح
متأكده انى مش بتمسك بحد !..
ازدردت لعابها بقوه ولم تعقب وبدلا عن ذلك حركت ذراعيها لاعلى لتستند بكسل على ساعديه وتحتضنهما بكفيها فى تملك واضح وهى تسلط نظرها عليه حرك فريد رأسه ببطء قبل ان يبتعد عنها قليلا رفعت حياة رأسها تنظر إليه بتساؤل جعل ابتسامه رضا تلمع داخل عينيه ثم اخفض رأسه مره اخرى نحوها قاطعتها عده طرقات فوق باب غرفته زفر هو بضيق وابتعدت عنه حياة على الفور وهى تمسح جبهتها بتوتر لأئمة نفسها على الانسياق فى التقرب منه
دلفت ايمان نحو الداخل بتوجس وهى ترى نظرات فريد الناريه نحوها دون مبرر وضعت الملفات فوق مكتبه بارتباك وهى مطرقه الرأس ثم استأذنته فى الخروج والټفت مره اخرى نحو الخارج مسرعه عبث فريد بأصبعه فى احد الملفات ثم سأل حياة بنبره جامده كانها لم تكن منذ دقيقه واحده بين احضانه
فى مشاكل قابلتك امبارح !..
هزت حياة رأسها نافيه بغيظ وقد تذكرت كيف قام بتجاهلها البارحه طوال اليوم ولم يهتم حتى بسؤالها عن اول يوم لها بالعمل ولكن ذلك المغرور تذكر فعل ذلك اليوم بعدما انهى عقابه لها تحركت پحده نحوه تسحب الملفات من تحت يده بقوه وهى ترمقه بنظره غاضبه من بين أهدابها الطويله ثم انسحبت نحو الاريكه تجلس بكبرياء وهى تضع ساقا فوق الاخرى وتتفحص الملف بتركيز اتسعت ابتسامه فريد من مظهرها الغاضب وهو ينظر نحوها بأعجاب فهو لم يكن يتوقع ان يستمر هدوئها مطولا وخصوصا انها لم تعانده البارحه هز كتفيه بعدم اهتمام ثم تحرك يجلس خلف مكتبه ليبدء عمله انغمست حياة فى مراجعه الملفات بعنايه وقد أقسمت على تجاهله طوال اليوم وعدم السماح له بالاقتراب منها
بعد حوالى الساعتين حانت منها التفاته جانبيه نحوه وهى تفكر بأشفاق انه حقا يعمل بجد طوال اليوم ففى خلال تلك الساعتين اجاب على ما يقارب خمسه عشر اتصالا هاتفيا إلى جانب كم الملفات الموضوعه امامه والمطلوب منه مراجعتها قبل انتهاء اليوم ورغم ذلك فهو يبدو فى قمه وسامته وقد خلع سترته وشمر عن ساعديه القويين وارخى ربطه عنقه وحل الزر الاول من قميصه كاشفا عن عنقه المثير حركت حياة رأسها بشده محاوله طرد تلك الافكار الغريبه من داخل رأسها
وفى منتصف اليوم ورده اتصال داخلى يبلغه بوصول موظفى
هيئه الضرائب إلى الطابق الارضى فطلب
فريد ايصالهم إلى غرفته بعد قليل استقبلهم فريد وحياة بجانبه بداخل مكتبه وصمم على قيامهم بالمراجعة هنا وبداخل مكتبه لضمان اكبر قدر من الراحه لهم كانت حياة تراقبه وهو يتعامل مع الامور بمنتهى الحنكه والذكاء غير قادره على اخفاء نظره الفخر والتى كانت تلمع بها عينيها وبوضوح حتى انها وجدت نفسها تحرك جسدها تلقائيا لتدنى منه عندما قام رئيس اللجنه وهو رجل فى منتصف الخمسينات بسؤالها بنبره وديه عن تخصص دراستها العليا بعدما قام فريد بأخباره عن مجال دراستها بفخر شديد وهو يرمقها بنظره أبويه مشجعه اجابته حياة على سؤاله باستحياء قبل ان يعود الرجل مع باقى لجنته لډفن رؤوسهم داخل الملفات مره اخرى
انتهز فريد فرصه اقترابها منه وانشغال الرجال بعملهم وهى تنظر نحوه بأندهاش من فعلته الجريئة غير قادره على ايجاد صوتها والاعتراض غمز لها فريد
 

تم نسخ الرابط