روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي

موقع أيام نيوز

 

حسم محمد أمره وقرر أن يتقدم لخطبتها وذلك بعد أن وافقت والدته وشقيقته عليها بعد أخذ رأيهم وكانت والدته تعرف والدة سحر فقد كانت زميلة لها بالدراسة وكانت ونعم النساء أدب وأخلاق ولكن حظها التعيس جعلها تتزوج إبراهيم.
مرت الأيام وتقدم محمد لخطبتها لاحظ دائما صمتها وأنها لا تعترض على شيء وكثير من المرات كان يرى كدمات على وجهها أو يدها وحين يسألها تخبره أنها وقعت أو خبطت نفسها بالخطأ ولكنه لم يقتنع بذلك نهائيا.

مر الوقت سريعا حتى جاء يوم الزفاف كاد محمد أن يحلق في السماء من شدة فرحته 
كان بهي الطلعة في حلته السوداء الأنيقة وما جعلها أجمل هو طول قامته وجسده المتناسق يتميز بذقن سوداء تجعله وقور وعيون سوداء كالليل القاتم وبشره حنطية جميلة وشعر أسود مجعد قليلا ليس رائع الجمال وليس بشع فهو حاله ككثير من الرجال وسامته في شخصيته وأخلاقه الجميلة. 
وقف ينتظرها وهي تطل بفستان زفافها بيد والدها ويسلمها إليه قبل رأسها بحب وفرحة رغم أنه شعر بانتفاضتها ولكنه برر ذلك أنه بفعل الخجل كانت تشبه الملائكة بفستان زفافها رغم نظرة الحزن المخيمة عليها ولم تبتسم إلا ابتسامات شاحبة لم تصل إلى عينيها أراد أن يعلم ما بها هل كان بسبب الخجل والخۏف منه والرهبة من ليلة الزفاف كحال كل عروس بليلة زفافها فإنه يقسم أن يكون سندا لها ويكون درعها الحامي وإن كان لفراق والدتها فقد علم أنها كانت مرتبطة بها جدا ولكنه يقسم أن يكون لها أبا وأما وزوج وحبيب وإبن وأخ أن يعوضها عن الجميع فهي منه قطعة من روحه. 
إنتهى الزفاف وتوجهوا إلى شقتهم وسط فرح ومباركات الجميع. 
حين دخل إلى الشقة توجهت هي إلى غرفة النوم وأغلقت الباب توقع أنها تغير ملابسها وأغلقته خجلا منه. 
دقائق وهو ينتظر إلى أن وصل به الإنتظار ساعة كاملة وهي لم تخرج إقترب من باب الغرفة وطرقه بخفة وهو ينادي عليها. 
وجدها تفتح الباب وما زالت كما هي والأغرب وجهها ملطخ بالدموع وأثار المكياج تبكي ولم تتوقف عن البكاء بل كانت تنظر له وصوت بكائها يعلو ويعلو. 
نظر إليها پصدمة وهو يقول مالك يا سحر فيكي إيه!
سحر وهي تدخل الغرفة وتنزع طرحة زفافها بقوة لدرجة أنه شعر أنها لا تريد خلع الطرحة وإنما تريد أن تخلع رأسها من مكانها. 
وجدها تنظر له وحالتها صعبة للغاية هل هذه عروس في ليله زفافها!
سحر پقهر عاوز تعرف في إيه أنا هقولك من يوم ما انت اتقدمت وأنا بتهان وبتزل عشان اتجوزك أبويا عاوز يخلص مني عشان ياخد الشقة وإنت جيت له وطلبت ايدي وكنت فرصة عشان يخلص مني ولما موافقتش ضړبني وبهدلني كنت ساكته قدامك ومن وراك كنت برفض لآخر لحظة بس مكنتش بلاقي غير الضړب لحد ما سلمت للأمر الواقع واتجوزت ڠصب عني وأنا مش موافقة اتجوزك لا انت ولا غيرك أنا تعبت ونفسي أموت لو الاڼتحار مش ذنب كبير كنت اڼتحرت عشان أخلص من حياتي.
محمد پصدمه ابوكي جوزك ليا ڠصب عنك! 
أشارت له بالموافقة وهي تجلس على التخت وتنخرط في بكاء مرير. 
اقترب منها محمد وجلس إلى جانبها وجدها تبتعد عنه لم يعلق على ذلك 
وقال لها في هدوء أنا مش زي أبوك يا سحر ولو كنت أعرف إنه بيمد إيده عليك أقسم بالله كنت كسرتها له أنا عمري ما هاذيك نهائى لأنك مراتي ومكانتك من مكانتي والراجل ميمدش إيده على ست عاوزك تطمني وتعرف إن مهما حصل أنا هكون معاك ومش عاوزك تحملي هم جوازنا أنا هسيب ليك الأوضة دي تقعدي فيها براحتك وأنا هقعد في الأوضة التانية بس مش عاوز حد يعرف أي حاجة بينا قدام الناس احنا زوجين طبيعين لكن واحنا لوحدنا اعملي اللي إنت عاوزه وأنا هستني وهصبر لحد ما يجي اليوم اللي تقبليني فيه زوج ليك تصبحي على خير. 
بااااااااااك 
منذ ذلك اليوم وهو يعيش معها كأشقاء يعاملها أفضل معاملة طلباتها مجابة لا يحرمها من شيء مطلقا ولكن دائما مكتئبة حزينة لذلك قرر عرضها على طبيب نفسي وسأل وأخبروه عن الطبيبة صفا. 
عرض علي سحر الأمر رفضت في البداية ولكنه صمم على ذلك وطلب منها الذهاب إلى الطبيبة فوافقت رغم علمه أنها ذهبت معه إرضاء له. 
فتح عينيه وتوجه إلى الحمام وتوضئ وصلي ركعتين لله وظل يدعو لها بالهداية وصلاح الحال فهو لا يتحمل رؤيتها هكذا حزينة.
بينما في الداخل هناك بغرفة سحر ظلت تبكي كثيرا إلى أن غطت في نوم عميق. 
استيقظت على صوت محمد وهو يطرق الباب بخفة وينادي عليها
سحر أيوة يا محمد.
محمد من خلف الباب الأكل وصل. 
سحر حاضر جاية أهو.
قامت سريعا وبدلت ملابسها ببيجامة باللون الأسود بنصف كم وتركت شعرها الذي زاد طوله وأصبح إلى منتصف ظهر.
 

تم نسخ الرابط