روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي
المحتويات
بسببك.. كنت قوية بسببك يا مريم.
عقدت مريم جبينها بدهشة وهي تردد بتساؤل بسببي أنا!
اقتربت كريمة منها محاوطة كتفيها بكفيها وهي تردد بحب وعطف
في عز كسرتي وانهزامي ربنا نصرني بيكي الحاجة الوحيدة اللي رجعت أبوك عن قراره كان حملي بيك لما عرف إنى حامل وإني هسيبه وأخدك وأبعد بعيد خاف عليك خاف تتربى في حضڼ راجل غريب أو على الأقل تتربي بعيد عنه خاف أحرمه منك ياروما.
حركت كريمة رأسها برفق وتلك الابتسامة الباهتة تغازل ثغرها وهي تردد بعشق جارف
بالعكس أبوك عمره ما كان أناني يمكن كانت الشهامة والمروءة واخداه شوية لما بنت عمه جت له مکسورة وبكت قدامه ادته شعور إنها ملهاش غيره في الحياة وإنها هتكون مطمع وفريسة سهلة لكل من هب ودب.
و ده عمره ما يكون مبرر للي كان عايز يعمله طب ليه مشفش إنك كمان مالكيش غيره في الحياة وإنه سندك وضهرك وحمايتك.
خطت كريمة نحو فراش ابنتها واحتلت طرفه برجفة خفيفة سرت بجميع جسدها فرغم تصنعها القوة واللامبالاة كل هذه الأعوام إلا أن جرحها قد ترك ندبة قوية تؤلمها طوال العمر ندبة لا يشعر بها سواها لتتنهد بهدوء مرددة بصدق
اقتربت منها مريم وجلست جوارها
ملتقطة كفها بين راحتيها برفق مغمغمة ونسيت يا ماما
كان سؤال منطقي ومتوقع من مريم إلا أن وقعه على كريمة لم يختلف أثره كثيرا عن يوم إخبار زوجها لها بالأمر ذات الرجفة ذات الصدمة وذات الانكسار
نسيت يا ختي إنتي وأختك وأبوكي تنسوا الواحد اسمه مش وجعه بس قومي يلا على المطبخ كملي الأكل على ما اصلي وأحصلك.
انفرجت ابتسامة واسعة بثغر مريم قبل أن تلقي بجسدها بين ذراعي والدتها مشددة من احتضانها وهي تغمغم بدعاء
ربنا يخليك لينا ياست الكل.
ربنا يريح قلبك يا بنت قلبي يا رب.
وزفرت زفرة قوية وهي تزيح مريم بعيدا عنها مرددة بجدية
قومي يلا شوفي الأكل.
ذمت مريم فمها بطفولية هاتفة بسخط مصطنع
إيه القفلة دي يا ماما حد يخرج حد من الجو الشاعري ده كده
شاعري! ومع أمك يا بنت محمد
ليقطع حديثهما تلك الطرقات المتزنة بباب الشقة لتردد كريمة بجدية وهي تشير نحو باب الغرفة
قومي شوفي مين يا بنتي.
نهضت مريم وهي تردد بسعادة
ده أكيد بابا.
حركت كريمة رأسها بنفي مرددة
دي مش خبطة بابا شوفي مين.
وسحبت سجادة الصلاة من جوارها ونهضت من مجلسها مستقبلة القبلة قبل أن تتركها مريم لاستكشاف هوية هذا الزائر.
خطت نحو باب الشقة بابتسامة خفيفة ما زالت تغازل ثغرها وهي تعدل من وضعية حجابها حول رأسها حتى أحكمته رددت بهدوء وهي تدير مقبضه حاضر.
ما إن أتمت فتح الباب حتى تسللت إلى مسامعها معزوفة عشق ووله تزين بقسمات الهيام التي أشعلت أحداقه كما اشټعل فؤاده بالاشتياق وحشتيني.
مشاعر متضاربة عصفت بقلبها ما بين الجفاء والاشتياق تشتت الكلمات لترتجف شفاهها بأحرف متناقضة ليضيق عيناه بعدم فهم مرددا هااا.
حمحمت مريم بقوة لتستجمع رباطة جأشها وهي تتشبث بطرف فستانها كصغيرة تتشبث بيد والدها استحضرت قوتها وصلابتها التي شكلت قسماتها
وهي تردد بحدة
أفندم جاي تكمل ضړب هنا كمان
أطبق يحيي أجفانه بأسي متنهدا بحړقة وهو يردد بصدق
آسف. والله آسف.
ابتسمت مريم ابتسامة جانبية متهكمة وهي تغمغم بسخرية
تفتكر ليه معنى دلوقتي
رمقها يحيي بعتاب ولوم وهو يقترب منها مرددا
ليه بقيتي قاسېة كده
انتصر الڠضب على معالمها وشكلها ببراعة لتهتف به بحدة ساخطة
قاسېة! لو كنت كده مكنتش وريتك وشي ده أبدا ولا عمرك كنت تحلم تقف معايا الوقفة دي.
خنجر مسنون غرس نصله بفؤاده فسالت دمائه تروي ظمأ اشتياقه بحميم آن فهو أخطأ واعترف بخطئه ونقطة ضعفه وهي لم تغفر ذلته وضعفه هذا ليتنهد بأسي مستديرا للخلف قاصدا الرحيل ليجد والدها أمامه وتلك الابتسامة الحافية تزين ثغره وهو يردد مرحبا
إزيك يا يحيي يا ابني من يوم ما مشيت من الفرع مبقاش حد بشوفك.
رسم يحيي ابتسامة ظاهرية على وجهه وهو يرحب بوالد زوجته
متابعة القراءة