روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي
المحتويات
بيبي عشان أقلق عليه يا ماما ده راجل كبير وعارف مصلحته.
أجابتها كريمة بتهكم
ما هو ده اللي يتخاف عليه يا بنت عمري.
شردت مريم في كلمات والدتها تلك فلم تجد ذكرى تمر بخيالها سوي انهياره أمامها يوم اكتشافها للأمر.
بينما ترمقها كريمة بنظرات ساخطة مغزاها ألا فائدة من حديثها هذا فهي غير عابئة به من الأساس تعالى رنين ناقوس الباب لتتردد كريمة باستسلام
وغادرت كريمة غرفة مريم وما هي إلا لحظات حتى تعالى صوتها بالترحاب لتقطب مريم جبينها باستنكار مغمغمة مين ده اللي ماما مقبلاه بالحفاوة دي كلها!
وهرولت إلى الخارج مستكشفة الأمر لتتسمر بأرضها فاغرة فاهها وهي ترمق تلك التي هلت عليهم بكامل أناقتها دافعة أمامها عربة صغيرة يحتلها طفل يقل عمره عن العام بقليل. لحظات قليلة حتى استوعبت مريم أن تلك السيدة ما هي إلا شقيقتها حبيبة تلك الفتاة ذات الاثنتان وعشرون عاما والتي تشبه مريم إلى حد كبير إلا أنها لم تكن تلك شقيقتها التي غادرتهما منذ العامين فهي قد تخلت عن حجابها وزيها المحتشم وأصبحت كعارضة أزياء عالمية تحمل جنينا بأحشائها قد قارب موعد قدومه للحياة.
إزيك يا بيبة حمد الله على سلامتك يا حبيبتي.
شددت حبيبة من احتضان شقيقتها بشوق مغمغمة
الله يسلمك يا روما.
وابتعدتا الفتاتان قليلا لترمق حبيبة والدتها التي مازالت تحملق في حفيدها يزن بابتسامة واسعة هامسة بدعاء
تعالت ضحكات مريم وهي تحاوط خصر شقيقتها بذراعها هامسة بالقرب من أذنها لحظة واحدة وهتلاقي ماما بتقرأ القرآن كله.
كانت كريمة بالفعل قد حملت الصغير بين أحضانها وبدأت بتحصينه بآيات الذكر الحكيم لتلتفت مريم بأنظارها نحو شقيقتها مرددة بانتصار
مش قولتلك.
بينما كانت حبيبة تطوف جدران بيتها باشتياق جارف أقسمت به عبراتها المنسدلة كانت مريم تتأمل ملامح شقيقتها التي تبدلت كثيرا فخصلات شعرها التي باتت شقراء ومساحيق التجميل التي بالغت في استخدامها جعلها أشبه پالدمية الشهيرة باربي فأين ملامحها الطفولية الهادئة! ولما تحيا بهيئة ليست لها! ولما تخلت عن براءتها!
التفتت حبيبة نحو شقيقتها بابتسامة واسعة وهي تردد بتعجب
أومال يحيي فين
تنهدت مريم بهدوء وهي توصد باب الشقة مغيرة مجري الحديث
خلينا فيكي الأول إنت إزاي جيتي وفين حسام وإيه اللي غيرك بالشكل ده
خطت حبيبة نحو الأريكة بخطى ثقيلة وهي تضع يدها خلف ظهرها مرددة بهدوء
لحقت بها مريم وجلست إلى جوارها رامقة والدتها التي تطوف معالم الصغير وهي تجلسه أعلى فخذها تحركه بهدوء لتهتف بمشاكسة
ماما ماما.
زفرت كريمة زفرة قوية وهي ترفع أنظارها نحو مريم هاتفة بحنق ساخط نعم يا أخرة صبري نعم.
أماءت مريم برأسها نحو حبيبة مرددة بابتسامة عريضة
نرحب طيب ببنتك وبعدين نشوف ابنها.
إيه اللي إنت عملاه ده يا حبيبة! فين حجابك
اتسعت عينا مريم صدمة وهي توزع أنظارها ما بين والدتها الغاضبة وبين شقيقتها الذاهلة لتستقر أخيرا نحو والدتها هاتفة باستنكار
إنت لسه واخدة بالك دلوقتي يا ماما
لوحت كريمة بيدها في الهواء وهي تردد پصدمة
أنا فاكراها بتكلمنا فيديو زي كل يوم أتاريها جت من دبي لهنا بشكلها ده.
ازدردت حبيبة ريقها بتلعثم وهي تستند بيدها على متكأ الاريكة محاولة النهوض معلش يا ماما ضهري وجعني من القعدة خودي بالك إنت من يزن على ما أدخل أريح شوية.
وخطت نحو الغرفة تاركة والدتها المصډومة خلفها تهدهد الصغير الذي تعالى صوت بكائه لتنهض مريم هي الأخرى من مجلسها مرددة بجدية
أنا داخلة أطمن عليها يا ماما .
طرقت مريم باب غرفة شقيقتها وفتحته والجة بابتسامة خفيفة مرددة
ممكن أدخل يا بيبة
اعتدلت حبيبة بجلستها أعلى فراشها
وهي تشير بيدها إلى جوارها مرددة بابتسامة باهتة
تعالي يا حبيبتي.
أوصدت مريم الباب خلفها وخطت نحو فراش شقيقتها تحتل طرفه مرددة بابتسامتها
مالك يا حبيبة فيه إيه وإيه اللي غيرك بالشكل ده
زفرت حبيبة زفرت قوية تزيح بها ثقل كبير وهي تردد بأسى
معتش عاجبه حسام من يوم ما اترقى في الشركة وهو شايفني أقل من مستواه دايما بيقارني بزميلاته في الشغل بيقولي بتكسف أظهر بيك في الحفلات وأي تجمعات مع أصحابي.
كانت مريم تتابع حديث شقيقتها ونيران ڠضبها تتأجج ملتهمه أحشائها وقبضتها تعتصر الفراش أسفلها بقوة لتستكمل حبيبة پانكسار قوي
عملت كده عشان أعجبه بعدت عن مبادئي وعن حجابي عشان أليق بيه وياريت عجبه ده بيقولي إني بربطه بالعيال وإنه لسه صغير وعايز يعيش حياته هو ذنبي إني حملت على طول بعد يزن قوليلي يا مريم هو أنا لوحدي المذنبة!
كادت مريم
متابعة القراءة