روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي
المحتويات
في أصعب أيام حياتي إنسانة لا أعرف اسمها ولا شكلها طبطبت عليا وخدت بإيدي في عز ما كنت بغرق.. الموضوع ده ابتدى بعد ۏفاة أمي بأيام كنت متحطم يائس كاره الحياة بدون أمي.. أمي اللي لو كانت طلبت عمري كله كنت اديه ليها بطيب خاطر أمي اللي قصرت معاها وملحقتش أكون جنبها في آخر أنفاسها في الحياة اللي معرفش تعبت وهي بتفارق ولا روحها طلعت بسلام بس أنا متأكد دلوقتي إنها ارتاحت بسلام ما هي كانت ست مؤمنة محافظة على كل فرض ونافلة وبتصوم اتنين وخميس طول السنة وتزكي وتتصدق ومع كل ده ربت طفل يتيم لوحدها...
أبويا عمل حاډثة وماټ وهي حامل بيا في الشهر السابع تخيلي اللي عاشته وشافته عشان تعمل راجل زيي.
كانت مريم تتابع حديثه بعبرات منهمرة كسيل جارف وبقلب تمزق إربا
بينما كانت صفا تتابع حديث يحيي وانفعالات مريم النفسية استرسل هو بۏجع تمكن من أوتاره الصوتية
مكنش هين اللي عيشته ومكنش سهل عليا أعيش من غيرها فكرت في الاڼتحار وفشلت خۏفت من ربنا وغضبه في الوقت ده كانت بتوصلني رسائل كتير على الماسنجر من أكونت اسمه زهرة الصبار وشرد يحيي بتلك الأيام.
زن زن زن.. ده إنت لو مراتي مش هتبعتي كده أنا هعمل بلوك.
والتقط هاتفه معتدلا بجلسته وهو يستند بظهره على الوسادة خلفه وقام بحظرها حقا ومن ثم ألقى هاتفه إلى جواره ثانية.
ابتسم يحيي ابتسامة تهكمية وهو يلقي هاتفه مرة أخرى إلى جواره ويستلقي بفراش والدته غاطا بسبات عميق.
أيام كالتي تسبقها تمضي ووضع يحيي كما هو إلا أنه استشعر ملل يومه فتلك الإشعارات التي كانت تأتيه كانت له كإشعارات الحياة كانت تخبره أنه مازال حيا وما زال متواصلا مع العالم الخارجي الذي رفضه مغلقا بابه بوجهه ومنتزعا شريحة هاتفه هي الأخرى ليصبح بلا تواصل إلا عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي.
هي عملت لك إيه عشان تعملها بلوك! دي كانت بتسأل عليك بس وإنت كل اللي يربطك بيها صداقة اسميه في عالم افتراضي لازم تفك البلوك ده.
وألغى بالفعل ذلك الحظر واضعا الهاتف أمامه بانتظار رسائلها المعتادة إلا أنها لم تفعل ذلك مط يحيي فمه بيأس وهو يردد بتهكم ساخر
وبالفعل أرسل لها طلب صداقة منتظرا ردها عليه بالقبول إلا أنها لم تعيره أي اهتمام قط فزفر يحيي زفرة قوية وهي يلقي هاتفه إلى جواره بحنق شديد
مش مهم أنا شاغل بالي ليه
والتقط علبة سجائره وقداحته ليشعل أحدهما نافثا دخانها بالهواء پغضب شديد تحول إلى لهفة ما أن أتاه إشعار باستلام رسالة منها.
التقط هاتفه بلهفة مستكشفا رسالتها التي كانت عبارة عن كلمات مقتضبة
آسفة لتطفلي على حياتك.
أطفأ يحيي سيجارته بارتباك ليدون لها بابتسامة خفيفة
أنا اللي آسف والله إني عملت بلوك بس فعلا مش قادر أتكلم مع حد
أتاه جوابها برسالة أخرى
البقاء والدوام لله وحده. أنا شوفت نعي ناس أصحابك منزلاه على صفحتك.
كتب لها بأسي ونعم بالله العلي العظيم .
وتناوبت الرسائل بينهما لساعات طويلة باليوم تحولت من رسائل عامة إلى رسائل خاصة بل خاصة جدا حتى أنها أربكت يحيي كثيرا فبدأ يتهرب منها مرة ويجاريها مرة أخرى حتى كادت أن تجذبه لطريق يغضب الله ورسوله تقوده إلى الخطيئة قرأ يحيى رسالتها الأخيرة پصدمة اتسعت لها أحداقه وفارت لها الډماء بعروقه ليغمغم بهذيان
إيه اللي بتعمله ده! ده حرام دي خطيئة.
وانتبه أخيرا لصدره الذي يعلو ويهبط بقوة ليلقي هاتفه أرضا ويركض نحو كيس ملاكمته منهالا عليه ضړبا حتى خارت قواه.
حرك يحيي رأسه بقوة وهو يتنهد بأسي موجها أنظاره نحو صفا متجاهلا نظرات مريم المصډومة ليكمل بجمود مقدرتش أمشى معاها الطريق ده خۏفت من ربنا
متابعة القراءة