روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي

موقع أيام نيوز


يردد بحكمة 
مش هسالك مالك ولا إيه اللي حصل لأن الجواب بيبان من عنوانه وإنت باين عليك إن الموضوع كبير بس اللي هقوله ليك إن الڼار لو جالها شوية هوا من برة بتقيد وتأكل كل حاجة بتقابلها في طريقها لكن لو خلصت شوية الهوا الصغيرين اللي حواليها بتخمد وتطفى فعشان كده بلاش توسعي مجالها وتدخلي ليها هوا من كل ناحية وأي اختبار في حياتنا حتى لو كان صعب بالمحاولة والاصرار بيعدي وننجح فيه وأعتقد إن حياتك تستاهل انك تحاولي عشانها حطي الكلمتين دول حلقة في ودانك يا بنتي وأنا متأكد إنك هتعملي الصح وتحافظي على حياتك اللي أنا متأكد إنك لو خرجتي من دايرتها تدبلي زي الزرعة لما تتقلع من أرضها.

كانت ترمقه مريم بأعين هزم بها الجمود هزيمة ساحقة وأعلنت عبراتها انتصاراتها لتفيض من أحداقها شاقة طريقها نحو شفاهها التي ارتجفت بأحرف غرست خنجرها بصدر والدها 
أنا موجوعة قوي يا بابا حاسة إني لوحدي وضهري للحيط اطعنت بخنجر مسمۏم رشق في قلبي حتى لو تعافيت منه أثره هيفضل معلم وسايب شرخ كبير جوايا شرخ لا أيام تداويه ولا حتي زمن يقدر يمحي معالمه.
تيقن محمد من شعوره الغامض بأن غيوم ضبابية قد حلت على أسرته الصغيرة بل اختصت زهرته الرقيقة لتهرب عبرة متمردة من مقلتيه قبل أن تلقي بجسدها بين ذراعيه آذنه لقواها بالخوار وشهقاتها بالتصاعد.
أطبق محمد أجفانه بأسي وهو يربت على ظهرها مغمغما 
لو حابة تتكلمي في أي وقت أنا سامعك ياروما.
حركت رأسها بنفي هامسة بخفوت 
مش عايزة اتكلم يا بابا.
اومأ برأسه مرددا 
اللي يريحك يا بنتي بس افتكري إني ضهرك وسندك في الحياة وعمر ما هيكون ضهرك للحيط وانا موجود.
شددت مريم من احتضان والدها متنهدة براحة كبيرة وهي تغمغم 
ربنا يخليك لينا يا حبيبي.
شقة يحيي. 
ولج من بابها حاملا بين يديه باقة من الزهور البيضاء كقلب معشوقته ومعالم الندم تفرض سطوتها على قسماته ليضع مفتاحه بجيب سرواله مطوفا المكان كاملا بأحداقه المستنكرة لذلك الهدوء الذي لم يعهده بمنزله فهي دائما ما كانت تترنم بأنشودة عشق فرنسية تتقافز أحرفها فرحا بين جنبات المنزل ليهمس بعتاب لائم ذاته 
تغني إزاي بقا وهي زعلانة مني!
وخطى نحو غرفته بخطى واسعة موزعا نظراته ما بين زهرها المفضل وبين باب الغرفة الشبة مفتوح ليدفعه بيمناه برفق مغمغما بندم 
روما أنا أس...
لتبتر أحرفه بعدما وجد ذلك المشهد الذي أشعل يقينه بالفراق فقد كانت أبواب خزانتها مفتوحة على مصرعيها خاوية من ثيابها التي لطالما عشق النظر إليها فقد كانت له حصن أمان وسكون لتسقط باقة الزهور أرضا معلنة صډمته وانكساره. خطى نحو الخزانة مطوفا جنباتها بأعين عاتبة أعين استقرت أخيرا على ذلك الصندوق الخشبي الصغير الذي يعلم أمره جيدا. 
أطبق يحيي أجفانه بقوة زافرا زفرة حاړقة وهو يحمل ذلك الصندوق بين يديه
مغمغما بأسي 
سيبتيني لوحدي ليه يا مريم ليه
وفتح الصندوق كما فتح أحداقه التي جابت مصوغاتها المتواضعة التي اختارتها كشبكة رمزية لها فهي لم ترد يومها أن ترهقه ماديا إلا أنها حلمت أن تملأ ذلك الصندوق بهدايا عشقه لها كتلك الوردة الجافة التي أهداها إياها يوم ترقيه بوظيفته. ثارت الډماء بأوردته وألقى الصندوق بالخزانة ثانية صاڤعا بابها بقوة قبل أن يتجه إلى كيس الملاكمة الخاص به وينهال عليه ضړبا عله يطفئ نيران قلبه المشټعلة. 
يوم جديد أسدل ستاره علي حياة مريم التي وعلى الرغم من ۏجعها قررت أن تعطيه كامل فرصته فمازال هناك ركن صغير بقلبها يتوسل إليها الشفاعة قرارها أن تستكمل رحلتها مع الطبيبة صفا علها تجد له عذرا حقيقيا تتشبث بخيطه الواهي لتأتي مساعدة الطبيبة إليها بابتسامة خفيفة مرددة 
اتفضلي يا مدام مريم دكتورة صفا في انتظارك.
نهضت مريم من مقعدها بابتسامة خفيفة مجاملة قبل أن تلج إلى غرفة الطبيبة التي نهضت لمقابلتها بحفاوة وترحاب مرددة وهي تصافحها 
ازيك يا مريم.
أومأت لها مريم برأسها مرددة بارتباك جلي الحمد لله. 
قصدت صفا مقعدها وهي تشير نحو أريكة وثيرة مرددة بثبات 
اتفضلي ارتاحي.
طوفت مريم الأريكة بأنظارها بتردد قبل أن ترمقها صفا بابتسامة ودودة مرددة 
تقدري تقعدي في المكان اللي يريحك.
أومأت مريم برأسها ثانية قبل أن تخطو نحو الاريكة هامسة 
مش هتفرق كتير.
واحتلت طرفها بجمود ظاهري ينافي تضارب أفكارها المتصارعة لتجلس صفا هي الأخرى بالمقعد المقابل لها مرددة بود كبير 
تحبي نبتدي منين
شردت مريم بمعالم متجهمة وجسد متحفز تزداد أعضاءه نفورا وعروقه بروزا وهي تشدد علي طرف فستانها بقوة مرددة بهذيان 
كسرني بعد ما اديته قلبي وأمنت له خاني عارفة إحساس إنك توصلي لآخر سما وبعدين تنزلي على جدور رقبتك أهو ده بالظبط اللي حصل معايا حبيته واخلصت له رغم خۏفي وارتباكي
 

تم نسخ الرابط