روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي

موقع أيام نيوز


بابا إنت ومريم كده. 
وتملصت من بين يديهما خاطية نحو مدخل البناية تحت نظرات كريمة اللائمة لكليهما وهي تهتف بهما 
برضه سبتوا البنت تطلع لوحدها
طالعها محمد بابتسامة حانية مرددا متقلقيش عليها يا أم مريم أنا هوصلها لحد فوق.
وخطى مهرولا خلف ابنته بينما التفتت مريم نحو والدتها بجدية مرددة 
طب يا ماما أنا هروح أجيب شنطة حبيبة من المطار وكمان هعدي على الشقة أجيب شوية حاجات تخصني.

أومأت كريمة برأسها مرددة بجدية متتاخريش عشان أختك لازم تغير هدومها.
وأكملت بنبرة أكثر ود وعطف 
وبعدين يا بنتي اتكلمي مع يحيي وحلي اللي بينك وبينه يحيى ابن حلال ويستحق كل خير.
زفرت مريم زفرة ساخطة وهي تستقل سيارتها مرددة بضيق شديد 
إن شاء الله يا ماما أنا همشي أنا.
وانطلقت مريم بسيارتها بينما تنهدت كريمة بأسى مغمغمة بدعاء 
ربنا يهدي سرك يا بنت عمري.
واتجهت نحو مدخل البناية بينما كانت حبيبة تلج إلى باب الشقة يتبعها محمد الذي كان يستشيط ڠضبا داخليا من حسام وبرودة دمه التي جعلته يترك زوجته الحامل وصغيره يسافرا كل هذه المسافة بمفردهم ليتنهد بهدوء مناف لذلك الآتون الذي ېحرق أحشائه قبل أن يجلس إلى جوارها مرددا بلين 
إزاي حسام يسيبك تيجي لوحدك يا بنتي وبعدين ليه ما اتصلتيش بيا عشان أقابلك في المطار
استرخت حبيبة بظهرها قليلا وهي تردد بابتسامة خادعة 
بالعكس يا بابا هو قالي استنى لأول الأسبوع يكون خلص شغله ويجي معايا بس أنا اللي كنت مستعجلة عشان أشوفكم وكمان كان عاوز يتصل بيكم يعرفكم إني جاية بس أنا قعدت اتحايل عليه عشان اعملها لكم مفاجأة.
أومأ محمد برأسه بلاتصديق وهو يمط شفتيه بابتسامة مصطنعة قبل يردد بثبات ماشي يا بنتي.
وطوف معالمها بأنظاره المستنكرة وهو يردد بثباته هذا 
مبروك النيوو لوك يا حبيبة.
غضة قوية بحلقها فكلمات والدها عاتبة حتى وإن كانت تبدو غير ذلك لتتحرك بموضعها محمحمة بحشرجة 
أ.. أنا قولت.. أنا قولت تجديد يا بابا.
نهض محمد من مجلسه بهدوء دانيا نحو ابنته 
التجديد مش إنك تتخلي عن حجابك يا بنتي.
وتركها مغادرا إلى الخارج لتنهمر عبراتها فيضانا وهي تحادث نفسها بۏجع حارق أقولك إيه يا بابا! أقولك إني مش مالية عين جوزي وإنه شايفني مش لايقة عليه ولا أقولك إنه كل يوم والتاني مع واحدة ولا أقولك إنها وصلت إنه يجيبها بيتي وعلى سريري أقولك إيه يا بابا اقول إيه! 
دفعت مريم باب شقتها والجة إليها باشتياق جارف وهي تستنشق هوائها الذي لطالما حاوطها بالأمان ليتسلل إلى أنفاسها شذى عطره الذي لم يفشل يوم في اهلاكها وأسر جميع خلاياها تنهدت بقوة تحتبس عبقه بصدرها وهي تغمض عيناها برفق مبتسمة ابتسامة عاشقة فهي حقا تعشقه حتى النخاع فقد أصبح يحيي ملاذها الآمن وأصبحت عيناه موطنها الأصلي فبعدما كانا فزعها أصبح مستقرا لها.
فتحت عيناها بسعادة وهي تطوف المكان بأحداقها مسترجعة ذكرياتها السعيدة معه ودوي ضحكاتهما سويا لتقودها ساقيها نحو غرفة نومهما ولجت إليها بحنين جارف سبقها إلى كل زاوية بالغرفة حتى استقر نحو منامته الملقاة أعلى الفراش بعشوائية. 
تسابقت الخطى إليها ودنت منها ملتقطة إياها بأيد مرتجفة تضمها إلى صدرها وهي تستنشق رائحته بها مغمضة عيناها بوله قادها إلى الفراش الذي لطالما سكنت  استلقت على يسارها وهي تشدد من احتضان ثيابه مستسلمة لتيار عشقه الجارف حتى غطت بسبات عميق إلا أنه كان هناك من يراقبها بعشق لم يقل ذرة واحدة عن عشقها هذا بل يزيد ويتضاعف. جلس بطرف الفراش مقابلا لها يطوف معالم وجهها الهادئة التي اشتاق لها كثيرا منذ ذلك اليوم دقات قلبه تعصف بخلاياها وشوقه يدفعه نحو قنصها وسحبها معه إلى بحر عشق تعلو به موجات الاشتياق ليجدها تتململ بابتسامة واسعة وهي تشدد من احتضان منامته فربما كان يزورها بأحلامها محققا ما فشل في تحقيقه بأرض الواقع الآن.
في إيه!
وجدها تتململ پغضب شديد فانتفض من جوارها مهرولا يغادر الغرفة قبل استيقاظها من غفوتها تلك. 
ما إن غادر بالفعل حتى فتحت أحداقها باحثة عنه بكل مكان فقلبها يقسم انه قريبا وعقلها يعلن غضبه من ضعفها هذا لتردد هي بخفوت ممسدة على شفاهها بأناملها 
أنا كنت حاسة بنفسه جنبي!! أكيد كان هنا. 
ونهضت من فراشها تهتف باسمه في كل مكان تبحث به 
يحيي.. يحيي.
لم يأتيها جواب منه لتتنهد بخيبة أمل هامسة وهي تستدير قاصدة الغرفة مرة أخرى 
مش هنا أومال أنا حسيت به قريب مني ليه!
ليتسلل إلى مسامعها صوت مفتاح باب الشقة فتلتفت بتلقائية مفرطة حتى وجدته يلج موصدا الباب خلفه بجمود ذاب ما إن رمقها أمامه ليتحول إلى دهشة واستنكار مصطنع وهو يردد بثبات 
حمد الله على السلامة.
ازدردت ريقها بارتباك وهي تحدق به بدهشة مرددة
 

تم نسخ الرابط