روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي

موقع أيام نيوز


تنادي فالفوضى العارمة كانت للمكان عنوان وضحكات الفتية والفتيات كانت موسيقاه الصاخبة. وضعت مريم ما بيدها أعلى سطح مكتبها وشمرت عن ساعديها بهدوء يناقض ثورتها التي أوشكت على الاندلاع . سحبت نفسا عميقا أرفقته مع صڤعتها القوية بكلتا يديها لسطح المكتب صاړخة بحدة 
بس.
صمت مهيب خيم على الصف ألزم كل منهم مكانه لتعقد مريم كلا ساعديها أعلى صدرها متجولة بين طرقات الصف وهي تحدق بالطلاب مرددة بنبرة صارمة أعتقد إني قولت قبل كده إننا في فصل محترم وبرضه قولت اللي عجبه الحصة وعايز يحضرها يحضرها بأدب والتزام واللي مش عاجبه الباب مفتوح.

تبادلوا النظرات الخجلة فيما بينهم ولم يحرك أحدهم ساكن لتزفر مريم زفرة قوية مرددة بجدية 
تمام.
وخطت قاصدة مقدمة الصف لتدوي خلفها تلك الضحكة الرقيعة ضحكة أشعلت نيران ڠضبها وسكبت وقودها ببذخ لتتسع عيناها ثورة وتستدير نحو تلك الفتاة المائعة بأنفاس تلهب وجهها وهي تدنو منها هاتفة بحدة 
إطلع برة مش عايزة أشوف وشك لآخر السنة فاهمة.
هبت الفتاة واقفة پغضب ساخط فقد أهانتها مريم أمام زملائها ف تيا مدللة والديها والجميع قد سحقت كرامتها بأقدام معلمتها أو هذا ما اعتقدته هي لتهتف ب مريم مستنكرة 
إيه! دا إنت شكلك اټجننت بقا تيا زيدان تقولي ليها كده! ومن واحدة زيك.
شرارة ڠضب متطايرة من أحداق مريم لتقبض على كتف الفتاة بقوة وتجذبها نحو الخارج صائحة بها پغضب جامح 
أنا بقى هوريك الجنان على أصوله.
وألقت بها خارج الصف صافعة بوجهها الباب بقوة هاتفة في الجميع بصرامة 
اللي عايز يحصلها يتفضل.
ران الصمت الأنحاء لتطلق عدة زفرات متتالية متجهة نحو مكتبها وتبدأ بإلقاء الدرس على الطلاب باحترافية وإتقان. 
دفعة قوية لباب المصعد ألقتها بأرض الواقع لتجد أنفاسها متلاحقة بلهاث قوي ودمعاتها شلالات منجرفة. 
هبت من مجلسها ضامة حقيبة يدها نحو صدرها بقوة مطأطأة الرأس وراكضة نحو المصعد تحتله بجسد مرتجف تحت أنظار إحدى ساكنات البناية. 
لحظات وغادرت مريم البناية بخطى مترنحة وقلب يئن بلوعة تمزق نياطه حتى وصلت إلى سيارتها المتواضعة واستندت عليها لدقائق في محاولة لإثلاج صدرها بتيارات الهواء الباردة تلك التي تسحبها إلى رئتيها بقوة وما إن هدأت قليلا حتى استقلتها منطلقة نحو مسكنها. 
شقة ذات مستوى رفيع بأثاثها الراقي وتصميماتها الهادئة. 
كان يحيي يجلس بالأريكة منتصبا بجسده بحالة من التأهب والتحفز كمن ينتظر تسديد فريقه المفضل لركلة جزاء حاسمة يفرك كلتا يديه ببعضهما البعض بقوة مائلا نحو الأمام قليلا ومستندا بكلا ساعديه أعلى ركبتيه زافرا عدة زفرات متتالية مرفقا بها نيران صدره المستعر. 
نيران أججها ولوج مريم من باب الشقة ليهب متجها نحوها بقسمات نضحت مستجدية الصفح والغفران. 
اقترب منها بلهفة هاتفا بارتباك وتوتر 
كنت فين يا مريم كنت ھموت من القلق عليك.
تجاوزته بخطاها إلى الداخل مرددة بتهكم ساخر 
ما تخافش مش ههرب.
تبعها يحيي معترضا طريقها بنظرات جامدة خالية من أية مشاعر 
تهربي!
حدقته مريم بأعينها المشټعلة احمرارا من أثر البكاء وجاوبته بكلمات أكثر تهكما 
تفتكر إيه يخليني أكمل حياتي معاك! اديني سبب أو مبرر واحد أكمل عشانهم.
قطب جبينه مستنكرا وهو يبتسم ابتسامته الجانبية المتهكمة 
خلاص كل اللي بينا انتهي
تعالت ضحكاتها الساخرة وهي تشير بسبابتها على المسافة الفاصلة بينهما مرددة باستنكار أقوى 
هو إيه بقا اللي كان بينا! أصل معلش بنسي بسرعة فياريت تفكرني.
اندهش يحيي من حالتها تلك لكنه سيطر على انفعالاته للحد الأقصى ليردد بنبرته الحانية 
بينا حب وعشرة بينا لحظات حلوة وأكيد لحظات مرة بينا سکينة ورحمة.
فارت الډماء بأوردتها كما يفور التنور وارتفعت حرارتها فلم تعد تحتمل كل هذا لتنزع عنها حجابها وتلقيه أرضا مع حقيبة يدها فقد حان وقت اندلاع ثورتها فصړخت به وهي تدفعه بصدره للخلف مستنكرة كلماته تلك 
حب! عشرة! سکينة! رحمة! ... إنت متأكد إنك عشت معايا أنا كل الحاجات دي! ها متأكد عشتها معايا! ها كنت بتضحك عليا في سرك كنت بتقول إني ساذجة وعبيطة ومصدقاك كنت سعيد وفرحان وأنا عايشة وهم حبك! كنت شايفني الزوجة المغفلة اللي سايباك على حريتك ومش حاسة باللي بتعمله رد عليا.
أسبل جفناه بأسى لحالها وتمسك بكلتا يديها ليضعهما أعلى مضخته الصاړخة بعشقها وهو يهمس بعشق جارف 
أقسم بالله العلي العظيم إني عمري ما عشت الحب ده غير معاك وإن كل حالة عشتها معاك عمري ما عشتها ولا هعيشها مع غيرك.
نفضت يدها من بين يديه بقوة صاړخة به عشت إيه! أنا اللي كنت عايشة في وهم حبك.. ولوحدي أنا اللي كنت بمۏت كل يوم بإحساسي إني مقصرة ناحيتك أنا اللي كان كل هدفي في الحياة إني أسعدك وأشوفك أنجح راجل في العالم تخيل.. تخيل إنك دلوقتي مابقتش فارق لي اصلا.
وتخطته متجهة صوب غرفتها تاركة إياه
 

تم نسخ الرابط