روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي
المحتويات
واسعة
مساء النور يا مدام مريم٠
وأشارت نحو المقعد الذي كانت تحتله سحر مكملة حديثها
اتفضلي ارتاحي.
أماءت مريم إيماءة خفيفة وهي تجلس بمقعدها واضعة حقيبتها أرضا جوارها تحت أنظار صفا المتفحصة لكل إشارة من جسدها والتي احتلت هي الأخرى مقعدها مستندة بكلا ساعديها أعلى سطح المكتب وهي تداعب طرفي قلمها الجاف بأناملها مرددة بابتسامتها تلك
ابتسمت مريم ابتسامة جانبية متهكمة ورددت مستنكرة
سامعاني! يعني مش هتسأليني وأنا أجاوب على أسئلتك!
حركت صفا رأسها بنفي مرددة بود
أنا هنا عشان أسمعك ولو احتاجت أسألك على حاجة أكيد مش هتردد.
سحبت مريم نفسا طويلا وأخرجته بقوة وهي تستند بساعدها أعلى متكأ المقعد مرددة بنبرة جادية شابها قليل من التوتر لم تغفل عنه صفا
ابتسمت صفا ابتسامة انتصار خفيفة وهي تسترخي في مقعدها بهدوء مرددة جاية عشان مين
أجابتها مريم باندفاع قوي كمن يلقي حملا ثقيل عن كاهله
يحيى.
أسبلت صفا جفنيها بتشجيع مرددة بخفوت جوزك
حركت مريم رأسها بتأكيد مرددة
أيوة أو تقدري تقولي إنه جوزي لحد ما يضيع فرصته الأخيرة.
فرصته الأخيرة!
أومأت لها مريم برأسها مرددة بحدة أيوة.. فرصته الأولى والأخيرة ما هو مش أنا اللي أتخان لأي سبب من الأسباب.
هزت صفا رأسها بدهشة واستنكار هاتفة پصدمة فأمامها سيدة جميلة بمنتصف عقدها الثالث تهتم بجسدها المتناسق إلى حد كبير وبشرتها الحنطية المزينة بأعين زيتونية قاتمة وأهداب طويلة كحراس تحرس كنوز الأرض وخزائنها خانك!
مكنتش المفروض أروح يومها يا ريتني ما كنت روحت.
وشردت بماضيها پألم دفين.
في أحد المباني الحكومية لشركة الكهرباء قبل عام أو أكثر قليلا.
ولجت مريم متخطية البوابة الحديدية الكبيرة بابتسامة واسعة مشرقة تنير دربها الذي تخطو نحوه بخطى واسعة فهي تعد من أمهر مدرسات اللغة الفرنسية بإحدى المدارس الخاصة تعلم طريقها جيدا وتسعى إليه بإصرار وإقدام قوي فمكتب والدها القابع بالطابق الثاني تحفظه عن ظهر قلب فهي لطالما ترددت عليه منذ نعومة أظافرها حتى أنها كونت صداقة قوية مع شريكه بالمكتب وأحبته كثيرا كأحد أعمامها الغير أشقاء لوالدها.
صباح الفل يا حلوين.
كان والدها منكبا على الأوراق أمامه يراجعها بتركيز قوي ليجذبه صوتها المشاكس رفع رأسه نحوها بابتسامة واسعة حافية مرددا
صباح الورد والفل والياسمين يا روما تعالي يا حبيبتي .
ومن ثم حادت بأنظارها نحو المكتب المجاور له لتضيق عيناها بدهشة واستنكار هاتفة
غصة قوية استوطنت حلقه وقبضة أقوى اعتصرت فؤاده فرفيق رحلته وشريك غرفته لأعوام طويلة ترجل عن القطار بآخر محطاته تاركا رفيقه يكمل الرحلة بمفرده أو ربما أرسل له القدر رفيق آخر حتى وإن لم يعوض غياب صلاح عنه. اقتربت مريم من والدها وهي تطوف قسمات وجهه المټألمة مرددة بحذر وترقب
فيه إيه يا بابا! عمو صلاح كويس
تنهد محمد بأسي وأردف بحروف اخنقها البكاء
عمك صلاح خرج معاش بقاله أسبوعين.
فإن كان الضحك عدوى فالحزن عدوى أكبر وأقوى بكثير فقد تمكن منها وفرض سيطرته على كامل جسدها الذي تهدل باستسلام قوي متهاويا بالمقعد خلفها لتهتف بأسي
إيه! خرج معاش! طب ليه مقولتليش كل ده! على الأقل كنت قولتلي آجي أسلم عليه وأودعه.
حدق محمد بمقعد صديقه الخاوي بأسي شديد وهو يتذكره مرددا
رفض قالي إنه ما بيحبش لحظات الوداع ده حتى يومها مقاليش غير وهو ماشي.
حدقت هي الأخرى بمكتب العم صلاح بنظرات اغرورقت بدمعات الفراق والاشتياق مغمغمة بخفوت
ومين أخد مكانه هنا
أتاها صوت رخيم من خلفها أنا.
رفع محمد أنظاره نحوه واستدارت مريم هي الأخرى برأسها نحو صاحب هذا الصوت لتتلاقي الأعين بلقاء أسرى رجفة قوية بجسدها تلك الرجفة التي أعادتها لأرض الواقع ثانية رجفة أدركتها صفا جيدا لتتنهد بهدوء مردفة ممكن نكمل في يوم تاني
هبت مريم من مقعدها حاملة حقيبتها وهي تخطو مهرولة نحو باب الخروج دون أن تنبس ببنت شفة.
انتظروا مريم ويحيى وحكايتهم بالحلقات القادمة.
دمتم في آمان الله وحفظه
فاطمة علي محمد.
الفصل الثاني.
بقدر_الحب_نقتسم
فاطمة_علي_محمد
غادرت مريم العيادة بعدما اصطدمت بمساعدة الطبيبة بقوة وبغير عمد وبدون اكتراث أيضا قصدت المصعد ضاغطة أزراره بأيد مرتجفة وأنفاس متصارعة لكنه رفض الانصياع لأوامرها وفضل البقاء بطابق آخر زاغت أبصارها ما بين المصعد والدرج للحظات قليلة حسمتها أخيرا وهرولت نحو الدرج المقفر لتتخذه طريقا لفرارها انحدرت طابق تلو الآخر بلهاث قوي
ومجهود مضن فدقاتها تلك ذاتها دقات لقائهما الأول استسلمت لانزلاقها بعدما نفذت طاقتها وجلست بإحدى درجاته متشبثة بمضختها الثائرة في محاولة بائسة لإخماد تلك الثورة التي تجذبها
متابعة القراءة