روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي

موقع أيام نيوز


عشان يعيشوا حياتهم من غير حمل على كتافهم قالوا إنكم تبيعوني وتقبضوا تمنى حتى لو كان كبير فهو أقل بكتير من تمن جليسة يجيبوها تقعد معاهم الله ورسوله وصوا بالنساء خيرا ربنا قال إن شروط الزواج القبول والرضا.
كلمات اعتصرت قلب يحيي ومزقته أشلاء فأي قساة هؤلاء! وأي جحود هذا! ليشدد بقبضته على كتفي أخويها ولا سيما تخيل والدته بوضع هؤلاء أباء تربى وتعول وتبذل قصارى جهدها لتلقى بطول أذرع الأبناء بلا عائل ولا أنيس ليهتف بأخويها بقوة غضبه 

هات لي عنوان الراجل ده وأنا هبعتله حد يساعدهم ويقعد معاهم وبالنسبة لأختكم هاخد عنوانكم إنتوا كمان وأقسم بالله لو جيت في أي وقت واشتكت منكم لخلي الدكتور ميعرفش يخيط فيكم غرزة واحدة فاهمين.
أومأ الأخوين برأسيهما ونظرات الفزع والړعب تتطاير من أحداقهما ليلتفت يحيي بأنظاره نحو الفتاة مرددا بنبرة مطمئنة 
هديك رقمي إتصل بيا في أي وقت ومسافة السكة هكون عندك.
نظرات الأمل بأحداقها وئدت نظرات اليأس وبددتها لتركض نحو يده في محاولة لتقبيلها وهي تردد بسعادة غامرة 
ربنا يصلح حالك ويعطيك ما يحرمك يا رب ويحليلك دنيتك ويحفظ ليك حبايبك.
نفض يحيي يده بعيدا بابتسامته الودودة وهو يحادثها بمحبة وإيخاء اركبي مع اخواتك ماتخافيش.
وناولها قصاصة ورق مطوية تحوي رقمه الخاص وهي تملي عليه عنوان الرجل وزوجته بالتفصيل وكذلك عنوان إقامتها.
غادرت الفتاة مع أخويها وزفر يحيي عدة زفرات متتالية ليتفاجأ بالتفاف البعض حوله وقد بدأوا ينهالون عليه بعبارات الإشادة والمدح لشهامته ومروءته ليشكرهم هو الآخر ويركض نحو السيارة التي مازالت تنتظره واستلقها إلى جوار السائق مرددا باعتذار شديد 
معلش يا باشمهندس عطلتك معايا.
اتسعت إبتسامة السائق وهو ينطلق بسيارته مرددا بثناء 
ولا عطلة ولا حاجة يا أستاذ ده كفاية اللي إنت عملته مع البنت الغلبانة دي.
واستكمل السائق حديثه حتى صف سيارته أمام منزل يحيي.
ولج يحيي إلى شقته مهرولا وهو يحملق بساعة يده زافرا زفرة لائمة فقد تأخر عن موعد والدته كثيرا وضع مفتاحه بجيب بنطاله واتجه نحو غرفة والدته بخطى واسعة حتى ولجها وهو يردد بأسف معلش يا ست الكل اتأخرت عليك.
خطى نحوها بخطاه الواسعة ليجدها تغط بسبات عميق بوجه باش يشع نورا وضياء فجلس بطرف الفراش إلى جوارها بابتسامة واسعة مدلكا ساقها من أعلى الدثار هامسا بحنو يستحثها على الاستيقاظ 
ماما اصحي بقا عشان ميعاد الدكتور. 

ابتسامة مشرقة أنفاس مستقرة أهداب مسدلة جسد بارد لين استشعره يحيي حينما مس يدها الممتدة إلى جوارها لتسري تلك القشعريرة القوية بجسده والتي تفوقت على صرخات قلبه المستجيرة ليحرك جسد والدته بلاوعي هامسا بخفوت مترنح 
ماما ماما.
فقد إجابة نداءه هذا وللأبد لتنهمر عبراته فيضانا جارفا بينما أحداقه مرتكزة على ابتسامتها تلك التي تزين ثغرها ليميل نحو صدرها برأسه مستمعا لدقاتها الساكنة وهو يهمس بأنين ملتاع 
أمي قومي أنا لسه مشبعتش منك لسه محتاج حضنك يدفيني لسه محتاج نفسك يطمني قومي يا أمي. قومي أنا ماليش غيرك في الدنيا أنا عايش بفضل دعاك يا أمي. 
كلماته تذوب بالهواء وتتلاشى بلا أدنى همس أو إجابة فقد تسرب الشك خارج قلبه واحتله اليقين التام ليرفع أنظاره نحو بارئه صارخا پألم تجاوز طاقة احتماله 
أمي. 

على الجانب الآخر
كانت الأم تجلس هي وسحر يتسامرون وتضحك الأم على حديث ابنتها فسحر تتمتع بحس فكاهي رائع لا يمل أي شخص من الجلوس معها. 
سمعت الأم وسحر صوت إغلاق باب الشقة ولكن بطريقة مبالغ فيها وبقوة حتى يسمعوا هذا الصوت العالي. 
سحر بقلق إيه ده! 
الأم معرفش يا بنتي أن...
وقطع حديثها دخول الأب وهو يغلي من الڠضب وجهه أحمر من شدة الضغط على أعصابه حتى يصل المنزل علمت الأم حين نظرت إليه أن هذا اليوم لن يمر بالخير كما يقولون.
قال الأب بحدة وصوت عالي جعل جسد كل من سحر ووالدتها ينتفض خوفا فهو الآن في حالة غير طبيعية لا تظهر عليه إلا إذا وصل إلى أقصى درجات الڠضب كتبت الشقة والعربية والأرض لبنتك ليه 
الأم بتعجب آمال أكتبهم لمين! بنتي وبديها حاجتي عشان لو حصل ليا حاجة أكون مطمئنة إنها مش محتاجة حاجه من حد.
فوجئت الأم بصڤعة تنزل علي وجهها واقترب منها ومد يده وقبض على خصلات شعرها الطويل بقوة حتى تشعر بالألم. 
كانت تبكي وهي تحاول أن تدفعه بعيدا عنها فهو يؤلمها حقا. 
بينما هناك تقف إلى جانب باب الغرفة سحر ترتجف وتبكي وهي لا حول ولا قوة لها ضعيفة تريد بكل ما فيها أن تدافع عن أمها ولكنها تدرك وتفهم جيدا أن والدها قاسې القلب لا يرحم أحد شعرت بالخۏف الشديد تهتز في مكانها بسبب تلك الرعشة التي أصابت جسدها. 
كانت تنظر إليهم لا تزيح عينيها ولو قليلا وجدت والدها يضرب والدتها بقسۏة
 

تم نسخ الرابط