روايه بقدر الحب نقتسم بقلم فاطمه علي
المحتويات
عشان اتاخرنا على البيت.
صباح يوم جديد أطل على حياة مريم.
تململت في فراشها بإرهاق شديد فلأول مرة منذ زمن طويل يجافيها النوم ويصاحبها السهاد حتى ساعات الفجر الأولى إلا أن ساعتها البيولوجية لم تتأثر قط بهذا الاضطراب التقطت مريم جوالها من أعلى المنضدة الصغيرة المجاورة لفراشها مستكشفة توقيته بأعين نصف مفتوحة لتجدها السادسة تماما.
أما بغرفة والديها فكانا يجلسان بفراشهما يتحاوران بشأن ابنتهم الكبرى تلك الفتاة التي تخطاها قطار الزواج لاحقا بشقيقتها الصغرى لتردد كريمة تلك المرأة الخمسينية الممتلئة القوام ببشرتها البيضاء وخصلاتها السوداء التي فشل الشيب من الإقتراب منها
تنهد محمد بأسي لحال التي وعلى الرغم من أخلاقها وثقافتها وجمالها قليلة الحظ بأمر الزواج أو بالأحرى تكشف جميع عيوب المتقدم لخطبتها وترفضها جملة وموضوعا ليردد بشجن خالط نبرته
أعمل إيه يعني يا كريمة أغصبها على الجواز من واحد مش مرتحاله! بنتك متعلمة ومثقفة وبكرة تتجوز اللي يستهلها.
ماهي بس لو تبقى فرفوشه شوية وتسيبها من دور أبلة الناظرة اللي عايشة فيه ده.
رمقها محمد بضيق جلي وهو يهتف بها بحدة صارمة
إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده! عايزة بنتك تمشي تتدلع عشان تجيب عريس
تلعثمت كريمة بأحرفها وهي تزدرد ريقها بقوة
و.. والله ما أقصد كده يا أبو مريم أنا قصدي إنها تفك شوية الوش الخشب اللي مصدراه لكل عريس يتقدم لها دول بيخافوا منها وبيطفشوا.
السيرة دي ما تتفتحش تاني بنتك تقعد وتختار زين الرجال وبعدين دي لسه مكملتش خمسة وعشرين سنة يعني لسه صغيرة على الكلام اللي بتقوليه ده لو أختها الصغيرة اتجوزت قبلها فده مش شطارة منها ولا تقليل من مريم ده نصيب وقسمة.
وتركها مغادرا الغرفة صاڤعا الباب خلفه بقوة.
على الجانب الآخر
كانت تشعر سحر وكأنها تعرفها شعور غريب ولكن وجدت زوجها يحسها خلفه لتواصل السير بهدوء
كانت رحلة العودة بينهم يشوبها الهدوء ولكنه كان من حين لآخر ينظر إليها وقلبه بتمزق من الداخل على حالها فهي أغلى الناس لديه ويحاول بشتى الطرق أن يجعلها سعيدة ولكنه مهما حاول لا يتغير حالها دائما حزينة صامتة.
محمد بهدوء ماشي وأنا هطلب أكل على ما يجي تكوني ارتحتي شوية.
سحر بدون جدال ماشي.
دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب وهي تستند عليه وتأخذ نفس عميق وبعدها اڼفجرت في بكاء مرير حتى عليها النوم.
بينما في الخارج كان يجلس هو أمام التلفاز بعقل شارد لا يعلم ما تخبئه الأيام أصبح يشعر أن الأيام طويلة ومتشابهة لا جديد بها يشعر بالوحدة والحزن الشديد.
رجع برأسه إلى الخلف وأغمض عينيه وهو يتذكر أول مرة شاهد بها سحر زوجته وحبيبته.
فلاش باااااك
كان يجلس في مكتب السيارات الخاص به فهو يعمل بمجال السيارات
حين وجد إبراهيم والد سحر يدخل عليه وبرفقته إبنته التي كانت غاية في الجمال والخجل من وجهه نظره.
كان والدها يريد شراء سيارة جديدة ويبيع سيارته وأحضرها معه لأن تلك السيارة كانت باسمها.
إبراهيم وهو يخبره بسرعة وسعادة تخرج من عينيه عاوز عربية تكون حلوة وابيع القديمة بس عاوزها حاجه حلوة ومش هنختلف في السعر آه وأشار إلى سحر وأكمل دي سحر بنتي هي العربية باسمها ورث من أمها الله يرحمها وجبتها عشان البيع وكده.
محمد بهدوء وجدية ماشي يا أستاذ إبراهيم وأهلا وسهلا يا أنسة سحر.
سحر بخجل أهلا بيك.
كانت سحر تجلس هادئة يخيم عليها الحزن وترتدي ملابس سوداء وتفرك يدها بتوتر من حين لآخر.
محمد بعد أن أخرج عقود البيع طلب بطاقتها وعلم حينها أنها بالجامعة في عامها الثالث في كلية الآداب.
قال محمد في هدوء اتفضلي يا آنسة سحر أمضي هنا.
اقتربت سحر وأمسكت القلم بيد مرتعشة لم تغب عن نظر محمد وهي تمضي على بيع سيارة كانت تذكار من والدتها إليها فرت من عينيها دمعة مسحتها بسرعة حتى لا يلاحظها والدها.
إنتهى كل شيء بلمح البصر.
وجلس هو يفكر لقد قارب عمره إلى الثلاثة وثلاثون عاما ولم يتزوج لم تلفت نظره أي إمرأة سواها إلى الآن لم يكن يهتم قرر أن يسأل عنها وعلم أنها فتاة في غاية الآدب والاحترام ولكن والدها هو كان المشكلة راجل مستهتر يعشق النساء يعتبرهم سلعة يشتريها كلما أراد أو قطعة من الملابس يغيرها وقتما شاء.
متابعة القراءة