رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
لولا عمي سمعة قالي فكري الأول قبل ما ترفضي... صمت لبعض الوقت ثم قال طب بما أن انتي عصبية دلوقتي نتكلم بكرة في المكتب بأذن الله حبيت بس اسمع صوتك قبل ما أنام... اغلقت رضوى الهاتف فارتفعت ضحكته عاليا بالهواء رمقته بغيظ وتحركت بخطوات سريعة لغرفة السطوح مجددا..... اغلقت باب الغرفة ثم تسحبت ابتسامة لشفتيها لم تمنعها...صوته مشاكسته عناده تصميمه عليها شيء يحسب له باليوم التالي..... قد تاه من عقل حميدة أن تسأل رضوى عما كان سبب المقابلة مع والدها بالأمس فاستعدوا للذهاب باكرا للعمل.... بالمكتب..... بدأت حميدة عملها مع يوسف كروتين كل يوم بينما ذهب جاسر مع جميلة في زيارة لأحد المواقع... دلفت رضوى للمكتب بنظرات مرتبكة....أول نظرة ستكن حتميا مربكة لأنه حتما ينتظرها ليتحدث معها بأمر الزواج... دلفت للمكتب فرأته يستند بظهره على حافة المكتب الخشبي ويديه بجيوب بنطاله بثقة عالية يبدو أنيق اكثر من كل يوم بقميصه الأسود الذي اظهر لون بشرته البرونية...ابتسم بمجرد ظهورها أمامه وقال _ مستنيكي بقالي كتير جملته كانت تقل ابعد من المةقف ولكنها تجاهلت كل هذا واخذت مقعدها وبدأت فحص الأوراق....اعلنت بصمت رفض التحدث بشأن هذا الأمر ولكنه عنيد.... تركها تفعل ما يحلو لها ثم أخذ فنجان قهوته وكوب آخر قد ارسل في أعداده لها خصيصا... وضع كوب العصير أمامها على الطاولة ثم جلس وبيده فنجان القهوة أمامها على مقعد قريب.... بدأ الحديث قائلا نتكلم شوية قبل أي شغل بالنسبالي ده أهم وضعت رضوى الأوراق بعصبية وقالت أنت متسرع في كل حاجة !! ده شيء يتخاف منه !! وضع كوب قهوته بهدوء ولم يثيره قولها فأجاب مش هنكر أني مستعجل بس خليكي فاكرة أن فاضل قدامي شهر ونص للرحلة يعني يدوب اتجوز.... قالت بضيق في حد بيتجوز في شهر ونص ! اجابها ببساطة لو جاهز يبقى ايه المشكلة ! لو هنتكلم عن الشقة وكل الكلام ده فأنا اصلا مش هخليكي تجيبي حاجة لأن ناوي اصمم بيتي بنفسي لما اخد ورثي بعد كام شهر أنا عايزك أنتي وبس... هتفت رضوى بغيظ انت هتعمل زي عمي سمعة ! انا مش بتكلم عن جهاز أو شقة !! انا مش هقدر اتخطب شهر ونص !!! مدة قصيرة أوي !! تطلع بها رعد وقد بدأ يغضب بحق ايه اللي يرضيكي يا رضوى ابتلعت ريقها بتوتر ولم تجد اجابة مناسبة...اكمل عنها _ أنا قلتلك أن في حاجة مخوفاكي لو انتي موافقة على جوازنا مش هتفرق معاكي شهر أو سنة رضوى بعصبية وتفتكر هقدر أعرفك في شهر ونص ! هقدر اتعود عليك ! تفتكر هعرف اتعامل معاك عادي في شهر ونص ! انت ليه مش حاسس بيا ! لو فضلت تضغط عليا كده هرفض! ضيق عينيه پغضب لم يترك له العنان فقال _ انا مش بضغط عليكي !! وعموما أنا عندي حل رغم ان الحل ده تقيل عليا لكن مش قدامي غيره... انتظرت حديثه فتابع نتجوز
نهضت بنظرات غاضبة فيبدو أنه يسخر منها حتى أضاف ببطء وكأن ما يقوله ثقيل على نفسه وارادته _ نتجوز بس في حكم المخطوبين يعني مش هقربلك غير لما تاخدي عليا وتبطلي خۏفك مني ده اللي مش فاهمله اسباب!! توترت عينيها وتحاشت النظر اليه يبدو هذا العرض مربكا ومريحا بآن واحد ولكنه كان وقحا في قوله بهذه الصراحة!! قال بنظرة حادة كده اعتقد أنك هتوافقي صمتت ولم تجيبه فقال طالما سكتي يبقى تمام اصلك لما حاجة بتستفزك بتبقي قطر !! قالت بتلعثم ماهو شهر ونص خطوبة مش حاجة حلوة بالنسبالي عموما هفكر جلست مرة أخرى وبدأت بالعمل مع نظراته المغتاظة.... مر يومان..... بأحد الشاليهات الراقية بمنتجع سياحي حديث..... كانت تجلس على رمال الشاطئ تنظر لمياه البحر بشرود.....تحت أشعة الشمس الصافية الدافئة....راقبته وهو يسبح بخفة بالمياه علمت أنه لم ينفك عن متابعة تمارينه الرياضية بانتظام شديد يحسد عليه....خرج من المياه وهو يمرر يده على شعره ينفض المياه من جبهته....حتى ابتسمت ابتسامة واسعة عندما رأته....قالت _ يلا عشان الغدا جاهز اقترب اليها وجلس على الرمال مبتسما بأشراق وقال _ انا عارف أنك پتخافي من الميه بس نفسي... قاطعه نهوضها بوجه متذمر حتى جذبها من ذراعيها لتجلس مجددا....قال هامسا _ مش عايزك تخافي من حاجة كل لما بتشوفي بحر أو حتى حمام السباحة بحس بخۏفك في عنيكي... سقطت دمعة من عينيها وقالت _ انا مش بخاف من المية على اد ما بكرها بسببها اتحرمت من ابني اللي كنت مستنياه... شعر وجيه ببعض الغيرة ولكنه تغاضى عن الأمر لأنه يفهم شعورها الأمومي فقال _ لو فكرتي كويس هتلاقي أن ربنا بيحبك لو الطفل ده عاش كان هيفضل الرابط اللي بينك وبين ابوه المچرم لو كان عاش كان هيتعب في حياته أوي بسبب سمعة والده... قالت للي بصدق وهي تمسح دموع عينيها عندك حق يا وجيه قوم يلا جهز نفسك عشان نتغدا سوا... نهضوا سويا من على الرمال حتى الشاليه البحري.... اعدت للي بالداخل طعام الغداء على طاولة خشبية بلون البحر...بينما ارتدى وجيه ملابس رياضية وخرج للشرفة.... بدأو يتشاركون الطعام والضحكات حتى دق هاتفها الذي تركته على بعد خطوات منها على اريكة جلدية..... قالت وهي تنهض هروح أشوف مين اللي بيرن وراجعة....استناني بقى ما تاملش غير لما ارجع... ضحكت ضحكة عالية بينما كانت تسرع للهاتف....ابتلعت آخر ما في فمها من طعام واجابت الو ! اجابها صوت يبدو بعيدا ومريبا _ نستيني اكيد....أنا ما نستكيش ابدا راجعلك يا للي راجعلك والمرادي هتكوني ملكي حتى لو ڠصب عنك.... اتسعت عينيها بذهول مما تسمعه الصوت يبدو وكأنه شبحا !! مزيف بالتأكيد ولكنه شخصا يعرفها ! قالت بارتجاف وخوف أنت مين ! اجاب الطرف الآخر قدرك يا للي...أنا قدرك اغلقت للي الهاتف وهي تنتفض من الخۏف...لا يعقل أن طليقها المنتحر لا زال على قيد الحياة !! وقفت عاجزة حتى عن الحركة حتى استدارت وفي التفاتها اصطدمت بجسد...
الفصل_الثامن_والثلاثون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله أنا جانبك وهفضل جانبك للأبد...أنا قدرك كانت متعلقة برقبته تشدد قبضتها لتحتمي بصدره لتبتعد مسافة بسيطة فجأة انتابتها قشعريرة من هذه الكلمة ريثما أنه هو نفسه يرددها وبهذا الوقت !! تطلعت به وكأنها ستغيب عن الوعي بعد دقيقة تلعثمت في القول ورددت قدرك !! ابعد خلصة التصقت بجبينها رقة يديه على بشړة وجهها انعمت شيء بالقلب للتو تحدث أجاب بابتسامة صادقة _ مستغربة ليه ! مش أول مرة اقولهالك ! وبعدين أنا سمعتك وأنتي بتردديها دلوقتي...خاېفة كده ليه يا للي ! تنهدت بشيء من الراحة لم تعرف لما تسلل لها تعلقت برقبته كالطفلة مرة أخرى وقالت _
له بعتاب وقالت _ أنا ما خوفتش منك حتى وأنت بتحاول تقسى عليا بس انا ما اتعودتش على الفرحة يمكن في فرق رهيب بينك وبينه يا وجيه فرق زي المر والعسل... قال بهدوء رغم ما شعر به من غيرة لذكرها الماضي _ أنسي يا للي انا بضايق لما بتجيبي سيرته لما احس أنك فكراه حتى لو بتكرهيه أنا ما اقبلش يقاسمني في تفكيرك حد ! رغما ابتسمت تحب نظرته عند الغيرة ونبرته صوته عند الغيرة حتى تنهيدته الغاضبة تبدو جميلة... ابتعد بنظرته بعيدا عن عينيها تلك الماكرة تتسلى بغيرته وأن كان غاضبا من ذلك فتوجد ابتسامة أيضا بداخله من مكرها حبيبة الروح تثير جنونه يحب معها كل شيء.. فالرجل يثيره المكر الأنثوي يجذب رجولته وفكره شيء هام يكمل زخرف الأنوثة بعينيه... تلاعبت بمشاعره بنظرة عينيها المتسلية بابتسامتها الماكرة ربما أرادت أن تنأى عن فكرها تلك المكالمة الهاتفية...ومدى روعها منها...وقفت على أطراف أصابعها لتصل إلى أذنيه وهمست بنعومة تضعف ثباته _
متابعة القراءة