رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

تترك قلبها دون أن تتأكد انه يريدها بصدق ترتعب كلما تخيلت انها ممكن أن تكن مجرد نزوة يمر بها وتذكرت صديقة قديمة لها مرت بذات التجربة فقالت _ لأ مش هسيب نفسي واحبه مش عايزة ابقى زي منال صحبتي كده احسن خليني بعيد احسنلي اتت الساعة السادسة مساء.... وقفت للي أمام المرآة تنظر لمظهرها جيدا....عقارب الساعة تبدو بطيئة في حركتها !! نظرت لعينيها الكحيلة بعناية ولمظهرها التي أخذت كثيرا من الوقت حتى استقرت على ذلك الرداء الانثوي....فستان طويل محتشما من اللون الفيروزي...يشبه ذلك الرداء الذي ارتدته بسهرة باريسية معه ذات يوم...وحذاء بكعب عالي ولكنها يبدو مهما ارتدت من علو فلن تصل حتى لكتفيه !! التفتت أمام المرآة لتنظر لنفسها من جميع الجهات...قالت بقلق _ فاضل دقايق وتيجي الساعة ٦ متوترة أوي كده ليه ! مرت الدقائق وهي ترتب ما ستضعه بحقيبتها الصغيرة المطرزة برقة...الرداء عليها يجعلها تشبه عروس البحر...لو كانت تدري مدى انوثتها ما كانت سترتدي مثل هذا الرداء المحتشم المغري بذات الوقت... انتبهت لرنين هاتفها فادركت أنه هو ركضت للهاتف وتلعثمت عندما رأت رقمه..اجابت بخجل الو قال وجيه بثبات انا قدام بيتك...مستنيكي قالت بتوتر دقايق وهكون قدامك انتهى الاتصال وهي تلتقط أنفاسها...لم تتعجب في معرفته لعنوان منزلها فقد اخبرها سابقا انه علم عنها كل شيء... وقف سقراط بالتوكتوك بالقرب من بنايتها وقال بتعجب _ يا ترى للي مجاتش النهاردة المحل ليه لازم اطمن عليها ده واجب برضو...كويس أنها قالت قدامي العنوان وهي بتتكلم مع البت اختي... استعد سقراط للخروج من التوكتوك حتى وجدها تخرج بطلتها الرائعة من المبنى السكني وتتوجه إلى أحد السيارات... كاد أن يذهب اليها حتى ظهر رجل ضخم الهيئة يقف خارج السيارة المتوجهة هي اليها...قال سقراط بغيظ _ اكيد هو ده اللي ما يتسمى هموته ضړب هشرب من صفايح دمه وافضيهالك هملاها جاز واۏلع في اهله دخل التوكتوك مرة أخرى وراقب من بعيد.... تأخرت لدقائق فخرج من سيارته ولكنه توقف فجأة عندما رأها طلتها فاتنة كعادتها ولكنها تبدو الآن اكثر فتنة هذا الرداء كان سيبدو متواضعا لو كان لإمرأة أخرى ولكن معها الأمر مختلف...حتى بابسط الأشياء فتنتها وانوثتها تتحدث صاړخة...ما كان عليه أن يقابل تلك الفاتنة التي تسحق ثباته كرجل... حاول أن يتجاهل اقترابها اليه بابتسامتها الواضحة بعينيها... مابها تبتسم وكأنها ستذهب معه لسهرة غرامية وليس اتفاق على صفقة زواج !! اتأمل اكثر من ذلك الم يكن هو يتمنى أكثر من ذلك !! تنهد بضيق من نفسه ومن قلبه ومشاعره التواقة إليها بشوق مچنون...بدفء حنون...على رأسها ثم .... هتف پغضب لنفسه سرا...ما هذا الذي سرح به!! وقفت أمامه تنظر له بتعجب من شروده تحكم بنفسه قليلا وقال اتأخرتي دقايق...يلا بينا جلست بجانبه وهي تخفي ابتسامتها لم يغفل عنها نظرته المعجبة ذات الابتسامة بعينيه ذات الحنان وذات الدفء فيه تمنت أن يكن ظنها بمحله وأن يكن صادقا.... بأحد المطاعم الكبرى....قد تم حجز طاولة بأحد الزوايا الخاصة لشخصين...أشار النادل إلى الطاولة بتهذيب وابتسامة رسمية فتوجه وجيه ومعه للي اليها....قالت مستفسرة عن سر هذا الترحيب الخاص به بالمكان فقال _ انا جيت هنا كتير كلهم عارفني تقريبا ظهر عبوس على ملامحها وضاقت من جملته فلاحظ ذلك بتسلية قالت بتردد وشيء قوي يريد معرفة من كانت معه بالطائرة _ اكيد مع البنت اللي شوفتها معاك في الطيارة جميلة فعلا حاجة غريبة أنك ما ارتبطش بيها كان باين انكم منسجمين على الآخر... ابتسم ابتسامة ماكرة وراقه عصبيتها الواضحة فقال دي اخت صديق ليا رجعت مصر لأن الدكتور بتاعها كان هنا واتفقت معاه تعمل العملية هنا في مصر بالنسبة لموضوع منسجمين فهي بالنسبالي اختي الصغيرة لو كنتي مضايقة!! قالت وقد ارتاحت واطمأنت لمعرفتها الحقيقة لا ابدا وهضايق ليه ! تابع بنظرة عميقة ماكرة طريقتك اللي قالت كده انصحك ما تفكريش بالطريقة دي لأنك هتقابلي كتير مش معقول هتتعاملي بالعصبية دي مع كل واحدة تقرب مني أو اكون عارفها !! رمقته بانفعال وقالت _ يعني ايه تقرب منك أو تكون عارفها ! انت ناسي أني هبقى مراتك والمفروض تحترمني ! ولا من ضمن خطة اڼتقامك أنت تهنيني قدام الناس ! ضيق عيناه پغضب وقال انا عمري ما هينت واحدة ولا هسمح لنفسي أني اعمل كده وبالذات لو كانت مراتي خطة اڼتقامي منك ليها حسابات تانية ما تقلقيش قال ذلك ببعض الخبث بنظرته فنظرت بجهة أخرى متجنبة تطلعه بها والتسلية بعيناه...انتبهت فجأة لصوت تعرفه _ أنت بتزعقلها كده ليه يا طويل أنت ! استدارت للي پصدمة لسقراط بينما ضيق وجيه عينيه بدهشة واستهزاء لذلك الصبي الذي ينظر له بحدة قال متسائلا

_ وانت مين بقى أن شاء الله ! اجاب سقراط بثقة أنا خطيب للي...لوليتا اتسعت عين للي بذهول والتجم صوتها من الدهشة رفع وجيه حاجبيه وهو ينظر له بسخرية وقال شكلك مچنون !! قالت للي اخيرا جيت هنا أزاي يا سقراط ! نظر لها وجيه بدهشة وقال انتي تعرفيه ! سقراط مين ده ! سقراط الحكيم ! سخر سقراط وقال لأ سقراط خطيبها...ها ايه تاني نهض وجيه من مقعده ونظر لسقراط وبدأ الڠضب يظهر عليه فوقفت للي تمنعه قائلة استني يا وجيه ده اخو حميدة خطيبة يوسف هو بس بېخاف عليا ومايعرفكش نفض سقراط يديه وكأنه سيبدا الشجار وقال لا سبيه أنا مستعد للمواجهة...اللي هيكسب هيتجوزك يا جلاشة نظر وجيه له بصمت حتى جر من ياقة قميصه وقال بتحذير _ مش همد ايدي على عيل صغير لسانه طويل يلا ارجع بيتكوا عشان المدرسة وبلاش جلاشة دي عشان انا عصبي رفع سقراط نظرته اليه وقال بټهديد سيب قفايا لو سمحت انا مش حملك ولا طولك وهتروح فيا في داهية.. تركه وجيه بنفاذ صبر وقال له بعصبية _ لولا أنك عيل صغير كان زمان ليا تصرف تاني نفض سقراط يديه مرة أخرى واعترض بصياح طولك وعضلاتك دي مش هتنفعك واجهني يا وجيه نهض وجيه بعصبية فقال سقراط للي وهو يهم بالركض _ هستناكي في التوكتوك برا يا للي انتي هتتجوزي غضنفر ده أزاي ! ركض من امام وجيه سريعا صمتت للي للحظات حتى جلس وجيه ممتقع الوجه فاڼفجرت من الضحك فجأة.... _____________________
الفصل_السادس_والعشرون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله لم تستطع لجم ضحكاتها وشعور المرح الذي انتابها فجأة وهي ترى سقراط يركض متوجها للخارج پخوف...سيظل الطفل طفلا حتى ينعم بالرجولة.. تطلع بها بنظرات عصبية وغيظ مفرط وتأمل ضحكتها التي اوضحت لمعات عينيها واحمرار وجنتيها بشدة...قال بنبرة قصد فيها الحدة _ هتفضلي تضحكي كده كتير ! أنتي فرحانة باللي حصل ده ! أزاي تخلي طفل زي ده يعاملك كده ! تحكمت بنفسها وهي تبتلع ريقها كي تستعيد رزانتها واجابت بهدوء _ أولا أنا ما خليتهوش يعاملني كده...هو اللي بقى كده لوحده تاني حاجة أنت بنفسك قلت طفل...ده مراهق يعني برضو لسه طفل وأي تصرف عڼيف معاه بيرجع بنتيجة عكسية....كنت بفهمه بهدوء أن كل اللي بيحسه هو حاجة مؤقته وطبيعية في سنه الصغير ده... قال بصوت اوضح بنبرته الاتهام _ عجبك أني غيرت صح! لعلمك دي مش غيرة قالت بتحدي وهي تبتسم سرا اومال ايه ! ارجع ظهره للخلف واستند بظهره على المقعد...قصد الهدوء وسيلة كي يخبرها أنها أقل مما تظنه بنفسها أضاف وجيه وأرادف تحذير...تقدري تعتبريه تحذير....زي ما أنتي بتطلبي أني احترمك على الأقل قدام الناس فده حقي اللي المفروض تعمليه مش غير ما اطلبه...أنا مش هسمحلك تتصرفي أي تصرف يحرجني قدام حد.. وجدت للي أنه الوقت المناسب كي تخبره الحقيقة...يظن ما يظن...يصدق أو ېكذب...فسيأتي يوم وتولد الحقيقة أمام عينيه... تطلعت بعينيه للحظات لتستشف منهما حالته الحاضرة ومدى تقبله للاستماع...قالت مباشرة ممكن تسمعني...في شيء مهم لازم تعرفه...يمكن أهم شيء لازم تعرفه عني.. اكثر ما قلق منه بهذا الوقت هو ميل قلبه إليها...ميله لرؤيتها وللنظر لعينيها ولسماع صوتها حتى لو كان مجرد صوت الأنفاس لطرفات أهدابها الناعسة...لحضورها القوي أمامه وسطوة أنوثتها على مقاومته كرجل...كرجل يريدها ويشتاق وكعاشق يريدها ويجن لعشقها تواق...إذا وافق سيفتح الباب لخداعها وإذا رفض سيبخل على قلبه بالأمل في الوصال... القرار...الصمت صمت وكانت هذه الإجابة لرجل عاشق يتريث بالخطوات...حتى لا يطعن من نصل حديثها مجددا....أخذت جولة تأمل وترقب لتعابير عينيه الحائرة أرادت أن يوافق حتى لو كان موافقته بها الڠضب ثائر...ستقتنص الفرصة...ولكن القدر أراد بتر حديثها بمجيء النادل...انتظر النادل اختياراتهم في قائمة الطعام...أشار وجيه إليها كي تختار شيء فأعتذرت بوجوم...نظرة عين غاضبة منه كانت كفيلة أن تغير مجرى رفضها فرفعت القائمة أمام عينيها ترى اللاشيء...الكلمات غائبة عن رؤيتها... اختارت رقم من القائمة بشكل عشوائي...حتى أنها لا تعرف هذه النوعية من الطعام...ابتعد النادل بعد أخذ الطلب لينتظر وجيه حديثها وقال _ تقدري تكملي...بس ما تطلبيش أني اصدقك أسدلت جفنيها للأسفل...كأنه اغلق الباب بوجهها قبل الدخول !! ربما لابد أن تقرع !! تلعثمت قبل حتى أن تبدأ الحديث ! فبدأت بإبتلاع ريقها ببعض القلق ثم قالت بنبرة متوترة _ مش هتكلم عن أول مرة اتقابلنا..هتكلم لما اتقابلنا في فرنسا...لا أنت كنت عارف أنك هتشوفني ولا أنا كمان كنت عارفة أني هشوفك...اللي حصل أن______ بالمكتب.... وقف يوسف يرمقها بشوق وهي تحمل حقيبتها وتستعد للعودة إلى المنزل...وضعت حميدة هاتفها بالحقيبة الخاصة بها ثم

وقفت أمامه وتجنبت نظرته لها فقالت بجدية _ نكمل الشغل اللي فاضل من النهاردة بكرة أن شاء الله... قال وقد فاض العشق بقلبه محتاج أقولك بحبك...محتاج أقولهالك بطريقتي...هو لازم استنى لحد الفرح عشان اتكلم وأقول كل اللي عايزه ابتسمت بخجل شديد جعل وجنتيها كحبات الكرز...قالت وعينيها تتهرب من نظرته العميقة بعينيها _ مين قالك يا يوسف أني مش عايزة اسمع ! أنت ما تعرفش أنت بالنسبالي إيه...كل الحكاية أني مؤمنة أن كل شيء بآوان كل كلمة لازم تتقال في وقتها الصح عشان نحس بحلاوتها عشان الكلمة الحلوة ما تتعكرش بالخۏف...الخۏف من اللي جاي...ومن الظروف اقترب يوسف خطوة بسيطة إليها...خطوة كي يخصها بالحديث فقط...قال بهمس رقيق عندك حق كلمة بحبك لازم بعدها اخدك في ..وطبعا
تم نسخ الرابط