رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
الواضح ! انقشعت تلك الغمة عن كاهلها هتف يوسف بها عندما وجدها لا تستجيب لندائه _ يلا تعالي معايا قومي !! صدقا لو اعترفت أنها تريد الضحك !! كلما انفعل كلما زادت ضحكتها المختبئة...الڠضب لا يليق به المرح والابتسامة والتصرف بعفوية وطفولية فقط ما يغمروا ملامحه هذه النوعية من الرجال ليست بسيطة!! فإذا أظهروا مكرهم ركضت قلوب احبتهم دقا تخيلته للحظات لو قال أحبك ببعض المكر! لو جذبها لذراعيه بابتسامة ماكرة! هذا الطفل الكبير! مسكين قلبها ! ابتسمت حميدة بشرود وحقا نسيت الم رأسها لبعض اللحظات اغاظه صمتها وصاح يابنتي
يلا بقى مش هعرف اشتغل وأنا قلقان عليكي وشايفك كده! اقسم بالله لو ما جيتي معايا للصيدلية ماهتشغلي النهاردة ها اتسعت ابتسامتها بشبه ضحكة فتعجب يوسف منها!! ابتسم رغما وقال بمزيج من اللوم والمرح بتعصبيني وبتضحكيني! قالت بتسلية أصلك بطلت تقول يا صاحبي ! لوى يوسف شفتيه بضحكة وقال نسيت الصداقة لما شوفتك تعبانة يلا بقى يا حميدوو نهضت حميدة وحاولت أن تخفي تلك الابتسامة من ثغرها ربما لاحظ سعادتها في اهتمامه ورغم رقة ما شعرت به فهي تعرف أن قلبه مثل الطفل الصغير الطيب لذلك تعشقه!! استغفر الله العظيم واتوب إليه بمكتب جاسر ذرع المكان ذهابا وايابا بإنتظارها...اتلعب تلك اللعبة وتجعله ينتظر! منذ الامس وعيناها لم تغب عن باله لحظة! فإن كان يريد الانتصار عليها مرة فبعد الأمس يريد ذلك الف مرة...تنفس بغيظ من تأخرها بهذه الطريقة...دلف يوسف اليه ولاحظ عصبيته فقال على فكرة خطيبتك مش هتيجي النهاردة الټفت جاسر بدهشة وهتف أنت بتقول ايه! أضاف يوسف ببساطة ولمدة أسبوع جاي كمان لسه حميدة قايلالي قالت أن جميلة تعبت شوية امبارح والدكتور حذر ما تتعبش نفسها في الشغل.. انعقد حاجبي جاسر بضيق بقلق بغيظ وڠضب وشعور بأن الأمر متعمد منها ولكن شيء بداخله قلق أن يكن الأمر حقيقة...أخذ هاتفه من على المكتب وقال ليوسف طب انا هروح اشوف الموقع الجديد يا يوسف لما نرجع نبقى نتكلم في التفاصيل.. خرج دون أن ينتظر رد يوسف لوى يوسف شفتيه بتعجب وعدم فهم حتى خرج هو الآخر من المكتب... لا اله الا الله منذ وصول للي بالأمس وقد قررت زيارة الفرع الجديد للبيوتي سنتر الخاص بها بالحارة الشعبية...صممت أن تستأنف العمل بأقصى سرغة فيكفي بكائها طيلة الليلة الماضية..استقلت سيارتها بهذا الصباح بإتجاه الفرع الجديد... بعد مرور ساعة...وقفت السيارة بالمكان التي زارته عدة مرات بالسابق ليكن باستقبالها فتاتين من المساعدين لها..قالت جمانة بترحاب أخيرا القمر رجع حمد الله على سلامتك يا للي ابتسمت للي للفتاة بود وصافحتها ثم قالت الفتاة الأخرى وتدعى سارة من ساعة ما كلمتينا امبارح واحنا ما صدقنا واقفين بقالنا نص ساعة مستنينك رحبت للي بالفتاة الأخرى ثم اخرجت احد الفتيات المفاتيح من حقيبتها وقالت هتتفاجئ بجد المكان ولا في الخيال خسارة يبقى في حارة والله.. فتحت الفتاة الباب الحديدي الذي يخلفه باب آخر زجاجي باللون الوردي...دلف الثلاثة للمكان وبدا على نظراتهن الاعجاب الشديد وقد تم الانتهاء من تجهيز المكان تماما.. قالت للي باستحسان هنبدأ من بكرة أن شاء الله الټفت الفتيات اليها بدهشة وقالت احداهن بالسرعة دي! مش هتستني الدعاية! تنهدت للي وقد أصبح كل شيء سواء فلم يعد شيء يبهجها وأجابت لأ أنا عايزة اشتغل ليل نهار نبقى نعمل الدعاية واحنا بنشتغل المواعيد جهزتوها ولا لسه! اجابت سارة وهي تخرج دفتر ملاحظات صغير في حجز كتير الفترة الجاية أول حجز هيبقى بعد اسبوعين الجدول مليان مشاء الله.. أومأت للي رأسها وهي تتمنى أن لا يتذكر عقلها بخضم العمل تلك الأيام الحالمة بعاصمة الحب.. خرجت من المكان وهي تتحدث مع الفتيات لتشهق جومانة پصدمة عندما وجدت اطار سيارة للي مثقوب ويرتخي على الأرض... تطلعت للي بذهول للسيارة ورأت شاب يبدو أنه هو الفاعل يواليها ظهره ويبتعد عن السيارة فتوجهت له بعصبية حتى اوقفته هاتفة أنت اللي عملت في عربيتي كده! استدار الشاب لها وتطلع اليها بتفحص فأجاب بمغازلة هو القمر نزل في حارتنا ولا ايه! هتفت للي بالشاب الذي يبدو أنه لم يتخطى سنواته العشرين فكرر الشاب كلمات المغازلة وهو يقترب الى للي ليجذبها سقراط بعصبية أنت اټجننت ياض انت ! مش عاملي اعتبار خالص...ماشي جمع سقراط اصبعيه اسفل لسانه وصفر عاليا ليجتمع حشد من الصبية وبدأو في لكن الشاب العشريني حتى ركض بعيدا...نظر سقراط الى للي بابتسامة وقال أي خدمة ابتسمت له للي بشكر وقالت متشكرة أوي انت اسمك ايه أجاب سقراط وهو ينظر لها بهيام سقراط أوي تعجبت للي من الاسم ولكنها لم تحب احراج الصبي فقالت طب يا سقراط ماتعرفش مكانيكي هنا يصلحلي العربية! نظر سقراط للسيارة وقال لها استريحي هنا ساعتين وعربيتك هترجع احسن من الأول كمان طول ما انا معاكي ما تقلقيش اتسعت ابتسامة للي بامتنان واعجبها شهامة الصبي الصغير بينما هتف سقراط بالصغار وقال اللي يقرب لها يجيلي على ورشة أبويا دقيقة وراجع مش هتأخر لوح لها سقراط قائلا ليطمأنها محدش هيجي جانبك ما تخافيش شوية وراجع... هزت للي رأسها بأمتنان وعادت لمكان عملها الخاص بانتظار وصول الميكانيكي... ركض سقراط بالطريق وهو يدندن مقطوعية شاعرية حتى وقف أمام ورشة والده وقال اباااااااا ذعر الاسطى سمعه وهتف هتجيبلي صرع يا حمار !! قال سقراط مبتسما أنا قررت اخطب _____________________________اللهم حسن الخاتمة
عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله قال سقراط مبتسما أنا قررت اخطب امعن والده النظر به لوهلة دون فهم ثم أجاب بسخرية واستهزاء مش لما تبقى راجل الأول تبقى تخطب يا أهبل ! التوت شفتي سقراط على جانبي فمه بضيق وغيظ فهتف به والده ماتنطق ياض عايز ايه! قال سقراط بتبرم عايزك في مصلحة روى له سقراط أمرللي فقال سمعه مستفسرا هي فين أشار سقراط للجهة الخلفية وقال على قمة الشارع في المحل الجديد بس عايزين نكرموها بقى دي تبعي التقط سمعه منشفة مقلمة اللون ملطخة ببقع الزيت والشحم ومسح بها يداه ثم أجاب كده كده هنكرموها دي تعتبر دلوقتي بنت المنطقة تعالى معايا وريني مكانها فين.. ذهب سقراط مع أبيه لمحل للي الذي يبعد امتارا من ورشة الأسطى سمعه.. وقفت للي تنتظر الصبي بالمحل الخاص بها حتى انتبهت لصوت سقراط وقد أتى مع رجل بشوش الوجه يشبهه في الملامح كثيرا... تنحنح سقراط قبل أن يدلف متجها اليها وقال جبتلك أبويا بنفسه..الأسطى سمعه رحبت للي بالرجل حتى قال سمعه بلطف ما تقلقيش دي حاجة بسيطة ومش هتاخد وقت معايا...شوية وهكون غيرت العجل.. شكرته للي بامتنان متشكرة جدا أنا هستنى هنا على ما تخلص خرج سمعه للسيارة وأرسل سقراط لصبيه الورشة حتى يأتوا بالأدوات اللازمة لتغيير الاطارات المثقوبة.. صل على النبي الحبيب بالمكتب شردت حميدة بابتسامة لم تفارق محياها منذ أتت من الصيدلية برفقته..كلما تذكرت ما مر منذ دقائق ماضية....فلاش باك بالصيدلية وقفت حميدة وعيناها ذابلة بعض الشيء من الالم الذي يزداد برأسها مع كل خطوة أتى طبيب صيدلي شاب وتساءلت عيناه عن المطلوب فقال يوسف عايز حد يقسلها الضغط جر الطبيب الصيدلي جهاز قياس الضغط من المنضدة الزجاجية وقال لحميدة لو سمحتي ارفعي الكم اطرفت عيناها بخجل لا سيما انها تقف بين أثنين من الشباب فهتف يوسف بها بحدة استني انتي بتعملي ايه! رمقها بنظرة حادة نادرا ما كانت تراها بعيناه ثم اشار لفتاة حتى تأتي فهم الطبيب هذا التصرف وظن أنها ربما تكن خطيبته أو زوجته أو حتى شقيقته..ابتعد بهدوء دون جدال وترك الفتاة تجري قياس ضغط الډم..اتجه يوسف لاتجاه آخر ونظر لجهة أخرى لبعض الوقت حتى لا يشعرها بالحرج نظرا لظهور جزء ولو بسيط من ذراعها..تعجبت الفتاة وهي تضبط المقياس بيدها لابتسامة حميدة التي كادت أن تتحول لضحكة!! لأول وهلة تعجبت ثم فطنت الأمر فابتسمت هي الأخرى بصمت... انتهى الأمر وخرجت حميدة مع تعليمات الطبيب الصيدلي لارتفاع الضغط...سړقت نظرة جانبية ليوسف الذي يسير برفقتها باتجاه المبنى وأرادت بشدة أن تعرف سبب ضيقه فتساءلت بابتسامة مترددة على شفتيها مالك كده كأنك زعلان من حاجة! رمقها بغيظ وقال مافيش.. نظرت للأمام بضحكة مكتومة نظرته المغتاظة تديرها تسلية ومرح حتى بغضبه يبدو مضحكا!! دلفت للمكتب معه وجلست أمام مكتبها هتف يوسف على على الساعي ليأتي بعصير طازج لكلايهما وجلس بمقعد قريب من المكتب..تطلعت اليه بمرح والضحكة تكاد تفلت من شفتيها...شعور رقيق يجتاح قلبها عندما تشعر بملامح الغيرة بعيناه..كالطفل الثائر على دميته!! أتى الساعي بكوبين من العصير الطازج فأخذ يوسف احد الاكواب ووضعه أمامها فشكرته بلطف...انتظرت حتى يأخذ كوبه ولكنه لم يفعل وتظاهر بالنظر لأحد الأوراق...قالت بتساؤل اشرب العصير أنت كمان!! أجاب دون أن ينظر لها مش عايز...انا طلبت اتنين ليكي أنتي كتمت ضحكة أخرى وقالت يا دوبك أشرب ده رفع عيناه واتضح أنه يمر بحالة عصبية وهتف اشربيهم من سكات وسيبي الشغل هكمله أنا.. نظرت له لدقيقة بصمت ثم اڼفجرت من الضحك واحمرت وجنتيها بشدة...ابتسم يوسف رغما عنه وقال نفسي أعرف ايه اللي بيضحكك وأنا متعصب!! تحكمت حميدة بنوبة الضحك وأجابت بابتسامة عريضة مش عارفة بس مش بقدر امسك نفسي من الضحك..وبصراحة مش عارفة متعصب ليه! اشار يوسف لذراعيه وعاد غيظه فقال يقولك ارفعي الكم فترفعي كده على طول! وبعدين ده شاب !! يعني... صمت بحيرة من متابعة الحديث...ابتسمت له بمكر وقالت ده دكتور لو ناسي يعني ڠصب عني لوى شفتيه بغيظ ولم يجيب فضحكت دون صوت وتابعت ارتشاف العصير... لا حول ولا قوة الا بالله عادت من شرودها وتحمل ابتسامة صادقة...ابتسامة مطمئنة لمشاعرها لهذا الرجل الذي سيبدو أنه سيظل طفلا متذمرا للأبد..تحبه..متأكدة من مشاعرها...ثمة لذة عندما تحب المرأة رجلا بقلب طفل..يبدو أن قسۏة العالم لم تصل لأطراف قلبه...أخرجها صوته من شرودها وقال مبتسما بمرح بعدما خرج من مكتب جاسر بتضحكي على ايه! نظرت له وقالت بهدوء وابتسامة اصل الصداع راح الحمد لله تنهد بإرتياح وقال الحمد لله..مش بحب أشوفك تعبانة والله...بحس أني انا اللي تعبان.. نظرت بجهة الحاسوب وكسا وجهها
الخجل فقالت بابتسامة بعد الشړ عنك..مكنتش عارفة أنك هتزعل عليا كده
متابعة القراءة