رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
ربع ساعة بس اقدر اتكلم فيهم مع جاسر شوية من غير البت اللي جايبها معاه دي ! صافي هقول للبنات صحابي وهما هيعرفوا يشغلوهم على ما تخلصي...بس انجزي انتي شاهندا اوك...هبعتلك حد بالعصير صافي بمكر طب ايه رأيك في الفكرة اللي عملناها مع راندا في الرحلة السنة اللي فاتت... شاهندا بابتسامة خبيثة _ تقصدي المنوم سريع المفعول....مدته ساعتين يعني على ما الفرح يخلص فكرة جاحدة يا صافي بس خاېفة نتكشف صافي بحماس هتتكشفي ليه ! بس هيبقى للبنات كلها ولا واحدة بس ! فكرت شاهندا قليلا ثم قالت بصي انا هبعتلك العصير وتوقعي منه على فستان سما اللي جوا دي وهقولك للبنات اللي معاها يروحولها لو لقتيهم هيتطلعوا تحاولي تخليهم يشربوا العصير اللي فيه مخدر بس مش كلهم واحدة بس فيهم عشان ما تبقاش مكشوفة وماما بما انها دكتورة هبعتهالهم ....المهم اعرف اتكلم مع جاسر واخلي يوسف يطلع يشوف نور أختي بأي طريقة.... وافقت صافي سريعا على المخطط ولا يعنيها النتائج مهما كانت فهي قد اعتادت على هذه التصرفات برفقة صديقتها شاهندا...دلفت صافي للغرفة واخذت كوب من العصير الطازج بمرح من يد احد اصدقائها وتصيح بضحكة حتى سكبت محتواه على رداء سما وتظاهرت بالصدمة والأسف لذلك دلف وجيه الزيان وبرفقته زوجته للي وهم يتبادلون النظرات العاشقة والابتسامات.... كان في استضافته مباشرة قريب الهائلة والد سمر وهو أيضا طبيب مثل زوجته الدكتورة عايدة رحب بهم كثيرا وبارك لزواجهم الذي مر عليه عدة أيام... وقعت نظرة للي على حميدة التي ظهرت مه يوسف وأشارت لها ثم ظهر كلا من رضوى وجميلة ومعها جاسر ورعد..... تجمعوا في مباركة متبادلة حيث أتت شاهندا بعد قليل وأشارت لجميلة كي تخبرها شيء حتى توجهت جميلة اليها فأخبرتها شاهندا بما حدث لسما ولردائها التي سكب عليه المشروب... انتبهت للي لملامح الضيق التي ظهرت على وجه جميلة فأستأذنت من وجيه لثواني وتوجهت اليهم حتى قالت جميلة لشاهندا _ طب هي فين ! اشارت شاهندا للغرفة البعيدة فتساءلت للي في ايه ! اخبرتها جميلة بما حدث حتى اتت حميدة ورضوى اليهن لما لاحظاه من توتر على وجه جميلة أيضا.... قالت للي مافيش مشكلة ما تتوتروش بتحصل عادي الفستان يتنضف وخلاص حميدة بضيق يلا نروح لسما اخذت شاهندا الفتيات للغرفة فلاحظ رعد ابتعادهن بشكل يقلق فهمس لجاسر قائلا شكل شاهندا مش هتجيبها لبر زي عوايدها !! جاسر وقد لاحظ الأمر انا محذرهابعد ما عرفتها على جميلة اللي مطمني أن للي معاهم رعد وده برضو اللي مطمني ضاق وجيه من اختفاء للي عن ناظريها فتحدث دون أن يستعب الحديث كليا.... نظر الفتيات ومعهم للي لرداء سما الذي اتسخ تماما من منطقة الاكتاف بسبب المشروب ذو اللون البرتقالي....حاولت سما أن تنظف ردائها بشتى الطرق ولكن لم تستطع....قالت للي وهي تخلع عن كتفيها ذلك المعطف الفرو القصير ليظهر حيز من رقبتها بشكل ملفت بخلاف ذراعيها....قالت البسي الفرو ده يا سما مش هيبين حاجة من البقع دي.... رفضت سما تماما فقالت حميدة طب وانتي يا للي هتطلعي كده ! رقبتك كلها باينة ودراعك نظرت للي لردائها وقالت بعفوية الفستان عادي من غير فرو وبلبس على طول زيه... اصرت للي ان تنفذ سما أرادتها فنظرت صافي للمشهد بقلق من فشل الخطة دلف احد الخدم بالمشروب بتنفست الصعداء وأخذت كوب سريعا وركضت الى سما قائلة _ أشربي بقى وهدي اعصابك المشكلة اتحلت رفضت سما الامر ولكن صافي أصرا باستماته حتى اجبرت سما على ارتشافه فنظر الفتيات للي بتعجب حتى قالت سما وبدأت انفاسها تلهث بشكل مريب _ شكل الزفة بدأت يلا عشان محدش يلاحظ حاجة خرج الجموع تحت نظرات صافي القلقة فلم يكن المنوم بالقوة التي تجعل سما تفقد وعيها بعد لحظات.... خرج الفتيات من الغرفة بينما بدأت سما تشعر بالدوار فجذبتها صافي قائلة شكلك تعبانة ادخلي جوا تاني وهبعتلك صحابك بدأت نوبة الدوار تزداد شيء فشيء فاستجابت سما سريعا دون جدال وقد تفرق الجميع بسبب الزحام عند دخول العروس مع أصوات الابواق العالية.... اشارت صافي لاريكة حتى تجلس عليها سما وقالت هبعتلك بقية صحابك دلوقتي خرجت من الغرفة سريعا بحثا عن الفتيات حتى وضعت سما يدها على رأسها ولم تنتبه للذي دخل من باب الشرفة المطلة على الحديقة واغلق باب الغرفة من الداخل حتى لا يدخل احد..... تفاجئت سما بوجود آسر بعينان تشتعلان كالبركان وهو ېصرخ بها ويهزها من معصم يدها _ لو شوفتك تاني واقفة مع خالد مش.... ليتفاجئ آسر وهو بغمرة غضبه وثورته برأسها الذي وقع على صدره.... تفاجئت للي بيد قوية خشنة تجذبها من يدها وهي تنظر للعروسة بابتسامة....التفتت لترى عين وجيه قد احمرت من الڠضب
دفعها بداخل السيارة بعصبية فبدأت تقلق من غضبه وملامحه التي لا تنبأ بالخير....قالت بتلعثم وهو يجلس بجانبها أمام مقود السيارة _ طب ممكن تهدا اطرق على المقود بشراسة جعلتها تضع يدها على اذنها برعدة من جسدها وهتف _ احمدي ربنا أني قدرت امسك اعصابي اصلا ومهنتكيش قدام الناس !! طفرت عينيها دموع خوف من غضبه بهذا الشكل المظلم وقالت _ الفستان مش للدرجادي على فكرة !! انا كنت بلبس زيه من غير فرو !! اشتعلت عيناه بنيران الڠضب وصړخ بوجهها ماتنطقيش كلمة زيادة انا مش طايق ابصلك اصلا للي بضيق لو تسمعني وتعرف اللي حصل يمكن تهدا !! هتف پعنف وتحولت عيناه لكتل كالجمر المشتعل _ ايه المبرر اللي يخليكي تظهري بالمنظر ده ! لو كنتي متعودة انك تلبسي القرف ده فمش هينفع معايا ولو وافقت انك تلبسيه لأنه كان مداري لكن بمجرد وصولك هنا عملتي اللي انتي عايزاه وخلتيني مغفل !! للي بذهول وجيه ماتفكرش كده !! اسمعني الأول لو سمحت وأعرف اللي حصل... جاهد كي لا يصفعها على وجهها من حدة غضبه حتى قاد السيارة بسرعة عالية جعلتها ترتجف وانكمشت بداخل سترته السوداء....
التي الحقت بقلبها من اتهامه الآخير...عاد الصمت مثقل مرة أخرى بينهما وهو يقود السيارة بنظرات صامته منفعلة... وقفت الكلمات بحلقه !! أين هو ! اهذا حلم أم أنه يتوهم لبضع ثوان ! هل القلب أصبح ينشب احلام يقظة أمام عينيه ويغمر واقعه لها ليقع بهذا البرزخ ! ام هذا حقيقة واضحة بين ذراعيه !
تمتمت اسمه مجددا وهي تائهة بعالم آخر من التيهة واللاوعي بينما هذا جعله يبتسم ببطء فهذا سكنها وهو من ستكن له قال دون إرادة منه _ سما...خليكي معايا اوعي تبعدي عني انا مچنون بيكي سقطت من بين ذراعيه فاقدة الوعي تماما.... تجمد للحظات محاولا استيعاب ما تراه عينيه جسدها ملقى على الأرض دون حركة !! انتفض قلبه وانحنى محاولا افاقتها بنظرات خائڤة _ فوقي يا سما سماااااا وقف يلتفت حوله وشعر بعجز تام في ميل فكره ماذا يفعل ! كأن طفل يختبر كتابة الأحرف الأولى!! انتبه لكوب من الماء على طاولة قريبة فأخذه سريعا وبدأ ينقط بضع قطرات منه على وجهها
متابعة القراءة