رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
بخفة _جاسر !! اكثر ما اضحكها تلك الابتسامة البلهاء على محياه وكأنه يرى حلما يروقه...فتح جاسر عيناه ببطء وكسل عندما انتبه لهتافها ثم فرد ذراعيه بتثاؤب وقال مبتسما بتصحيني ليه بس !! قالت بابتسامة ساخرة صح النوم أنت في الشغل يا استاذ مش جاي تنام !! تنهد جاسر بابتسامة شاردة كسولة وقال بمكر وهو يتطلع بها _ كنتي سيبيني اكمل الحلم ده يا مزعجة أما حتت حلم جلست جميلة واجابت معلش فوق كده عشان نبدأ شغل نهض جاسر وهو يرمقها بنظرات ماكرة توجه اليها ووقف أمامها للحظات صامتا حتى
رفعت نظرها اليه متساءلة بتعجب واقف كده ليه ! قال بابتسامة ماكرة وهو يعقد ساعديه امام صدره _ يارب تكوني زي ما شوفتك في الحلم يا كوكو كنتي كيوت لدرجة الاستهبال حاجة كده شبه الايس كريم بالچلي وانا مش عايز اوضح بقى رمقته بحدة وهتفت شكلك لسه ما فوقتش قال مدافعا انا كنت بحلم ! هو حد مسؤول عن احلامه كمان ! قالت ساخرة اضغاث احلام معلش اجاب ببسمة متمتما يارب تجيلي كل يوم الاضغاث دي دي مش اضغاث دي مشاعري المحپوسة قالت مستفسرة بتقول ايه !! رمقها بغيظ وقال اقول ايه هو أنا قادر انطق ! ربنا على المفتري قالت وهي ترمق ملف متابعة المواقع روح طس وشك بشوية مية وفوق كده عشان نشتغل قال بعصبية رغم صوته الخاڤت من جود مورنينج بيبي لطس وشك بشوية مية !! تنطسي أنتي في قسوتك يا جاحدة.. بمكتب آسر تظاهر آسر بأنشغاله في التصميم الذي اعد بالأمس....جلست سما بالقرب تتفحص بعض الأوراق وتسجل أشياء أخرى على الحاسوب.... سقط القلم من يدها رغما وتدحرج لجانب حذائه...نظر آسر للقلم بالاسفل وجثا ليتقطه بينما اخفضت سما رأسها لتأخذها بأصطدم رأسيهما ببعضهما وتأوهت لثوان....كان شكلها مضحكا بعض الشيء فابتسم آسر بالتدريج حتى تحولت ابتسامته لضحكة....رمقته بغيظ وهي تعتدل بجلستها مجددا وهتفت وهي تتحسس رأسها _ ده ايه الفرحة دي ! وضع القلم أمامها وقال بضحكة عالية في واحدة تتخبط وبدل ما تقول آه تقول اوهوو !! مش عايزاني اضحك أزاي ! ضحك مرة أخرى بقوة...لأول مرة ترى ضحكته بهذا الشكل...ابتسمت بالتدريج حتى اخفت ابتسامتها عندما بدأ يلاحظ.... تحكم بتصرفاته وقال بثبات على فكرة أسعد هيخلص المشروع اللي متفقين عليه وهيمشي حملقت سما بذهول وقالت هتمشيه برضو ! حرام عليك تقطع عيش حد !! رمقها بغيظ وقال هو اللي طلب يمشي من نفسه مش أنا اللي مشيته !! مكنتش فاكر أنك هتزعلي للدرجادي ! تنفست الصعداء ثم قالت كنت هزعل لو مشي بسببي انما طالما هو اللي طلب خلاص براحته.. اراحته اجابتها وقال ببسمة ماكرة يمكن زعل لما زعقتيله امبارح عشان قالك يا سما من غير أي رسميات !! يمكن اتعشم من طريقتك.. نهضت سما بعصبية ووقفت أمامه هاتفة تقصد إيه ! يعني إيه اتعشم من طريقتي ! خلي بالك من كلامك لأن معناه مش حلو أجاب بثبات يعني مكانش المفروض حتى تبتسميله وهو بيكلمك ولا توقفي معاه من أصله لأي سبب تأجج الڠضب بداخلها وصاحت أنت بتفكر أزاي ! أنا عاملته بذوق لا اكتر ولا اقل واكيد مش هيعاملني باحترام وازعقله من غير سبب واعامله وحش !! الطريقة اللي بتتكلم عنها دي هي اللي أنت عايزني اتعامل بيها مش عشان هي الصح !! هتف هو الآخر بعصبية آه لازم تتعاملي كده مع الكل..هو ده اللي هيريحني ضيقت عيناها بدهشة وقالت يريحك ! وأنا ليه المفروض اعمل اللي يريحك ! انا بتعامل معاك في حدود شغلي اكتر من كده مش مطلوب مني حاجة زم آسر شفتيه پغضب كالبركان وود لو هتف بإعتراف أنه يعشقها هي ملكه فقط ابتسامتها نظراتها ضحكاتها تخصه فقط ولكنه مقيد بقيد الماضي....قال _ ما تحاوليش تضايقيني بتصرفاتك تاني أنا مش بحسب ردود افعالي وانا عصبي وكمان مش غلط لما انصحك ماتنسيش انك بتشتغلي معايا واعتبرتك مسؤولة مني قالت سما بحيرة تفتكر أنا لو اشتغلت مع حد تاني هيعاملني كده زيك هو كل اللي بيشتغلوا بيتعاملوا زيي كده ! اجاب آسر وهو يخفي عينيه عنها محدش هيعاملك زيي وبعدين انا مش هسمحلك اصلا تشتغلي مع حد غيري... استاءت من ثقته بنفسه وهتفت پغضب حقيقي دون تظاهر _ انا حاسة أني في سجن مش في شغل متعودتش أن حد يعاملني كده ولو فضلت تعاملني كده همشي...أنا مش مجبورة استمر !! استدار لها بعين تطاير ڠضبها وتوجه لها مقتربا حتى جلست على المقعد منكمشة بداخله پخوف من عيناه فصاح پغضب _ بقى مافيش أي حاجة تخليكي تفضلي هنا ! ادمعت عينيها وهي تنظر له وقالت ما تزعقليش كده ابتعد متوتر من نظراتها الباكية واعتذر بنظرات هربت لجهة أخرى خلاص بطلي عياط... نظرت له پألم وحيرة....لأي مدى ستصل قسوته في الحديث واذ كان يحبها لما يأبى الاعتراف ! واذا كان لا يحب لما كل هذه الغيرة المشټعلة بعينيه !! تنهدت تنهيدة حارة خرجت بثقل من انفاسها ولا تعلم أين ستذهب بها الأيام مع هذا الغامض الغاضب دائما... انتظر رعد مجيء رضوى حتى مل الانتظار....خرج من المكتب وبيده حقيبة الكاميرا وقال ليوسف بالخارج _ أنا ورايا شغل برا يا يوسف وهرجع بليل اومأ له يوسف بالموافقة ثم انشغل مع حميدة بالعمل مرة أخرى....رمق رعد حنيدة بتعجب فإذ كانت
موجودة لماذا لم تظهر رضوى معها ! قال بتردد هي رضوى فين يا آنسة حميدة ! رفعت حميدة نظرتها اليه وأجابت بضيق _ تعبانة شوية مقدرتش تيجي النهاردة كنت لسه هبعتلك يوسف يقولك امتقع وجه رعد بإستياء وخرج من المكتب بعدما بدا متوترا ومتلعثما ومرتبكا.....قال يوسف بابتسامة لحميدة _ حميدو حميدو ....قولي يوسف كده تاني...بس قوليها برقة من بتاعتك ضيقت عينيها بابتسامة حاولت أن تخفيها _ وأنا من امتى عاملتك برقة ! قال بغمزة خبيثة لما اعترفنا لبعض اجمل مرة قولتي فيها اسمي انا مابحبش اسمي اصلا غير لما بسمعه منك أنتي.... قالت ساخرة اومال انت بتقولي يا حميدو لحد دلوقتي ليه ! قال بنبرة قريبة للهمس لأ ده في الشغل بس لكن لما نكون لوحدنا بعد كده مش هقولك يا حميدة حتى قالت بارتباك وخجل اومال هتقولي ايه ! ابتسم متسليا بارتباكها واحمرار وجنتيها هقولك ياروح قلب يوسف...ينفع نظرت حميدة للحاسوب برجفة الحياء من نظراته الماكرة ثم قالت بتعجب ساعات بستغرب كنت مخبي المكر ده فين ! مرر انامله على رأسه شعره شديد السواد بضحكة وقال ده نفحة بسيطة بس انا خبيث أوي على فكرة بس مدكن.... كتمت ضحكتها وحاولت التظاهر بالثبات والجدية ليقل بابتسامة _خلينا في الشغل لحد ما نكتب حتى الكتاب مش عايز مشاعري تتهور ابوس ايدك نظرت له بثقة وقالت على اساس أني هسماحلك !! لا ده أنت ما تعرفنيش لما بتعصب قال بابتسامة وانا كمان مش هسمح لنفسي بس يعني الانسان ضعيف وكده بس أنا على وضعي ثابت حتى كتب الكتاب.... هزت رأسها بنفي وقالت لتغيظه وانت الصادق لحد ما ادخل بيتك قبل كده ما تحلمش حتى... ضحك بضحكة عالية ياستي أنا موااافق طالما في الآخر هتبقي معايا على طول... انا بحب التشويق اڼفجر ضحكا عندما رأى عينيها التي تحولت للخوف وهي ترمقه.... بغرفة السطوح انتبهت رضوى وهي ممددة على الفراش لصوت شيء يدفع من النافذة...نظرت بنصف عين للنافذة فلاحظت احجار صغيرة وكأن أحد يلقيها!! اعتدلت في فراشها وظلت لدقيقة تنظر امامها ببعض التيهة ثم ارتدت حجابها سريعا ونظرت بحذر من النافذة فرأت رعد وهو يلقي بمشبك خشبي خاص بالملابس بعدما نفذت الاحجار معه....اصطدم المشبك برأسها فصړخت بتأوه ااااه دمااغي اتسعت عين رعد پصدمة وقال سريعا ااااسف والله ما اقصد فركت رضوى موضع الصدمة برأسها پألم وقالت بضيق انت مش المفروض في الشغل !! رفع هاتفه لها وقال هكلمك فون مش هعرف اكلمك كده وصوتنا عالي افتحي تليفونك عشان مقفول.. نظرت رضوى للهاتف الذي تركته على الشاحن الكهربائي بعدما نفذت طاقته....توجهت اليه ودقيقة وكان الهاتف يضاء ويستعد لأستقبال الاتصالات.....تلقت الاتصال من رقمه واجابت بصوت ظهر كسولا متعبا _ ايوة عايز ايه ! ظهر بصوته بعض العصبية وقال يعني أنا سايب شغلي في الاستديو وسايب شغل المكتب وجيت هنا عشان اطمن عليكي وفي الآخر تكلميني بالشكل ده !! قالت بتعجب اكلمك أزاي طيب ! وبعدين أنا كنت نايمة وانت صحيتني وانا بتعصب من الحركة دي ! ابتسم رعد من ثقل لسانها بحرف الراء بجملتها وقال _ انا أسف مرة تانية عاملة ايه دلوقتي طمنيني قالت بصدق دماغي بتوجعني اوي وحاسة أني داخلة على دور برد جامد لأن حرارتي عليت ... قال بضيق وقلق هجيبلك دكتور واجيلك دلوقتي رفضت رضوى بشدة وقالت لا لا ما تعملش كده ماينفعش تيجي هنا وانا لوحدي ده برد مش بمۏت يعني!! قال وقد المته جملتها بعد الشړ عليكي يا رضوى بس انا مش هعرف اروح شغلي واسيبك كده فيها ايه لو جبتلك دكتور ! قالت وقد تسللت ابتسامة على شفتيها _ انا خدت مسكن وهبقى كويسة ما تقلقش روح شغلك قال برفض لأ مش رايح انا اعتذرت اصلا يأما توافقي اجيبلك دكتور واجيلك يأما تيجي معايا اوديكي للدكتور بنفسي .. قالت بحدة لا كده ينفع ولا كده ينفع...ماينفعش اخرج معاك وانت غريب عني ولا ينفع تجيلي وأنا لوحدي مايصحش هتفت رعد بعصبية هو انا هاكلك ! ده انا عايز اطمن عليكي !! دي غلطتي أني سيبت كل حاجة وجيتلك ! قالت بنبرة اظهرت العتاب انا بكلمك وانا مش قادرة اتكلم اصلا وانت عمال تزعقلي !! ينفع كده ! قال بصدق لا ما ينفعش بس مش قادر اسيبك كده واقف عاجز مش قادر اعمل حاجة !! قالت بهدوء هبقى كويسة بعد شوية قال بتنهيدة وضيق خلاص هقفل معاكي بس كل شوية هتصل بيكي اطمن عليكي سيبي الشباك مفتوح ولو احتاجتي حاجة انا هنا...ماتنسيش...انا هنا جانبك ابتسمت بشعور قوي بالطمأنينة وقالت خلاص ماشي ... انتهى الاتصال ليضع رعد الهاتف بجانبه بابتسامة وقال هتعصبيني في مرة لحد ما تخليني اتجوزك ڠصب عنك وتبطلي تقوليلي
غريب عني جلست رضوى على الفراش مرة أخرى وتاهت بالفكر شاردة....لم
متابعة القراءة