رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
ما انا بخلع القميص وبسقع عضلاتي بتتنفخ... قال أحدهم بسخرية المفروض يتعملك تمثال في الحتة دي.. وأشار تحت قدم سقراط.. كاد سقراط أن يجيبه حتى انتبه لصوت شقيقته الكبرى يااامنيل اشار لها لتصمت ولا تناشده بهذا الاسم ولكن حميدة لم تكترث...وقف أمامها قائلا بحدة عايزة ايه! قرصته من أذنه بغيظ وقالت مش قولنا بلاش واقفة مع دوووول وتروح المدرسة ! أنت حرررر هتطلع بصمجي وعرة دفع يديها بعصبية وقال أنا عايز أصرف على نفسي مالكيش دعوة يا بومة كتم الفتيات ضحكاتهن لتوكزه حميدة بغيظ وركض من أمامها...تابعوا السير بالطريق حتى انتبهت رضوى لأحد الأبنية الفخمة التي كانت سوبر ماركت قديم بالماض وقالت ده هيتقلب صالون تجميل! نظرت حميدة للوحة خشبية مستندة على الحائط وقالت بعدما قرأت ما منقوش عليها معقول!! ليليان يوسف هتفتح صالون تجميل في حارتنا الژبالة دي!! دي اكيد اټجننت!! قالت سما بحماس بالعكس دي زكية جدا مكان مش غالي وهتشتغل فيه شغل عالي هيكسبها دهب دي أشهر ميكب ارتيست في مصر!! تدخلت جميلة بالحديث وقالت ساخرة طب يلا ياختي منك ليها مش عارفة بتتكلموا على ايه انتوا اساسا مش هتعرفوا تعدوا من هنا تاني مش تروحولها!! قالت حميدة والله عندك حق قال يعني هتشتغل للناس الغلابة اللي في الحارة دي اقل حاجة عندها بيدفع فيها الافات.. تركوا الفتيات المكان وهم يتشاركون أطراف الحديث.. ________________________
خلقتك هو بالعافية يا حمار !! وجهت الحديث لأبيها بحدة وقالت ده مترصد للبت في الرايحة والجاية وكل ما تهزأئه يزيد اكتر..والله لو بصلها تاني لكون جيباه من قلب بيته باللي في رجلي وافرج عليه أمة لا إله إلا الله. هتف اسطى سمعة بأبنته وقال خدي البنات وارجعي أنتي يا حميدة وأنا هعرف اخليه لو شافها في شارع يمشي من شارع تاني. أخذت حميدة الفتيات بنظراتهن المتقدة ڠضب وتوجهوا للمنزل مرة أخرى..سارت جميلة بالطريق الذي تملأه الأحجار وبعض مياه الصرف الصحي دامعة..خيم الصمت على الفتيات فكل واحدة منهن تعاني من اليتم..حتى حميدة يتيمة الأم.. دلفوا لداخل المنزل الذي يقطنون به وصعدوا للطابق الثان...فاجئتهم جميلة وهي تتابع الصعود للسطح فنظر بقية الفتيات لبعضهن بضيق وقالت حميدة لسما بت..روحي هاتيلنا حاجة ساقعة ولب نتسلى فيهم..ابقي حصلينا على السطح فرت سما كالطيف للأسفل مرة أخرى حتى تبتاع المطلوب سريعا بينما صعد حميدة ورضوى خلف جميلة.. مرت دقائق والفتيات الأربعة ممددين على حصير مفروش على أرضية سطوح المنزل..كلا منهما شاردة..قالت حميدة بمواساة _ ولا يهمك يابت..كلنا جانبك.. تنهدت جميلة تنهيدة عميقة وقالت دايما بتشاف أني لوحدي..ماليش حد يحميني..زي حتت اللحمة اللي وقعت وسط كلاب عايزين ينهشو فيها.. قالت رضوى بنبرة ضائقة ومين سمعك..ما كلنا في الهوا سوا..ده لولا خالتي بهية الله يرحمها لقيتنا وربتنا الله وحده اللي عالم كان هيحصل لينا ايه!! قالت حميدة بتذكر عمتها بهية فهي شقيقة والدها وكانت تحب تربية الأيتام وتركهن بعدما يبلغوا سن الرشد ولكن صادف أنها توفت قبل أن يصل هؤلاء الثلاث فتيات للسن المسموح به لأثبات الهوية الشخصية الله يرحمها عمتي..كانت معوضاني عن أمي بس هي كمان راحتلها.. قالت سما بتبرم أنا مابحبش النكد..ايه القرف اللي انتوا فيه ده!! نظرت للسماء بابتسامة واغمضت عيناها قائلة تعالوا نحلم احسن..نقول اللي نفسنا فيه..مش يمكن يكون باب السما مفتوح واحلامنا تتحقق بغمضة عين!! ابتسمت رضوى وقالت والله عندك حق يابت يا سمكة..تعرفوا أنا نفسي ايه..نفسي اشتغل شغلانة حلوة..اسافر واروح واجي واشتري كل اللي نفسي فيه.. قالت حميدة بشرود وهي تتذكر يوسف وأنا نفسي يوسف يشوفني زي ما انا نفسي يشوفني..نفسي يبطل يعاملني أني صاحبه!! نفسي أشوف في عنيه أني عجباه كبنت.. تنهدت جميلة مرة أخرى وقالت وانا نفسي في بيت صغير أنا مش طماعة..ويبقى ليا أسرة وبيت احس أنه حياتي كلها..نفسي اجرب احساس أني مسؤولة من حد وحد مسؤول مني..مش عايزة افضل لوحدي..تعبت من الخۏف فردت سما ذراعيها وقالت أنا بقى طماااااااعة..نفسي أعيش قصة حب ولا الحواديت..الأمير على حصانه الأبيض..يجي ويخطفني من وسط كل الناس..ويكون بيحبني أوي..بيحبني بجد..وبيغير عليا بغباوة..ويتكلم عني ويقول أني حبيبته الوحيدة..وأنا بقى اتقل عليه ضحكت سما بمرح وهي تتخيل الفارس المجهول..ليشاركها الفتيات بمرحها..فقالت جميلة متعجبة أنتي ليه ما حاولتيش يا حميدة تلفتي نظر يوسف ليكي! صمتت حميدة لبرهة في الأجابة ثم قالت _ أنا بحب نفسي كده يا جميلة بحب شكلي وبحب نضارتي صدقيني حاولت في مرة اتغير بس محاستش أني مرتاحة وهو مخدش باله كمان..يوسف انسان محير وغريب..لحظة تحسيه طفل ولحظة تانية تحسي أنه فاهم كل حاجة ومخبي ولحظة تالته تحسي أني بعيد بعيد عن تفكيره أميال..الشكل لوحده مش هيلفت نظره بدليل أن معايا بنات زمايلي انا نفسي بستغرب هو مش بيبص ليهم أزاي !! أنا بنت عادية..لا الهدوم هتزود جمالي ولا مظهري مقلل مني..ولو اتمنيت أنه يحبني فلازم يحبني وانا زي ما أنا.. وافقتها جميلة بذلك لتقل سما بإعتراض طب أفرضي اتجوزتيه هتفضلي على رأيك ده! تبقي غبية! ساعتها الاهتمام والشكل مطلوبين جدا.. لوت حميدة فمها وقالت بسخرية اتجوزته!!! ده لو بس قالي كلمة حلوة في يوم هعتبرها معجزة.. قالت رضوى محدش عارف بكرة في ايه..يمكن بكرة هو اللي يتمناكي!! الصلاة على النبي بقصر الزيان كانت ستارة النافذة تتمايل بفعل الهواء بينما حل الصمت على أبناء العم الأربعة بعدما تحدث يوسف بكل مخاوفه فتابع _ مقدمناش حل غير أننا نرجع الشركة ونشتغل بجد..مش اسبوعين وشكرا زي ما بيحصل كل مرة.. قال آسر بضيق أنا مابحبش شغل الاستيراد والتصدير أنا بحب المقاولات ودخلت هندسة مخصوص عشان ابقى زي أبويا. نهض رعد من مقعده بغيظ وقال أنا مش شايف أني عاطل ولا شايف أن التصوير شغلانة تافهة زي ما عمك بيقول..أنا بحب الكاميرات والتصوير ومش هعرف اشتغل غيرها.. أجابه يوسف بصدق ده لو أنت قدرت تعمل بمرتبك حاجة يا رعد لكن كل فلوسك موجه للكاميرات والسفر في الجبال للتصوير..تقدر تقولي حسابك في البنك بيزيد ولا بينقص بسبب التصوير! هتقدر بالشكل ده تكون مسؤول عن أسرة في يوم من الأيام! تابع يوسف _ أنا مش احسن منكوا أنا فعلا بعترف
وكل واحد فينا عايش حياته بطريقته.. رد آسر بدهشة والمطلوب مننا ايه دلوقتي نظر لهم يوسف بقوة وقال نعتذرله..حتى لو هنتحايل شوية..ونبدأ صفحة جديدة معاه..الاجتماع ده اكيد وراه قرار مش سهل..نبدأ احنا بالاعتذار عشان تعدي على خير.. صمت الشباب بوجوم ولم يجيب احدا فيهم ليقل يوسف _ طالما سكتوا يبقى مش معترضين..تمام..كده اتفقنا.. قال جاسر بمرح نحتفل بقى.. استغفر الله العظيم باليوم التالي...بمكتب فاروق بشركة آل الزيان وقف الرباعي أمام العم وجيه متصافين بجانب بعضهم ليتوجه سليم إليهم بنظرات غيظ وهتف _ بالذمة مش مكسوفين من نفسكم! أربع شباب كل واحد فيهم شبه الجدار ومالوش أي لازمة في الدنيا !! شاطرين بس تاخدوا فلوس وتصرفوا ! ده أنتوا لو بنات كان افيد!! امتقع وجه آسر بضيق شديد بينما لوى رعد شفتيه وهمس لجاسر وقال عمك بيهزأنا يا جاسر..استخدم غباوتك بسرعة وكزه جاسر متمتما بشيء وقال غباوة مين اللي تنفع مع القطر ده ! انا اخري ميكروباص وفاضي كمان تقدم يوسف وتوجه لعمه وجيه ثم قبل كتفه ببسمة وهتف بباقي الشباب يلا قولوا النشيد اللي سرقناه..ااقصد اللي الفناه لعمنا حبيبنا بدأ الشباب يرددون الكلمات رغما عنهم مابين الضيق والضحكة المكتومة فقالوا عمو وجيه يا عمو وجيه حياتنا من غير هتبقى چحيم ابعد بس وجرب وأمشي هتلاقي الدنيا متنفعش كلنا ايد واحدة آه آه وبنحبك والله والله كاد رعد أن يطلق ضحكة عالية فوضع جاسر يده على فم ابن عمه سريعا وهمس هتفضحنا خلينا نخلص من إذاعة الصباح ونمشي فتابعوا بآخر مقطع أوعى ياعمو تسيبنا وتمشي لأ لأ قال رعد وهو يكتم ضحكته تبقى معدية ردد يوسف متسلمش عليا..يااااااسااافل قالها وقد تحكم بنفسه ولا زال آثر على ضيقه وقف يوسف موازيا للصف ليقف أمامهم بمكر وقال المرادي مفيش عقاپ صافح الشباب بعضهم ببهجة وابتسامة وهم يتلقوا التهاني حتى قال وجيه فجأة في طرد توقف الشباب فجأة كالتماثيل فالټفت يوسف اليه بفم مفتوح وقال ها لوى جاسر شفتيه بسخرية وقال أنا طردت نفسي من زمان وليا شقتي اللي عايش فيها لوحدي وكزه رعد بخبث وهمس لوحدك يا كداب !
متابعة القراءة