رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

أول يوم كانت بتتعامل أزاي ! أظن مش معقول تكون حبتني من أول نظرة كده !! واضح أن اللي عجبها حاجة تانية يوسف بتساؤل وليه لأ ! حتى لو كان اعجاب !! بس مش مصدق

أنها فكرت بالطريقة دي !! البنات دول عنيهم مليانة مش فارغة...أنت مش بتحاول حتى تعرف أن كانت بتحبك ولا لأ !! كاد يوسف أن يتحدث ليقاطعه آسر بوجوم _ كفاية كده يا يوسف أنت طلبت تتكلم لآخر مرة في الموضوع ده وسمحتلك عشان ننهيه لكن مش قادر اتكلم فيه اكتر من كده وياريت الكلام ده يفضل سر مابينا... فهم يوسف ما حاول يحذر منه آسر بجملته فأومأ موافقا وقال _ ربنا يريح بالك يا آسر...بدعيلك من قلبي جلس آسر أمام مكتبه بصمت مطبق بينما رتب يوسف الأوراق المنتهية الفحص وخرج من المكتب بهدوء... نظر آسر للفراغ لعدة لحظات ثم عزم على شيء...يبدو جنون ما يفعله ولكنه قرار بلا راجعة... مرت الساعات.....عاد الفتيات لغرفة السطوح واستقبلتهم سما بلهفة...سردت حميدة ما حدث بدقة التفاصيل لتصيح ضحكات الفتيات عاليا....قالت جميلة بضحكة _ ده لما يشوفك في خطوبة حميدة بكرة هيرميكي من الشباك اعترضت رضوى قائلة _ بالعكس...دي هتكون وحشاه أوي وبتهيألي هينسى كل حاجة وهيحاول يصالحها...يابختك هتغيبي بكرة انا وجميلة بس اللي هنروح الشغل سما وهي ممددة وتضع قدما على قدم بثقة متناهية _ مش قولتلكم ھيموت فيا يا عيال !! واضح أن قلبه بيوجعه ومحتاج حد يدلعه....انا يعني هههههه ضحك الفتيات عليها فقالت حميدة بابتسامة واسعة _ لا وأنتي بصراحة أهيف من الهيافة....بس أقولك حاجة خليكي كده اركزي بس شوية لكن خلي جواكي حتت الطفولة دي حلوة أوي.. سما بمكر _ آه عارفة أنك بتحبي الطفولة والأمومة...اللي جابلك يخليلك ياختي... حميدة بضحكة وسخرية _ مش احسن من دراكولا اللي بتحبيه!...يجي إيه في عسل يوسف ولا في طيبته وحنيته... سما بخبث انا ماينفعش معايا غير الحمش ده لو قلتله في يوم هروح اجيب كيس سكر من الدكان هيحبسني... رضوى بتساؤل هو في دكاكين جنب القصر ! هزت سما رأسها بتأكيد اكيد يا جاهلة او يعني أي سوبر ماركو كده في بنزيمه على قمة شارع القصر... حميدة بدهشة بنزيمة وسوبر ماركو ودكان !! ده مش هيحبسك ده مش هيطلعك من البيت لمدد ٥٠ سنة قدام يا عرة العرر سما بضحكة ماكرة انا اصلا مش هطلع هههههه جميلة بضحكة وبعدين كيس سكر ايه اللي هتطلعي تجيبه يا فقرية ! هزت سما كتفيها بثقة مش مهم ...هبعت عم عثمان اكيد عندهم عم عثمان السفرجي... ارتفعت ضحكات الفتيات عليها بينما هي تخطط للمستقبل معه على أي وجه الأهم أنها ستكن معه فقط... باليوم التالي......... استيقظت للي بكسل وآخر ما تذكرته بالأمس أنها غفت بين ذراعيه ولم تكتفي بعدة ساعات من النوم بل ظلت طيلة الليل في سبات عميق وكأنها ظلت لأشهر يقظة.... فتحت عينيها ببطء لتجده يستعد للخروج وينثر عطره الرجالي على سترته السوداء الرسمية...راقبته هو يتهيأ للخروج...ابتسمت بمحبة فائقة...مرتب ونظيف لدرجة كبيرة...اعتدلت بفراشها متسائلة _ رايح فين ! وضع وجيه زجاجة العطر من يده واستدار لها بابتسامة لطيفة غزت ملامحه وقال هروح الشغل حاجة ضروري وراجع ما تقلقيش من حاجة في طقم تاني للحرس وصل امبارح بليل وكله تمام... تمايل شعرها الأسود على ظهرها دون قصد منها ولاحظ ذلك بنظرة دقيقة...نظرة منتبهة لكل حركة أو طرفة عين تصدر منها....قالت للي بقلق وقد تبدلت ملامحها للخوف _ ماتخرجش يا وجيه...أنا قلقانة عليك مش على نفسي اقترب إليها حتى جلس على الفراش...أخذها بين ذراعيه بغتة منه وضمھا بقوة قائلا _ ما تقلقيش من أي حاجة...بس مكنتش أعرف أنك كسولة كده !! قال جملته بنبرة مرحة فقالت مبتسمة بتذمر _ عشان نمت كتير يعني ! انا لما بخاف من حاجة أو بتوتر أوي بنام كتير....وممكن أفضل أيام معرفش أنام خالص... قال بأذنيها بهمس على فكرة....طول الليل فضلت ابصلك وانتي نايمة... غمر ملامحها الاحمرار وتحاشت النظر لها ابتعد قليلا وقد لمس خده وجنتها في لحظة الابتعاد فارتبكت أكثر...قال مأخوذا ببريق عينيها اللامعة بإغراء _ بحاول أصدق أنك هنا جانبي...ومراتي !! لأول مرة يمر على قلبها تلك المشاعر العاصفة....ولا تنكر أنها أرادت قربه الآن مثلما يريد هو....فلا خطأ في ذلك فهي زوجته... ربما لاحظ ذلك بعينيها فأقترب مرة أخرى لأذنيها قائلا ببطء _ مش هتأخر... التقطت انفاسها بالكاد وقالت بتلعثم المفروض اروح للبنات في الحارة عشان خطوبة يوسف النهاردة....المفروض اروح بدري عشان أنا اللي هعملهم الميك أب... قال متأملا بملامحها الجميلة احنا مش اتفقنا مافيش شغل ! انا مش معترض على شغلك لكن عايز لما ارجع الاقيكي...مش عايزك تتعبي نفسك في حاجة مش محتجالها أصلا... قالت مبتسمة لأ انا ما غيرتش رأيي بس البنات محتاجلي في اليوم ده أنا من نفسي قررت اتفرغ لبيتي وحياتي... قبل رأسها بدفء وابتسامة قائلا _ مافيش مانع....بس استنيني لما ارجع عشان اوصلك بنفسي... اومأت رأسها

بموافقة ثم نهض مودعا بابتسامة....خرج من الغرفة وتركها تبتسم بحياء وهي تترقب خطواته المبتعدة... دقت الساعة العاشرة صباحا...... انشغلت حميدة بالتجهيزات الخاصة بالخطوبة بينما سما كانت تشرد بعض الأحيان فيما ينتظرها...اتت حميدة بغيظ وهتفتت امامها _ يااابت !!! عمالة انادي عليكي بقالي ساعة وانتي ولا هنا !! قالت سما بأسف مخدتش بالي معلش المهم...هي للي مش هتيجي النهاردة ! اجابت حميدة انا اتكسفت اتصل بيها واسألها دي يدوب بقالها يومين والمفروض يعني انها في شهر العسل وكده....بس هي اتصلت بيا من شوية واكدت أنها جاية بدري عشان تجهزنا زي المرة اللي فاتت...حتى الفساتين... ابتسمت سما وقالت طب الحمد لله انا بطمن لما بتكون موجودة والله... جذبتها حميدة من يدها وقالت تعالي بقى ساعديني في المطبخ عشان عايزة افضى لنفسي بقى... ذهبت سما معها باتجاه المطبخ لتتلقي بعد لحظات اتصال من رضوى...اجابت بلهفة ايوة يارضوى ! قالت رضوى بعجالة مجاش لسه تقريبا خد أجازة هو كمان !! اجفلت سما عينيها بحيرة ودهشة.. قالت _ أزاي! أنا شيفاه طالع الصبح من البيت !! رضوى بحيرة مش عارفة بس أنتي اكدتي عليا اتصل بيكي واقولك حصل إيه...وروحت اتأكد مالقيتهوش اصلا...بصي انا وجميلة كلها ساعتين وجايين...يلا سلام.. اغلقت رضوى الاتصال ليذهب فكر سما في الشرود مجددا وبدأت تشعر بشيء غير مريح في اختفائه!! بمكتب جاسر وضعت جميلة اجندة المتابعة على الطاولة وتطلعت بجاسر الذي كانت عينيه شاردة للبعيد....شاردة بتيهة مريبة...بها شيء من القلق والخۏف المترقب...تساءلت _ أنت مخبي عليا حاجة يا جاسر ! شيفاك مش على طبيعتك خالص !! نظر إليها وابتلع ريقه بقلق ثم اجاب _ لا أبدا....بفكر بس أننا هنتجوز بعد أقل من شهرين وانا لسه ما استلمتش ميراثي هنعيش مؤقتا في شقة بالايجار وبعد كده هعمل احلى بيت ممكن تتخيليه... ابتسمت وهي تنهض...جلست بمقعد أمام مكتبه وقالت _ هو ده اللي محيرك ومضايقك أوي كده ! انا مش شايفة أن في مشكلة اصلا....بالنسبالي بحب البيت يكون عادي لأن الفخامة الزايدة بتخوفني وبحس انها مش مريحة أنت عارف أن الموضوع ده مش شاغلني اصلا !! قال بنظرة حنونة بس ده حقك.. ابتسمت برقة وقالت _ حقي هو أنك تبقى انسان كويس وتتقي ربنا فيا أنا مش عايزة ابقى خاېفة منك ولا يفضل بالي مش مرتاح... قال جاسر بغموض وبعينيه نظرات حزينة _ هو ليه الانسان يوم ما يجي يتصلح حاله كل غلط اللي فات بيجري وراه ويبقى نقطة سودة ممكن تشوه أي أمل في اللي جاي ! ليه اللي فات مش بېموت زي ما بېموت جوانا ! ضيق جميلة عينيها بحيرة وقلق من حديثه الذي يبدو انها القاه دون حرص...قالت بشك تقصد إيه نهض من مقعده وقد استعاد رشده وقال مصححا ولا حاجة سؤال جه في دماغي فجأة المفروض أنك هترجعي دلوقتي البيت...تعالي اوصلك قبل ما اروح أشوف الموقع... نظرت له جميلة لبعض الثواني بحيرة فابتسم لها كي يبعد عنها أي شك فنهض وأخذت حقيبتها لترحل معه... بعد مرور ساعة..... أمام شقة بمبنى سكني بحي راقي بالقاهرة.....وقف جاسر يضغط على الجرس....مرت لحظات حتى فتحت كاريمان باب شقتها وما أن رأته حتى تعلقت برقبته بدلال وغنج وقح...جذبته للداخل قائلة بضحكة _ وحشتني مۏت مۏت كنت بتريق على توتو أنها متعلقة بيك للدرجادي ودلوقتي بقيت نسخة منها....بس أنا زعلانة منك تساءل ببعض الضيق ليه مرت اناملها على رقبته ببطء وإغراء ثم الى وجهه وشفتيه لتقل هي بصوت ناعم المرة اللي فاتت سيبتني ومشيت...افتكرت أني وحشتك بس قلت كلمتين ومشيت....للدرجة دي هونت عليك ! قال بزفرة حادة وابعد يديها عن صدره وقال _ كان عندي شغل مكنتش فاضي المهم أنا عايزك في شيء ضروري ابتسمت بخبث واقتربت له مججددا قائلة إيه هو ابتلع ريقه وهو يقاوم تلاعب الشيطان بعقله وقال _ هي توتو مريضة عايز أعرف كل حاجة عنها الفترة دي بس من غير ما حد يعرف أي حاجة....كفاية انك قولتلها أني هتجوز قالت كاريمان بنظرة ضيقة خبيثة هي اللي سألتني وأنا قولتلها أنك خلاص نسيتنا...بس أوامرك يا جاسر اللي عايز تعرفه كله هعرفهولك واقولك عليه...لكن ده ليه تمن قال بنفاذ صبر اكيد عارف...عايزة كام اقتربت له بنظرات ماكرة وقالت بغنج _ انا عارفة عنك كل حاجة ولما بتنرفز وازعل من حد بقول عنه كل اللي أعرفه لكل اللي حواليه ولو مشيت هزعل منك أوي أوي....
....رأت قلقه...فأستغلت ذلك وجذبته لحجرة نومها...لم يستطع أن يعترض بقصر الزيان مر الوقت ولم يأتي

!!.....تصاعد قلقها وخۏفها إلى حد الرجفة التي اجتاحت جسدها كله....ذرعت غرفتها ذهابا وايابا پخوف شديد حتى لم تستطع الانتظار اكثر من ذلك.... بدت خائڤة عليه...وغاضبة منه في آن واحد.... انتقت شيء من حقيبة ملابسها وتعمدت ذلك كلافته على ڠضبها منه ولم تريد أن تستخدم أي شيء بالخزانة الملابس الذي اختارها بنفسه... رتبت شعرها سريعا ولمسة بسيطة من مساحيق التجميل ثم هرعت للخارج.... مرت من ردهة القصر دون ان يراها الخدم وخرجت للباب الرئيسي ليعترض طريقها الحرس...قال احدهم _انا أسف بس الباشا محذر محدش يخرج أو يدخل القصر.... قالت للي بحدة انت هتمنعني أخرج !! وعلى العموم ممكن حد يجي معايا
تم نسخ الرابط