رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
حصلها وهي معايا هي عصبيتي ! التفتت سما اليه وردد كلمته بسخرية ومرارة عصبيتك !! نظرت له حميدة بحيرة يبدو أنه صادق اللهفة والخۏف من يره لا يصدق غير انه عاشق يغار على محبوبته !! هناك شيء مخفي خلف هذا الشخص ولابد أن تعرفه.... قالت حميدة بمكر أنا معرفش عن خالد غير قليل جدا المفروض هو قريبك وأنت عارفه كويس ولو حاسس أنه مش تمام تفهمها بهدوء وتقولها كل اللي عندك مش تتعصب بالشكل ده ! تطلعت سما بنظرة ضيقة مذهولة إلى حميدة حيث نطق آسر منفعلا _ لو هتسمعني وتصدقني وتصبر عليا مستعد اتكلم معاها هتفت سما بعصبية بعد اللي قلته عليا وقلته قدامي مش عايزة اسمعك وفر كلامك لنفسك.. تركتهم سما وذهبت مبتعدة عنهم راقب ابتعادها بعين تتعذب حتى قال پألم _ كلكم زي بعض ابتعد هو الآخر وخرج من المكان ليترك حميدة تطلع بالفراغ بحيرة بعدما استمعت لجملته الآخيرة !! خرجت من المطبخ وهي تتحدث بتمتمة مع نفسها حتى لاحظ يوسف ذلك وتعجب من أمرها...استندت بذراعيها على المكتب وبدت شاردة للبعيد....تساءل يوسف مالك نظرت له حميدة للحظات ثم قالت بغموض يوسف...هو آسر كان في حياته واحدة قبل كده يعني حب قبل كده أو مر بتجربة حب فاشلة مثلا تعجب يوسف من طرح هذا السؤال فأجاب آسر !! آسر عمره ما كان له علاقة مع بنت سواء حب أو ارتباط حتى البنت اللي خطبها عرفت منه امبارح انهم فركشوا حميدة بتفاجئ فركشوا !! هما لحقوا ! نظر لها يوسف بشك فقال مش عارف الاسباب بالضبط بس ده اللي عرفته وعموما آسر اصلا عمره ما عجبته شاهي ولا لفتت نظره ابدا واستغربنا من خطوبته المفاجأة وكويس أن ده حصل قبل عمي وجيه مايعرف والا كانت هتبقى مشكلة... حميدة بتساءل ليه مشكلة ! احلب يوسف بصدق دون حساب للنتائج شاهي كانت بتعرف خالد وبتروحله الشركة وهي السبب أن عمي وجيه طرده قبل كده... صدمت حميدة وقالت ببطء معقول !! مكنتش أعرف الموضوع ده وحتى انا عمري ما شوفت شاهي دي في الشركة قبل كده !! أجاب يوسف لأن مكتب خالد كان بعيد عن المبنى الاداري اللي أنتي فيه فبالتالي ماتعرفيهاش ولا شوفتيها.... نهضت حميدة عندما التمع بعقلها شيء فقالت سريعا ليوسف _ طب كمل انت الشغل يا يوسف وانا هروح اسأل سما على حاجة بسرعة... بمكتب آسر كان قد ذهب من المكتب كاملا وترك لها كل شيء...دلفت حنيدة للمكتب لتجد سما تعمل بجدية زائدة على الحاسوب وكأنها ستتشاجر معه...قالت _ آسر فسخ خطوبته على فكرة رفعت سما رأسها ورغم ما نهض بقلبها الا انها الزمت الهدوء وقالت اعمل ايه يعني ! قالت حميدة بحدة البنت اللي كان خاطبها آسر كانت بتروح لخالد الشركة وده طرده منها قبل كده الموضوع ما يبينلكيش حاجة ! تفاجأت سما مما سمعته حقا فقالت بحيرة مش عارفة قصدك ايه ! حميدة بضيق مش يمكن خالد بيستخدمك ضد آسر عشان يغيظه ! واحدة بواحدة يعني آسر خد منه واحدة فيقوم خالد واخدة السكرتيرة بتاعته.... زفرت سما بعصبية ثم قالت لأ....لأن خالد عرض عليا الشغل قبل ما يعرف كنت بشتغل عند مين اصلا لو الموضوع فيه تحدي يبقى من ناحية آسر وده يفسر أنه فسخ خطوبته لا وكمان مصمم أني أفضل هنا!! ده يأكدلي انه بيستخدمني زي اللعبة في ايده مش عشان خاېف عليا والفيلم الهابط اللي بيعمله ده !! هو وخالد واضح انهم بيكرهوا بعض وبيتحدوا بعض ولو هختار اقف مع حد فهيبقى خالد لأنه ما حاولش يستخدمني ضد حد... حميدة بعصبية _
انا بقى شايفة انك تسبيهم هما الاتنين وتبعدي عنهم أنتي مش اد الحوارات دي يا سما وهتوهي ما بينهم !! نهضت سما بحدة وقالت النهاردة يعتبر اليوم عدى فاضل ٦أيام وأمشي من هنا كل يوم منهم هخليه يعرف ويتأكد أني عمري ما حبيته ولا فكرت فيه..... مساء.... شردت جميلة وهي تستند برأسها على زجاج النافذة أتت حميدة إليها وقالت مالك انتي كمان مش قلتي اتصالحتوا والحمد لله ! اجابت جميلة بشرود والله ما عارفة ده حصل أزاي يا حميدة !! لقيت نفسي بقوله آه مقدرتش استغنى بسهولة ابتسمت حميدة وقالت يمكن خير ليكي وبصراحة جاسر باين عليه الحب حاسة أنه مابقاش المستهتر بتاع زمان.. جميلة بتمني يارب يكون ظني فيه حقيقي تعرفي لو اتأكد انه فعلا بيتغير عشاني هقف جانبه لآخر عمري بس خاېفة يكون بيكدب عليا خاېفة يكون بيعند مع نفسه وبعد ما يطولني يرميني.... حميدة باستياء يا ساتر يارب !! ليه التفكير البشع ده ! يابنتي اللي زي جاسر ده مش محتاج يعمل حوارات لأن بنات كتير بتجري وراه شاب امور وغني وكلامانجي...وبنات كتير بتحب كده جميلة بغيظ مش عايزة اتخيل حتى انه كان بيعرف بنات بحاول انسى الموضوع ده حميدة بتنهيدة انا اللي خاېفة يا جميلة خاېفة على يوسف يمكن ساعات بحس انه مكار لكن ده ما ينفيش انه طيب أوي أوي انا متقبلاه كده بحبه كده مش عايزاه يتغير خاېفة في يوم الاقيه بقى واحد تاني معرفهوش... قاطعها خروج رضوى الذي همت بفتح الباب لتخرج تساءلت حميدة بتعجب رايحة فين يا أخرة صبري ! اجابت رضوى وهي تفتح الباب _ عم سمعة بعتلي اروحله في الورشة هروح اشوفه عايز ايه تعجبت حميدة وقالت ما قاليش يعني !! مطت رضوى شفتيها بعدم معرفة ثم خرجت قالت حميدة بحيرة يا ترى أبويا عايز البت رضوى في ايه ! لتكون عملت حاجة المنيلة ! جميلة لما تيجي نبقى نسألها تلاقي في عريس اتقدملها هو بيعمل معانا لما بيكون ده الموضوع.... ابتسمت حميدة بخبث عريس!! ده لو رعد سمعك هيخنقك !! جميلة بنظرة ماكرة تقصدي ايه ! ابتسمت حميدة بخبث حتى قالت جميلة بضحكة كمللللت وبقينا احنا الأربعة !! نهضت حميدة من على الأريكة ودلفت لغرفة النوم الخلصة بهما ثم جلست على الفراش واختلست النظر لسما التي تغط بنوم عميق بالفراش الآخر....اخرجت حميدة الاجندة الخاصة بيوسف التي قد بدأت قراءة بها منذ أن أخذتها منه ولكنها لم تخبره بذلك...فتحت الأجندة وبدأت تقرأ بأحرفها....كانت تبتسم احيانا كثيرة...وتنظر بعشق احيانا أخرى وتخجل في بعض الأحيان من المكتوب....كل هذا قد دونه دون كلل أو ملل على هذا الورق الأبيض... في الورشة جلس سمعة على مقعد خشبي يقابله مقعد آخر كانت تجلس عليه رضوى بنظرات متساءلة...جفف يداه المبتلة بالمنشفة القطنية الملطخة ببقع الزيت ثم قال _ بصي يابنتي انا مش هلف وأدور في الكلام هدخل دغري كده في المقصود....بصراحة بقى متقدملك عريس اطرفت رضوى عينيها بدهشة رغم أن الأمر ليس بالجديد فهذا حدث سابقا وتم الرفض...قالت بعصبية لم يكن مبرر لها _ مش عايزة اتجوز ياعم سمعة أنا____ قاطعها الرجل وأضاف خليني اكمل بس....هو أنتي هترفضي من قبل ما تعرفي هو مين حتى ! العريس اللي متقدملك يبقى واحد من الشباب اللي بتشتغلوا معاهم ....رعد اتسعت عينيها بدهشة...بل صدمت من ما فعله رغم ان هذا أيضا المتوقع ولكن صدمت من استعجاله بالأمر فاستطرد الرجل قائلا _ هو جالي بعد صلاة العصر وشربنا الشاي مع بعض واتكلمنا وكلمني بصراحة وقالي انه فاتحك في الموضوع بس انتي اتكسفتي تردي...ايه رأيك يابنتي جف ريقها ولم تعرف بماذا تجيب...وصوت بالقلب يغرد مبتسما ولكن الخۏف يبدو أنه اشتد أيضا فكرر الرجل سؤاله _ إيه رأيك يابنتي بصراحة هو محترم وشخصيته عجباني هو بقاله هنا في الحته فترة خلتني اخد فكرة عنه...لو وافقتي هنخلي كتب كتابك مع حميدة وجميلة....يعني بعد شهر وتبقوا مع بعض في ليلة واحدة... نهضت رضوى بنفضة ارتعد لها جسدها بكامله وقالت برفض _ مستحيل اوافق شهر ايه يا عم سمعة اللي اوافق عليه ! في خطوبة شهر ! الاسطعى سمعة لو شاغلك الجهاز ما تقلقيش أنا محوش قرشين وداخل في جمعيات وأمي كمان راكنة قرشين على جنب للزمن...واختي بهية الله يرحمها باعت الدكان اللي ورثته من جوزها وحطته في البنك باسمكم من سنين....هتدبر يابنتي ما تقلقيش...ده غير أن رعد فهمني انكم هتسافروا برا يعني حتى لو في حاجة مقدرتش اجيبهالك قبل الفرح على ما ترجعوا هتلاقوها جت...الفرحة بتيجي برزق ربنا عشان تكمل.. تمتمت رضوى وتلعثمت وكأن وضعت بحفرة عميقة بصحراء جرداء فقالت ياعم سمعة أنت مش فاهمني أنا مش بتكلم عن الجهاز...انا بتكلم عن أني مش
هقدر اتخطب شهر لواحدة يعتبر معرفهوش !! مش قال سمعة مقترحا الواد محترم بصراحة وانا حبيته ما يتخيرش عن يوسف خطيب بنتي لو انتي موافقة عليه قولي آه وسيبي الباقي على ربنا هو في حد بيفركش جوازة عشان الخطوبة قصيرة !! وبعدين هو مش مديرك في الشغل والمفروض تكوني عرفاه ! اقصد يعني أنه مش حد ماتعرفيهوش خالص !! رضوى بقلق وتوتر ظهر على ملامحها بشدة _ الشغل حاجة والخطوبة والجواز حاجة تانية سمعة بحزم يعني اقوله كل شيء قسمة ونصيب ولا اسيبك تفكري الأول ! صمتت رضوى بحيرة وملامحها كأنها على وشك البكاء رأف سمعة بتوترها وقال طالما محتارة يبقى محتاجة تفكري هقوله سيبها كام يوم تفكر... عادت رضوى لغرفة السطوح ويبدو عليها التوتر والشحوب دلفت للغرفة فلم تجد احدا مستيقظ بل خلدوا للنوم رغم أن الساعة لم تتعدى التاسعة مساء.... شعرت بأنفاسها تلهث تطلعت لبعض الهواء النقي لرئتيها اغلقت الباب بخفوت ووقفت بخارج الغرفة على سطوح المبنى المظلم تستنشق الهواء.... دق هاتفها الخاص الذي كان بيدها رفعت الهاتف أمام عينيها لتجد أن المتصل رعد دق قلبها بسرعة عالية وكادت ان تغلق الهاتف حتى لمحته على سطوح المبنى المقابل يراقبها !! شعرت بالغيظ منه لأنه لم يترك حتى الفرصة لها لتفكر قليلا !! نظرت للهاتف مجددا واجابت بصوت منفعل عايز ايه ! قال بنبرة مشاكسة عايزك توافقي أنا عارف أنك عرفتي اني اتقدمتلك شوفتك وأنتي خارجة من شوية واستنتجت اللي حصل... قالت بحيرة انت بتحطني قدام الأمر الواقع ! ابتسم من ملاحظة ثقل الحروف بكلماتها فقال _ ليه ما تقوليش أني مستعجل تبقي معايا ! أنا لما بنوي على شيء بعمله من غير تردد هتفت بعصبية على فكرة بقى انا كنت هرفض
متابعة القراءة