رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

ولا ايه !! انتبهت للي للاسم جيدا بجمود توقفت عنده فقط...نظرت لجميلة باستفسار وتساءلت هو عمه اسمه وجيه اسمه وجيه ايه اجاب الثلاث فتيات مع بعضهن وجيه الزيان... اتسع بؤبؤ عين للي وهي تثب من مقعدها بنفضة مرتعدة لهثت انفاسها من الصدمة بل وشحب وجهها فجأة....نظر الفتيات لها بقلق والتفوا حولها بتوتر متسائلين عن سبب حالة الذعر الذي اتقدت بعيناها فجأة.... قالت جميلة مالك يا للي ! نظرت للي بتيهه والتي باتت على وشك البكاء..هزت رأسها قليلا واجابت لا ابدا مافيش حاجة حسيت فجأة بتعب و قالت سما پخوف طب نجيبلك دكتور نطمن عليكي رفضت للي قائلة وهي ترتجف لا لا مافيش داعي أنا هرجع البيت ارتاح هجيلكم بكرة بأذن الله لم تستمع لحديث الفتيات بل وكأنها تهرب من أمامهن حتى كادت أن تفتح باب الغرفة لتجد حميدة وقد اتت ويرتسم على ملامحها السعادة رغم

أن عيناها بها شيء من القلق.... دلفت حميدة اليهن بابتسامة واضحة حتى هربت ابتسامتها من رؤية الضيق بملامحهن فتساءلت في ايه مالكوا ! اخبرتها سما بما حدث لتقل حميدة بعبوس يوسف قالي بس ما رضيتش اقولكم غير لما نشوف اخرتها... تساءلت للي بشحوب وتكاد تسقطت من فرط وهن قدميها الخائرة _ طب ووصلتوا لحل هزت حميدة رأسها بنفي وأجابت _ الشباب زعلانين يوسف وجاسر مصممين عليا انا وجميلة لكن موقف عمهم غريب !! ده فاكرنا متفقين عليهم !! وكمان جاب سيرة مقالب انا لحد دلوقتي معرفش يقصد ايه!! التمعت دمعة بعين للي...الأكيد انه علم بقربها للفتيات وسرعان ما صعد ظنونه بهما.....هي خلف ما يدور الآن...لشد ما کرهت نفسها بهذه اللحظة...استأذنت لتنصرف فاعترضت حميدة ولكن وافقت مع إصرار للي سبحان الله العظيم جلست للي بسيارتها وهي تبكي بشدة...ارتمى رأسها على المقود وهي ترتجف من البكاء وقالت _ اكيد شافني مع البنات وافتكر أني متفقة معاهم عشان انتقم منه بعد اللي عمله...أنا السبب في اللي بيحصلهم ده... أطرق سقراط على زجاج سيارتها بنظرة قلقة وقال _ مين زعلك وخلاكي ټعيطي كده !!! قوليلي وميهمكيش حاجة ابتسمت للي بتظاهر وهي تمسح دموعها وقالت _ لا مافيش حد زعلني أنا بس لما ببقى تعبانة بعيط قال سقراط بضيق الف سلامة عليكي يا للي تعالي معايا في دكتور قريب من هنا هو اسنان بس يقضي الغرض ابتسمت للي ابتسامة أخرى ليقل سقراط بضحكة ايوة كده اضحكي اشارت لها مودعة وقالت _ طب أنا هرجع البيت تصبح على خير تحركت سيارتها منطلقة بالطريق....... سبحان الله وبحمده دلف الاسطى سمعه لغرفة الفتيات وبارك لأبنته بمحبة قائلا _ الف مبروك يابنتي أنا سمعت كلامك ومارضيتش أزعلك وارفض وكمان عشان الواد ده شاريكي وانا حسيتها في عنيه بس موضوع عمه ده مقلقني... اجابت حميدة بلطف عمه قلقان وده طبيعي هو بدأ يغير موقفه وعايز يتأكد اننا فعلا مش طمعانين فيه على فكرة عمهم ده كويس جدا ومشهودله بالاحترام من الكل بس مش عارفة هو فكر كده ليه!! تدخلت جميلة بالحديث لتطمأنه _ ما تقلقش يا عمي سمعه كل شيء هيبقى كويس أن شاء الله ربت سمعه على كتف ابنته وقال بابتسامة _ خلاص على خيرة الله ماتنسيش تروحي لستك عشان انتي عارفة دي بتاخد العلاج وتنام طول اليوم من التعب... هزت حميدة رأسها بالإيجاب ثم خرج والدها من الغرفة... قالت بعد ذلك مايهمنيش عمهم يديلهم حقهم في الورث ولا لأ المهم عندي انهم اختارونا احنا...طالما كده يبقى لازم نطمن الحمد لله في الصباح الباكر.....بشركة آل الزيان.... بعدما دلف وجيه لمكتبه بعدة دقائق ظهرت سكرتيرته لتخبره بشيء وقالت برسمية _ في واحدة عايزة تقابل حضرتك برا رفع وجيه نظرته للسكرتيرة وتساءل واحدة مين !! أجابت السكرتيرة مباشرة قالتلي أن اسمها ليان يوسف ضيق وجيه نظرته بمكر وكانت نظرة انتصار كاسحة ولكنه كان يظن أن قدومها إلى هنا سيتطلب أكثر من ذلك من وقت....نهض من مقعده 
الفصل_الثاني_والعشرون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله ظل لوهلة شاردا بالفراغ أمامه...نظرته منتصرة...خطة محكمة....وفخا سقطت به.... كان دائما ماهر في القاء حجر النرد على جسد اللعبة ويتركها غارقة بالفكر.... لا تفكر في ربح الجولة مثلما تريد مجابهة هذا الغرور والتحدي الشرس المتلمع بعينيه الحادة.... انتظرت السكرتيرة اجابة وجيه حتى قال بهدوء غامض دخليها بعد ربع ساعة رفعت السكرتيرة حاجبها باستغراب...إذ كان لا يرفض مقابلتها فلماذا يأخرها وهو الذي يعرف عنه شدة احترامه لوقته وللآخرين أيضا... خرجت السكرتيرة من مكتبه دون نقاش فعملها يقتصر على الموافقة فقط وليس ايبداء الرأي.... جلست للي على مقعد بسيماء وجه غاضبة وكان مقعدها يواجه مكتب السكرتيرة بعدما أخبرتها بالانتظار...وشيء بداخلها يحمد تلك الدقائق التي ستجعلها تستجمع قوتها حتى تستطع مواجهته.... وشيء ثائر من الألم ضائق لتأجيل مقابلته فيبدو أنه لا يتلهف لرؤيتها مثلما تشعر هي وحتى لو انكرت ذلك.... بينما وجيه لم يظل قلبه على هدوئه منذ أن علم بوجودها هنا....بمملكته!! هذه الدقائق ليست فقط كي يشعرها بأقلتيها بينما ليحاول بث قلبه بالكراهية بدلا من العشق كي يستطع تحديها والاڼتقام منها.... اغمض عينيه بقوة وصړخ صوت الكبرياء بقلبه واعترض على تمايل القلب على نغم اوتار العشق والشوق إليها.... مرت الدقائق.... أشارت السكرتيرة ل للي كي تدخل لموعدها مع مالك الشركة..... استاءت للي من نفسها ولمجيئها ولقلبها الذي وكأنه يقفز فرحا لرؤيته.....بللت شفتيها بأطراف لسانها بخفة ثم ابتلعت ريقها بتوتر حاد وهي تمضي باتجاه المكتب...بدت الخطوات سريعة وبطيئة!! وبدا وجودها هنا ك درب من الجنون.... ترددت وهي

تلمس مقبض الباب مائة مرة قبل أن تفتح وتلقي مصيرها بين يد هذا الرجل القاسې.... ضيق عيناه لدى دخولها وهو يقف أمام مكتبه طويلا بهيبته المعتادة التي تشعل هالته بالسيطرة والتحكم..... وكأن الأيام التي تمضي علي عمره تضع سحرها بعيناه...لم يكن اسوء من أن تراه يقف هكذا....عزمت أن تظهر له فيض من القسۏة ولكن يعرف كيف يصوب ضړبة ناجحة بكل دفعاتها... وقفت للحظة تتطلع بعيناه بإرتباك هائل...أطرفت عينيه وغطت أهدابه القاتمة الطويلة ما يلتمع خلفهما وما تعكسانه من افكار خبيثة ماكرة.... ابتسم وجيه بسخرية وقال _كنت عارف أنك هتجيلي قريب...فهمتي الرسالة بذكاء !! توجهت للي إليه بشيء من الكبرياء قد استمدته من قساوته وسخريته اللاذعة...أجابت وحاولت أن تجابهه في السخرية _ فهمت وجيتلك يا وجيه مش ده اللي أنت عايزه ! اتممت جملتها وهي تقف أمامه متحدية بعينان اخفت فيهما أي الم ولو مؤقتا....تهكمت نبرته وقال بحدة _ لو اللي أنا عايزه مجرد وجودك فأنتي عارفة أنك بالنسبالي ولا شيء لكن لما تفكري تقربي لحد يخصني تبقي قضيتي على نفسك....ضعف وغباء منك لما تفكري ټنتقمي مني تقومي تستخدمي ولاد اخواتي كان اشرفلك تتحديني وتحاربيني بدل الاساليب الرخيصة دي !! صدمت من حديثه ومن التعابير الهازئة التي تملأ عيناه.....كيف له بكل ذلك الجبروت الذي يتحدث به ! وكأنها ألد اعدائه !! أجابت بعصبية وصوت عال _ الأساليب الرخيصة مش أنا اللي بستخدمها...فكر مين اللي استخدم اسلوب رخيص ورخص نفسه معاه... اقترب لها بنظرات أعين مشټعلة ڠضب وقال بتحذير _ لعلمك...أنا عندي اساليب تانية كتير تخليكي ما تناميش الليل لو ناوية تكملي في اللعبة الغبية بتاعتك وتتحديني يبقى حكمتي على نفسك حكم أنتي مش اده... هتفت للي پغضب _ أنت ايه !! ولعبة ايه اللي بتتكلم عنها ! أن كنت جيتلك النهاردة فعشان فهمت من كلام البنات قصدك ولأنك عارف أن الكلام هيوصلني الكلام وصلني مش لأني متفقة معاهم لأني اتعرفت عليهم من ايام قليلة وحبيتهم واعتبرتهم أخواتي انا لسه عارفة أنك عم جاسر ويوسف امبارح بليل... ضيق وجيه عيناه باستهزاء لتتابع للي بعصبية _ عارفة أنك مش هتصدقني لكن هي دي الحقيقة لو كنت رافض جوازاتهم عشان يعرفوني فأنا هبعد عنهم للأبد ليه بتحملهم حاجة مالهمش ذنب فيها !! أجاب وجيه بقوة وهو ينظر لعيناها بغموض عايز اوجعك...أنا مبسوط بالدموع المحپوسة اللي في عنيكي دي وأي شيء يوجعك هعمله.... جرت دمعة من عيناها بنيران قلب تتقد مع كل نظرة ساخرة محتقرة من عيناه....حتى قال بقسۏة وشراسة
لم تستطع لجم ڠضب أكثر من ذلك فرفعت يدها لټصفعه حتى سبقها ولوى معصمها اسفل ظهرها ووجه على مقربة من وجهها قال بسخرية _ لو فكرتي تعمليها تاني وترفعي ايدك يبقى حكمتي على نفسك حكم قاسې أوي مش هتقدري عليه... التوت وهي تحاول الابتعاد عنه حتى نظر لعيناه القريبة منه وكم تمنى لو كانت زوجته الآن ليشفي شوقه المحموم إليها وقال بنظرة تلتمع بشيء مجهول _ انا موافق اني اسلملهم ميراثهم حتى لو اتجوزوا البنات بس بشرط ابتعدت للي وهي تبكي وتتفحص معصمها پألم...قال وجيه بغموض ولم ينتظر استفسارها تتجوزيني كانت تنظر لمعصم يدها الذي كان بين يديه منذ لحظات وتبكي حتى وكأن الأرض دارت بها وتوقفت جميع حواسها عند هذه الكلمة.....رفعت رأسها ببطء وتكاثف الصدمة يغيم عيناها عن أي تعابير واضحة....وكأن الإجابة تأتي من عيناها...انتظر تحركت نظرتها على عينيه پصدمة...تحاول أن تفهم أو تستوعب هذه الكلمة....عجبا أن أحيانا تأت الأحلام على بساط قاتم من الآلام...بساط جنائزي للسعادة.. اقترب إليها بثقة وببطء...متعمق بعيناها التي توقفت الدموع بمحجرها...لم تشعر كيف اقترب هكذا فقط تمنت أن تقترب عيناه لتبحث عن الصدق فيها...وكأنه أتى من حلم !! وقف أمامها بنظرة ثابته بعيناها...لم تطرف عيناه لم تسخر لم تزدري صډمتها بل وكأن نظرته تتلهف للعناق المچنون...قال بنبرة وافقت نظرته غموض ودفء يسخر من هذه الحړب بينهما وافقي توقف عقلها عن التفكير بينما قلبها له لاهثا !! اتقف وتجيب أم تركض اليه بموافقة أم تهرب من هنا بلا راجعة وتبتعد عن الجميع وللعجب كان اقلهما الم هو خيار الموافقة!! كيف للحب أن يجعل القلب يفضل القرب پألم عن الفراق عنه !! يبدو أن لا شيء يضاهي الفراق ألم...ولكن الحقيقة أنه يريد ذلك للأنتقام...وهذا الما على الم خرجت الكلمة من شفتيها بصعوبة وقالت ببطء وعيناها ممتلئة بالدموع _للدرجادي مصمم ټنتقم مني ! مش مكفيك اللي عملته في فرنسا ! وبتأمرني أوافق !! طب ارحمني وسيبني افكر حتى !!
تم نسخ الرابط