رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
جبتلك حاجة مهمة... أخذ يوسف اجندة من على الطاولة أمامه ووضعها بابتسامة خفيفة مترقبة لتعابيرها وقال _ خدي الأجندة دي أقريها فيها حاجات كتير تخصك عشان تعرفي أن اللي جوايا مش من النهاردة... نمت شفتيها عن ابتسامة وقالت متساءلة مذكراتك يعني قال بمشاكسة حاجة زي كده المهم....خليها معاكي...وخليكي أنتي معايا.... ابتسمت برقة قائلة ربنا عالم كنت جاية عاملة أزاي بس أنت قادر تشيل عني أي ۏجع بكلمتين منك...ربنا مايحرمنيش منك أبدا يا يوسف أجاب بنظرة حنونة ربنا يديمك في حياتي نعمة وأحلى نعمة يا حميدة... أخذت حميدة الاجندة ووضعتها بحقيبتها قائلة _ مش هقراها دلوقتي رغم الفضول اللي حاسة بيه عايزة اقراها على رواقة بس يارب يكون خطك حلو اجاب مبتسما وهو يسند مرفقيه على المكتب براحة _ خطي حلو ما أنتي عارفة بس بحلو اكتر وأنا بتكلم عنك احنا لما بنفرح بجد بنعمل كل حاجة حلوة...على فكرة أنا عارف أني ساعات بحسسك أنك أمي...عشان كده مش عارف أشوف حد احسن ولا احلى واجمل منك....وبس بقى عشان أنتي بتجرجريني في الكلام وأنا ما بصدق اتسعت ابتسامتها رغما عنها وقالت _ أنا ساكته أنت اللي بتتكلم !! قال بحنان وهو يرى ابتسامتها الجميلة القريبة إلى قلبه _ وكنت مستعد اتكلم للصبح بس تضحكي وما أشوفكيش زعلانة...روحي بتوجعني... احمرت وجنتيها وقررت تبديل مجرى الحديث فأخرجت من حقيبتها بعض الأطعمة وقالت _ جبتلك السندوتشات اللي بتحبها والله برغم أني جاية مش شايفة قدامي بس أنت مش بتروح من دماغي... أخذ الطعام منها بابتسامة واسعة وبدأ يلتهمه بشهية وقال _ احلى شاورما في الدنيا راقبته حميدة وحمدت ربها على نبع الطيبة به والا ما كانت ستستطيع تحمل قسوته....راقبته بعشق وهو يبتلع الطعام كالطفل.... بمكتب جاسر جلست بنظرة قلقة عندما رأته بتردد بالحديث....أتى بهذا الصباح وقد عزم على إنهاء الارتباط ويتركها لرجل يستحقها رغم من مرار هذا الشعور على قلبه.....قالت جميلة وقد ظنت شيء آخر _ لو هتكلمني على موضوع امبارح يبقى الاحسن ما نتكلمش فيه... قال وحمد نقاشها بهذا الأمر حتى يستعيد هدوئه _ اللي قلته هو الحقيقة...ماتخليهاش تبعد أنا عارف أن اللي عمله مش قليل ولا سهل بس لو قدرت تكسبه هتكسب واحد هيحبها لأخر نفس فيه... ابتسمت جميلة بسخرية _ أنت عايزها تفضل جانبه وتستحمل اللي بيعمله !! الكلام ده لو فعلا صارحها وعايزها تصبر عليه لكن يرتبط بواحدة تانية فتبقى هبلة لو استحملته بعد كده... اخفض جاسر رأسه بضيق وكأنها تلومه هو تعاتبه هو كأن هذا الخطأ هو من فعله !! فتابعت جميلة بحدة _ كان ممكن انصحها تستحمله وتصبر عليه في حال لو هو عايز كده لكن بما أنه اختار طريقه فربنا يسهله مع اللي اختارها... تساءل جاسر بلهفة _ يعني لو سألها تصبر عليه لحد ما يخرج من الدوامة اللي هو فيها كنتي تنصحيها انها تستحمل قالت جميلة بتوضيح طبعا تستحمل بس بطريقة رسمية يعني يتخطبوا مثلا وتشوف هيتعدل ولا لأ...لازم تعرف وتتأكد قبل ما تبعد أو تكرر تكمل.. تنهد جاسر تنهيدة عميقة وقال وهو ينهض من مقعده ويجلس امامها مباشرة _ طب أنا هتكلم عن نفسي دلوقتي...جميلة أنا بحبك ونفسي أبقى زي ما بتتمني...صدقيني أنا مش وحش انا عايز اتغير وابقى حد تاني... تطلعت به بدهشة !! يبدو صادقا لدرجة كبيرة ولكن توجست من نظرة الخۏف بعينيه... تطلع بها كأنها المأمن...والأمان الذي افتقده طيلة عمره... ترقب اجابتها فقالت بصدق _ انا معاك يا جاسر...طول ما أنت بتحاول تتغير هتلاقيني جانبك بس ليه حاسة أنك خاېف ! قال بضعف والم لأول مرة تراهم بعينيه _ خاېف تبعدي عني تقريبا أنتي الوحيدة اللي خليتيني احب اني اتغير بس ده هيحتاج وقت خليكي جانبي انا محتاجلك أوي شعرت بشعور خجلت منه...شعرت أنها تريد أن تأخذه بين ذراعيها لتطمأنه نظرة الخۏف بعينيه صادقة....قالت برقة _ اوعدك أني هفضل جانبك بس بشرط....تحاول فعلا تتغير تنفس الصعداء كأنه ازاح جبل من على كاهله...ابتسم براحة قائلا _ خلاص...مابقتش خاېف.. مر آسر بخطوات سريعة إلى مكتبه أمام حميدة فرمقته بنظرة احتقار سريعة ثم عادت لعملها....وقف فجأة بمنتصف الطريق والټفت لها متسائلا هو يوسف فين لم تجيبه حميدة وتعمدت ذلك...زفر بغيظ من تجاهلها وكرر سؤاله فأجابت ببطء استفزه معرفش لمح عصبية تتمايل بنبرتها فأنتابه قلق وخوف على حبيبته فقال بتردد وتلعثم وهو يبتلع ريقه _ طب و.....آنسة سما التفتت له پغضب هادر من وقاحته...هل لا زال به جرأة أن يسأل عليها ! كادت أن تتحدث حتى اتسعت عينيها بذهول عندما رأت سما تدلف
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
للمكتب !!
الفصل_الثاني_والثلاثون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله تفاجئت حميدة بظهور سما بمدخل المكتب....لا يبدو عليها أي شيء...بل على النقيض يبدو وكأنها لا تعلم عن ما حدث بالأمس وكأنه كان حلم !! حتى مظهرها يبدو أنها اعتنت به بدقة حتى تظهر بذلك الشكل المرتب المتناسق والجميل.... تطلع بها آسر بذهول...ابتلع ريقه ونظرته تمر على عينيها بلهفة وأشتياق..كان يظنها ستبك على خداعه...ولكنها ابتسمت شاكرة !! تقدمت بخطوات تبدو محسوبة....متزنة وكأنها للتو وقفت معتدلة بعد الزحف....مضت إليه بابتسامة غير مناسبة للموقف تماما !! وهدوء يناقض ضوضاء اضطرابه وصړاخ ألمه!! كانت عفوية مرحة ما يخفي قلبها بعينيها شيء....ولكنه سجن بها هذا الصخب..وتلك الابتسامة الطفولية على ثغرها...لتصبح وكأن مر على قلبها الثلج بعد اللهيب الحارق.... تحمل بين يديها مغلف صغير يبدو أنه هدية وابتسامتها هادئة !! حتى طرفات عينيها هادئة وكأنها ودعت الألم قبل أن تأتي!! وقفت أمامه ولكنها قبل أن تأت إلى هنا....تعهدت للقلب قائلة دع الدموع لمن يستحق ايها القلب فأن تفتت قلب المرأة على ميل الخداع....فلا زال لكيدها قوة ستجيب... نظرت لما بيدها الهدية كأنها تخبرها شيء بسرية...ثم رفعت نظرتها له بنبرة ونظرة هادئة مع تداخل ابتسامة واثقة هدمت ثقته بنفسه وقالت _ الف مبروك يا باشمهندس....أنا مبسوطة أنك أخيرا لقيت شريكة حياتك اللي تستحق تكون جانبك...دي هدية بسيطة كده يارب تعجبك...وبتأسفلك لو اتأخرت ساعتين على الشغل بس تعبت على ما لقيت حاجة مناسبة اقدر اقدمهالك...ربنا يتمملك بخير.. اطبق الصمت المتجمد على كلا من آسر وحميدة واعينهم ساهمة على سما التي تتحدث بابتسامة تبدو غريبة على ملامحها...وقفت حميدة ببطء بمحاولة أن تصدق أن من أمامها هي فتاة الأمس !! بينما تجمد آسر مكانه وعينيه بها نظرة تتعمق بعينيها عله يستطع أن يسلب افكارها الحقيقية...ليعرف أن كانت سعيدة حقا أم اصبحت مثله تتقن التظاهر !! ليعرف أن كانت احبته يوما أم لا !! قالت سما وقد شعرت بثقة أكبر واستطاعت التحكم حتى بنبرة صوتها وتابعت بثبات _ مالك ياباشمهندس ! هزعل لو ما قبلتش هديتي هي يمكن بسيطة بس أن شاء الله تعجبك... بالكاد استطاع أن يسحب نظرته من عينيها حتى الاسفل قليلا ونظر لما بيديها حتى مدت يدها كي يأخذ الهدية واستطاع بجهاد أن يرفع يديه ويأخذ منها العلبة المغلفة....ابتسامتها تبدو ساخرة واضافت _ بعد أذنك بقى اروح أشوف شغلي انا جاية وكلي حماس وطاقة تركته يقف مذهولا وتابعت سيرها حتى مكتبه دون نظرة مكترثة له...راقبت حميدة تعابير وجه آسر بمزيج من التشفي والشفقة على حاله...لا يبدو بحالة جيدة وقد شحب وجهه وتاهت نظرته كأنه يركض بالصحراء وحيدا... نظر للعلبة بيده وكأنه يقبض على جمر.....وفجأة خرج جاسر وجميلة من المكتب ليرمقه جاسر بتساءل عندما شاهد ما بادي على وجهه وعيناه تحديدا ثم ما بيده...بينما رمقته جميلة بنظرة محتقرة سريعة ثم تطلعت لوجه حميدة المصډوم الذي لم يختلف عن آسر كثيرا...تساءل جاسر بقلق __في إيه مالكوا ! اخيرا انتبه آسر لمن حوله حتى قالت حميدة بصڤعة الحديث اللاذع _ والله ما عارفة سما جت واديتله هدية بمناسبة خطوبته ومن وقتها وهو كده!! اتسعت عين جميلة پصدمة وهي تنظر لحميدة حتى غمزت حميدة بمغزى ان تصمت ولا تبدي أي دهشة أمامهم.... قالت جميلة بلهفة اكيد سما جابتلنا الغدا بتاعنا زي ما وصيناها يا حميدة انا هدخل أسالها... اسرعت جميلة وتبعتها حميدة بذات اللهفة لمكتب آسر حتى دلفوا واغلقوا الباب خلفهم.... نظر جاسر بزفرة عصبية خرجت من فمه وقال _ برافوا عليك....عرفت تخسرها بنجاح كبير جدا...خليك عشر سنين كمان لحد ما تلاقي حب تاني وانسانة تستاهل تاني وده لو لقيتها أصلا...وحتى لو لقتيها هضيعها تاني.... اشتعلت بعين آسر موجات الألم حتى انتفض جسدها بخطوات سريعة وخرج من المكان بالكامل... بمكتب آسر ظلت جميلة تنظر لسما الجالسة بأنغماس في العمل تماما ولا يبدو عليها ادنى مظهر للضيق....تشاركت نظرة قلقة من حميدة لتقل سما دون أن تنظر لهن _مش عايزة كلام تاني في الموضوع ده أنا قفلته للأبد اقتربت حميدة وجلست بجانبها ثم ربتت على كتفها قائلة پألم وهي تعلم أن سما تخفي حزن هائل _ أنا عارفة أن مجيتك هنا النهاردة كلفتك كتير من أعصابك بس اتمنى أن يكون فعلا الموضوع اتقفل مش قفلتي على نفسك معاه.. أضافت جميلة بلطف _ اتصرفتي صح جدا يا سمكة بس___ قاطعتهم سما بحدة أنا قلت قفلته للأبد...محدش يكلمني فيه تاني لا من بعيد ولا من قريب... نظرت حميدة لجميلة قائلة بيأس يلا بينا يا جميلة عشان ما نتأخرش عليهم.. خرجت جميلة وحميدة من مكتب
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
آسر لتجد حميدة أن يوسف قد انتهى من مكالمته الهاتفية بأحد العملاء واتى مرة أخرى..... يبدو أن جاسر قد أخبر بما حدث لظهور الضيق على وجهه ثم قال عندما أتت حميدة اليه _ سمر لسه مكلماني دلوقتي تاني تأكد عليا على فرحها بكرة ومأكدة على حضور حميدة وجميلة... قالت جميلة بحيرة بس عمي سمعة مش هيرضى بسهولة كده !! قال يوسف برجاء لحميدة حاولي تقنعيه يا حميدة سمر مصممة على وجودك انتي وجميلة ومش عايز اكسفها وازعلها.... قالت حميدة بتفكير هحاول اقنعه مش هيرضى نروح لوحدنا معاكم... قال جاسر بخبث طب إيه رأيكم سما ورضوى يجوا معاكم اظن ممكن يوافق ! رمقته جميلة بدهشة ولمحت بنظرته شيء آخر فقالت حميدة _ ممكن يوافق طالما كلنا مع بعض هحاول اقنعه انتهى الحديث بينهما ليذهب جاسر وجميلة لأحد
متابعة القراءة