رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
للهيام وقالت لما سمعت اسمه حسيت أن قلبي دق ولما شوفته حسيت أني هحبه... ابتسمت جميلة رغما عنها وقالت محدش قالك ما تحبيش بس ما تبقيش خفيفة كده!! عادة الرجالة كلهم مابيحبوش البنت الخفيفة. هتفت سما بعصبية وقالت أنا خفيفة !! والله ما ېلمس طرف طرحتي قبل كتب الكتاب بس ما تمنعونيش احلم كمان!! قالت حميدة بجدية خاېفة تتصدمي أنتي من أول يوم شغل ووقعتي على وشك أومال بعد الأربعين هتعملي أيه ! تساءلت رضوى سيبكم من الهبلة دي خلينا في المهم هتقولي لأبوكي يا حميدة نهضت حميدة وجذبت شال قطني على رأسها واحكمته جيدا وقالت هروح أقوله دلوقتي واستأذنه وهو بيثق في رأيي ومش بيقولي لأ على حاجة... خرجت حميدة من المنزل لتجلس سما ببسمة شاردة وماكرة على الأريكة وتمتمت بشيء لم تنتبه له كلا من رضوى وجميلة فقالت رضوى بغيظ قاعدلي طول النهار وماسك بتاعة كده اسمها كاميرا وكأنه شايل كنز والله عمه عنده حقه يطرده !! زفرت جميلة بعصبية وقالت ولا الغبي اللي اسمه جاسر..عديلي درجات السلم اعدهم يرجع يتريق عليا!! مش عارفة هصبر على بجاحته دي لحد امتى! قالت رضوى ببسمة خبيثة بس تعرفي يا جميلة بصراحة يعني..هما كلهم زي القمر ومغرورين بشكل لا يطاق.. سخرت جميلة من الحديث وأجابت أنا مش شايفة جاسر ده حلو !! مش بعرف أشوف الانسان الغبي والمستفز حلو ده متغاظ مني عشان مش بعامله زي ما متعود من البنات اللي عرفهم وكأن المفروض أن أي بنت تشوفه تقع في هواه !! عجرفة فارغة!! رضوى بتعجب رعد بقى ماحستهوش بتاع بنات على أد ماحسيت أنه مهوس بالتصوير..لو قاطعته وهو شايل الكاميرا تحسي أنك عفريت واقف قدامه..انسان غريب !! تنهدت سما وقالت مبتسمة آسر بقى ده غيرهم كلهم هادي وحنين ومؤدب معندوش مانع يعتذر لو غلط محسسنيش أني أقل منه في التعليم لدرجة أني حبيت التصميمات وبدأت افهمها ولا كأني مهندسة...حتى بصته ليا محترمة يمكن لو بصلي كده ولا كده كنت قلقت منه لكن معملش كده أسلوبه معايا رقيق أوي لو شفتوه هتعرفوا أن عندي حق احس أنه اعجب بيا من النظرة الأولى. رضوى بتعجب من النظرة الأولى! اللي هي بشكلك بالنظارة القعر كوباية ولبس الستينات ! واضح أنك
فمدت يدها وجذبته من شعر رأسه فتأوه صارخا شعراااااي اعتدلت الجدة وهي تهز رأسه بعصبية وقالت بتسرقني يا حراااامي صړخ سقراط بغيظ وقال أسرق ايه يا حسرة !! هو احنا حليتنا غير ضيق الضيق ونعبيه في صناديق!! فين الكورة الشراب بتاعتي يا ولية ! تركته الجدة داعية ولولو عليك ساعة وانفضت روح هتلاقيها تحت الحوض بتاع المطبخ يا منيل.. خرج سقراط من الحجرة متوجها للمطبخ حتى دلفت حميدة للمنزل ورمقته وهو يمضي ذهابا بعجالة..هتفت _رايح فين يا سقراط لوح له بيدها ولم يبدي اهتمام لسؤالها فلوت شفتيها بغيظ...اغلقت حميدة الباب وتوجهت تبحث عن أبيها بغرفته.. دق باب الحجرة الخاصة للأسطىسمعه فأجاب بصوت به بعض الكسل فقد كان على مشارف الخلود للنوم ادخل ياللي بتخبط دلفت حميدة بنظرات به بعض القلق للغرفة وتوجهت لأبيها قائلة عايزة أخد رأيك في حاجة يا ابا فتح سمعه عيناه بأهتمام ثم اعتدل وقال حاجة ايه يا حميدة أخبرته حميدة بالأمر فمرر سمعه يده على ذقنه مفكرا فقلقت حميدة أن يقابل طلبها بالرفض وقالت مدافعة محترمين وولاد ناس متقلقش..هما بس ظروفهم صعبة شوية.. قال سمعه بلطف لا مش قلقان يتفضلوا في أي وقت لكن أنا بفكر في البنات وجودهم في بيت واحد مش حابه أختي الله يرحمها سايبة البنات دول في رقبتي وأنا مش عايز حد يقول نص كلمة على واحدة فيهم وبعدين دول كمان صحاب الشغل اللي بتشتغلوا فيه يعني هيكون في كلام اكيد.. قالت حميدة بضيق هترفض يا ابا! أنا متعشمة فيك متخذلنيش أنت عارف أني مابحبش حد يقصدني في طلب واكسفه.. ابتسم سمعه وقال لا مش هخذلك..بس بشرط قالت حميدة بأمل قوله وهيتنفذ قال سمعه شرطه هرتبلكم اوضتين السطوح اللي فوقينا عشان البنات يقعدوا فيها واكون مطمن عليهم والله لو البيت هنا يساعينا كلنا لكنت جبتهم لكن أنتي شايفة الحال..الأوضتين اللي فوق محتاجين بس توضيبة عال وهيكونوا ولا اجدعها شقة في الحته والشباب يبقوا في البيت قصادنا مع نفسهم...وكده هبقى مرتاح قالت حميدة بموافقة مافيش مشكلة هنا ولا هناك واحد أضاف الأسطى سمعه وقال وبالنسبة للايجار يابنتي انتي بتقولي أن ظروفهم الفترة دي مش تمام ولسه بدأين شغل جديد مش هاخد منهم ايجار غير بعد ٣شهور الناس لبعضيها برضو. ربتت حميدة على يد والدها بابتسامة محبة وقالت تسلم يا مشرفني أنا هوصلهم الخبر قال سمعه وهو يخلد للنوم مجددا سيبيني بقى أنام شوية اتسعت ابتسامتها ونهضت متوجهة للخارج..اغلقت إضاءة الغرفة وخرجت.. بعدما عادة حميدة للمنزل الآخر واعلنت خبر موافقة والدها وشرطه وسما تنظر لها بغيظ هنتكبس احنا الاربعة في أوضتين فوق السطوح! حرام ده ولا حلال فيها ايه لو فضلنا هنا احنا في شقتنا وهما في الشقة اللي فوق هما هياكلونا! قالت جميلة بجدية عمي سمعه عنده حق يا سمكة الناس ما ورهاش غير الكلام واحنا بنات ولوحدينا وهما اربع شباب مشاء الله نبعد عن الشبهات احسن.. وافقت رضوى صح..وبعدين الاوضتين بتوع السطوح اترمموا من قريب وبقوا احسن من هنا والله مش فارقة كتير.. حميدة بتحذير والله العظيم لو شوفت منك يا بت أي حاجة كده ولا كده مع آسر لكون جيباكي من شعرك..انا وديتك المكتب تشتغلي مش تتسرمحي...أنا قاعدة في الاستقبال برا بس عنيا عليكم كلكم واللي هلمحها بحركة مش عجباني هديها باللي في رجلي.. هبت سما واقفة من مقعدها غاضبة وقالت وأنا من امتى اتعديت حدودي مع حد يا حميدة! كلامي واحساسي حاجة وأني اعمل حاجة غلط دي حاجة تانية خالص...انتوا محسسني أني بقيت قليلة الادب وشمال ليه! قالت ذلك بعصبية ثم تركتهم وذهبت لغرفتها بإنفعال...تشابكت نظرات الفتيات بضيق لبعضن.. جلست سما على الفراش بملامح مقتضبة بعدما صفقت الباب بحدة ومر دقيقتان فقط حتى دلف الفتيات الثلاث بنظرات آسفة لتقل رضوى فكي التكشيرة يا شلاديمو ابتسمت جميلة وهي تحرك ذقن سما وقالت اخيرا كشرررتي وقفت حميدة بنظرة معتذرة وقالت حقك عليا ماتزعليش أنا عارفة أنك مش هتغلطي بس غلطك اللي يخوف في العشم أنتي استعجلتي في احساسك مع واحد لسه عرفاه بقالك كام يوم لأ وكمان قررتي أنه خلاص حبك!! سيبك من كل ده أنتي مش شايفة اللي أنا فيه يا سما! أنا بقالي سنة ونص في الشركة مع يوسف ولحد دلوقتي ما اعتبرنيش أكتر من واحد صاحبه!! اوعي تفتكري أنهم عشان نزلوا من البرج العالي لحارتنا انهم ممكن يفكروا في واحدة فينا بسهولة! أنا مش بصعبها عليكوا والله العظيم لكن مش عايزاكوا تحسوا اللي أنا حساه يمكن يوسف كمان
أني اديله قلم معتبر يعلم على وشك لآخر عمره.. قالت رضوى وبالنسبالي أنا كمان اطمني يومين كمان وانا ورعد هنحدف بعض بالجزم اكيد مافيش أي مجال بينا للأحاسيس !! انتظرت حميدة قول سما الذي اسبلت عيناها وعاد المرح بملامحها الطفولية وقالت _ سيبوني بقى يا جماعة افرح أنه هيعيش معانا هنا في شارع واحد وهصطبح بوشه الجميل يالهوي يااااني ده ما راحش من بالي طول اليوم حتى وانا بقلي البتنجان شيفاه في الطاسه نظر الفتيات الثلاث لبعضهن بنظرات يأس.. بالطائرة.. قفزت الصحوة على غير العادة بذهن للي بعدما نبذها ذلك الرجل الغامض..نعم تراه غامض كثيرا منذ أن رأته حتى عندما تشبثت به في نومها لم يليقها بعيدا عنه وبالطبع رأى وجهها وادرك من تكون..امن بين الجميع تشبثت بصدره لتسرق بعض الآمان!! مر الوقت ببطء شديد واحټرقت لرؤيته بشعور مجهول يغزو ثناياها قامت لتذهب للمرحاض بالطائرة..اقنعت نفسها أنها تريد ذلك بالفعل وليس من أجل رؤيته وهو يشغر أحد المقاعد الأمامية...نهضت وهي ترتب هندامها سريعا ومضت بخطوات مترنحة بعض الشيء من اهتزاز أرض الطائرة وازيزها...لم تنظر بإتجاه عندما مضت بجانبه ولكنها شعرت بنظرته الخاطفة مما جعلها ترتبك...ايمكن الخجل من طيف أحدهم ظلت بالحمام مدة خمس دقائق تعيد ترتيب زينتها وانتظام خصلات شعرها السوداء الطويلة..نظرت للرداء المخملي بلون الكرز الذي ارتدته دون اهتمام ولكنها حمدت اختيارها فقد أظهر لون بشرتها المضيء بنعومة ونثر على منحنيات جسدها تفاصيل مفعمة بالأنوثة احبت أن يراها أنثى فاتنة الجمال..لماذا هذا الكم الهائل من المشاعر !....وجمت لبرهة وهي تنظر لنفسها بالمرآة ثم خرجت وعيناها تسللت رغما عنها لمقعده...اللعڼة عليه فقد رمى رأسه للخلف على المقعد وأغمض عيناه اتراه تعمد ذلك! أم أنها لا تشغل حيز من تفكيره بالأساس وتصرفه عفوي! أرادت بقوة أن يكن الرأي الأول وان يكن تصرفه عمد.. جلست بمقعدها بضيق واغضبها تجاهله.... فتح وجيه عيناه وعادت رأسه باستقامة حتى شعر أنها مرت من جانبه وانتهى الأمر لما حفرت هذه الفتاة قاعدة عريضة بعقله وامتلكت مقاليدها! لو لم ينهض من جانبها أو ترك عيناه لرؤية وجهها الفاتن لما استطاع أن يبعد نظراته عنها...لم تفعل به ٱمرأة مثل هذا الاهتزاز !! ويقسم أنه رأي الأجمل والأكثر فتنة ولكن بها شيء يطرق على قلبه ربما تلك النبرة التي قالت اسمه بها ذات يوم هي السبب أو ربما اشتاق للحب ولوعته ېكذب من يقل أن الرجال عند الأربعين تهجرهم المشاعر فأن صدق هذا فأنه استثناء اذن...ذات يوم بعمره العشرين وعندما شغف حبا بفتاة كانت بدرجة كبيرة من الأنانية فان تلك المشاعر لم تكن عدوانية الأحتلال مثل مشاعر الاجتياح الذي يمر بها الآن...إمرأة جعلت ماضيه محمل بالكراهية للمرأة..فأصبحت جميع النساء مثلها...كان يشغف بها حبا وبعد الحاډث المروع لأشقائه وأصبح كل شيء تحت رعايته واولهم أبناء اشقائه الراحلين...اعترضت حبيبته وخيرته أن يرسلهم لمدرسة داخلية للدراسة بعيدا والا ستنهي الخطوبة للأبد..ولم تحتمل فكرة أنه أصبح مسؤول عنهم
متابعة القراءة