رواية كله بالحلال (الجزء الأول من الفصول) بقلم أمل نصر
المحتويات
معانا بالمرة.
أومأت برأسها تتلقى عرضها بكل ترحاب مع هذه الروائح الغنية للطعام الشهي التي كانت تصل لأنفها لتذكر معدتها بالجوع حتى وقعت عينيها على شقيقها الذي احتل مقعده على المائدة في انتظار باقي الأصناف فخرج صوتها إليه
ايه يا بشمهندس عزيز منور يا باشا.
اهلا يا غلطة
تفوه بها ليغيظها كالعادة بخصلة تجعله يستمتع بانفعالها الفوري وامتقاع وجهها حتى صړخت بطفوليه تزيده مرح
ردت منار تنهرها وهي تضع باقي الأطباق على الطاولة
في إيه يا بت اخوكي وبيهزر معاكي .
هي الغلاسة والاستهتار بمشاعر البشر في شرعكم بقى اسمها هزار
هتفت ليزيد تسليته مرددا خلفها بمشاكسة ضاحكا
ايوة يا عين اخوكي خصوصا لما تبقى الغلاسة على واحدة قصيرة ومنمنة زيك كدة .
بعد قليل وعلى مائدة الطعام الذي كانت تلوكه بفمها بعدم شهية رغم الجوع الذي كانت تشعر به منذ دقائق حيث شردت بلقاءها مع رانيا التي أربكتها بفعلها الفتاة حالمة حد الإستفزاز ترى في شقيقها فارس الأحلام المغوار الذي أتي اليها بحصانه الأبيض كي يختطفها ويأخذها إلى مدن السعادة والخيال.
كيف تصدمها بالحقيقة القاسېة بأن كل ما تراه بعينيها مجرد أوهام لا تمت للواقع بشيء
لقد اخفقت في أول خطوات خطتها مع بسمة تلك الشرسة والتي لا تتنازل حتى تنال ما تريده ولن تحل عنها او تتركها بشأنها مدامت ملكت ورقة للضغط عليها وهي إعجابها السري بممدوح.
ماذا بيدها الان كيف لها ان تسير الأمور للوضع الذي تريده وقد تعسر من البداية وهذا الكذب المفضوح من والدتها جعل الفتاة وأهلها متيمين بشقيقها الذي عرف من النساء عدد شعيرات رأسه.
انتي بتحوطيلوا الأكل قدامه يا ماما ليه هو عيل صغير
ڼهرتها منار بتوبيخ صريح
وانت مالك يا مقصوفة الرقبة ما احطلوا ولا أكله بإيدي حتى وانت مالك
استشاطت غيظا لهذا التدليل المبالغ فيه فخرجت كلماتها غير قادرة على كبح حنقها
توقف عزيز عن الطعام ليتدخل سائلا
مين اللي قال الكلام دا يا بت
والدتك هي اللي قالت الكلام دا لوالدة رانيا يعني غش صريح .
غش! هو انا لما اتكلم عن اخوكي كلام حلو قدام نسايبه يبقى اسمه غش امال عايزني اقول عليه ايه اقول عليه كلام وحش عشان افشكل الجوازة من أولها دا حتى ما يشهد للعروسة غير اهلها.
الله عليكي يا ست الكل دايما كدة مظبطاني ومروقاني.
دحلو ده النظام دا يا أمي أستمري يا غالية.
يا حبيب امك انت.
تفوهت بها ردا عليه قبل أن تلتف لابنتها التي تجعدت عضلات وجهها بامتعاض صريح لهذا العرض المبالغ فيه لحنان الأم لابنها الغالي المدلل حتى أجفلتها بسؤالها
وعلى كدة رانيا صاحبتك ردت بموافقتها
هاا
إيه اللى هااا انا بسألك صاحبتك وافقت على خطوبة اخوكي ولا لسة
ارتدت رأسها للخلف قليلا بارتباك وقد استدركت الان لهذا الخطأ الذي أوقعت نفسها به بعد ان زلف لسانها الأحمق لتعلم والدتها بأنها التقت بسمة والتي اخبرتها بكل براءة برغبتها الشديد في الارتباط بعزيز الفارس المغوار أي ضياع كل ما تخطط له.
كل دا تفكير يا ست ليلى هي الإجابة صعبة أوي كدة
هتف عزيز بالعبارة لتنتفض تجلي رأسها من كل الأفكار بها لتجيبه بما يقارب الإقناع
مش حكاية تفكير بس هي البنت لخبطتني شوية مرة تقولي على كلام ماما ومرة تانية تقولي انها لسة بتفكر
صاحت بها والدتها بنفاذ صبر مرددة
يعني قالتلك ايه بالظبط وافقت ولا موافقتش
لسة يا ماما .. قالتلي لسة بفكر.
قالتها لتراقب بعد ذلك رد فعل المرأة التي التوى ثغرها بزاوية ثم عادت لطعامها تنظر في الفراغ بشرود وعزيز الذي لم يكترث لأي شيء وبدا ان الأمر عادي بالنسبة له
في وقت لاحق مساءا
وقد تجهزت ليلى للخروج نحو منزل بسمة كي تخبرها بنتيجة اللقاء الفاشل مع رانيا ولتواجه منها عاصفتها الساخطة وتفعل ما تفعل ماذا بيدها والفتاة على وشك
متابعة القراءة