رواية كله بالحلال (الجزء الأول من الفصول) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


من حدتها الغير مبررة بالنسبة له وارتفع حاجبه بعدم تقبل لقولها 
ليه العصبية دي يا ليلى هو انتي لقيتني پيتخانق معاهم انا بس بعرفك طبيعة الأشكال اللي بقو حوالينا يعني مطلبتش منك نصيحة ثم كمان متنسيش فرق العمر ما بينا خمس سنين يعني لازم تاخدي بالك منها دي.
افتر فاهاها بنية التلفظ بالكلمات التي يستحقها لكن سرعان ما اغلقته بعدما عادت لوعيها وتذكر ټهديد والدتها والتي بدأت تشك في نيتها هذه الأيام فاستبدلت على الفور لتقابل رده بابتسامة صفراء كي تكمل جلستها على خير 

انا أسفة معلش نسيت نفسي واتعصبت عليك متاخدتش في بالك.
تبسم بانتشاء طفل صغير وقد اسعده اعتذارها ليقول 
خلاص كمان وانا مش هزعل منك عشان عارفك طيبة ورقيقة بس عيبك الوحيد هو انك مدب ودبش.
برقت عينيها باشتعال الغابات الخضراء بها وقد افقدها البقية الباقية من تعقلها تنتوي هذه المرة بالرد حتى لو بالسباب وليحدث ما يحدث لكن ظهور شقيقها في الوقت المناسب وقد عاد بخطوات مسرعة إليهم هو من أنقذ الموقف.
جلس عزيز يربت بكفه على فخذ الاخر مرددا بترحيب وعينيه انتقلت نحو شقيقته التي امتقع وجهها پغضب حقيقي لم يخفى عنه 
منور يا سامح عامل ايه بقى
اجابه بزهو 
دا نورك يا حبيبي خالتو فين بقى
خالتك اهي خارجة بصينية وجاية حالا!
قالها واتجهت انظاره مرة أخرى نحو شقيقته التي كانت تزفر بضيق متعاظم جعله يتفهم وضعها ليلملم الموقف سريعا بفطنته ويأخذ انتباه الاخر بأسئلته 
ها يا عم سامح ما قولتليش بقى خالتو لسة ممنوع عنها التليفون ولا اتحسنت
على تختها ليلا وبعد ان استراحت اخيرا من هذه الزيارة الثقيلة لابن خالتها المتغطرس صاحب الډم الاثقل في العالم كانت تعد نفسها للنوم بعد ان ارتدت منامتها وتدثرت بالغطاء ولكن عقلها النشط تيقظ فجأة بسؤال ملح عن رد فعل بسمة بعدما اخبرتها عن لقاء بسمة وقد زحف بداخلها شعور غير مريح لمعرفتها پجنون الأخرى مما اضطرها لتناول الهاتف كي تتصل بها وتسألها وكانت اجابتها بحدة
قولتلك هتصرف يا ليلى ايه لزوم السؤال
وانا بسألك عشان اعرف هتعملي إيه
صاحت بها بضيق 
ما تصدعنيش يا بنت الناس عشان انا معنديش دماغ ليكي سيبني في اللي شاغلني دلوقتي
لم تكترث لقولها بل عادت بإصرار سائلة 
لا بقى انا مش هسيبك غير لما اعرف هتعملي إيه عشان بصراحة كدة لهجتك مش مطمناني واخاڤ تتهوري بفعل ټندمي عليه 
لا اطمني يا حبيبتي وما تخافيش عليا ولا على نفسك عشان انا هخلص!
قولها الهادئ وجملتها الغريبة جعلت ليلى تصيح بها پخوف 
تخلصي يعني ايه نهار اسود لتكوني ناوية تقتليها لا يا بسمة كله إلا ده .
اقتل مين يا متخلفة انتي هو انا عبيطة عشان اعمل حاجة زي دي
طب إيه
روحي نامي يا ليلى وانا بقى من هنا للصبح كدة اكون مخمخت لفكرة حلوة تحل كل الإشكال ده.
ودت لو تستمر بجدالها حتى تعلم ما بهذا الرأس المتصلب ولكن الأخرى لن تعطيها سوى القليل هي تعلم ذلك جيدا لذلك خرج قولها باستسلام اخيرا
ماشي يا بسمة واما اشوف اخرتها إيه بس بجد بقى اي حركة فيها أذية انا هرفض وبشدة عشان تبقي عارفة.
اجابتها ببساطة أذهلهتها 
تمام يا ليلى زي ما تحبي تصبحي على خير. 
وانتي من أهله.
غمغمت بها بعد انتهاء المكالمة وقد زاد بداخلها الشعور بالتوجس خوفا من تهور بسمة أو فعلها لشئ قد يضر الفتاة فما ذنبها هي إن كان وقع عليها الاخيتار من والدتها المتسلطة المتجبرة والتي لايقف بوجهها شئ
ظلت لمدة طويلة في التفكير والسهر حتى تمكن منها
التعب وغفت نائمة كالچثة حتى استيقظت صباحا على لكز قوي وصوت والدتها الحاد يهدر بها
اصحي يا ليلى اصحي يا زفتة .
انتفضت مستقيظة تبرق عينيها لها بهلع ازداد مع رؤيتها للوجه الغاضب فخرج صوتها متحشرج
إيه في إيه عايزة إيه يا ماما
تابعت لها بحدة 
اصحي كدة وفوقي عايزة اتكلم معاكي.
تقلصت عضلات وجهها برفض تام وهي تعود برأسها للوسادة متمتمة 
يا ماما سيبيني عايزة انام انا ماعنديش محاضرات في الجامعة النهاردة.
لكزته بقوة أفاقتها على الفور 
فوقي يا بت واتعدلي بدل ما اعدلك.
أهو يا ماما صحيت الله في إيه بقى هو في حد يصحي حد كدة على اول الصبح
خرجت منها الكلمات باحتجاج ولوم لهذا العڼف الغير مقبول قبل أن تباغتها بسؤالها 
انتي عملتي ايه مع رانيا امبارح
ذوت ما بين حاجبيها سائلة باستفهام رغم ارتيابها 
مالها رانيا يا ماما 
ردت بشراسة تكز على أسنانها 
هببتي قولتيلها إيه امبارح عن اخوكي
بقلب يرتجف توجسا من حدث الأسوء ردت بدفاعية واستفسار 
ما قولتش حاجة والله يا ماما.. هو في إيه بالظبط
في انهم رفضوا اخوكي يا ختي.
هتفت لها منار
 

تم نسخ الرابط