رواية كله بالحلال (الجزء الأول من الفصول) بقلم أمل نصر
المحتويات
اتعدلي عشان مقلبش عليكي اخوكي ها يتجوز رانيا عشان مؤدبة وهي أكيد هاتوافق بيه يعني انتى تخرسي خالص وما سمعش صوتك فاهمة
أومأت برأسها دون المقدرة على النطق وهي تحاول الخروج من المحيط الضيق بجوار والدتها وقد كانت على وشك التهامها في لحظة
تحركت قدميها من أجل الخروج ولكن الأخرى أوقفتها بأمر
استني عندك هنا يا بت.
هتفت بها تجيب النداء على الفور قبل أن تشير لها منار نحو الجهة الأخرى قربها لتخاطبها بشړ
التليفون عندك ع الرخامة اتصلي برقم خالتك مروة عشان اكلمها انا وانتي ونطمن عليها
على الفور اتجهت بانصياع تضغط على الرقم المعروف فجائتها الإجابة سريعا
الوو.... يا خالتو عاملة ايه
وصل لأسماعها الصوت الرجولي المستفز ابعدت الهاتف عن أذنها بقرف تخاطب والدتها بصوت خفيض
اشرق وجه منار ثم ما لبثت أن تعود لتجهمها وتخاطبها بحزم هامس
طب ردي عليه.
ارتفع طرف شفتها لتردد باحتجاج
لا طبعا دا غتت وانا مش ناقصة تلامة ع الصبح...
قطعت مجبرة وقد هالها مشهد والدتها التي دنت نحوها بأعين مخيفة تكز على أسنانها بټهديد
هاترضي ولا افتح دماغك الجزمة دي واستريح منك بالمرة
أيوة يا سامح انا مش خالتو انا بنتها ليلى هي مامتك فين
ليلى!
لفظ الأسم ليتبعه بتنهيدة ذات صوت عالي أثارت القشعريرة بأسماعها حتى بدا على ملامحها التي تقلصت مع متابعته
دا ايه الصباح اللي زي القمر ده يعني انا اقعد اتصل بيكي وابعتلك في الرسايل متروديش لحد ما جاني احباط من تجاهلك قوم الاقيكي فجأة انتي اللي بتتصلي بيا اخيرا قلبك حن يا لولو
لا يا حلو مش انا اللي متصلة دي امي عايزة تكلم امك بترد على تليفون امك ليه ياض
هددتها منار تبرق بعينها لتحذرها ولكن روح العند بداخلها جعلتها تتجاهل بعدم اكتراث ليأتيها صوته من الناحية الأخرى
بقيتي بيئة وقليلة زوق اوي يا ليلى دي مش طريقة ناس كلاس خالص دي ثم ايه حكاية مماتك دي كمان هو انتي متعرفيش ان انا اللي برد ع التليفون اليومين دول عشان مامي مانعها الدكتور من الكلام في الفون على ما تخف من تعبها الاخير دا بدل ما تتصلي وتسأليني زي أي بنت رقيقة عاملة ايه خالتو مروة يا سامح
كل الموشح ده عشان قولتلك عايزة اكلم خالتي طب مش انا اللي عايزاها يا ريس امي هي اللي عايزها اتفضل كلمها.
ختمت الاخيرة واضعة الهاتف بكف والدتها ثم انتفضت بسرعة قبل أن تتمكن من النيل منها وركضت خارجة من المطبخ.
ايوة يا حبيب خالتك ازيك يا سموحة.
والله عال مابقاش الا سامح ابن مروة كمان عشان يعلمني الأدب والزوق بصوته المسرسع دا كمان.
غمغمت بالكلمات بعد أن تمكنت من الهرب من براثن منار وهذه المكالمة الثقيلة على القلب حتى تفاجأت بصديقتها التى واقفة بوسط الصالة رافعة احدى حاجبيها بشړ وهيئة لا تنبئ بالخير.. قطبت ليلى بدهشة فخرجت كلمتها وكأنها سؤال
بسمة !!!
من وقت ان رأتها داخل بيتهم بوسط الصالة بعد ان كانت خارجة من المطبح هاربة من ڠضب والدتها وهي تشعر بالغرابة منها وقفتها المتحفزة نظرتها الغريبة نحوها ثم ردها التحية والمصافحة ببرود والأهم من ذلك كله زيارتها الغريبة وقد مر على تبادل الزيارات بينهم أكثر من سنتان من وقت ان انتهوا من دراستهم الثانوية وهن الان في السنة الدراسية الثانية من الجامعية ولا يوجد زيارات كالسابق .
هاتفضلي واقفة عندك كتير ولا انت لازقتي جمب الباب.
اجفلت ليلى من شرودها على هذه اللهجة المتهمكة منها فقالت بتردد وهي تتقدم بداخل
معلش يا بسمة انا بس استغربت شوية من الزيارة يعني ودي بصراحة مش من عادتك
قالت بلهجة غير مريحة وهي تعود لخلف المقعد وتضع قدم فوق الاخرى
حبيت اعملك مفاجأة يا لليلى ايه بقى معجبتكيش الزيارة ولا صاحبتك ما وحشتكيش
قطبت حاجبيها وهي تجلس أمامها على طرف التخت مرددة بزوق
ازاي بس يا بسمة متعجبنيش الزيارة ولا انتي نفسك ما وحشتنيش انا كل الحكاية اني بس مستغرباكي انتي نفسك النهاردة ودا غير طبعا انك جيتي من غير ميعاد ودي عمرها ما حصلت .
ظلت للحظات تحدق صامتة بنظرات غامضة نحو ليلى التي شعرت بالإرتياب منها ومن نظراتها المخيفة ثم ما لبثت ان تباغتها بقولها
جوزيني
متابعة القراءة