رواية كله بالحلال (الجزء الأول من الفصول) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


كل اصحابي.
رغم ابتهاجه لقولها إلا أنه لم يقوى على كباح سؤاله الملح 
طيب ولما هي غالية عليكي للدرجادي بعدتي ليه عنها السنتين اللي فاتوا انا تقريبا افتكرتك قطعتي علاقتك بيها.
خبئت ابتسامتها مع تذكرها لفترة الشتات التي مرت بها في هذه المرحلة ما بين البحث عن حب حقيقي ومصادقة عدد من الشباب بغرض ان تنسى من كان ولا يزال يحتل كل تفكيرها وكيانها حتى يأست وفاض بها من الفشل لتقرر اخيرا الاقټحام وخوض التجربة وليحدث بعدها ما يحدث.

داعبها يمسك طرف ذقنها بأصباعيه ليعلق مذهولا لشرودها 
ايه دا يا بنتي هو انتي اللي عقلتي ولا انا اللي كنت غافل ولا مخدتش بالي ولا ايه بس كل دا تفكير في السؤال البسيط
اجابته بصدق ظهر جليا في نبرتها وهذه اللمعة الخاطفة في عينيها بتأثر 
اصلها فترات يا ممدوح بتعدي علينا فترات ما بين التوهة وخوض التجارب لحد ما نرسى على حقيقة اللي حوالينا ونرجع بعدها ندور ع الحاجة الحلوة اللي تستاهل بجد اننا نتمسك بيها.
وليلى هي الحاجة الحلوة
قالها بابتسامة زادت على وجهه بهاءا وابتهاج لتقارعه مشاكسة 
إنت ايه رأيك
بطرف كفه طرق على جانب رأسها قبل ان يتحرك ويتركها مرددا 
رأيي في إيه يا عفريتة مالك انتي ومال رأيي
ذهب من أمامها يتركها تتطلع في أثره حتى رددت بالسؤال من خلفه 
طب ناوي تيجي بدري النهاردة ولا هتخلع
التف يجيبها وهو مستمر في خطواته ذاهبا 
اخلع ولا مخلعش انتي مالك يا باردة
ظلت تشيعه بابتسامتها ونظراتها المحبة حتى غادر من باب المنزل الخارجي لتطلق تنهيدة حالمة من العمق تتمنى استمرار الأمر هكذا في التقدم حتى يتحقق ما تتمناه واقتران كل حبيب بحبيبه فما توصلت له حتى الآن من نتائج مبشرة تزيد من داخلها الأمل في تحقق ما تتمناه وتريده ولكنها ما زالت في البداية.
اهتز الهاتف فجأة بجيب سترتها تناولته سريعا حتى صعقټ برؤية اتصاله وكأنه سمع النداء
الووو صباح الفل يا قمر. 
ردت تجيبه بصوت مهتز وقد غلبه خفقان قلبها المدوي داخلها فرحا باتصاله 
صباح الورد والنرجس كمان
والى ليلى التي كانت تتناول وجبة الإفطار مع والدتها غافلة عن كل التحضيرات وما يعد لهذه الليلة السابقة لموعد ميلادها كانت منشغلة بالتصفح على هاتفها بعدم انتباه لحديث والدتها معها حتى عنفتها غاضبة 
انتي يا بت اعملي احترام ليا واقفلي الزفت ده على ما تخلصي طفح.
رفضت تردد بتذمر 
حاضر يا ماما هقفل بس استني اخلص الشات ده من صاحبتي اللي ع الواتس.
على صوت منار هذه امرة بحزم 
بقولك اقفلي يا زفتة بدل ما اسحب منك الفون دلوقتي حالا. 
اهو اهو.
اغلقته مرغمة لتضع همها في تناول الطعام بغيظ جعلها لا تتحدث سوى بكلمات مقتضبة حينما تجبرها منار بالسؤال فعقلها كان منشغل بالتفكير في الأسئلة التي كانت تصلها عبر رسائلنا معه قبل غلق الهاتف هذه لمره كان ملحا في الطلب عما تحبه ومالا تحبه عن ملابس عن الوان عن اشياء ذات قيمة كالتي تعشقها الفتيات وهو لا يعلم عنها نتيجة لخبرته القليلة في الاختلاط بالاناث عما تهوي عما يلفت يلفت نظرها ويثير إعجابها حينما تتسوق لا تدري لما شعرت بغرابة أسئلته هذه المرة .
تاني برضوا سرحتي يا بنت هو انتي ايه حكايتك بالظبط
خرج صوت منار هذه المرة بقوة اجفلتها حتى انتفضت لتنتبه على اللقيمة التي كانت بفمها من وقت ما وضعتها منذ لحظات ولم تمضغها لتلوكها سريعا وترد بدفاعية 
يعني هيكون حكايتي ايه بس يا ماما ما انا قولتلك كان معايا مراسلة مع واحدة صاحبتي وانتي اجبرتيني اقطع عليها وأقفل الفون ايه تاني بقى
ايه تاني هو انتي طول ما ماسكة الفون دا ليل نهار هتركزي في حاجة ثم تعالي هنا ايه اهمية الحوار اللي بينك وبين صاحبتك ويخليكي تسرحي للدرجادي
أجفلتها بالسؤال وهذه النبرة القوية في التوبيخ وكأنها تتعمد استدراجها حتى هذه النظرة التي توجهها اليها ليست مريحة على الإطلاق لذلك لم تجد بدا من التهرب والمرواغة 
وليه متقوليش يا ماما ان انتي النهاردة اللي مستلماني ع العموم انا قايمة وسيبهالك خالص وبلاها من فطار.
صعقتها بردها حتى شهقت تنتوي ان توقفها صائحة بها لتنهرها على قلة زوقها قبل ان تذهب ولكن منعها مجيء ابنها الأكبر بعد ان خرج من غرفته على اصواتهن ليتلقف شقيقته قائلا 
ايه في ايه بس ع الصبح وليه الخناق مالك يا بت
قال الاخيرة يمسك بإصباعيه طرف انفها بمداعبة ثقيلة ازعجتها لتهتف بوجهه متذمرة 
يووه يا عزيز انت كمان كان ناقصني غلاستك دي ع الصبح 
ضحك يكرر الفعلة على عدة انحاء من وجهها ليزيد من سخطها بعد ان اوقفها مجبرة فتولت والدته الرد هي الأخرى 
اديك شوفت بنفسك يا غالي الحلوة مش مستحملة كلمة
 

تم نسخ الرابط