رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
آسر وأحمد بتباهي
_أمال أيه مش من صلب الدهاشنة..
قال أحمد ببعض المرح
_طيب يا عمي احنا نازلين من القاهرة على لحم بطننا وقرفنا من الدلفيري وسنينه السودة فين المحمر والمشمر والذي منه...
تعالت ضحكات سليم حتى كشف عن أنيابه فنهض عمر ليشير له ساخرا
_خف
شوية من اللغ تخنت وبقا ليك كرش..
_ويوم ما هفكر اعمل ريجيم هعمله وأنا هنا لا لو سمحت يا والدي العزيز سبني أعوض هنا ولما أرجع القاهرة ابقى أعمل ريجيم..
علق آسر باستهزاء
_ولا عمره هيخس يا عمي اسمع مني..
أشار لهم فهد بحزم
_غيروا هدومكم وكلوا لقمة وبعدين نتحدت..
إنصاعوا لكلمته فأتجه كلاهما للداخل فقال سليم بفخر يتبع لهجته السعيدة
ابتسم عمر ليضيف بسخرية
_احنا اللي العمر جرى بينا ومبقناش صغيرين يا سليم..
حاوطه بكتفيه ليستطرد قائلا
_العمر يجري ما يجري هنفضل مع بعض يا واد عمي..
احتضنته وهو يشاكسه بكلماته
_الكلام الحلو ده مش بيريحني واصل..
قال الاخير بمكر
تعالت ضحكات كلا منهما والكبير يتابعهما بابتسامة حب تشع من حدقتي عينيه الحنونة خلف حاجز الهيبة الذي صنعه لنفسه حافظ على بعض الخصال التي تنتمي لشخصه فحينما يستلم منصب الكبير يلغى الخصال الطيبة بداخله فأن صدر عنه تصرف يدل على نبله وكرم أخلاقه قد يظنه البعض ضعف منه وبالرغم من ذلك ظل يحتفظ بداخله بما يبقيه على إتصال قوي بالفهد!..
_متجبش سيرة للكبير باللي حصل على الطريق فاهم
أكمل تناول طعامه وهو يجيبه ببسمة خبيثة
_متقلقش هو هيعرف بس مش مني أبوك حبايبه كتير.
ذم شفتيه بضيق لصدق عباراته الصريحة انتبهت حواسه لمن اقتربت منه قائلة بابتسامة أشرقت وجهها المعجد
نهض عن المقعد ثم أسرع لينحني طابعا قبلة عميقة على يدها وهو يردد بابتسامة صافية
_الله يسلمك يا ستي ليه تتعبي نفسك وتقومي من سريرك أنا شويه وكنت طالعلك..
انصاعت ليديه التي تعاونها على الجلوس فجلست وهي تمرر يدها المرتعشة
_لا لزمن أشوفك واضمك لصدري قبل امك..
_مفيش حد أغلى عندي منك يا نبع الحنان..
احتضنته هنية بحب شديد وهي تردد برضا
_ربنا يحميك لشبابك يا ولدي..
ضحك أحمد ثم قال
_واكل بعقلك حلاوة الواد ده..
أشارت له بالاقتراب فانحنى على مقعدها لتحتضته بحنان ثم مررت يدها على خصلات شعره لتخبره بصوت منخفض
_بيفكرني بولدي فؤاد عمك الله يرحمه..
ابتسم أحمد ثم طبع قبلة على كف يدها
_ربنا يرحمه ويباركلنا في عمرك يارب..
هبطت راوية سريعا منهما ليعلو صوتها المنادي بحماس
_آسر..
تقدم ليصبح مقابلها فاحتضنته بفرحة
_وحشتني اوي غيبت علينا المرادي كدليه
أجابها هامسا بمرح
_جوزك طحنا بشغل المصانع!
ضحكت بصوت مسموع فقالت هنية بذهول
_بتقولها أيه!
أخشونت نبرة صوته بثبات
_ولا حاجة ده أنا بقولها هطلع أريح شوية لحسن أنا تعبان اوي من السفر..
وغمز بعنينه لراوية التي ابتسمت وهي تشير له بيديها على الهاتف فهمس بصوت شبه مسموع
_هكلمك يا كبيرة..
تعالت ضحكاتها وهي تتأمله يستكمل طريقه لغرفته بالطابق العلوي فجلست هي الأخرى على المقعد المقابل لأحمد لتسأله باهتمام
_طمني على روجينا وماسةوحور والشباب عاملين أيه
رد عليها وهو يرتشف الشاي الساخن
_كلهم بخير يا مرات عمي وان شاء الله هينزلوا الصعيد في اجازتهم..
قالت بارتياح
_الحمد لله..
ثم اردفت
_اطلع يا ابني شوف والدتك كانت قلقانه عليك من الصبح خد الشاي وأطلع طمنها عليك ..
ابتسم لرقة قلبها فابعد المقعد للخلف قليلا ثم كاد بالصعود ليجد نادين من أمامه تشير بيدها بمشاكسة
_يا مراحب بالحبايب..
ومن ثم اندفعت بحديثها
_قولي يابن ريم الواد بدر ابني مدورها في مصر ولا لسه بلوكه زي ما هو
كبت ضحكاته ليجيبها بصعوبة
_مهو انا مش فاهم حضرتك عايزاه يدورها فانفي الوضع ده ولا هتتفاجئ وتنصدمي لو عرفتي فأشعلل الدنيا بينكم..
حكت رأسها بتفكير ثم قالت بلهجة صعيدية
_والله يا ولدي ماني خابرة..
تعالت ضحكات أحمد فقالتهنية بضيق
_وبعدهالك يا نادين هملي الواد يطلع يشوف امه..
ثم قالت
_اطلع يا ولدي وسيبك من المخبولة دي..
كبت ضحكاته وهي يستكمل طريقه للأعلى اما نادين فجلست جوار راوية وهي تردد پغضب
_كده يا خالة أنا مخبولة!
اكدت لها حينما قالت
_مخبولة من يوم يومك ايه قولك
ضحكت راوية وهي تتأملها تستشاط غيظا كالطفل الصغير متناسية مرور الأيام عليهما ليشيب الشعر ويطغو الشيب على اجسادهم..
لافتة ضخمة تلمع على أبواب المصانع العملاقة تضم إسم مصانع عائلة الدهاشنة بخط موثوق العمالة تدب بالداخل كخلية النحل النشطة التي تحوم باجتهاد آلاف من المعدات الحديثة يشملها عدد من العمال وأخرون يغسلون الفاكهة جيدا قبل أن يحضرونها للمرحلة التالية وهناك من يرص الأكياس بعناية بداخل الكرتون ومن وسط هؤلاء كان يمر بينهما يتفحص الفاكهة باهتمام يحرص حرصا شديد على العمل الجاد فيما بينهما ليسرع بتلبية الطلبيات بموعدها حرصا على سمعتهم المرهونة فمشط بيديه خصلات شعره الطويل التي تزعج عينيه لينتبه لمن يناديه لاهثا
_بشمهندس بدر..
استدار بدر إليه
متابعة القراءة