رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
من غرفتها تراقب غرفة ابن عمها المجاورة لغرفتها ومن ثم هرولت لتطرق على باب الغرفة طرقات متتالية فما أن فتحت رؤى الباب حتى هرولت روجينا للداخل لتغلق الباب من خلفها قبل أن يلمحها بدر خلعتروجينا الحجاب ثم جلست على الفراش تلتقط أنفاسها التي كادت بالتوقف من خۏفها الشديد فأسرعت رؤى اليها لتتساءل في لهفة وقلق
التقطت انفاسها بصوت مسموع وهي تخبرها
_الحمدلله انك مقولتهولش حاجة.
تجاهلت ما قالته ثم سألتها باهتمام
_إنتي روحتي فين!
بحزن شديد قالت
_أنا ربنا نجدني يا رؤى..
_أيه اللي حصل!
تملكتها الدموع وهي تقص لها
_ كريم زميلي اللي كلمتك عنه قبل كده اټهجم عليا امبارح ولولا شاب ربنا بعته ليا أنقذني من تحت أيده كان زماني وقعت في کاړثة مفيش مخرج منها.
برقت بعينيها وهي تتساءل في هلع
_وأنتي كويسة!
_ملحقش يعمل حاجة الشاب ده أنقذني مرتين مرة من الحقېر اللي اسمه كريم ده والمرة التانية لما وقعت في المياة.
وبهيام أضافت
_أنا معرفتش أشكره كويس على اللي عمله معايا كل اللي فكرت فيه اني أرجع بسرعة قبل ما بدر يأخد باله إني مش موجودة أنتي عارفة لو عرف حاجة زي كده ممكن يعمل أيه!
_مش مهم كل ده المهم انك بخير الحمد لله ربنا بيحبك عشان كده بعتلك اللي ينجدك.
ومن ثم ابعدتها عنها لتحاوط وجنتها بأصبعيها وهي تستكمل بدمعات غزت وجهها الأبيض
_أنتي متعرفيش أد أيه الاحساس ده صعب إنك تعيشه أصعب من المۏت بمراحل وميعرفهوش غير اللي عاشه وإختبره.
الصريح
_أنتي فيك أيه يا رؤى من يوم ما رجعتي مصر وأنتي مش طبيعية حتى طريقتك وكلامك!
ابتعدت عنها ومن ثم جلست على الفراش لتبكي بصمت مما أكد للأخرى صدق حدسها فاتبعتها لتجلس جوارها ومن ثم قالت پخوف
_في أيه!
خرجت عن صمتها أخيرا لتبوح عما يضيق بصدرها
جحظت عينيها في صدمة فلطمت وجهها وهي تهمس بعدم استيعاب
_يا نهار أسود أيه اللي بتقوليه ده ازاي وأمته وفين!
ردت عليها بدموع تدفقت لتفيق الآلآم بداخلها
_كنت بحاول أنسى الإنسان اللي حبيته ففقدت نفسي..
ورفعت وجهها مقابلها وهي توضح لها پانكسار
_عيشتي في أمريكا أثرت عليا وڠصب عني اندمجت بعادتهم وبقيت زيهم لدرجة إني بقيت متقبلةمع الشخص اللي بحبه مش شرط يكون بعقد جواز..
وتطلعت لها وهي تسترسل بحرج
_ولما حبيت وجيت أعمل كده الإنسان اللي حبيته رفضني ورفض تفكيري ده حسيت وقتها إنه بنى آدم متخلف وراجعي..
أجابتها بسخط
_متخلف وراجعي! .. ده راجل بجد وحبك بجد وأكيد كان هيصونك!
أغلقت عينيها بإلم وكأنها تحارب تلك الغصة المؤلمة التي هاجمتها لتو ومن ثم استطردت لتفيض بما يعيقها
_لما رجعت كنت عايزة أنتقم من اللي عمله بس مكنتش أعرف إني بنتقم من نفسي إحساس انعدام الثقة برفضه ليا خلاني زي المچنونة اللي عايزة تسلم نفسها لأي حد لمجرد إنها تأكد لنفسها إنها جميلة ومرغوب فيها!
صعقټ مما استمعت اليه ومع ذلك تماسكت وهي تسألها بإهتمام
_وبعدين
التقطت نفس عميق قبل أن تجيبها
_قابلت شاب من مصر وبيدرس معانا بنفس الجامعة كان معجب بيا وأنا حسيتها فرصة أحاول بيها أنسى اللي حبيته وخروجة في التانية طلب مني أروحله حفلة عيد ميلاده وفعلا روحت وكان هناك عدد بسيط من أصدقائه ونصهم كانوا من نيويورك قدملي مشروب ولما شربته حسيت بجسمي بيتخدر ومحستش بأي حاجة بعدها غير وهو بياخدني أوضته اللي كان فيها اتنين من أصحابه وأنا مصدومه ومش قادرة حتى اني أصرخ والغريبة بقا انه مش شايف نفسه عمل حاجة لأنه متأكد إن الشرف عند الامريكان مش شيء مهم زي مانا كنت فاهمه حسيت ان ربنا بيعاقبني على طريقة تفكيري وعلى خسارتي الكبيرة للشخص اللي حبيته أنا من اللحظة دي يا روجينا فقدت نفسي وحياتي بقت بتضيق عليا إحساس الإنكسار بشع وأنا انكسرت أكتر من مرة وفوقت بس متأخر.
خيم الحزن على وجه روجينا فكلماتها غزت قلبها بسهام قاټلة فكيف للمرأة أن لا تشعر پألم إمرأة مثلها احتضنتها وهي تردد بصوت باكي
_وخبيتي عليا كل ده يارؤى أنا كان قلبي حاسس إن أنتي فيك حاجة مش مظبوطة ودلوقتي اتاكدت..
شددت الأخرى من احتضنها لتترك العنان لشهقات دمعاتها المكبوتة بالإنفلات بكت بصوت مرتفع كاد بأن يذبح روجينا التي حاولت بكافة الطرق تهدئتها فأبعدتها عنها وهي تزيح دموعها ثم قالت بحزن
_ليه سكتي عن حقك مرفعتيش قضية عليه ليه وبهدلتي الدنيا
ابتسمت ساخرة
_مش دي كانت رغبتي من الأول يمكن ربنا عمل كده علشان أحس باللي كنت ناوية أعمله بنفسي وأعرف قيمة الشخص اللي ضيعته
متابعة القراءة