رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
اللي حصل
كان صعب عليا أكتر ما هو صعب عليها..
ابتسامة ساخرة احتلت ثغر أحمد ليردد باستهزاء
_واللي وصلت ليه دلوقتي كويس!
وباندفاع أكبر صاح بصوت مرتفع
_ماسة كانت حاسة بالوحدة وكانت عايزاك جنبها تتطمنها وتوسيها على مۏت ابنها بس أنت إخترت الهروب يا يحيى اخترت تفضل بلندن أفضل من وجودك جنبها ومنزلتش غير بعد الحالة النفسية اللي بقت فيها لحد الآن ولما مديت ايدك ليها وخرجتها من اللي كانت فيه رجعت ووقعتها تاني في دايرة أكبر من اللي كانت فيها الدكتور شرحلك حالتها كويس جدا ومع ذلك قربت منها ودي النتيجة!
_كل اللي بتقوله ده غلط يا أحمد أنا مقدرتش أكون جنبها لأني كنت ضعيف خۏفت أضعفها وحالتها تسوء أكتر واللي حصل ده صدقني أنا معرفش عملت كده ازاي يمكن أكون ضعفت أو مكنتش في واعيي بس الأكيد إني مش فرحان بحملها ده وأنا عارف أد أيه في خطۏرة عليها..
لم تتلاشى تلك الابتسامة الساخطة عن ثغره فقال بعد سماعه ما قال
تدخل بدرأخيرا بينهما فدفع أحمد للخلف ومن ثم صاح متعصبا
_كفايا بقا يا أحمد مش كلنا عندنا المقدرة والقوة أننا نواجه المصاېب حاول تستوعب ده محدش فينا شكل التاني..
نهضعبد الرحمن هو الأخير فدفعه تجاه باب الخروج وهو يردد بهدوء
_تعالى نكمل كلامنا تحت..
_مش نازل أنا مش جبان زيه عشان أهرب من المواجهة..
لكمه يحيى بشراسة وهو يردف بتعصب
_أنت زودتها أوي!
صوت مرتعش باكي تسلل لمسمعهم فجعل الڠضب يبتعد عنهما كابتعاد السماء والارض حينما وجدوا ماسة تختبئ خلف الحائط وتهمس پبكاء وخوف
_يحيى..
ترك أحمد ياقة قميص يحيى وابتعد عنه على الفور حتى لا يخفيها أكثر من ذلك بينما هرع إليها حماها ليجذها لأحضانه ومن ثم حثها بأن تدلف معه للداخل وهو يردف بابتسامة مصطنعة
تعلقت به ونظراتها تحيط بأحمد بعدوانية شديدة بينما دفعه بدر پغضب تجاه باب الشقة
_ارتحت! ... اتفضل إنزل بقا.
انصاع اليهما ولحق بعبد الرحمن للاسفل فأغلق بدر الباب من خلفهما ومن ثم هبطوا سويا للاسفل..
عاونتها على النهوض من الفراش ومن ثم اتبعت خطاها لخارج تلك الشرفة التي تعدها الازهار البيضاء وأوراق النعناع المزروع بعناية على حافة أسوار شرفتها التقطت حور نفسا عميق وكأنها حرمت من حريتها لأعوام وليس لساعات قليلة في تلك اللحظة حمدت الله الف مرة على أن الحړق لم يحدث بها اصابات بالغة وإنما استهدف جزء صغير من ذراعيها وقدميها استدارت برأسها تجاه تسنيم التي تقبض على معصمها بقوة وكأنها تخبرها بأنها رباط الصداقة القوي الذي لن يقهره الأيام مهما صار منحتها ابتسامة مشرقة وهي تخبرها
ابتسمت حور وهي تجيبها
_ماما وتالين مكبرين الموضوع وحبسني باوضتي على السرير ال٢٤ساعة مفيش غيرك اللي حن عليا وخرجني..
رفعت كتفيها بتفاخر
_عدي الجمايل دي..
تعالت ضحكاتها وهي تشاكسها
_بعد وبجمع لما نشوف أخرتها.
امتزجت ضحكاتهن سويا فقطعهما رنين هاتفها للمرة الثالثة اشبعت نظرات فضولها حينما قالت
قالت مسرعة
_طب ما تردي يمكن يكون في حاجة..
أومأت برأسها وهي تحرر زر الإجابة لتباشر بحديثها معها ومن ثم تبدلت معالمها للڠضب الشديد ليعلو صوتها الهادئ
_تاني يا ماما أنا بقيت بكره زيارات أخوكي دي عشان كل مرة بيطلع بعريس أنيل من اللي قبله..
اتاها صوتها المعاتب
_عيب يا تسنيم قولتلك الف مرة معتيش تتكلمي بالاسلوب ده عن خالك وبعدين أنا معرفش اذا كان هو اللي جايبه ولا مين ما انتي عارفة ابوكي مش بيتكلم مع حد بس المرادي شكله مبسوط من العريس ده..
بضيق شديد قالت
_أكيد هو اللي جايبه ومجايبه انتي عارفاها كويس..
قالت بتأفف
_الكلام ده مالوش لازمة دلوقتي الناس جاية بكره بليل يعني تسافري باقرب وقت بلاش تخلي ابوكي شكله وحش قدام الناس وفي الاول والاخر محدش هيجبرك على حاجه لو معجبكيش ارفضيه..
أغلقت معها الهاتف وعلامات التذمر والضيق الشديد بادية على وجهها فلم تكن حور بحاجة لسؤالها عما أصابها لسماعها المكالمة كاملة فاختارت تصبيرها بكلمات أسكنتها برداء السکينة فاستعدت للسفر بالغد حتى ترى ذاك العريس المبجل!
مرت ساعة كاملة ولم يعجبها أي من ثيابها بعد تود أن تقابله اليوم في أبهى صورة تجعل عينيه لا ترى غيرها انتهت روجينا أخيرا من إختيار فستان أزرق بسيط منحها مظهر رقيق للغاية ومن ثم ارتدت حذائها الاسود وحجابها بعناية فائقة ومن ثم اتجهت للجامعة والحيرة تسكن خلاياها فحتى أنها لم تبالي بحضور محاضراتها الاساسية بل جلست بأحدى كافيهات الجامعة وعينيها تلتفت حولها بين الحين والآخر بملل فهمست لنفسها بتذمر
_مقاليش هيقابلني أمته وازاي!
_مش مهم لأنك قدامي طول الوقت والقرار بظهوري يعود ليا أنا..
أتاتها تلك الإجابة من خلفها التفتت بلهفة فاتسعت ابتسامتها حينما رأته يقف أمامها باناقته المعتادة حتى طريقته بالحديث تستهدف قلبها وعقلها معا سحب أيان المقعد المقابل لها ثم جلس
متابعة القراءة