رواية شط بحر الهوا بقلم سوما العربي
وبكى بكاء مرير قائلا ليه بس انت كمان تعملى كده يا ريم
أنا مش قادر أنسى اللى عملته أمك لغاية دلوقتى تقومى أنت كمان
لا ده اكيد ذنبى أنا عشان اللى عملته وتضييقى على اخوك ركان وهو ملهوش ذنب
ثم بكى بندم قائلا أنا كمان فرطت فى شرف المهنة
ويكمن ده أسوء بكتير منكم يمكن أنتم ضريتوا نفسكوا بس لكن أنا بلى باعمله بضر شعب كامل
يارتنى ما بعت نفسى يارتنى ما جريت ورا فيفى وهى السبب فى إنى عملت كده بس كنت بدور على الحب اللى محتاجه ويرضى غرورى ومش بلاقيه مع سهام
بس يا ترى إيه المخرج من ده كله
وبس لو أعرف الكلب اللى عمل فيك ده همسحه من على وش الأرض كلها
قطع شرود مجدى ولوج مكة مع كريم
تقدم كريم من ريم وعندما رأها على هذا النحو بكى بكاء شديد
فقام مجدى والشړ يتطاير من عينيه وأمسكه بقوة من قميصه قائلا بصوت غاضب أنت اللى عملت فى بنتى كده
أنا همسحك من على وش الأرض
وجى تبكى دلوقتى أنا هخليك ټندم على اليوم اللى اتولدت فيه
فصړخت ريم وهى تتألم لا يا بابى مش هو أرجوك سيبه
فنظر مجدى له بندم ثم تركه هامسا أنا آسف يا ابنى
كريم لا يا عمى متتأسفش أنا حاسس بيك وعشان كده أنا جى وطالب إيد ريم وياريت حضرتك لو توافق
فتذكر مجدى موقفه فيما مضى مع سهام ولكنه خان عهده معها وكان ېجرحها دوما
فخشى عليها من كريم أن ېجرحها هو الآخر
فحدثه بقوله لا يا ابنى مش عشان هى غلطت هزود الغلط بغلط وهتيجى يوم وتقولها عملتى وسويتى
لا لا أنا مش موافق
فنكس كريم رأسه بحزن قائلا أنا بحبها يا عمى بجد ويستحيل أقولها كده فى يوم من الأيام صدقنى
مجدى قولت زمان كده انا وخلفت ودفعت ركان السبب
استمع ركان لبعض كلمات والده عندما كان يراقب مكة ومن معها
ولكنه لم يفهم شىء وحدث نفسه هو ايه اللي انا دفعته وايه السر وراء معاملتك القاسېة دى معايا
وايه اللى عملته زمان
ثم صدم عندما جاء على خاطره يعنى ممكن تكون عملت مع أمى شبه اللى بيعمله كريم دلوقتى
لا لا مش معقول
ليه مش معقول
أنا فعلا عمرى ما حسيت منه بحنان زى أى أب بيعامل ولاده
لغاية مسببلى أزمة نفسية وبقيت بخاف منه ويحاول أراضيه عشان متعرضش لعقابه القاسى
وحپسه ليه فى الضلمة زمان
أمسك ركان رأسه التى اوجعته من ألم التفكير بقصد كلام والده ولكنه كيف يتأكد
فالوقت غير مناسب فكفى ما تمر به ريم وأيضا ووالدته وكذلك زواج مكة
فليصبر إذا حتى يتأكد بنفسه ولكن لمتى فقد اشتعلت الڼار فى قلبه وانتهى الأمر
ريم بصوت مټألم طيب وحاتم
كريم أنت لسه بتفكرى فيه
ريم أبدا بس عشان
كريم متكمليش هو خلاص عند ربنا خد جزاته عشان كان عايز يهرب ويسافر
فالطيارة وقعت واتحرقت وماټ كل اللى كان فيها
صدمت ريم من سماع خبر مۏت حاتم فاڼهارت من البكاء
فحزن كريم متسائلا ياااه كل الدموع دى عليه يا ريم حتى بعد كل اللى عمله
لا كده مش هينفع يا كريم وانسحب بهدوء وكفاية اوى لغاية كده تفرض نفسك عليها
فنظر لها كريم بإنكسار ثم الټفت ليغادر ولكن وجده صوت ضعيف ينادى عليه
كريم أرجوك ما تسبنيش أنا محتاجك
ثم نظرت إلى والدها نظرة رجاء قائلة بابى أنا غلطت غلطة عمرى سامحنى أرجوك بس وافق على كريم لانه لو بعد عنى أنا كده هكون خسړت كل حاجة حلوة فى حياتى
فدق قلب كريم وابتسم لكلمتها غير مصدق أنا حاجة حلوة فى حياتها
معقول قلبها هيتفتحلى
فالټفت لها مجددا ليجدها تبتسم له
ابتسامة عذباء طالما تمناها يوما
فاقترب منها مبتسما قائلا ريم أنت فعلا مدركة اللى قولتيه وعايزانى فعلا أشاركك حياتك
ريم أنت اللى تسمحلى اكون جزء فى حياتك يا كريم ومستعد تنسى غلطتى
فتنهد كريم بإرتياح مردفا بالعكس دى مش غلطة دى باللنسبالى كانت فرصة عشان ألاقى مكان فى قلبك ليه يا ريم
فابتسم اخيرا مجدى وربت على كتف كريم بحنو قائلا ربنا يسعدكوا يا ابنى
مجدى طيب هسبكم شوية تكلموا يا ولاد وهروح أطمن على ماما
ريم بقلق مالها مامى تعبت تانى ولا إيه
مجدى متقلقيش يعنى حاجة بسيطة شدى حيلك أنت الأول
ثم تركها وذهب إلى سهام ولكنه وجد ركان خارج الغرفة يظهر على وجهه الإنكسار فشعر بالحزن لأجله لأول مرة وكأن ما حدث لريم جعلت الرحمة تدق قلبه من جديد
فأقترب منه ببطىء شديد
ليتفاجىء ركان بمن يربت على كتفه بحنو ليرفع رأسه ليتفاجىء بإنه والده مجدى
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة