رواية شط بحر الهوا بقلم سوما العربي
بالك من نفسك ولو احتجتى حاجة شيعيلى المنيل جوزك ربنا يهدهولك
أنا مش عارفة وحدة بنت حلال زيك تقع ازاى فيه
ده سمعته على كل لسان انتم مسئلتوش عليه قبل الجواز يا بنتى
فبكت زهرة عندما تذكرت أباها وتحذيره ليها قائلة النصيب يا خالة
وغادرت الخالة نحمدو وضمت زهرة إبنتها لصدرها ثم بكت وشعور ما توغل لصدرها بالخۏف
ثم نظرت لوجه ابنتها فرأت ملامحها الجميلة فهى تشبهها كثيرا إلا فى لون العينين فقد أخذت لونهما الرمادى من أبيها عباس
زهرة ماشاءالله قمر يا ناس تقولوش حتة كرميله الله حلو كرميله دى هسميك اسم شبه كرميلا
فولج لها عباس قائلا بسخرية أنت بتدلعيها كأنها كبيرة وفاهمة شكلك أتجننتى يا ولية
زهرة محدش مچنون غيرك تعال قرب يا راجل وشوف بنتك كرميلا جميلة إزاى
فاقترب منها عباس ونظر لها ولكنه كأن الله ختم على قلبه فلم يكن لديه اى احساس بالأبوة
عباس بلا مبالاة أهى عيلة زى اى حد
المهم أنا رايح أريح شوية عشان أقوم فائق للشغل
مش عايز اسمع صوتها أنا مبحبش زن العيال
زهرة أبقى حط على دماغك المخدة يا راجل اعملك إيه يعنى مالازم العيال فى الأول كده ومتخفش مش هقولك شيل ولا هدهد
أنا هعملها كل حاجة
عباس بإبتسامة سخرية من جانبى فمه لا ده اللى ناقص عليه كمان
ثم تركها للغرفة الأخرى لينام
ولكنه كان دائم الاستيقاظ على صوت بكاء الصغيرة كرميلا
فتأفف وڠضب قائلا أنا قولت مبحش العيال عشان زنهم ده يعنى مش هعرف أنام واستريح بسببها
لا مقدرش على كده انا والله لأخدها وارميها لكلاب السكك واستريح حاجة تقرف
فقام كالۏحش الثائر إلى غرفة زهرة
فوجدته أمامها ينظر إليها بعين الشړ
عباس بصوت جهورى حاد أنا مش قلت مش عايز زن فى ليلتكم اللى مش عايزة تعدى دى
زهرة معلش يا خويا عيلة لسه حتة لحمة حمرا
عباس وأنا قولتلك مش عايز عيال ومش عايزها
زهرة يعنى ايه
عباس يعنى هاتيها هرميها للكلاب أنا مش عايز صداع
زهرة بصړاخ لا مش هتاخد بنتى منى حرام عليك اتقى ربنا شوية
عباس لا خدها وإلا هرميك معاها فى الشارع
زهرة لا لا يمكن تخدها منى
عباس لا هخدها ثم أقترب منها ينزعها من يديها وهى تستغيث لا لا بنتى حرام عليك يا عباس سبهالى وان شاء الله مش هتسمع صوتها تانى
عباس قولت مش عايزها يعنى مش عايزها
حاولت بقدر الإمكان زهرة التشبث بإبنتها ولكن لضعف صحتها استطاع عباس أخذها منها واسرع بها للخارج
فأسرعت ورائه زهرة صاړخة بنتى بنتى حرام عليك هات بنتى
فدفعها عباس بقدميه فسقطت فى الأرض
ثم لاذ هو بالفرار بها وأغلق على زهرة الباب بالمفتاح حتى لا تخرج ورائه
مشى عباس ب كرميلا عدة أمتار ولم يدرى اى مكان يضعها بها ليتخلص منها
حتى شاهد مبنى مكتوب على لافتة منه دار الايتام
عباس بس هى دى ثم نظر لوجه ابنته فوجدته تبتسم
عباس شكلك حلو بس صوتك سرينة أعوذ بالله
فخليك هنا فى الدار يربوك أحسن ولو يعنى كبرتى وعقلتى ابقى أفكر ارجعك
استنى بس اكتب على ايدك أسمك عشان يعرفوك بأسمك وأعرف اجيبك لو حبيت
فكتب على كف يدها بالقلم
كرميلا
ثم وضعها أمام الباب واختبىء فى مكان بعيد حتى يتأكد أنهم سيدخلونها لديهم
أفاقت زهرة من شرودها بعد تذكر كلمات عباس التى قالها لها المشفى
عباس أنا حطتها قدام باب دار الأيتام
وطلعت وحدة ست كبيرة على صوت عيطها وسمعتها بتقول يا عينى عليك ومين رماك كده
وهى عرفت إنها بنت من اسمها اللى كتبته على ايديها كرميلا
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية
راحت قيلالها لقيت الطفلة دى على الباب
فقلتلها طب أدخلى بيها جوه ونعرضها على مديرة الدار
زهرة والڼار تأكل قلبها وقد أقتربت من تلك الدار يارب تكونى يا ست سامية لسه عايشة وتطمنينى على بنتى
يااااه لو فعلا موجودة وراحت تنادى عليها مش عارفه لما أشوفها صراحة هعمل ايه
هقولها ايه وهقولها ليه رمناك فى دار الأيتام
يارب هونها عليه وعليها بحق لا اله الا أنت
يارب تكون موجودة واخدها تعيش مع اخواتها ايمان
وإسلام
فقد تزوجت زهرة بصلاح ابن نحمدوا بعد أن طلقها عباس ولم تجد مأوى لها بعد أن سمعت پوفاة والدتها ايضا بعد أبيها بفترة
فأشفقت عليها نحمدو وزوجتها ابنها صلاح الذى احبها واكرمها وعوضها عن ما فعله معها عباس
طرقت زهرة باب الدار لتخرج سيدة ليست بالكبيرة ولا الصغيرة
زهرة حضرتك ست سامية
خرج عامر من عند الطبيب وكأن هم الدنيا كله قد اجتمع فى قلبه وظهر على وجهه العبوس والقلق
وعنان بجانبه وتتألم لألمه ولكن لا تظهر