رواية شط بحر الهوا بقلم سوما العربي
وعرفهم بنفسه ثم سئلهم على فارق الحياة بالفعل فأجابه المسعف سريعا وهو يغلق باب السيارة.
لا يا باشا لسه بيطلع فى الروح الدكتور أهو بيحاول ينقذه بالاسعافات الأولية عقبال منوصل للمستشفى .
تنهد ركان بإرتياح محدث نفسه كويس إنه لسه عايش وربنا يستر ميموتش عشان موقفها ميتعقدش أكتر .
ثم بدء بدقات قلب متصارعة يصعد درجات الدرج بتوتر حتى وصل إلى الشقة فوجدها تجلس أمام وكيل النيابة صديقه يحقق معها .
هشام بتوبيخ .بطلى عياط وقوليلى إيه اللى حصل بينك وبين المدعو عباس خلاك تطعنيه بالشكل ده لغاية مبقى بين الحياة والمۏت دلوقتى ولو ماټ عقوبتك هتكون اكبر .
ولكن لم تجاوبه مكة واكتفت بالبكاء .
فضړب هشام پغضب المنضدة أمامه بإحدى كفيه قائلالا أنا تعبت وجبت أخرى إكلمى وخلصينا .
قلب ركان لبكاؤها على هذا النحو ولكنه حاول الثبات كعادته وتقدم منهم فرحب به هشام قائلا ..اهلا سيادة النقيب ركان .
اتفضل أقعد وحاول معاها عشان أنا فعلا تعبت .
فنظرت له مكة بطرف عينيها ثم اخفضتها سريعا .
وكأنها كانت نظرة تشبع بها نفسها المشتاقة نظرة من عين محبة لنفس فقدت كل ما يبقيها على قيد الحياة .
جلس ركان أمامها قائلا بصوت ممزوج تارة بالعتاب وتارة بالقسۏة وتارة بالحبليه عملتى كده أرجوك جاوبينى
فزادت مكة فى بكاؤها فانفعل ركان ..بطلى عياط وبصيلى وأنا بكلمك وردى عليه .
فنظرت له پقهر وذل ولكن همست بصوت منخفض
ركان .أنت فيه إيه ولا إيه
مش وقت محاضرات جاوبينى على سؤالى .
فصمتت مكة ولم تجاوب .
أرادت عنان الذهاب فورا لصديقتها مكة حتى تتطمئن عليها بعد ما سمعت ما حدث .
فاعترضتها زوجة أخيها سارة
سارة بسخرية ..على فين العزم يا شمولة
عنان..هروح أطمن على صحبتى عندك مانع !
سارة .اه صاحبتك مكة قتالة القټلى روحى يمكن يخدوك تونسيها فى السچن ونخلص منك .
عنان خلص عليك عزرائيل يا شيخة .
أنا مش عارفة اخويا الطيب ده
عجبه فيك إيه
يا ستير يارب .
أبعدى عن طريقى يلا ..وأنت شبه أمنا الغولة كده .
سارة بغيظأنا شبه أمنا الغولة أما وريتك يا ام سبع ألسان أنت مبقاش أنا سارة .
فأسرعت عنان راكضة من أمامها حتى لا تبطش بها .
واتجهت إلى صديقتها مكة .
.
ولجت عنان إلى مكة وعلى وجهها ظهر الحزن بجانب بكاؤها .
عنانيا حبيبتى
يا مكة ويا عينى على اللى صابك .
كل ده يحصلك فى يوم واحد .
استغفر الله العظيم يارب .
ليه بس عملتى كده
أنا عارفه إنه يستاهل الحړق مش بس
لكن كده أنت ضيعتى نفسك .
ما أنت شايفه برده حالى عامل ايه مع اللى متسمى مرات اخويا .
مش طايقة وجودى فى البيت معاهم .
وعايزة تكرشنى وكل شوية خناقة وصوتنا يسمع الجيران كلها .
بس اهو مستحملاها عشان خاطر اخويا حنين وكويس معايا .
وكمان عقبال مربنا يفرجها ويجيلى ابن الحلال اللى يخلصنى من العيشة الهباب دى معاها .
فبكت مكة ..ولم تستجيب لحديث عنان وفضلت الصمت .
نظر لها ركان وعلم إنها هى تلك صديقتها التى كانت تصاحبها فى يوم المطر .
فتقدم منها ركان قائلا
أنا عارف أنكم صحاب فياريت تفهمى صحبتك أن الصمت مش هينفعها وإنها لازم تتكلم ليه هاجمت المدعو عباس بالشكل ده
عنان..حاضر يا باشا بس ياريت تسبنا لوحدنا دقيقة.
ركانأنا هبعد عنكم بس لكن هتكونوا تحت نظرى .
فابتعد عنهم ركان .
فاحتضنت عنان مكة بحب والدموع تملىء عينيها ثم ابتعدت برفق هامسة بصوت منخفض .حبيبتى يا مكة .
أنا قلبى حاسس أكيد إن عباس الكلب ده عمل حاجة خلاك تعملى كده .
فاحكيلى يا حبيبتى أنا عنان اختك وصحبتك .
نظرت لها مكة پألم وحزن ثم أردفت أنا مش مصدقه اللى عملته بس هو اللى اضطرنى لده ثم بكت بكاء مرير وركان يتابعها بعينه ويود لو ذهب إلى عباس هذا وأجهز عليه هو بنفسه لإنه سبب الحزن والبكاء لها .
عنان بغيظ عمل إيه المنيل ده قولى يا حبيبتى
مكة بيد مرتعشة .كان عااااااااايز ..
ولم تستطع أن تكمل حديثها واكتفت بالبكاء .
فضړبت عنان على صدرها تفهما لما أرادت قوله قائلة يا مصيبتى يا مصيبتى وحصل يا بت ولا غزتيه قبل ميعملها .
وضعت مكة يديها سريعا على فم عنان قائلة بس اسكتى خالص .
مش عايزه حد يعرف اللى حصل ولا حتى النيابة أنا مش عايزة شوشرة وناس تلسن عليه بكلمتين .
أنا مش ناقصة كفاية اللى أنا فيه ومتقلقيش مقدرش يعملى حاجة ولحقت نفسى الحمد لله .
عنان بتنهيدة الحمد لله .
بس كده غلط عليك لازم يا حبيبتى يعرفوا السبب عشان تطلعى منها بسلام ولا حكم مخفف لكن كده هتثبت عليك محاولة قتل .
وحكمها شديد يجى كام سنة كده فى السچن .
هزت مكة رأسها بلا مبالاة قائلةوأنا عايزه كده.
هعمل إيه بره فى الدنيا ومليش حد بعد أمى الله يرحمها ومليش مكان أروحله .
والدنيا بقت زى الغابة كله عايز ياكل كله