رواية شط بحر الهوا بقلم سوما العربي
لم يصدق ما قالته فارتفع صوته إيه شغل الأفلام ده ثم أعاد إمساكها من ذراعها
كلمينى أنا
زهرة بصوت منبوح من البكاء يا بيه أنا أسمى زهرة وحكايتى طويلة اوى وجيت لما عرفت أن ركان بيه أخد بنتى من وحدة اسمها دلال اللى أخدتها من دار الأيتام
اللى رماها فيه أبوها عباس لما أخدها وكانت لسه حتة لحمة حمرة خدها ڠصب منى وجرى بيها وملحقتهوش ومن ساعتها وأنا روحى رايحة منى وسنين بدور عليها
لغاية ما اعترف أبوها أنه وداها دار الايتام فرحت قالوا خدتها الست دلال روحت لدلال قالوا الباشا أخدها ودلال فى السچن
أشارت كرميلا لنفسها قائلة بذهول يعنى أنا مش يتيمة وعندى أم وأب معقول أنا مش مصدقة نفسى
رياض بإنفعال متصدقيش يا كرميلا مش ممكن تكون كدابة ودى حركة تانية من حد تانى عايز يأذيك
زهرة أحلفلك بإيه يا بيه إنها بنتى وتعال أسئل علينا ونعمل تحاليل زى ما أنت عايز عشان تثبت أنها بنتى وبنت عباس
كرميلا وقد أغرقت عينيها بالدموع وليه أبويا يعمل كده
فنكست رأسها زهرة مردفة شيطان يا بنتى ربنا يهديه
وتعالى يلا معايا عشان تشوفى إخواتك الصغيرين من عمك صلاح
كرميلا اخواتى ومين عمى ده كمان أخو ابويا
زهرة بحرج لا ده جوزى
أتجوزته بعد مامقدرتش أعيش مع ابوك بعد عملته السودة ورميك فى دار الأيتام
وهو راجل كويس آوانى وعاملنى كويس وخلفت منه أخواتك
يلا يا بنتى عشان الوقت متأخر وزمانه أخواتك قلقانين عليه ومحتاجنى
تلون وجه رياض قائلا بحنق هو ده إيه اللى تخديها معاك هى سايبة كده ولا ايه
لما
نبقى نتأكد من كلامك الأول
فروحى أنت لعيالك بس سيبى رقمك وعنوانك وإحنا هنتصل بيك
تمعضت زهرة بقولها أنت عايزنى بعد مالقيت بنتى بعد السنين دى كلها أمشى واسبها
فتدخلت إكرام التى كان تقف تبكى على مشاعر قلب تلك الأم المكلوبة على ابنتها
إكرام معلش يا حبيبتى أهو الحمد لله أطمنتى وشوفتيها ومتقلقيش عليها هى معانا وعايشة كويس
وأول مالباشا بس يطمن إنه كله تمام هيجبهالك لغاية عندك
وممكن عقبال ميتأكد تيجى تشوفيها تانى
فنظرت زهرة إلى ابنتها بعين الأم التى لا تريد أن تفارقها مرة أخرى بعد أن جمعها الله بها
فتقدمت منها كرميلا أنا قلبى مصدقك يا أمى
فبكت زهرة وشدت من احتضانها حتى أن رياض لمعت عينيه بالدموع ولكن هى حبيبته أيعقل فى لحظة عين تبعد عنه من جديد فما العمل
صمت مكة أذنها عن كلمات ركان التى أعترف لها بحبه لأول مرة
ثم أردفت قائلة بحزن يأكل قلبها أرجوك كفاية
مينفعش الكلام ده أرجوك أخرج بره بيتى وأخرج بره حياتى
معدتش ينفع بقيت زوجة _ زوجة خلاص
فثار ركان كالبركان قائلا بإنفعال عارف إنك زفت زوجة بس من بكرة حضرتك هترفعى عليه قضية طلاق للضرر ودى الحكم فيها سريع وبعدها هنجوز على طول
فابتسمت مكة بوهن وبنبرة ساخرة نجوز بعد الطلاق ودنك منين يا جحا
ركان يعنى ايه
مكة يعنى حضرتك مستنى أجوز وأطلق ونجوز ليه لعبة أنا فى أيد حضرتك
لا يا باشا روح شوف حد غيرى ألعب بيه
وصح مين قالك إنى عايزة أطلق وأسيب جوزى فى محڼة زى دى
لا يا باشا أنا مش قليلة الأصل
جوزى فى محڼة ولازم أقف جمبه لغاية ميطلع بالسلامة
تحول وجه ركان للتجهم الشديد وضاقت نظراته ثم صړخ بصوت جهورى مخيف جوز ايه يا مكة
ده جوز نسانيس
ولعب إيه اللى بتقولى عليه للدرجاتى شيفانى عيل قدامك مفيش حتى لو ذرة ثقة عندك ليه
فانتحبت مكة بصوت خفيف وهى تحاول السيطرة على نفسها قائلة أظن أنت اللى وصلتنى للإحساس ده
وتخليت عنى فى أكتر وقت محتاجك فيه فعايزنى أثق فيك إزاى بعد كده
تلونت عين ركان بغيوم قاتمة ثم تنهد ألما ولم يدرى بما يجيبها فهى على حق ولكنه كان فى صراع نفسى لا يعلم أحد عنه شىء صراع أثر على حياته منذ طفولته وسوء معاملة والده له
فكل ذرة فى كيانه تريد مكة ولكن القيود هى التى جعلته هكذا فهو مجبر وليس مسير كما تظن ولكن كيف يفهمها هذا
أقترب منها ركان ونظر لها بلوم وعتاب وكأن عينيه تقول ارحمى ضعفى أرجوك
ولكن مكة ابتعدت وأدارت ظهرها له حتى لا يرى عينيها التى تطالبه بالبقاء ولكن عقلها يرفض هذا
فظلت صامتة للحظة قبل أن ترد بصرامة أرجوك كفاية كده وأخرج وسبنى فى حالى
أغمض ركان عينيه پألم فهى تصمم على ذبحه رغم توسلاته لها بالرحمة
فخطى خطوات ثقيلة إستعدادا للمغادرة حتى فجأة توقف حين سماع رسالة وصلت إلى هاتفه من رقم مجهول
إزيك يا باشا ولا باشا ايه خلاص راحت عليك بعد الخبر ده ما