رواية شط بحر الهوا بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

ويرسم على وجهه الضيق والتوتر 

جلال كويس إنى شوفتك يا ريم 

ريم بقلق فيه إيه يا جلال ومال وشك كده 

هو فيه حاجة قولى الله يخليك 

حاتم جراله حاجة 

متخبيش عليه 

جلال مصطنع الحزن حاتم تعبان اوى يا ريم 

مش عارف ماله 

فجأة أنا كنت بكلمه الصبح وبنهزر عادى وهو بيلبس وجى الكلية ومبسوط إنه هيشوفك 

سمعته بيقول اه يا قلبى 

فبهزر معاه وبقوله إيه للدرجاتى بتحبها 

راح لقيته سكت وبعدين اكلم بس بصوت ضعيف قال ألحقنى بدكتور بسرعة يا جلال حاسس إنى ھموت وقلبى بيوجعنى اوى 

رحت قفلت بسرعة وجريت على اول دكتور قابلنى ورحتله وكشف عليه 

وقال الحمد إنى جيت فى

الوقت المناسب ده كان هيحصله جلطة وعطاه إبرة بسرعة فوقته شوية بس نصحه بالراحة فترة فى السرير 

ريم پبكاء يا حبيبى يا حاتم الف سلامة عليك 

جلال بصوت يشبه فحيح الافعى بس يا ستى ومن ساعتها مش بيقول غير ريم وحشتنى عايز اشوفها 

خاېف أموت من غير مشوفها 

وأنا اقوله يا متقولش كده يا راجل بكرة تقوم وتبقى زى الفل 

يقولى يا عينى مش عارف خاېف اوى اموت من غير مشوف ريم 

فصعب عليه اوى وأنا سيبه دلوقتى بعد مراح فى النوم وبرده عمال يخطرف بأسمك حتى وهو نايم ويقول 

ريم ريم ريم 

ريم بإندفاع لا أنا لازم اروح واطمن عليه بنفسى واشوفه 

جلال قلبك حنين يا ريمو وليه حق حاتم يحبك كل الحب ده 

بكت ريم وجففت دمعاتها بمنديل معطر أخرجته من حقيبتها طيب بسرعة ربنا يخليك وصلنى ليه محتاجة أشوفه بسرعة 

جلال بإبتسامة مكر حالا دلوقتى يلا بينا 

ثم ذهبت معه إلى قدرها 

أنجز ركان بروح تكاد تطير من الفرحة كل إجراءات خروج مكة 

فها قد أصبحت حرة طليقة بعد فترة من المعاناة 

وبقلب يخفق بشدة توجه للمشفى ولكنه توقف فى الطريق أمام محل للورود ليختار لها باقة ورد بيضاء كنقاء قلبها 

فى حين كانت هى تستعد للقائه فولجت للمرحاض فتوضئت ثم خرجت وأبدلت ثيابها بأحد تلك العبائات الجديدة وأختارت ذات اللون النبيتى مع حجاب تابع لها بنفس اللون ولكن بدرجة أفتح 

ثم نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت حمرة فى وجنتيها لم تجدها من زمن فتسائلت ألهذا الحد يظهر حبه على وجهى 

ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهى تمسك بطرف تلك العبائة فقد كانت

كلوش من اعلاها ضيق ومن أسفلها واسع فكانت تبدو بها كالأميرة 

وبينما هى كذلك ولج إليها ركان ليتفاجىء بها كذلك فهذه أول مرة يرى على وجهها السعادة فكانت كالبدر المضىء لسماء قلبه المظلمة 

فوقف يتأملها طويلا وود لو احاطها بذراعيه وأخبرها كم أشتاق لها 

وود لو خبئها بين أضلع صدره لتكون له وحده ولا يراها احدا غيره 

وبينما هى تدور حول نفسها ولم تشعر بوجوده أختل توازنها وكادت تسقط فأسرع إليها وأمسك بها بين ذراعيه 

لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة نظرة عبرت عن مكنونة القلب التى لا يستطيع أحدهما أن يفصح عنها 

بل يحتفظ بها سرا حتى كادت

 أن تلهكه ولكن ديما العيون تفضح صاحبها 

فالويل لك يا عينى عندما أفصحتى عن ما يخفيه قلبى 

تلون وجه مكة وأشتعل قلبها ولكنها أظهرت سريعا الڠضب ودفعته عنها ثم صاحت أنت إزاى تسمح لنفسك تمسكنى كده 

ولا يعنى أفتكرت عشان مركزك ورتبتك تقدر تعمل كل اللى أنت عايزه 

لا فوق يا سيادة النقيب كله إلا أنا 

التوى ثغر ركان بإبتسامة ساخرة ورد بتهكم يا شيخة بس بس أنت فاكرة نفسك إيه 

حضرتك كنت هتقعى وأنا لحقتك وصراحة ندمت بعد الكلمتين دول يارتنى كنت سبتك وقعتى واقعدت أتفرج عليك وأضحك 

أحسن من طولة لسانك اللى عامل زى الفرقلة ده 

كزت مكة على أسنانها بغيظ مردفة تضحك ليه فكرنى أرجوز 

فضحك ركان قائلا تصورى صح شبهه بخدودك اللى عاملة زى الطماطمية دى 

لتضع مكة يديها على وجنتيها خجلا وتفترش بنظرها الأرض 

اعجب ركان بحيائها وقارن بينها وبين شاهيناز فالفرق بينهم بين السماء والأرض فالحياء خلق لا يقدر بثمن أساسه تربية صالحة ليس له علاقة بالمكانة الأجتماعية 

الټفت ركان ليرى باقة الورد التى سقطت منه على سهو عندما حاول اللحاق بمكة قبل أن تسقط فالتقطها سريعا وابتسم واقترب من مكة ليهديها إليها قائلا بمداعبة أتفضلى كفارة يا ريس مكة 

ولو أنها خسارة فيك بعد الكلام الدبش اللى قولتيه 

شعرت مكة بالحرج وندمت على تسرعها فى اتهامه وكلماتها القاسېة له عندما رأت باقة الورد البيضاء التى تفضلها دائما 

فتمتمت بخجل شكرا يا سيادة النقيب ومعلش أنا بس لازم أعمل حدود بينى وبين اى حد أجنبى عنى 

ركان بإندهاش بس أنا مش أجنبى أنا مصرى زيك زيك 

ضحكت مكة حتى وضعت يدها على فمها كى لا تعلو صوت ضحكتها

تم نسخ الرابط