رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


وقالت 
طيب أعمل ايه بس يا ربي 
رق قلب ياسمين لحال تلك السيدة وأخذتها وخرجت من البوابة لتتحدث معها ربتت بكفها على كتف السيدة قائله 
خير يا حجه مالك فى ايه
قالت السيدة وهى مازالت تبكى 
أنا يا بنتى كنت بشتغل هنا بس عندى عيل تعب وكنت عده جمبه فى المستشفى بعيد عنك وعن السمعيين جاله التهاب جامد فى الرئه وكان يا حبت عيني بيتوجع أوى دخلت بيه المستشفى وغبت فترة رجعت لقيتهم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم طردونى من الشغل عشان غبت فترة طويله

طيب وليه مشرحتلهمش ظروفك
هما يا بنتى مدينى فرصة أشرح حاجه أنا ورايا كوم لحم أعمل ايه فيهم بس يا ربي
واڼفجرت مرة أخرى فى البكاء وأمسكت يد ياسمين قائله 
انشاله ينجيكى ويكفيكي شړ المړض ساعديني أدخل أتكلم مع رئيس العمال يمكن يرضى يرجعنى تانى
كاد قلب ياسمين أن ينفطر لحال تلك السيدة المسكينة وقررت أن تساعدها فقالت لها 
طيب أنا هساعدك يا حجه وهشرحلهم ظروفك تعالى بكرة فى نفس المعاد وأنا أقولك عملت ايه
حاولت السيدة تقبيل يدها فسحبتها ياسمين بسرعة قالت لها 
ربنا يباركلك يا بنتى ويكفيكي شړ طريقك أنا كل يوم باجى هنا هاجى بكرة ويارب أسمع خبر حلو
ابتسمت لها ياسمين فى حنو وربتت على كتفها قائله 
ادعى ربنا وان شاء الله يرجعوكى الشغل تانى
تركتها ياسمين ودخلت وهى متأثره بشدة كيف يطردون سيدة مثلها وهى فى أمس الحاجة للمال توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب عمر طرقته طرقات خفيفة سمعت صوت من الداخل 
اتفضل
دخلت رفع عمر رأسه ليجدها أمامه هز رأسه لتتقدم تركت الباب مفتوحا كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله 
صباح الخير يا بشمهندس
رد عمر 
صباح النور
نظر عمر الى الباب المفتوح ثم نظر اليها قائلا 
هو مينفعش الباب يتقفل لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت ياسمين نظرت الى الباب ثم اليه كان يرقب ردود أفعالها قالت بتوتر 
آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت 
خلاص مفيش مشكلة شكرا
أوقفها عمر قائلا 
استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلا 
انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة 
اعدى
تقدمت ياسمين وجلست نظر اليها كانت تحاول استجماع قواها وترتيب

________________________________________

أفكرها صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله 
فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب هى ست كبيرة فى السن وشكلها على أد حالها كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها اتكلمت معاها طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه
كان عمر يراقبها وهى تتحدث وعلى وجهها ملامح التأثر لحال تلك السيدة بلعت ريقها ثم استطردت قائله 
هى غلبانه أوى وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها يعني لو ينفع يعني حضرتك 
قاطعها قائلا 
بتتوسطيلها عندى يعني 
بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر قالت 
لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى
صمت عمر لحظات ثم نظر اليها قائلا 
لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى
لم تصدق ياسمين ما سمعت شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة نظرت الى عمر وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها 
بجد يعني هترجعوها الشغل 
راقب عمر ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل ساد الصمت لاحظت ياسمين تفرسه فيها فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها قال بعد برهه 
أيوة لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه يعني متكنش عملت حاجه غلط سړقت مثلا أو سببت تلفيات 
شكرته ياسمين قائلا 
شكرا لحضرتك وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ
هز عمر رأسه فنهضت ياسمين ونظرت اليه قائله 
متشكره مرة تانية
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها ظل عمر ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة التى شعرت الفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة كم هى رقيقه تحب الخير للآخرين كان مستغرقا فى تفكيره عندما طرق أيمن الباب ودخل قائلا ببشاشة 
ازيك يا عمر
ابتسم له عمر قائلا 
تمام الحمد لله
جلس أيمن على المقعد التى كانت تجلس فيه ياسمين منذ قليل تفرس فى صديقه الشارد الذهن قائلا 
ايه مالك فى ايه
ابتسم عمر قائلا 
لا أبدا مفيش حاجه 
قال أيمن لصديقه وهو يشير الى ذراعه اليسرى الموضوعه
 

تم نسخ الرابط