رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه
ياسمين كثيرا لهذا الخبر فقد كانت بالفعل تشفق على تلك السيدة وأولادها رددت قائله
الحمد لله
رفعت نظرها لتجد نظرات عمر المصوبة تجاهها فقالت بسرعة
بعد اذن حضرتك
ثم تركته وانصرفت .
الفصل الثالث والعشرين
Part 23
راقبها من بعيد وهى تباشر عملها كانت منهمكة فى عملها لدرجة أنها لم تشعر بوجوده بل لم تشعر بأى شئ حولها وقف يراقب حركاتها سكناتها لا يدرى لماذا يفعل ذلك فهى ليست بالجميلة التى تبهر الأنظار والعقول وليست ممن اعتاد صحبتهن والتعامل معهن لكن بها شئ غريب يدفعه لأن يراقبها ويحاول فهمها ربما كان هذا هو سبب فضوله أنه لا يستطيع حتى الآن فهمها تصرفاتها غريبة مبادءها عجيبه لم يقابل مثلها من قبل تجمع المتناقضات فى آن واحد خجوله واثقة بنفسها رقيقة القلب قوية الشخصية ذكية عملية ضعيفة هشه مذيج عجيب لم يقابل مثله لذلك يشعر دائما بأنها لغز غامض وفضوله يدفعه دفعا لإستكشاف هذا اللغز ومحاولة حله اقترب منها قائلا
رفعت رأسها لتنظر اليه قائله وحبات العرق تنبت على جبينها
صباح الخير يا بشمهندس
وضع عمر يديه فى جيب بنطاله وأخذ ينظر اليها والى ما فى يدها ثم قال
بتعملى ايه
قالت ياسمين دون أن تنظر اليه
دى عينات خدناها من القطيع النهاردة عشان الكشف الدورى بجهزهم عشان أبعتهم المعمل
أخبار الشغل ايه مرتاحه فيه
قالت وهى لا تزال منهمكه فى عملها
أيوة الحمد لله
سألها بإهتمام
حد ضايقك تانى
كان يقصد اتصال مصطفى ردت بإقتضاب _
________________________________________
لأ
لم يجد ما يقول فصمت قليلا ثم قال
قال ذلك ثم انصرف رفعت ياسمين رأسها لتنظر اليه وهو يبتعد ثم عادت لتكمل عملها مرة أخرى
كانت ياسمين جالسه مع شيماء فى استراحة الغداء يتسامرون ويتضاحكون وفجأة أتت مها لتجلس معهم بدون استئذان توقف الحديث ونظرت الفتاتان الى بعضهما البعض وأكملت كل منهما طعامها فى صمت قطعت مها هذا الصمت قائله
قالت ياسمين ببرود
حكاية ايه
رفعت مها حاجبها قائله بسخرية
يعني انتى مش شايفه انها غريبة ان واحدة تيجي من محافظة تانية هى وأهلها عشان يشتغلوا مع بعض فى المزرعة أكيد فى سر ورا الموضوع ده
ولا سر ولا حاجه
ازدادت مها فى سخريتها قائله
معروف عن البشمهندس عمر انه بيحب يعمل خير فى الناس شكلك صعبتى عليه انتى وأهلك وعشان كده شغلكوا عنده فى المزرعة
هبت ياسمين واقفة وهتفت قائله
مسمحلكيش تتكملى ربع كلمة عنى أو عن أهلى وأنا جايه هنا أشتغل مش أشحت من حد
قالت ذلك ثم تركت طعامها وغادرت المكان نظرت اليها شيماء بعتاب قائله
بالله عليكي انتى مش شايفه ان الحكاية دى غريبة وان فى سر هى مخبياها عننا
ملناش دعوة هى حرة
أنا بأه هعرف السر اللي هى مخبياه واللي مخلى عمر مهتم بيها وبأهلها أوى كده
نهضت شيماء وانصرفت هى الأخرى تاركه مها خلفها .
مش حماتك اتخطبت !
نطق أيمن هذه العبارة وهو جالس فى أحد المطاعم مع عمر وهما يتناولان معا طعام العشاء رد عمر قائلا
تغور هى وبنتها
أكمل أيمن قائلا
اتخطبت لواحد عربي من اللى بيستثمروا فلوسهم فى مصر شكله أكبر منها بكتير
نظر اليه عمر مستفسرا
وانت عرفت منين
شوفت صورتهم فى الجرنال من كام يوم واحدة معندهاش ريحة الډم مش تستنى ما عدتها تخلص
قال عمر مستهزئا
ده على أساس انها بتطبق كلام ربنا أوى فى الأمور التانية يا سيدى هى جت على العدة ربنا يسهلها
قال أيمن لصديقه
بصراحة يا عمر أنا مش عارف انت كنت واقع وسط الناس دى ازاى أنا لا كنت برتاح للى كانت خطيبتك دى ولا لأمها كويس ان ربنا نجاك منهم
قال عمر بضيق
قفل على سيرتهم يا أيمن بجد مش حابب أفتكر حاجه عنهم
نظر أمين الى صديقه فترة ثم سأله بشك
انت لسه حاسس بحاجة نحيتها
نظر عمر اليه بدهشه قائلا
نحية مين
نانسي
قال عمر على الفور
لأ طبعا
واثق
أيوة واثق
أمال ليه اضايقت لما جبت سيرتهم
صمت عمر قليلا ثم رفع بصره لصديقه قائلا
لانى لما بفتكرهم بفتكر أد ايه أنا كنت غبي وأعمى وبضايق من نفسي جدا وبحس انى رغم العمر ده كله معرفتش أحكم على الناس صح
تنهد ثم قال
بصراحة ندمان على