رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


بحسرة وألم .. لكم تشتاق الى وجوده معها والى حديثها معه .. دقائق ووجدته يدخل مرة أخرى حاملا كوب تتصاعد منه الأخبرة وحبة دواء .. نظرت اليه بإستغراب .. مد يده بالحبة .. فجلست وأخذتها .. ثم أعطاها الكوب قائلا
اشربي ده .. ولو لسه حسه بالألم قوليلى وأنا أجبلك حباية تانية 
شعرت بالحرج الشديد أخذت منه الحبة والكوب دون أن تنظر الى وجهه .. تمنت ان يرحل لكنه ظل واقفا ينظر اليها .. أرادت أن تتحدث لكنه أوقفها بيده قائلا بحزم 

اشربي ونامى
ثم تركها وخرج ..
بعد عدة ساعات سمعت صوت الباب يفتح .. فتظاهرت بالنوم .. شعرت به وهو يغير ملابسه ثم يقترب منها ويمسح حبات العرق على جبينها بظهر يده ..يلفها بالغطاء جيدا .. ثم .. يحمل وسادته وغطائه ويفرشهم على الأرض وينام
استيقظت على آذان الفجر .. وقامت لتوقظه لكنه لم تجده نائما .. بل وجدته واقفا يصلى .. تابعته بعيناها حتى أنهى صلاته وتوجه الى مكانه على الأرض ونام .. شعرت بالحنق والضيق .. نظرت اليه لتجده يغط فى سبات عميق .. كانت تتألم من هذا البعد .. لم تعتد على بعده عنها بهذا الشكل .. قامت على فور وحملت وسادتها وغطائها وفرشتهم على الأرض بجواره .. ونامت وهى تتطلع الى وجهه
فى الصباح شعرت بيده توقظها .. فتحت عينيها فوجدته نيظر اليها بحزم قائلا 
ايه اللى منيمك على الأرض هنا
قالت بضعف 
كده عشان انت نايم هنا
أمرها بحزم 
الارض
ساقعه وانتى تعبانه قومى اطلعى نامى على السرير 
امتثلت لأوامره .. وهى تشعر بالحنق والضيق .. قام وغير ملابسه ثم خرج دون ان يتفوه بكلمه
بعد عدة أيام كانت ياسمين جالسه مع كريمة فى الحديقه 
قالت كريمه 
نور سافر النهاردة الصبح 
قالت ياسمين 
هيرجع امتى 
كمان يومين سافر فى شغل مهم .. وعلاء كمان مش هيكون موجود النهاردة لانه مسافر .. بس ناوية أعمل سهرة حلوة فى الجنينة 
شردت ياسمين قليلا ثم قالت 
يعني مش هيكون فى رجالة موجودة النهاردة
أيوة .. عمر بس
كويس
اشمعنى
قالت بثقه 
عشان أرد القلم
قالت كريمه بإستغراب 
مش فاهمة قلم ايه
ابتسمت ياسمين 
هتعرفى النهاردة
فى المساء .. أخرجت ياسمين أحد الفساتين الذى أصر عمر على شراءه يوم أن كانا معا فى المول لشراء ملابسها .. كان رقيقا للغاية ومتناسقا مع بشرتها الخمرية .. ارتدت حذاء ذو كعب وصففت شعرها لأعلى وتركت بعض الشعيرات التى تتساقط على وجهها برقة .. كانت قد تعلمت الكثير من سماح عن وضع المكياج فإستعانت بخبرتها وبأدوات الزينة التى تزين التسريحة فى غرفة نومها .. كان مكياجها يتسم بالرقة والبساطة .. كانت راضية تماما عن شكلها .. كانت تشعر بالخجل من الظهور بهذا المظهر أمام الجميع وخاصة عمر .. لكنها تشجعت ونزلت الدرج بعدما رأتهم من شرفة غرفتها وقد تجمعوا معا فى الحديقه استعدادا لتمضية الأمسية بها .. خرجت الى الحديقة وقلبها يرتجف .. لكنها حاولت رفع رأسها والسير بإتزان دون أن يبدو عليها التوتر .. أول من لمحتها هى كريمه التى هتفت بدهشة 
ياسمين !
ازدادت ضربات قلبها عندما وجدت أنظار الجميع تلتفت اليها .. لمحت نظرات التعالى فى عين ثريا وهى تفحصها من رأسها الى أخمص قدميها .. أما ايناس فكانت نظراتها تتسم بالحقد والغيرة .. كانت ايناس متحررة فى ملبسها .. وفى وضع الزينة .. لكن ياسمين تفوقت عليها بحسن اختيارها لما يناسب لون بشرتها وطبيعة جسدها .. فلم تفعل مثل ايناس وتحاول تغيير لون بشرتها بإضافة المزيد من مستحضرات التجميل والتى جعلتها تبدو كتمثال صب من الشمع فبدت مصطنعه الى حد كبير .. بل زينت ماهى عليه بالفعل .. فبدت أكثر رقة وأكثر شفافية وأكثر جمالا ..
أما نظرات كريمه فكانت تتسم بالفرح والاعجاب والحنان .. لكم تعشق تلك المرأة الحنون الطيبة .. جلست ثم .. التفتت لتتطلع الى عمر .. خفق قلبها پجنون عندما ارتطمت بنظراته الشغوفة التى تتأملها بصمت .. شعرت بقلبها وكأنه سيقفز من مكانه .. ودت لو نهضت وارتمت بين ذراعيه
شعرت بالسعادة تسرى بداخلها وقد أيقنت بأنها أصابت عصفورين بحجر واحد ..
تعمد عمر طوال السهرة ألا ينظر اليها وألا يوليها أى انتباه .. ظلت تراقبه بطرف خفى .. اقترحت كريمه فجأة 
عمر قوم ارقص مع ياسمين
توترت ياسمين .. لم ترد احراج كريمه .. لكنها قالت بخفوت 
معلش يا ماما بس مش بسمع موسيقى
فقالت ثريا پحده 
ليه بأه ان شاء الله .. رجز من عمل الشيطان
لم تجاريها ياسمين .. لأنها شعرت بأن المرأة تبغى شجارا .. نهض عمر ومد يده الى ياسمين بصمت .. نظرت اليه أسلمت كفها له ونهضت معه .. سار بها قليلا فقالت بصوت مضطرب 
أنا مش بسمع موسيقى يا عمر
قال ببرود 
محدش قال ان أنا هشغل موسيقى
أوقفها
 

تم نسخ الرابط